عضو أساسي
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: دمشق
المشاركات: 2,622
شكراً: 11,259
تم شكره 10,419 مرة في 2,584 مشاركة

رد: امتال جدودنا
من نفحة البشام في رحلة الشام
الشيخ محمد عبد الجواد القاياتي
دمشق
أخلاق أهلها وطباعهم وعوائدهم
وأما أخلاق أهلها وطباعهم وعوائدهم وأوضاعهم فهي من أجمل ما يكون في أخلاق العالم وطبائعهم من سهلة العريكة ولين الجانب مع الأقارب والأجانب يلاقون الشخص بالطلاقة والبشر والهشاشة إلا أنهم يبالغون في التحية فوق اللازم ويزيدون في كثرة التمني والانحناء على عادة الأتراك عند مقابلة العظيم منهم وربما دخل الزائر عليهم واخذ مجلسه ومكس زمن لا يمسون عليه ولا يشيرون بيد التمني إليه حتى يكون هو الذي يبدأهم بذلك إعظاما له وإكراما وإظهارا لعلوه عليهم رتبة ومقام فيطول الانتظار والتربص ويود الحاضرين التملص من هذا الارتباك والتخلص وكذا يفعلون عند دخول الدور أو الجالس فيكثرون من التمنع والتصنع والتقديم لذي المقام الأرفع بما تضيق منه الصدور والأنفس قبل إن تملاء منهم صدور المجلس ويكثرون من لفظة داعيكم أو عبدكم فيلتزم المخاطب في كل مرة إن يقول استغفر الله فكلما أكثر المتكلم من الذنوب اضطر المخاطب للاستغفار من الحوب فأعجب لهذا الأمر المقلوب والقلب المغلوب ويقولون للعظيم جئنا لتقبيل اذيالكم ولثم أناملكم وهكذا من الألفاظ الفخيمة والمقالات العظيمة وكنا لعدم التعود على مثل هذه الترسيمات نسهى عن الإتيان لهم بتلك الرسومات وهاتيك المقالات والتحيات كأنه غلب علينا الذهول والسبات ومن محاسنهم التودد إلى الغرباء وزيارة المسافرين وملاطفتهم قولا وفعلا فيصنعون لهم الولائم ويشددون عليه في العزائم ولكنهم يتحايلون على امتحان أهل العلم واختبارهم بكل حيلة خفية أو جلية ولو ظهر ما أضمروه من الطوية فيبدؤونه بالكلام والمحاورة والسؤال والمذاكرة حتى يخبروا خبره ويقدروه قدره .
الحلقة القادمة نسائهم وعاداتهن
__________________
لطف حديثك فالنفوس مريضة
ومن الكلام محنن ومجنن