عوائق النهضة الحضارية

[رندة]

عوائق النهضة الحضارية

ولعل أحد أهم أسباب إخفاق مشروعات النهضة -طَوالَ العقود الماضية- هو التشخيص الخاطئ

فالعقلية الببغائية (التي كانت مجرد صدى لما يطرح في الغرب) حصرت سبب التخلف في الدين، وبعضهم خففها في العقلية الدينية، والبعض حصرها في الجانب السياسي أو الاقتصادي؛ لذلك كانت خطوات العلاج ناقصة ومبتورة، وربما ضرت أكثر مما نفعت.

ونحن قد لا نجادل في أن الأمة تمر الآن في أسوأ مراحلها، وقد ضرب جسدَها الهزيل أمراضٌ عديدة أصبحت مزمنة وكأنه استحال إيجاد علاج لها، إضافةً إلى أن هذه الأمراض أعقد من أن يشخصها أو يصل إلى أعماقها فردٌ واحدٌ أو مجموعةٌ منفردةٌ وبإمكانيات محدودة من النظر والبحث.

الأمة في أشد الحاجة إلى صفوة عقولها الصادقة المخلصة الواعية بطبيعة واقعها وتعدد مشكلاتها في جميع التخصصات؛ لتقوم بدراسة واقع الأمة كما هو، وتستعرض مشكلاته جميعها بالتفصيل الدقيق

وفي حال التشخيص المتكامل وبيان الأسباب الحقيقية أو ما كان عرضًا لسبب ونظنه سببًا؛ تقدم الحلول المبنية كذلك على دراسات متخصصة ومعمقة.

وقد تحتاج بعض الأمراض زمانًا طويلاً لعلاجها،

أهم العوائق في طريق نهضة أمتنا

1- الاستبداد:

الذي يقمع الناس ويقسرهم على أهواء الحكام وما يشتهون من الحكم المطلق في البلاد والعباد! والاستبداد كله -ما ظهر منه وما استتر- شرٌّ، ولا سبيل إلى نهضة حقيقية دون الحرية الكاملة، فقديمًا قال عنترة لسيِّده إذ طلب منه الكَرَّ: العبد لا يَكُرّ! ومن هنا، فلا عجب أن يتفطن علماؤنا إلى أن يجعلوا الحرية من أهم مقاصد الشرع العليا.

2- غياب العدالة:

فالعدل أساس الملك، كما يتغنى الجميع من غير جدوى! وما أذكى ابن تيمية -رحمه الله- حين قال: إن الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة، على الدولة الظالمة وإن كانت مسلمة.

3- التسيب الأخلاقي:

فالأمم -كما يقول أمير الشعراء- الأخلاقُ ما بقيت، فإن ذهبت أخلاقهم ذهبوا! وقد حصر النبي الأكرم -صلوات الله عليه- الغاية من إرساله في إتمام مكارم الأخلاق، وكذلك أشارت الآية الكريمة: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107]. وهل الرحمةُ إلا جُمَّاع الأخلاق الكريمة؟!

4- التخلف التنموي:

الذي أوصلنا إلى الحال التي وصفها الشيخ محمد الغزالي بقوله: "إنني أخشى إن قيل لكل شيءٍ في بلادنا: عُدْ من حيث أتيت؛ أن نمشي حفاةً عراةً راجلين!". وهذا التخلف عميقٌ في بنية حياتنا اليومية، حتى وإن تبهرجنا بكثيرٍ أو قليلٍ من "مظاهر" الحداثة.. فهي مصطنعةٌ زائفة، على حد ما قال نزار قباني: خلاصة القضيةْ.. توجز في عبارةْ.. لقد لبسنا قشرة الحضارةْ.. والروح جاهليةْ!

5- التخلف التِّقْني:

وهذا جزءٌ مما سبق، لكنه قد يكون الجزءَ الأهم والأفدحَ أثرًا والأظهرَ أثرًا! فنحن نكاد نكون خارج سياق الحضارة المعاصرة، إلا أن نكون مستهلكين!

6- الجمود والتقليد:

على صعيد الفكر والثقافة والعلم، فيما يخص أمور الدين وشئون الدنيا جميعًا! لا نزال نجتر ماضينا اجترارًا، أو نقلد مناهج شرقيةً أو غربيةً تقليدًا غير مستبصر.

7- التمزق والتدابر:

على صعيد السياسة والاقتصاد.. فلا نزال عاجزين عن تحقيق الحد الأدنى من "التنسيق" السياسي (مجرد "التنسيق" لا "الوحدة المتكاملة"!)، كما أننا عاجزون عن تطبيق أبسط صور "التعاون" الاقتصادي (مجرد "التعاون" لا "التكامل" وصولاً للاكتفاء الذاتي في محيطنا!).

8- الاستلاب والتبعية

: على مستوى القرار السياسي والسيادة على الأوطان.. وهذا سببٌ فيما سبق من وجهٍ، ونتيجةٌ له من وجهٍ آخر. فالطغيان والظلم والانحلال والتخلف والجمود.. كلها كوارثُ تجلب الطغاة، والغزاة

المصدر: مجلة الأمة.

[فراس السكري]

شكر اختي على المقال فالدكتور عصام البشير له محاضرات قيمة

[economic opinion]

شكراً مدام رندة على المقالة المفيدة

[رندة]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة economic opinion    شكراً مدام رندة على المقالة المفيدة

شكرا لرأيك

تحياتي لك اخت روان اشتقنالك


شو اليوم عاملة جولة برات المتابعة ؟؟
ug4;

[لقماان]

أهم عائق من عوائق النهضة الحضارية هو
الكذب .................
و يأتي بالدرجة الأولى .....
.........الكذب على الذات.........

[arnouri]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رندة    ولا سبيل إلى نهضة حقيقية دون الحرية الكاملة، فقديمًا قال عنترة لسيِّده إذ طلب منه الكَرَّ: العبد لا يَكُرّ! ومن هنا، فلا عجب أن يتفطن علماؤنا إلى أن يجعلوا الحرية من أهم مقاصد الشرع العليا. 6- الجمود والتقليد: على صعيد الفكر والثقافة والعلم، فيما يخص أمور الدين وشئون الدنيا جميعًا! لا نزال نجتر ماضينا اجترارًا، أو نقلد مناهج شرقيةً أو غربيةً تقليدًا غير مستبصر.

شكرا

مقال جميل ومتى نصبح احرار في اتخاذ القرار .
ويصبح علماءنا عند مستوى الحدث .

[غسان]

شكرا لك كلام واقعي..
عوائق كثيرة لاتعد ولاتحصى فقر وفساد وعدم وعي وجهل ومرض وابتعاد عن الدين ....
حتى الدول العربية الغنية نفطيا متخلفة لدرجة غير معقولة ...

الفكر والعقل والابداع والوعي والاخلاق بضاعة مفقودة للاسف سواء لدى عربان النفط او دويلات
الشرق المشرذمة والمشغولة بالصراعات الجانبية ....نائمة عما يتربص بها ........

[رندة]

شكرا لكم جميعا لاغنائكم الموضوع بارائكم القيمة

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فراس السكري    شكر اختي على المقال فالدكتور عصام البشير له محاضرات قيمة

شكرا لك أخ فراس
انا قرأت له هذه المقالة واتفق مع معظم افكارها

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لقماان    أهم عائق من عوائق النهضة الحضارية هو الكذب ................. و يأتي بالدرجة الأولى ..... .........الكذب على الذات.........

شكرا اخ لقمان

الكذب يمكن ادراجه تحت بند التسيب الآخلاقي الذي اورده الكاتب ثالثا وأنا اؤيد ترتيب العوائق كما ورد في المقال

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة arnouri    شكرا مقال جميل ومتى نصبح احرار في اتخاذ القرار . ويصبح علماءنا عند مستوى الحدث .

أبو معاذ akh1 اسئلتك صعبة

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غسان    شكرا لك كلام واقعي.. عوائق كثيرة لاتعد ولاتحصى فقر وفساد وعدم وعي وجهل ومرض وابتعاد عن الدين .... حتى الدول العربية الغنية نفطيا متخلفة لدرجة غير معقولة ... الفكر والعقل والابداع والوعي والاخلاق بضاعة مفقودة للاسف سواء لدى عربان النفط او دويلات الشرق المشرذمة والمشغولة بالصراعات الجانبية ....نائمة عما يتربص بها ........

شكرا لك اخ غسان

اتفق معك في ان العوائق كثيرة
لكنني اعتقد ان الفكر والوعي والابداع والأخلاق مازالت موجودة لكن على الهامش و ربما تدريجيا ستأخذ مكانا اكثر فعالية و انتاجية

[mahermmmm]

جهد مشكور
وموضوع لا يقاس بعدد الكلمات وانما بحجم الآهات


فالعقلية الببغائية (التي كانت مجرد صدى لما يطرح في الغرب) حصرت سبب التخلف في الدين، وبعضهم خففها في العقلية الدينية، والبعض حصرها في الجانب السياسي أو الاقتصادي؛ لذلك كانت خطوات العلاج ناقصة ومبتورة، وربما ضرت أكثر مما نفعت.

المقدمات الخاطئة تعطي نتائج خاطئة


الأمة في أشد الحاجة إلى صفوة عقولها الصادقة المخلصة الواعية بطبيعة واقعها وتعدد مشكلاتها في جميع التخصصات؛ لتقوم بدراسة واقع الأمة كما هو، وتستعرض مشكلاته جميعها بالتفصيل الدقيق

كلام دقيق

أهم العوائق في طريق نهضة أمتنا

1- الاستبداد:

الذي يقمع الناس ويقسرهم على أهواء الحكام وما يشتهون من الحكم المطلق في البلاد والعباد! والاستبداد كله -ما ظهر منه وما استتر- شرٌّ، ولا سبيل إلى نهضة حقيقية دون الحرية الكاملة، فقديمًا قال عنترة لسيِّده إذ طلب منه الكَرَّ: العبد لا يَكُرّ! ومن هنا، فلا عجب أن يتفطن علماؤنا إلى أن يجعلوا الحرية من أهم مقاصد الشرع العليا.

علينا ان لا ننسى ان استبداد المسؤول هو نتيجة طبيعية للاستبداد المستفحل في بيوت الشعب(بالطبع لا أبرر) فاستبداد الزوج على زوجته والاب على ابنائه هذا كله لا يخفى على احد
تستخدم احيانا في نفس السياق بعض المفاهيم الدينية و لم اقل النصوص كاستخدام سلاح غضب الوالدين فترى والد يهدد ولده بالغضب ان لم يطلق زوجته مثلا
فهناك اناس ان لم يقتنعوا بمفهوم النص طعنوا في صحته وهناك اناس يتمسكوا بمفهوم النص وكانه هو النص
و ارى ان يكون الاحترام والقداسة للنص وان يبقى الخلاف في حدود المفاهيم

2- غياب العدالة:

فالعدل أساس الملك، كما يتغنى الجميع من غير جدوى! وما أذكى ابن تيمية -رحمه الله- حين قال: إن الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة، على الدولة الظالمة وإن كانت مسلمة.

كثيرا ما نسمع اللهم انصر المسلمين
و الاخ يظلم اخاه والوالد ولده والجار جاره والمدير موظفه
و كل ذلك لنصرة الانا و لو حدث الطوفان

الشيخ محمد الغزالي بقوله: "إنني أخشى إن قيل لكل شيءٍ في بلادنا: عُدْ من حيث أتيت؛ أن نمشي حفاةً عراةً راجلين!".
قال نزار قباني: خلاصة القضيةْ.. توجز في عبارةْ.. لقد لبسنا قشرة الحضارةْ.. والروح جاهليةْ!

كلام في العمق




أهم عائق من عوائق النهضة الحضارية هو
و يأتي بالدرجة الأولى .....
.........الكذب على الذات.........
( وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا)
من اقوى الدوافع لنقد الذات

[Ship World]

شكرا اخت رندة على المقالة المفيدة و ارى ان
النهضة يجب ان تبدء بالانسان ثم العلم و الحرية , الانسان المتعلم الحر و اكيد ليست الحرية كما يترجمها المخربون في الشوارع , الحرية التي يجب ان يتعلمها لتزيد احترامه لنفسه اولا و يزادد بذلك احترامه للاخرين و الذي ينعكس احترام الناس له و الحرية التي تعرفك ما لك و ما عليك و من ثم العلم هو الذي يسمى بالانسان الذي يحول الانسان الى فرد فاعل في المجتمع و كذلك الاقتراب اكثر من الدين لتنقية روح الانسان من الانانية و لتغير

المثل القائل الذي هو غلط % حلال على الشاطر

الى المثل الجديد حلال على الشاطر بالحلال