هل هناك حاجة إلى بنوك استثمارية في سورية

[Ahmadhsn]

هل هناك حاجة إلى بنوك استثمارية في سورية

تقوم بنوك الاستثمار بدور ريادي في تسويق اصدار الأوراق المالية وحيازتها في ظل الاقتصاديات المقدمة، حيث يقوم بنك الاستثمار بشراء كامل اصدار الأوراق المالية الجديدة ،
ويتولى تسويقها إلى الراغبين وعندما يكون هناك فائض من الأوراق المالية، أو يرى البنك أن من مصلحته عدم البيع، يحتفظ البنك بالجزء المتبقي لديه ضمن محفظته الاستثمارية.‏
إن اضطلاع بنك الاستثمار بهذه المهمة يزيد من ثقة المتعاملين وذلك على أساس أن قبول البنك تولي مهمة الإصدار لشركة ما، هو تأكيد بأن وضع الشركة مطمئن وأن المعلومات عن هذه الشركة هي معلومات صادقة، وأن تسعير الورقة المالية ليس فيه مغالاة.‏
وعلى الرغم من النجاح الكبير الذي حققته المصارف الاستثمارية على الصعيد الدولي، إلا أنني أرى أنها لا تلائم الظروف السائدة في السوق السورية، نظراً للعدد المحدود للأسهم المتداولة وصغر حجم الإصدار لكل منها. فسوق الأوراق المالية في سورية تعاني من مشكلة قلة المعروض في الأسهم المتداولة، ولقد انعكست هذه الحالة على شكل ارتفاع غير مبرر في أسعار الأسهم المدرجة في السوق، حيث إن الأسعار السوقية للأسهم تتجاوز على الأغلب القيم العادلة لها، كما أن الإصدارات الجديدة ذات حجم محدود وتغطى بالكامل وأحياناً بأضعاف مضاعفة من عدد الأسهم المصدرة، كل ذلك يشير إلى عدم وجود ضرورة لإنشاء بنوك للاستثمار في سورية.‏
إن البديل الحالي وهو الأسلوب المباشر الذي يقع فيه عبء الإصدار على الشركات نفسها، وتقوم بتسويقه من خلال المصارف التجارية، في ظل الظروف الراهنة هو بديل مقبول وملائم، طالما أنه لا توجد مشكلة حقيقية تواجه الشركات المؤسسة حديثاً في تسويق إصداراتها، إذ إنه لم يوجد حتى الآن على الأقل أي إصدار من الأسهم لم تتم تغطيته بالكامل من قبل المكتتبين.‏
إن الحاجة إلى تكوين بنوك الاستثمار في المرحلة الراهنة من تطور الاقتصاد السوري غير موجودة، بل على العكس يمكن القول إن دخول بنوك الاستثمار إلى سوق الأوراق المالية سوف يؤدي إلى زيادة الطلب على الأسهم المتاحة للتداول، مما يعني ارتفاعات إضافية في أسعار تلك الأسهم، وتجاوز الأسعار السوقية للأسهم القيم العادلة لها بشكل كبير، مما ينتج عنه مشكلات إضافية أعتقد أن سوق الأسهم في سورية هي بغنى عنها.‏
إن الحاجة إلى بنوك الاسثتمار تنشأ عندما يكون الاقتصاد في حالة نمو وتوسع وبالتالي تنشأ قاعدة صناعية وتجارية كبيرة، وعندما تعجز رؤوس الأموال المتاحة محلياً عن تمويل حالة النمو والتوسع في الاقتصاد، عندها تبرز الحاجة إلى البحث عن مصادر التمويل المناسبة والتي تشكل بنوك الاستثمار أحد مكوناتها.‏

المصدر: د.عبد الرزاق قاسم - الثورة