المركزي يسمح لشركات الصرافة بيع وشراء العملات حسب أسعار السوق السوداء

[ابراهيم طاهر]

المركزي يسمح لشركات الصرافة بيع وشراء العملات حسب أسعار السوق السوداء
03/04/2013

كسرت آليات السوق حاجز الصمت وأعلنت صراحة ولأول مرة الانتصار على صنّاع القرارات النقدية والمالية، لتفرض أسعار الصرف الحقيقية أو بشكل أكثر دقة أسعار السوق السوداء كمستوى حقيقي لسعر الليرة، حيث تم بيع الدولار بسعر 116 ليرة واليورو بـ148 ليرة في شركات الصرافة النظامية، وهي تداولات السوق غير النظامية أمس الأول.
التعاملات الجديدة القريبة خطوة واحدة من التعويم الكامل لليرة، حسب وصف الكثير من خبراء النقد، جاءت بعد اجتماع عقد أمس لحاكم المصرف المركزي الدكتور أديب ميالة مع قائمين على مؤسسات مالية رئيسية في دمشق، كما قال مصدر مسؤول في "المركزي" فضّل عدم ذكر اسمه، لـ"البعث"، مضيفاً: إن القرار الذي كان شفهياً يهدف إلى الحدّ من المضاربات على الليرة وتأمين القطع الأجنبي لمن يريد من المواطنين ولتلبية حاجة المستوردين، وإنه مؤشر على توفر العملات الصعبة.

تعويم لليرة
إلا أن رؤية صنّاع القرار تختلف عن وجهات نظر خبراء المال التي ترى بإجبار تداول القطع الأجنبي عند مستوياتها العليا تأكيداً لعلو كعب السوق على قدرات وكفاءة هيئة النقد والتسليف الذي نتج عنه خروج التسعير الرسمي وأسعار الصرف الأخرى عن السيطرة، وبدوره لم يجد الخبير الاقتصادي الدكتور قيس خضر تسمية علمية لما حدث سوى "تعويم العملة"، مؤكداً ضرورة المصداقية والشفافية في مثل هذه القضايا الحساسة نتيجة منعكسات تطبيقها بالخفاء على أسعار السلع والمواد كافة، وخصوصاً مع الغياب شبه التام للرقابة التموينية وأدوات السيطرة البديلة الأخرى على الأسواق، وبسبب ذلك يعتقد خضر أن السلع كافة متجهة نحو التعويم أيضاً وبالتالي تحكّم كامل للتجار في السوق، أي موجة جديدة من الارتفاع في أسعار المواد، غير أن الخبير الاقتصادي يرى أن هناك انخفاضات متتالية تدريجية لأسعار الصرف خلال أيام وذلك حتى تستقر عند مستوياتها الطبيعية دون مبالغة أو تقليل من قيمها، إلا أنه طالب "المركزي" بأخذ الحيطة والحذر من أساليب مخادعة قد يبتدعها تجار العملات للعودة من جديد إلى سوق المضاربة وإشعال سوق العملات.

أسعار واقعية
مما لا شك فيه أن قرار "المركزي" بيع وشراء العملات بأسعار السوق السوداء ضربة قاضية للمضاربين، وقد يكون من أكثر القرارات الحكومية النقدية الصائبة منذ بدء الأزمة، كما يقول نادر الشعار مدير شركة الشعار للصرافة في تصريح لـ"البعث"، الذي أكد السماح لشركات الصرافة والمصارف ببيع ما يعادل عشرة آلاف دولار من العملات دون قيد أو شرط، مشيراً إلى أن 115- 116 ليرة للدولار الواحد و147-148 ليرة لليورو أسعار واقعية والعمل بها تحرير لسعر الصرف بشكل نظامي لا يقبل الشك، وقال: إن القرار جريء يؤكد حضور السلطة النقدية وتوفر القطع الأجنبي بكميات كبيرة وذلك عندما تسمح الحكومة بتمويل المستوردات كافة، وتأمين حاجات المواطنين من القطع، وإصرارها على إعادة الاستقرار لسوق الصرف، وعن القيمة التي يمكن أن يستقر عندها سعر صرف الليرة توقّع الشعار أن تحدّد بين 96 و98 ليرة للدولار الواحد خلال شهر من الآن.

تدخّل إجباري
مع ارتفاع سعر صرف الليرة السورية تدريجياً من 50 إلى 87 ل.س وصولاً إلى 125 ليرة لكل دولار أميركي في السوق السوداء خلال شهر آذار الفائت وذلك لأول مرة منذ بدء الأحداث والاضطرابات في البلاد، وسط توقّعات ليست بالبعيدة تتحدث عن إمكانية فقدان الليرة أكثر من 100 % من قيمتها، كان لا بد للمركزي من اتخاذ خطوات عملية للتدخل الفوري بهذا الخصوص حتى لو كان تعويماً للعملة، للحدّ ما أمكن من جشع تجار الدولار، وقد يكون قرار الحكومة السابق بقيام المصارف المسموح لها بالتعامل بالقطع الأجنبي ومؤسسات الصرافة المرخصة بتنفيذ عمليات بيع القطع الأجنبي مقابل الليرة السورية حسب أسعار الصرف السائدة في سوق القطع الأجنبي، خطوةً تمهّد الطريق للتعويم، ولم يخفِ حاكم مصرف سورية المركزي أديب ميالة في أحد تصريحاته العام الفائت نيات الحكومة تعويم الليرة السورية في المستقبل القريب، ويبدو أن الحكومة عازمة فعلياً على المضي قدماً نحو التعويم.
أمر سيثير الكثير من التساؤلات والتحفظات حول هذه القرارات ومدى فعاليتها لدى الكثير من المواطنين والاقتصاديين السوريين الذين لا يسمعون على حدّ قولهم سوى التصريحات والخطط المستقبلية مقابل غياب التوضيحات من أي جهة صاحبة قرار حول مفاعيل تلك القرارات ومعناها وتأثيرها في السوريين أصحاب الشأن في هذا الأمر، لتترك بذلك بيئة خصبة لمزيد من التكهّنات والشائعات بين الناس والتجار على حدّ سواء وخصوصاً مع عدم المعرفة الكاملة بمعنى وآلية مفهوم "تعويم الليرة السورية"، علماً أن مفهوم التعويم أو تحرير سعر الصرف هو أن نترك سعر صرف الليرة لآليات السوق دون تدخل، أي إن العرض والطلب هما اللذان يحدّدان السعر الحقيقي.
البعث

[farhan]

السلام عليكم العندو فكرة ينصحنا الليرة الى الهبوط ام ماذا سيحصل

[hikmat]

بس ضاع السعر مافي مرجع لﻼسعار كل شركة عم تحط سعر بيع على الشاشة