|
استراحة المضاربين بعد قضاء .. فترة التداول والمضاربات .. لنسترح قليلا .. هنا .. ونتكلم .. ونتناقش سوياً .. |
![]() |
|
أدوات الموضوع |
![]() |
#1 |
عضو أساسي
شكراً: 447
تم شكره 532 مرة في 272 مشاركة
|
![]() في ذلك اليوم الشتوي الدمشقي في عام 2006 شرب فنجان قهوته المعتادة صباحا وسط فوضى غرفته والاوراق المبعثرة هنا وهناك ولبس معطفه على عجل وكأنه كان على موعد مع قدره كان الطقس باردا ولكنها كانت برودة لطيفة و تبلل معطفه بقطرات المطر الممزوجة برائحة الياسمين الدمشقي كانت دمشق هادئة على غير عادتها ولم يستوقفه ذلك مع انه كان يعشق السكون كل ما كان يدور في ذهنه انه على موعد لشراء اسهم سيرياتل دون ان يعرف لماذا قرر شراءها فجأة ؟! فهو لم يحب يوما عالم البورصات والاسهم كان يراه عالما مجردا من المشاعر والاحاسيس وكل من يعمل فيه يتحول الى الة لا تفكر الا بمنطق الربح وباي ثمن ودخل الغرفة ورحب به الموظف بكلماته اللطيفة المنمقة والمكررة وكأنه مجبر عليها او هناك من يلقنه اياها وطلب منه الانتظار قليلا وما ان سأله الموظف الدخول حتى وقف مشدوها وكأن انفجارا دوى في القاعة كانت جالسة وهي تسترق النظر اليه بعينين سوداوين كانهما نيزك لم يلحظه احد غيره وكانت خصلات شعرها الذهبي تتدلى فوق جبينها وكأنها قيود روحه في الزمن الاتي وكان يعي ان عالمه اعتبارا من هذه اللحظة قد تبدل ودخل الغرفة وكأنه كان يتلذذ بهذا الغرق العجيب والسريع وهو الذي لطالما كان ساخرا يضحك على كل من يدعي انه احب من نظرة فهل يعقل ان اسوار قلبه هشة لهذه الدرجة ! لماذا تركها تستبيح كيانه دون حتى اذن مسبق وجلس وهو متشوق لسماع صوتها وكانه يبحث عن ذاكرته القادمة بين كلماتها كان يصرخ دون ان يسمعه احد تكلمي فأنا مشتاق لصوتك مشتاق لقدري الى ان كسرت صمتهما المقصود فأحرقته كلماتها قبل حتى ان تنطقها وتمت الصفقة بينهما دون ان يعيرها أي اهتمام فقد كان عقله غائبا كان في عالمها يبحث عنها وانتهت تلك الدقائق سريعا وخرجت تاركة وراءها روحا تائهة وكأنها كانت متواطئة مع قدره وعندما جر قدميه المتثاقلتين وخرج وهو لا يعرف مايحصل له وجدها واقفة وكأنها كانت الشمس متجلية له فعجزت عيناه حتى من النظر اليها لكنه لم يكن يعرف اكانت تنتظره ام تنتظر ملاكا يختصر سلالم الزمن بينهما ويأخذهما الى دهاليز حبهما المقبل لقد توقفت عقارب زمنه واصبح كل شيء حوله جمادا عدا طيفها ووسط هذه الحيرة والذهول وما ان استفاق من غيبوبته حتى رأها تركب السيارة مغادرة فانتابته عاصفة من الحزن الجارف وترك روحه في ارض المعركة وغادر كنصف انسان و ذات مساء وبينما كان يلملم اوراقه التي لم يلملمها يوما فاذا به يتأمل في ذلك العقد الذي وقعه ولم يعطه اهمية فأذا به يراها بكل تفاصيلها برقمها وعنوانها وكأنه استعاد روحه الضائعة وحمل هاتفه ليتصل بها بشجاعة افتقر اليها في لقاءهما الاول فجاءه صوتها كسيمفونية تعزف في جمرات قلبه وكأنها كانت على علم مسبق بأتصاله ولكن كعادة أي انثى في البداية كان الحديث المكرر من؟ ولما ؟ ولماذا؟ الى ان رحل كلاهما سريعا الى كوكبهما في مجرتهما الجديدة وبدأت قصة عشقهما المجنون لعلها تحتل مكانا لها بين اساطير العشاق مشو سويا تحت المطر وكتبوا اسماءهم على كل شجرات الياسمين في دمشق التي لم يبق منها الا القليل وحفظت شوارعها القديمة صوت خطواتهما لقد اصبحت حبيبته جزءا من انفاسه لقد اصبح صدى صوتها براكين تثور داخله لقد أنبتت ورود الحب في قلبه لتزفه عريسا ابديا في عالم عشقها لقد عاد طفلا يعبث بالدمى يبحث بينها عن جواب لسؤال لايعرف ماهو؟! لقد جعلته يجول بين زبد المحيطات وغيوم السماء ومرت الشهور سريعا وكأنها لحظة او حتى طرفة عين ليستفيق على رنين هاتفه في ذلك اليوم الصيفي الحار في تموز 2008 لتخبره انها مقبلة على سفر طويل بسبب عقد عمل لاحدى الشركات مع والدها فسألها وقد حنطته كلماتها وانا؟ وبعد حديث طويل زاد من توتره حرارة طقس ذلك اليوم كان امامه خياران اما ان يخطبها او يجلس في قاعة الانتظار في محطة عشقها ومرت الايام سريعا وحان موعد سفرها وخانته شجاعته مرة ثانية ولكن هذه المرة ليخسرها للابد وفي ذلك المطار الكئيب همست في اذنه في غفلة عن اهلها كلماتها الاخيرة انتظر مكالمة مني ما ان اصل وتركته رماد خيالات محطمة في درب الافق المجهول دون ان يبق منه شيء غير اشلاء ممزقة واحاسيس ضائعة وبقي شهورا بجانب الهاتف بانتظار مكالمتها التي لم تات ابدا وما كان بامكانه الا ان يبكي على اطلالها ويكتب لها قصائدا في مذكراته المهترئة ويعلق احلامه في كل شارع يحمل عبق رائحتها وهاهو يعمل الان في البورصة التي لم يحبها يوما ولن يحبها ولكنه يبحث عن حبيبته الراحلة التي التقاها يوما في كواليس اسهمها لعله يستعيد ذاكرته المنسية ........................احمد...................... .... التعديل الأخير تم بواسطة احمد ; 28-11-2010 الساعة 06:59 AM. |
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
مشرف
شكراً: 11,973
تم شكره 19,580 مرة في 6,034 مشاركة
|
![]() طول بالك اخي احمد الي خلقها بيخلق غيرها ,ونيالك على هالوصف الدقيق , فعلا كلمات جميلة جدا , يا اخي شارك فيها في مسابقة القصة القصيرة يمكن تحصل على الجائزة الاولى وتعوض كل خسائرك بالبورصة . مع تحياتي . |
![]() |
![]() |
![]() |
#3 | |||||||||||||||||||||||
عضو أساسي
شكراً: 447
تم شكره 532 مرة في 272 مشاركة
|
![]()
شكرا لك اخي العزيز غالب انا ماقلت انو هاي قصتي يمكن تكون مجرد خيال اما بالنسبة للمشاركة في مسابقة القصة فهاي شهادة منك اعتز فيها بس ما وصلت لهديك المرحلة . كل الحكاية بهاليومين صاير رومانسي زيادة عن اللزوم وما بعرف ليه ؟! يمكن بسبب موجة الخسائر اللي حلت على البورصة عموما شكرا لك وقريبا استنى تلفون مني لانو بصراحة اشتقنالك |
|||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
#4 | |||||||||||||||||||||||
مشرف
شكراً: 11,973
تم شكره 19,580 مرة في 6,034 مشاركة
|
![]()
اخي احمد انا لم اقل انها قصتك ولكنها بالتاكيد واقعية وتصويرها شاعري جدا لدرجة الحقيقة والخيال هو تشبيه للحقيقة , والرومانسية شيء جيد والخسائر بتتعوض وبالتأكيد صبرك سيجعلك تعوض كل الخسائر وانا بانتظار تلفونك |
|||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
#5 |
عضو أساسي
شكراً: 3,069
تم شكره 1,939 مرة في 898 مشاركة
|
![]() قصة جميلة وعبارات أديب يعرف كيف يكتب ومعه حق أستاذ غالب إن القصة تفوز بجائزة القصة القصيرة التعديل الأخير تم بواسطة سمير ; 28-11-2010 الساعة 07:02 PM. |
![]() |
![]() |
![]() |
#6 | |||||||||||||||||||||||
عضو أساسي
شكراً: 447
تم شكره 532 مرة في 272 مشاركة
|
![]()
شكرا اخ سمير شهادتك بعتز فيها |
|||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
مجموعة عرفة تؤهل شاطئ للسباحة مجاناً للسوريين ..!! | Ahmadhsn | السوق العقارية | 1 | 20-10-2010 10:01 AM |
ربط غرفة تجارة حلب ببورصة دمشق عبر شاشة | Rihab | قوانين وقرارات البورصة السورية | 4 | 18-08-2010 03:51 PM |
سؤال ما عرفت وين بدي اكتبو؟؟؟؟؟؟؟ | micho1 | تعليم البورصة والتحليلات | 9 | 06-05-2010 04:45 PM |