
رد: أراء وتحليلات عالمية مترجمة للعربية لحركة الذهب من 15 حتى 20\10\2012
المعدن الأصفر يفتقد لبيرقه في ظلال البيانات الإيجابية لأكبر اقتصاد في العالم وانتقاد الاقتصاديات الناشئة لسياسات الفدرالي المتكيفة للغاية...
أفتقد المعدن الأصفر لبريقه بشكل ملحوظ في مطلع الأسبوع الجاري في أعقاب انتقاد الاقتصاديات الناشئة لسياسات البنك الفدرالي الأمريكي المتكيفة للغاية خلال اجتماع الذي استضافه البنك المركزي الياباني بالتعاون مع صندوق النقد الدولي في نهاية الأسبوع الماضي، خاصة في أعقاب تعهد الفدرالي الأمريكي بالبقاء علي أسعار الفائدة عند مستوياتها المنخفضة الحالية حتى منتصف عام 2015 ناهيك عن إحيائه مؤخراً لسياسات التخفيف الكمي (التيسير الكمي).
الجدير بالذكر أن استمرار البيانات الاقتصادية الإيجابية التي نشهدها مؤخراً من قبل أكبر اقتصاد في العالم خلال الآونة الأخيرة وخاصة تجاه سوق العمل الأمريكي والتي فاقت توقعات أكثر المتفائلين مع تراجع معدلات البطالة لنسبة 7.8%، ذلك بالإضافة لارتفاع مبيعات التجزئة الأمريكية اليوم بصورة فاقت التوقعات، علماً بأن مبيعات التجزئة تمثل نحو نصف الإنفاق الاستهلاكي الذي يمثل أكثر نحو ثلثي الناتج المحلي الإجمالي، توحي بأن الاقتصاد الأمريكي قد عاد من جديد للطريق الصحيح نحو مسيرات التعافي المرجو له.
الشيء الذي يحد من التكهنات تجاه اعتماد صانعي السياسة النقدية للمزيد من التحفيز والتوسع في سياسات التخفيف الكمي، علماً بأن اعتماد الفدرالي للخطط الثالثة من سياسات التخفيف الكمي بما قيمته 40$ مليار دولار أمريكي شهرياً قابلة للزيادة لحين الوصول بأكبر اقتصاد في العالم للتعافي المرجو له شريطة تحسن الأوضاع في سوق العمل الأمريكي نظراً لكونه ينعكس بشكل مباشر علي مستويات الدخل والإنفاق الاستهلاكي. وهنا يجب الإشارة لكون التحسن النسبي الذي شهده سوق العمل الأمريكي مؤخراً وارتفاع مبيعات التجزئة اليوم ذلك بالإضافة لاستنكار البلدان النامية في نهاية الأسبوع الماضي لتلك السياسات التحفيزية من قبل الفدرالي والتي تضعف من قيمة الدولار وتضر بقدرتها علي التصدير، ناهيك عن كونها قد تشعل الضغوط التضخمية عالمياً مستقبلاً.
قد يدفع الفدرالي لعدم استكمال الخطط الثالثة من سياسات التخفيف الكمي نظراً لزوال السبب الرئيسي الذي دفعه للجوء إليها، أو علي أقل تقدير قد يلجاء لتجميده أو تقليصها لما دون 40$ مليار دولار، خاصة وأن محضر اجتماع الفدرالي الأمريكي قد أوضح خلال الشهر الجاري أن تغير حجم شراء السندات المدعومة بالرهن العقاري من قبل البنك الفدرالي الأمريكي شهرياً يعد للحد من المخاطر المرتبطة بالبرنامج والتي قد تثقل علي كاهل الأسواق المالية وتشعل الضغوط التضخمية.
الجدير بالذكر أن رئيسة صندوق النقد الدولي السيدة كريستين لاجارد قد أعرب أن الخطوات العدائية من قبل البنك الفدرالي الأمريكي والبنك المركزي الأوروبي ونظيرة الياباني كانت "إجراءات سياسية كبيرة في الطريق الصحيح"، إلا أنه أشارت لأخذها لبعض الملاحظات علي تلك السياسات التي تنعكس علي الآخرين دعية بذلك البنوك المركزية لتطوير الحوار والتعاون.
كما أشارت لاجارد لكون "السياسات المالية المتكيفة في العديد من الدول المتقدمة من المرجح أن تنطوي علي تدفقات كبيرة من رؤوس الأموال للاقتصاديات الناشئة" مضيفة "أن ذلك قد يؤدي إلي إنهاك (اقتصادي)، فاقعة في أسعار الأصول وتراكم الخلل في التوازن المالي"، مما لا شك فيه أن تلك التطورات قد حدت من مراهنات المستثمرين علي أسعار الذهب والتي قربت خلال الأسبوع الماضي من مستويات 1,800$ للأونصة.
علي الصعيد الأخر فقد شهدنا اليوم استقرار الضغوط التضخمية في ثاني أكبر اقتصاد في العالم بخلاف التوقعات التي أشارت لتناميها، الشيء الذي أضف المزيد من الضغوط السلبية علي أسعار المعدن الأصفر لكونه يحوط التضخم، علماً بأن استقرار الضغوط التضخمية في الصين أدني نسبة 2% يتيح المجال لصانعي السياسة النقدية لدي المركزي الصيني لاعتماد المزيد من التحفيز لدعم وتيرة التعافي في أعقاب وهن أنشطة الاقتصاد الصيني مع تراجع الصادرات الصينية مؤخراً، خاصة في ظلال تفاقم أزمة الديون السيادية الأوروبية التي تزيد من الضغوط علي الاقتصاد العالمي تباعاً وتحد من مستويات الطلب العالمي. أما بالنظر إلي القارة العجوز فلا يزال الحذر قائم مع ترقب المستثمرين لما سيصفر عنه اجتماع زعماء المنطقة اليورو وترقب الأسواق لاعتمادهم المزيد لاحتواء تفاقم أزمة الديون السيادية الأوروبية والتي تدخل في عامها الثالث، ناهيك عن تنامي التكهنات تجاه إقدام أسبانيا علي طلب مساعدات مع استمرار الجدل القائم حول إلي متى ستتمنع الحكومة الأسبانية في ظلال الضغوط التي يواجها رابع أكبر اقتصاديات القارة العجوز.
وفقاً لذلك عزيزي القارئ فقد الذهب تداولات الأسبوع عند مستويات 1,742.33 دولار للأونصة، قبل أن يحقق أدنى مستوياته عند 1,732.32 دولار للأونصة، و أعلاها عند 1,749.15 دولار للأونصة، ليتداول حالياً عند مستويات 1,737.98 دولار للأونصة، أما بالنسبة للفضة، فقد لحقت بمسار الذهب نوعا ما، لتتداول حاليا عند مستويات 32.80 دولار محققه أدنى مستوى لها خلال اليوم عند 32.66 دولار بالمقارنة مع مستويات الافتتاحية عند 33.12 دولار، ومحققة أعلى مستوياتها عند 33.36 دولار.
وبالنظر إلى مؤشر الدولار - ذلك المؤشر الذي يقيس قوة الدولار الأمريكي أمام سلة من العملات الرئيسية - فقد استقر أعلى مستويات الافتتاحية ليتداول في تمام 02:12 مساءا بتوقيت نيويورك عند مستويات 79.71، مقارنة بمستويات الافتتاحية عند 79.68، محققا أعلى مستوي له عند 79.97، في حين حقق أدني مستوياته عند 79.60.