23-10-2011, 09:11 AM
|
#1
|
موقوف
|
أحبب ماشئت فإنك مفارق
أيها الإنسان قد تكون مسؤولا" أو صاحب نفوذ أو تاجر كبير فأحبب ما شئت من السلطة والمال والجاه أحبب ما شئت من جميلات العالم وضاجعهم ما شئت وأنجب أولادا"ما شئت وأحبب القصورا واشرب الخمورا وكل أطيب الطعام وأجمل اللباس وسامر الخليلات وذل الناس وافتخر بقدراتك , لكن توقف لحظه وفكر, فأي سلطة أو مال مصدرها حتما"الناس الذين من حولك إذا كان لديك سلطه ومال ولا يوجد ناس حولك فمحصلة السلطة والمال صفر ولن تستفيد منهما حتما", فأنت قد تكون استوليت على حرية وحقوق الناس أخذت أموالهم اعتديت على حريتهم وكرامتهم وإعراضهم وشكلت قوتك منهم فأنت قوي الآن بسبب وجود الناس معك لكن قد يبتعد عنك الناس بقدرة قادر, انك لن تعيش الدهر كله ولن تأكل كل طعام الأرض و لن تلبس كل لباس الأرض ولن تكون الأقوى ولن تخلد في العالم بل كل قوي يوجد أقوى منه في الأرض, قد تملئ الخزائن والبنوك بالمال والمجوهرات لكن لن يستطيع جسدك أن يأخذ إلا حاجته البسيطة من الرغبات والغرائز أما باقي المال سيكون في ظلام الخزائن ويُحرم منه بقية الناس فهو زائد عن حاجتك قد تذل إرادة الناس وتسلب حريتهم قد تدهس على رؤوسهم وتعذبهم انك الآن قوي ستكون لك كل السلطة وسيطقطق الناس الذين مثلك رؤوسهم لك من اجل السلطة والمال القبيحين ويساعدوك, إننا نعيش عصر الأنانية والنفاق , لكن القائد لكل نفس شريرة بلا منازع هو الرغبات المسروقة من الضعفاء وفي النهاية سيصبح هذا الإنسان قاسيا" متكبرا" من شدة حب الدنيا ولذتها لان لا يوجد رادع له , قد يصاب بمرض داء الملوك قد لا يستطيع أن يمشي في يوم من الأيام بسبب الإسراف في المتعة أو قد يكون نحيلا" من شدة الكيد والغيظ من الدنيا لأنه يريد المزيد من سلطتها وكنوزها فهو لا يشبع , بعدها سيكون مكروها"من الناس انه يركض وراء الدنيا ولا يلحقها ولا يشبع من حبها فيصاب بأمراض نفسية تزيده بطشا بالناس وقمعا" لكن في النهاية انه مفارق لكل العز والجاه . انتبه أيها المعتز بنفسك أين الملوك والسلاطين أين الرؤساء أين أبطال العالم أين التجار وطريق الحرير أين عنترة ابن شداد في زمانه أين إنسانا" بعد عقودٍٍٍ من الزمن يصبح هزيلا" . قد تقع فجأة في موقف تقبل أيادي اضعف خلق الله وتطلب منهم الرحمة , الإنسان مهما علت مرتبته لا يستطيع مقاومة جرثومة حجمها ميكرون , انك هزيل أيها الإنسان بعدما تموت لن يستقبلك أحد في حظيرة حيوان خاصة به ضيفا" لأنك جيفه تتصاعد منها أبخرة و روائح كريهة فعندما تموت لن يستحملك بضع دقائق من يداهنك في الدنيا ويحميك فهو كان يطقطق لك رأسه من اجل سلطتك ومالك وهذا عندما تكون حيا" فقط , لكن بعد موتك سيسبك بقلبه ويدعي عليك لله ولن يحميك من الدود الذي سيلتهمك في قبرك لتكون برازا" يمثل التراب وهي حقيقتك , بل لن يستحملك ابنك وأمك وأبوك وزوجك وصديقك واقرب الناس لك من شدة رائحتك الكريهة فأنك ستدفن كنفاية مهما كنت وستكون غذاء للجراثيم والحشرات التي تنتظرك فمن يستطيع أن يحميك من هذه الكائنات البسيطة فهي ستتغلب على جسدك وتنهي ملامحك وأعضائك وستكون ترابا" يمثل حقيقتك وسيبقى ذكرك طيبا" إن أحسنت للناس وقبيحا إذا ظلمت الناس سيذكر كل منْ ِمن حولك والتاريخ ظلمك , لكن الإنسان اسود الرأس ولن يرتدع بل يريد أن يجرب والحياة تجارب ومغامرات فجرب لن يخسر الكون شيئا" بل أنت ستخسر والكون لا يفنى حسب نظرية (مصونة المادة) بل تتحول المادة من إنسان لأخر وتبقى الروح ثابتة, فمن قال لك أن تراب جسدك هو ملكٌ لروحك , سيكون بعد فترة هذا التراب بجسد إنسان أخر حي جديد , لأن مواد الكون تدور وتدور وتعيد نفسها بنفسها فمواد جسدك ستلبس روح إنسان أخر ليشكل جسد مع روح ليختبره الله في الدنيا فمواد جسدك من ماء وأملاح معدنية وكالسيوم وفيتامينات هي معك الآن وبعد موتك ستكون ترابك يمتصها نبات من الأرض وستصل لإنسان أخر مهما طال الزمن لتشكل جسد حي , أما مصدر جسدك عندما كنت حيا" هو أجزاء من مكونات أجساد أموات سابقين قبلك مثل إعارة ثوب للروح من الذين سبقوك , فأين المفر أيها المغتر.
وما أعظم من قال : (( أحبب ما شئت فإنك مفارق وعش ما شئت فإنك ميت ....... ))
نظرة إبراهيم طاهر
التعديل الأخير تم بواسطة ابراهيم طاهر ; 23-10-2011 الساعة 09:35 AM.
سبب آخر: أحبب ماشئت فإنك مفارق
|
|
|