كان في حلب تاجر تركي صالح.. يعطف على الفقراء, ويحب المساكين.. فاشترى بُرَّاً ( قمحاً ) أيام موسمه وكثرته, وملأ به خاناً له, ونوى في نفسه أن يبيعه برأس ماله للفقراء في الشتاء, حيث يقل الحَبُ ويغلو..
جاء الشتاء, وغلا الحب .. أقبل الفقراء إلى الخان ليشتروا من هذا القوت الرخيص .. كَثُرَ الطلب , وازدحم الفقراء .. وكان المقَدَّرُ أن ينفق الحَب في مدة أسبوعين فامتد البيع شهرين!!.
وكلما سأل التاجر وكيله في البيع: هل بقي شيء من الحب؟!.. يجيب الوكيل : ( آغا جوق ) أي يا آغا بقي كثير!!.
شرح الله صدر هذا التاجر الطيب بأن يقتصر على أخذ رأس ماله من قيمة هذا الحب, ويبني بما زاد مسجداً, سماه : ( آغا جوق )..
وهذا المسجد الآن قائم.. في منطقة صَاجْلِيخَان قرب منطقة قاضي عسكر, تقام فيه الصلوات, ويسمع المصلون فيه خطب الجمعة والعِظَات..
رحم الله اولئك الرجال الذين بليت عظامهم, وخلدتهم آثارهم..
6 أعضاء قالوا شكراً لـ سودوكو على المشاركة المفيدة: