عضوية مميزة
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 5,169
شكراً: 1,012
تم شكره 1,066 مرة في 435 مشاركة

(الوطن) تنشر أولى دراساتها العلمية عن سوق المال السورية
| (الوطن) تنشر أولى دراساتها العلمية عن سوق المال السورية...تغيرات المؤشر وأسعار الأسهم في بورصة دمشق غير مترابطة!! ...المستثمرون اتخذوا قراراتهم بشكل اعتباطي
|
التزاماً من «الوطن» بدعم المعرفة العلمية للقراء وخاصة في المجالات الاقتصادية والمالية، ستتفرد بنشر دراسات علمية، يتم إعدادها وفق معايير البحث العلمي المعروفة وتقديمها للقارئ بشكل مبسط أقرب إلى الإعلامي، لكي يسهل التعامل معها والاستفادة إلى أقصى درجة ممكنة من المعلومات الواردة والنتائج المستخلصة، بعيداً عن القالب أو لنقل الإخراج الذي يلزمنا به منهاج البحث العلمي، والتي عملنا وفقاً لأصولها خلف الكواليس، أي تطبيق معايير البحث العلمي كاملة على الدراسات المعدة وقيد الإعداد، ثم تقديمها بصورة أو هيئة (صحفية) للقارئ..
وكانت الانطلاقة من سوق دمشق للأوراق المالية، وتحديداً دراسة الارتباط (العلاقة الإحصائية) بين مؤشر السوق وتغيرات أسعار الأسهم، والمؤشر وقطاعات السوق، وأيضاً قطاعات السوق مع بعضها البعض، وهذه هي مشكلة البحث، ضمن إطار زمني يمتد خلال العام الماضي (2010) وذلك بهدف الإجابة عن العديد من التساؤلات التي بدأت تطفو على السطح مع بدء حساب السوق لقيم مؤشرها المثقل، من حيث هل يعتمد المستثمرون في قراراتهم الاستثمارية إن كانت مبيعاً أو شراء على تغيرات قيم المؤشر من جلسة إلى أخرى؟ وبكلمات أخرى، هل تؤثر التغيرات في قيم المؤشر على أسعار الأسهم في السوق.. وهل تؤثر التغيرات في أسعار أسهم قطاع محدد في السوق على أسعار الأسهم في قطاع آخر.. أو تؤثر تغيرات قيم المؤشر على أسعار أسهم القطاعات في السوق؟ هذا ما نحاول الإجابة عليه عبر الأسطر القادمة وفق الأساليب الرياضية الإحصائية الممنهجة.
لماذا الارتباط؟
مجرد فكرة وجود مؤشر في سوق مالي، يعطي إشارة في غاية الأهمية للمستثمرين، قبل المراقبين والدارسين والمعنيين، بتوافر مقياس لأداء السوق وحركة الأسعار فيه، يمكن الاستناد إليه لتوجيه القرارات الاستثمارية، وفقاً لاتجاه السوق الذي يبنيه المؤشر.. هذا هو العرف المالي العالمي، ومن المفترض أن يكون مطبقاً ولو بجزء بسيط أو على نطاق محدود في بورصة دمشق، وإلا فسنكون أمام سوق أوراق مالية تدار وفق أهواء شخصية بعيدة كل البعد عن العلمية. وللكشف عن هذا الموضوع، وقياس درجته، التي تجيب عن التساؤلات السابقة، نلجأ إلى أسلوب إحصائي لقياس العلاقة بين المتغيرات، وهو (معامل الارتباط).
وبكلمات أكثر دقة، يبين لنا هذا المعامل وجود أو عدم وجود، أو درجة، الارتباط بين ظاهرتين أو متغيرين، واتجاه الارتباط، فيما إذا كان طردياً أو عكسياً، وبشكل عام يجب علينا مقارنة قيم الارتباط بين أي متغيرين، مع المجالات المحدودة لتفسيرها، فإذا كانت قيمة المعامل مساوية للواحد، عندها يكون الارتباط طردياً تاماً، أي إذا ازداد المتغير الأول درجة واحدة، يزداد المتغير الثاني درجة واحدة أيضاً، والعكس صحيح، وإذا تراوحت قيم معامل الارتباط بين (0.60-0.99) يكون الارتباط طردي قوي، أما إذا تراوح بين (0.40-0.60) يكون طردياً متوسطاً، وإذا كان أقل من (0.40) يكون طردياً ضعيفاً، أما إذا كانت قيمته سالبة، يكون الارتباط عكسياً، وأيضاً القيمة (-1) تعني ارتباطاً عكسياً تاماً، بمعنى لو ارتفع المتغير الأول درجة واحدة، يتراجع المتغير الثاني درجة واحدة ايضاً، ولو تراوحت قيمته بين (-0.60، -0.99) يكون الارتباط عكسياً قوياً، وبين (-0.40، -0.60) يكون ارتباطاً عكسياً قوياً. وأقل من (-0.40) يكون الارتباط عكسياً ضعيفاً.
على أرض السوق
واعتماداً على ما سبق قمنا بحساب معامل الارتباط بين مؤشر السوق، وكل سهم من أسهم الشركات المدرجة، فوجدنا أن الارتباط بين المؤشر وسعر سهم بنك سورية الدولي الإسلامي (SIIB) والأقوى، دون غيره من الأسهم المدرجة، حيث بلغت قيمة معامل الارتباط هنا (0.59) وضمن التصنيفات السابقة نقر بأن العلاقة الإحصائية موجودة بين المؤشر وسعر السهم في السوق، وهي من عيار طردي متوسط وقريب من الطردي القوي، أي إنه إذا ارتفعت قيمة المؤشر بنسبة 1% فسيقابلها سعر السهم في السوق بالارتفاع بنسبة (0.59%)، وإذا انخفض المؤشر بنسبة (1%) يتأثر سعر السهم بالانخفاض (0.59%)، وهكذا نقيس الأمور. في الدرجة الثانية تأتي العلاقة بين المؤشر وسعر سهم البنك العربي سورية (ARBS) حيث بلغت قيمة معامل الارتباط 0.47 أي إن الارتباط طردي متوسط، أيضاً نقول: إن تغير المؤشر بنسبة 1% يؤثر في سعر السهم المتغير بنفس الاتجاه في السوق ولكن بنسبة 0.47%، ثم في الدرجة الثالثة تأتي العلاقة بين المؤشر وسعر سهم بنك الأردن سورية (BOJS) حيث تبلغ قيمة المعامل 0.45 أي إن الارتباط طردي متوسط، يليه الارتباط بين المؤشر وسعر سهم بنك السورية والمهجر (BSO) حيث تبلغ قيمة المعامل 0.41 أي إن الارتباط طردي متوسط بعد ذلك تتراجع درجة الارتباط بين المؤشر وباقي الأسهم في السوق بشكل واضح.
وتبدأ القاطرة مع درجة الارتباط بين المؤشر وسعر سهم بنك بيمو السعودي الفرنسي (BBSF) حيث بلغت قيمة المعامل 0.39 أي إن الارتباط طردي ضعيف، يليه الارتباط بين المؤشر وسعر سهم شركة العقيلة للتأمين التكافلي (ATI) حيث بلغت قيمة المعامل 0.35 أي إن الارتباط طردي ضعيف، يليه الارتباط بين المؤشر وسعر سهم بنك قطر الوطني سورية (QNBS) وقيمة المعامل بلغت 0.27 وارتباط طردي ضعيف جداً، تبعه الارتباط بين المؤشر وسعر سهم المصرف الدولي للتجارة والتمويل (IBTF) بقيمة للمعامل 0.23 وارتباط طردي ضعيف، وأيضاً الارتباط بين المؤشر وسعر سهم الشركة الوطنية للتأمين (UIC) بقيمة للمعامل 0.23 وارتباط طردي ضعيف, ثم يأتي ارتباط المؤشر مع سعر سهم بنك بيبلوس سورية (BBS) مع قيمة للمعامل 0.19 وارتباط طردي ضعيف جداً، ثم يأتي ارتباط المؤشر مع سعر سهم بنك سورية والخليج (SGB) حيث بلغت قيمة المعامل 0.14 وارتباط طردي ضعيف ليأتي الارتباط بين المؤشر وسعر سهم بنك عودة سورية (BASY) بمعامل قيمة 0.13 وارتباط طردي ضعيف جداً جداً، يتبعه الارتباط بين المؤشر وسعر سهم الشركة الأهلية لصناعة الزيوت النباتية (AVOC) من جهة ومع سعر سهم نماء الزراعية (NAMA) من جهة أخرى حيث تساوت قيمة المعامل في كلتا الحالتين ببلوغها 0.11 مشيرة إلى ارتباط طردي ضعيف جداً جداً، ليأتي الارتباط بين المؤشر وسعر سهم المجموعة المتحدة للنشر والتسويق (UG) وحالة أقرب إلى ما تكون عدم ارتباط ببلوغ المعامل القيمة 0.04 أي ارتباط طردي ضعيف جداً جداً. بينما كان الارتباط عكسياً بين المؤشر وأسعار أسهم كل من شركة آروب سورية للتأمين (AROP) مع قيمة للمعامل بلغت -0.30 وارتباط عكسي ضعيف يليه الارتباط بين المؤشر وسعر سهم الشركة الأهلية للنقل (AHT) مع قيمة للمعامل (0.12-) أي إنه إذا ارتفع المؤشر بنسبة (1%) يتراجع سعر السهم في السوق بنسبة (0.12%) والعكس صحيح، وأيضاً مع سعر سهم الشركة الوطنية للتأمين (NIC) وقيمة للمعامل (0.10-) وهذا يوصف بالارتباط العكسي الضعيف أيضاً. لنصل إلى نتيجة مفادها أنه من أصل 18 شركة مدرجة في السوق، نجد علاقة ارتباط طردية بين المؤشر وأسعار أسهم لـ15 شركة، منها ثلاث علاقات ارتباط من العيار المتوسط، والباقي كله من العيار الضعيف والضعيف جداً، وحتى علاقات الارتباط العكسي هي من العيار الضعيف والضعيف جداًً، ما يعني أن أثر تغير قيم المؤشر، يعتبر ضعيفاً من الناحية الرياضية، على تغير أسعار الأسهم في السوق، وبالتالي فإن أغلب المستثمرين لا يأبهون لوجود معيار علمي لقياس أداء الأسهم والسوق والاعتماد عليه في توجيه قراراتهم الاستثمارية.
العلاقة بين القطاعات
من جانب آخر قمنا بحساب متوسط تغيرات أسعار أسهم كل قطاع في السوق وحساب درجة الارتباط بينها وبين المؤشر. فوجدنا أن قطاع المصارف يشكل ارتباطاً قوياً وطردياً مع المؤشر، حيث بلغت قيمة معامل الارتباط (0.71) بينما كان ارتباط المؤشر مع قطاع التأمين طردياً وضعيفاً جداً حيث بلغ المعامل قيمة (0.16) فقط ثم تأتي درجة الارتباط مع قطاعات الصناعة والزراعة بقيمة متساوية للمعامل بلغت (0.11)، على حين كان ارتباط المؤشر مع قطاع الخدمات عكسياً وضعيفاً جداً ببلوغ المعامل قيمة (0.010) فقط. أما من جهة العلاقة بين قطاعات السوق، فقد أشارت نتائج معاملات الارتباط إلى علاقات شبه معدومة فيما بينها، ونذكر أن العلاقة بين قطاع الخدمات والمصارف كانت أقواها، حيث بلغ العامل قيمة (0.29) أي طردية ضعيفة، والعلاقة بين قطاع التأمين والخدمات وقطاع الزراعة والصناعة، عكسية ضعيفة جداً.
هل العلاقة علمية مفسَّرة؟
بعد بيان وجود علاقات ارتباط إحصائية أو رياضية بين مؤشر السوق وأسعار الأسهم، وبين القطاعات، وقياس درجة الارتباط ووصفها، أصبحنا بحاجة ماسة إلى تفسير هذه الارتباطات لكونها علمية، بمعنى أن التغيرات بين العناصر المرتبطة هل هي ناجمة بشكل كامل عن العلاقة فيما بينها؟ أم إنها تغيرات طارئة..؟ لذا نستعين هنا بمعامل جديد، يسمى معامل التحديد، وهو عبارة عن مقياس يحسب بتربيع معامل ارتباط (الذي قمنا بحسابه سابقاً) وتأتي فائدته من كونه يحدد نسبة التقلبات من متغير واحد (أسعار الأسهم) والتي يمكن التنبؤ بها من المتغير الآخر (المؤشر). ولتفسير ذلك عملياً، وعلى أرض بورصة دمشق، يعطينا حساب معامل التحديد للعلاقة بين المؤشر وسعر سهم بنك سورية الدولي الإسلامي القيمة 34.64%، أي أن 34.64% من هذه العلاقة يمكن أن تفسر علمياً، بينما هناك 65.36% من العلاقة لا يمكن تفسيرها بشكل علمي.. ماذا يعني هذا الكلام بشكل أبسط؟ أي إنه من أصل 100 تغير في المؤشر، نجد أن سعر سهم البنك الإسلامي يستجيب له بـ34.64% تغير وفق الارتباط المعروف (طردي متوسط) بشكل علمي ومفسر أي يكون سبب تغيير سعر السهم هو تغير قيمة المؤشر، ليخرج 65.36 تغير عن هذه الدائرة من التأثير العلمي المفسر، أي لا يكون لتغير المؤشر أي أثر على تغير سعر السهم، وهكذا نقيس باقي العلاقات في السوق والتي تبينها قيم معامل التحديد في الجدول المرفق، الذي يوضح لنا تواضع أرقام معامل التحديد، ما يعطينا نتيجة مفادها أن معظم أسهم السوق تتحرك أسعارها دون أثر علمي مفسر واضح، من التغير في قيم المؤشر، أي إنه ما من علاقات علمية مفسرة بين مؤشر بورصة دمشق وأسعار أسهم الشركات المدرجة فيها بشكل واضح وفعال. حيث تشير معظم آراء الإحصائيين إلى أنه ليكون هناك علاقة ارتباط حقيقية وفعالة بين أي متغيرين يجب أن تكون نتيجة المعامل (معامل الارتباط) فوق 0.7 أي أن يكون معامل التحديد يزيد على 50%، بحيث يكون 50% من العلاقة بين أي متغيرين أو ظاهرتين مفسرة على أساس علمي، أي التغير في قيم الأول تسبب التغير في قيم الثاني، وعلى أساس قطاعي فقط ينطبق الأمر على المصارف في السوق حيث معامل ارتباطها مع المؤشر 0.71 حيث معامل التحديد يكون 50.4%. أما لو عكسنا العلاقات السابقة، بحيث نقول بأثر تغيرات أسعار الأسهم على المؤشر، نكون أمام علاقات ارتباط متباينة، هي التي تسبب حساب قيمة المؤشر في النهاية.
الوطن
__________________
إن طالت الأيــــــــام ولم تروني فهذه كتـابـــاتي فاذكـــــــــروني ،،،
وإن سألتم عني ولم تجدونــــــي , فسأكون وقتها بحاجة للدعـــــاء ,,,
فادعــــولي