سوق دمشق


العودة   الأسهم السورية ( المضارب السوري) > ملتقى المضاربين > استراحة المضاربين

الملاحظات

استراحة المضاربين بعد قضاء .. فترة التداول والمضاربات .. لنسترح قليلا .. هنا .. ونتكلم .. ونتناقش سوياً ..

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 28-10-2010, 04:31 PM   #1
غسان
مشرف
 
الصورة الرمزية غسان
 

شكراً: 23,193
تم شكره 22,349 مرة في 4,677 مشاركة



افتراضي احذروا الزهزهة

"يا مسهرني" يحتل رأس القائمة.. ومتعاطو المخدرات يضحون لأجل "الزهزهة"

(دي برس - تحقيق: بشار دريب )سهرة لطيفة مع أصدقائه تخللها احتساء كأس شاي، ليكون هذا الكأس أول تماس لـ "أحمد.ج" مع الحبوب المخدرة، حيث عاش معها لحظات من الشرود والفرح لتصل به بعد أقل من نص ساعة إلى "الزهزهة".
لم يعرف أحمد أنّ ما جرى له تلك الليلة كان نتيجة الحبوب المخدرة، غير أنّ تكرار الأمر أجبره على السهر يومياً عند نفس الصديق، ليمتنع الأخير عن تقديم الشاي الملغوم لأحمد مصارحاً إياه بأن ما كان يتناوله عبارة عن حبوب مخدرة هي السبب وراء ذلك الإحساس بالنشوة و"الزهزهة".

وبعد هذه المصارحة كان أحمد قد وقع بالفخ الذي نصب له وأصبح أحد مدمني الحبوب المخدرة، لتتوالى بعدها فصول قصة إدمانه التي دامت أكثر من سنتين، صاحبها تغير بحالته النفسية والجسدية والمادية، حتى اكتشف ذويه ما آل إليه حال ابنهم واجبروه على العلاج والابتعاد عن أصدقائه وإرساله للعيش خارج المدينة التي يسكن بها بعد أن شفي.
ما خفي أعظم
قصة أحمد قد تكون من القصص "النادرة" ذات النهايات السعيدة، ليبقى آلاف المدمنين ينتظرون مصيراً مجهولاً بعد أن عجز ذويهم عن معالجتهم أو ربما عن اكتشاف امرهم، حيث تؤكد إحصائيات المرصد الوطني لرعاية الشباب أنّهم استقبلوا ومنذ افتتاح المرصد في العام 2003 حوالي 3500 "مريض" إذا صحّت التسمية، وهذا الرقم قد يكون وكما يرى الأستاذ بعلم الاجتماع في جامعة دمشق الدكتور "أحمد الأصفر" بعيد كل البعد عن الرقم الحقيقي للمدمنين في سورية على الرغم من أنّ الرقم الصادر عن المرصد يضمّ مدمني المخدرات والحبوب المخدرة ومدمني الكحول.

وتتوالى قصص مدمني المخدرات و"تضحياتهم" في سبيل الحصول على النشوة والزهزهة فأحد مدمني المخدرات في منطقة مشروع دمر بدمشق "رهن" ابنته التي لم تتجاوز الخمس سنين كي يتمكن من تأمين ثمن المخدرات بعد أن باع كل ما يملك من أثاث في منزله.

وليس أغرب من قصص التعاطي إلا قصص الترويج والتجارة فهي أغرب من الخيال لتتربع قصة الأب وابنيه على القائمة الأكثر غرابة، فالأب الذي ضبط مع ابنيه وبحوزتهم كميات من الحشيش والمخدرات، اختار الطفل الأصغر ليكون هو المسؤول عن كل هذه الكمية ويبرر الأب وابنه الكبير هذه الفعلة بأن الطفل الصغير لم يتجاوز السن القانوني، وبهذه الحالة الاثنان ويبقى الابن الصغير في مركز لرعاية الأحداث.

انترنيت مدمن
وكما أنّ لكل اختراع تصنعه البشرية جانبين، فكان لثورة الاتصالات الحديثة من شبكة انترنت وشبكة خلوي هي الأخرى ايجابياتها وسلبياتها ، حيث تساهم وكما يقول رئيس فرع مكافحة المخدرات بدمشق "طلعت سلاّم" بشكل كبير في انتشار هذه الآفة وهو ما بات يعرف بالجرائم المستحدثة، يقول سلاّم: "يوجد عدد من مواقع الانترنت كمواقع التواصل الاجتماعي تساهم بانتشار مشكلة المخدرات"، مضيفاً أنّ انتشارها ما يزال تحت السيطرة، حيث أنّ المجتمع وبرأيه ساهم بشكل كبير بمنع هذه الآفة من الانتشار: "مجتمعنا طيب وتلعب العادات والتقاليد دوراً في الحد من آثار وانتشار المخدرات الذي ما يزال محدود جداً".

يا مسهرني
أسماءٌ عدّة اخترعها مدمني المخدرات لما يتعاطونه من حبوب، لتحل حبة الكبتاغون في المرتبة الأولى في التعاطي والتجارة والتي باتت تعرف بالاسم "يا مسهرني"، كما تنتشر حبوب "الشبح" كما يسميها البعض وذلك لأنها تؤدي إلى جعل المدمن لا ينام لمدة ثلاثة أيام، أما النوع الثالث فهو "حبوب النشوة" لأنها تمنح المدمن شعوراً بالرغبة الجنسية.

أحد مدمني المخدرات ممن اعتادوا زيارة "المرصد الوطني لرعاية الشباب" أملاً بالتخلص من الإدمان، يقول في جلسة "صفا" مع طبيبه النفسي والمشرف على علاجه: "مدمن المخدرات لن يتخلى عن إدمانه ما دامت رأسه بين كتفيه"، ما قاله هذا المدمن تؤكده إحصائيات المرصد السوري لرعاية الشباب حيث أنّ عدداً كبيراً من المدمنين يعودون إلى المصحة بعد شفائهم.

لا تمييز
المخدرات لم تفرق بين كبير أو صغير وغني أو فقير فهي تنتشر بين كل الفئات في المجتمع غير أنّ انتشارها بين فئة الشباب –ذكوراً وإناثاً- هو الأكثر خطورة كما يقول سلاّم، مضيفاً: "لا نستطيع أنّ ننفي وجود هذه الحالات على الرغم من أنها ما تزال بشكل محدود، ونحن حريصون أن يتجنب الشباب هذه الآفة وسُمُّ العصر الذي يضرب كافة دول".

سورية التي ما زالت طريق لعبور المواد المخدرة، لا تمتلك وكما يقول سلاّم أي مزرعة أو مصنعاً لها، منوهاً بوجود حالات فردية "للتصنيع والزراعة"، ولا تعد هذه الحالات "ظاهرة" أو مشكلة كبيرة، فهي محدودة ومحصورة بـ"الفئة الضّالة" التي أعمى عينها الكسب المادي السريع والكلام لسلاّم.

مدير المرصد الوطني لرعاية الشباب "ناظم هارون" اختلف مع سلاّم يقول هارون: "الحالات التي نستقبلها من طبقات متنوعة غير أنّ الفقيرة هي التي تطغى كما أنّ أغلبهم ممن لا يحملون سوى شهادة الابتدائي، مع وجود حالات من باقي الفئات التعليمية، كما أنّ أغلب المقبلين على العلاج أتوا من دمشق وريفها"، على عكس الاعتقاد السائد بأنّ المخدرات الحبوب المخدرة تنتشر في الجامعات والمعاهد السورية التي يؤكد هارون بأنّها مازالت "نظيفة".

ما أورده هارون وسلاّم أيده الأصفر، حيث أن المخدرات وبرأيه لا وطن لها ولا وسط طبقي، حيث أنها ممكن أن تنتشر في كل الأوساط بظروف مختلفة، لكن تختلف طبيعة المواد المخدرة من شريحة إلى أخرى، حيث تنتشر المخدرات الرخيصة والتجارية في المجتمعات الفقيرة، في حين تنتشر المخدرات مرتفعة الثمن في الأوساط الثرية، وفي سورية تتأثر المخدرات وانتشارها بوضع الشباب وقضاياهم ومشاكلهم.

كل الطرق تؤدي للإدمان..
ومما يساهم بانتشار المخدرات كما يرى سلاّم قلة الندوات التي تشرح للمجتمع آثار آفة المخدرات على الفرد والمجتمع، هناك تقصير بهذا الخصوص، وهو ما وصفه سلاّم بالضعف في التغطية الإعلامية، حيث أنها لم ترتقي للمستوى المطلوب، مطالباً وزارة الداخلية بتدعيم أجهزة مكافحة المخدرات من عناصر بشرية، وإقامة دورات تدريبية بالإضافة للتجهيزات اللازمة لهذه الأمور، كي تتمكن عناصر المكافحة من السيطرة وبشكل كامل على هذه المشكلة.

أما من الناحية الطبية فيؤكد هارون أنّ الوراثة لها دور في الإدمان ولو كان صغيراً، ومن ناحية أخرى فإن وجود مرض عضوي احتاج لأدوية مخدرة بقي المريض يتعاطاها حتى أدمنها، حيث تبدأ هذه الأدوية كعلاج وتنتهي بالإدمان، كما يبدأ المريض بحبة واحدة وينتهي بعشرين حبة، والمخدرات قد تودي بمتعاطيها إلى الموت يقول هارون: "إذا تناول المدمن جرعة زائدة من المخدرات وعلى الخصوص الهيروين والكوكايين، بالإضافة إلى أنّ الإدمان مرض "ناكس" ويوجد عدد من المرضى حالاتهم مستعصية عن الشفاء ومعندة عن العلاج"

ويؤكد أحمد الأصفر أنّ السبب الأساسي للإدمان على المخدرات هو وجود المواد المخدرة بحد ذاتها، بالإضافة إلى المشاكل العديدة التي يعانيها الشباب وميلهم لتحقيق أحلاهم ورغباتهم بأسرع الطرق دون الأخذ بأسباب النجاح وهو ما يؤدي بهم وبعد فشلهم في تحقيقها إلى الإحباط ومن ثم اللجوء إلى المخدرات.

مشورة أمّ علاج؟
يختص المرصد الوطني لرعاية الشباب بعلاج كافة أنواع الإدمان حيث يستقبل المدمنين من كافة أنحاء سورية، ويقدم خدماته للمدمنين بمختلف أنواع الإدمان، متخذاً طريق الصراحة معهم حتى يتمكنوا في النهاية من شفائهم، يقول هارون: "المريض يأتي طوعا وبإرادته، ولا يتم تحويله من السجن، ويبقى في المرصد مدّة أسبوعين وهي -كافية لتنظيف جسمه من المواد المخدرة-، غير أنه يحتاج بعد خروجه للمتابعة التي تتطلب الزيارة كل أسبوع، حيث يلتزم عدد منهم بهذه المتابعة غير أنّ الجزء الآخر يفضل عدم المجيء".

ويتلقى المرضى السوريين عدّة أنواع من المعالجة في المرصد تبدأ بالعضوي "الدوائي" ثم العلاج النفسي لتنتهي بالعلاج الاجتماعي، ويؤكد هارون أنّ الإرادة هي العامل الأهم في العلاج أما المريض الذي لا يملك الإرادة وإن تمّ إجباره على العلاج فلن يشفى.

حالة المريض بعد مغادرته للمرصد وكما يؤكد الطبيب النفسي والمعالج في المرصد الوطني لرعاية الشباب "سهيل زيدو" ترافقها حالة من الاكتئاب والقلق والإعياء، وتختلف هذه الأعراض بحسب الشخص ذاته وكمية المخدرات التي يتعاطاها ونوعيّة المخدر.

غير أنّ مراكز معالجة المدمنين في المملكة العربية السعودية وكما يسرد زيدو فهي مخصصة لحالات الإدمان كما أنها مدعومة مادياً بالشكل الأمثل، بالإضافة للكادر المتخصص والمدرب بعناصره الأجنبية والسعودية، ويبقى المدمن في هذه المراكز مدّة ستة أشهر وتتكفل وزارة الشؤون السعودية بتوظيف المدمنين بعد خروجهم من المصحات، ومن الممكن أيضاً أن يتولى الأشخاص المدمنين بعد تعافيهم مسؤولية مرشد اجتماعي أو مرشد ديني داخل المصح، غير أن المرصد السوري يتشابه مع نظرائه السعوديين من ناحية العلاج البيولوجي فهي واحدة والكلام هنا للطبيب النفسي والمعالج في المرصد الوطني لرعاية الشباب سهيل زيدو.

ومعالجة الأسباب التي أدت إلى الإدمان برأي زيدو تتعلق بوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وباقي الوزارات، أما المرصد فيعالج حالات الإدمان من الناحية البيولوجية، مشيراً إلى أنّ المرصد هو مركز لمعالجة الإدمان وليس مركز تأهيلي، وهو المطلوب في المرحلة المقبلة، مؤكداً أنّ وضع المدمنين في سورية يحتاج لمركز تأهيل يبقى فيه المدمن لمدة لا تقل عن ستة أشهر.

بالأرقام...
تهريب المخدرات ووجودها في السوق هو لبّ المشكلة كما يؤكد الجميع، حيث تدخل إلى سورية عن لبنان وتركيا وبأساليب مختلفة منها قوافل الترانزيت، أو عن طريق منافذ غير شرعية والمعروفة بطرق التهريب، لتذهب إلى دول الخليج العربي.

وتحمل هذه القوافل أعداداً وأنواعاً شتى من المخدرات والحبوب المخدرة ليتربع الكبتاغون على رأس القائمة ويليه الـ "أوبر فال ثم الزولام والبالتان" وتعطى كل هذه الحبوب بجرعات كبيرة، تؤدي وكما يقول سلاّم بمتعاطيها إلى الشعور بالنشوة وبأنه يمتلك العالم.

وتؤكد الإحصائيات التي حصلنا عليها من فرع مكافحة المخدرات بدمشق أنه منذ بداية العام الحالي 2010 وحتى الشهر السادس بلغ عدد القضايا "الضبوط" المنظمة 781 قضية، وبلغ عدد متعاطي المواد المخدرة 773، فيما تمّ إلقاء القبض على 26 تاجر مخدرات، و202 روج للمواد المخدرة.

أما الكميات التي تمّت مصادرتها في الفرع ذاته فبلغت 13,441,53 كغ من الحشيش أو القنب الهندي، بالإضافة إلى 1586,3 غ من الهيروين، و 127,9غ من الكوكايين، و 28579 حبة كبتاغون، و 7385 حبوب مخدرة من أنواع مختلفة.
وتؤكد إحصائيات فرع دمشق لمكافحة المخدرات توقيف تسعة عشر عربياً، وأجنبياً واحداً في يتعلق بقضايا التهريب والاتجار بالمخدرات.

ومع إحصائيات فرع مكافحة المخدرات بدمشق يتبن مدى قلة الإمكانيات التي تهدد المرصد الوطني لرعاية الشباب، حيث يحتوي الأخير على 33 غرفة فقط، 27 للرجال، وست غرف فقط للإناث.
أما إحصائيات المرصد الوطني فتؤكد أنّ الهيروين يحتل المرتبة الأولى في الحالات التي يتم علاجها، ليأتي بعد الحشيش والكوكايين والكحول ويأتي في المرتبة قبل الأخيرة المستنشقات والأدوية المنومة والمهدئة والمواد المهلسة ليحل أخيراً مضادات باركنسون.

أما عدد مدمني المخدرات في سورية فقد بقي رقماً مبهماً لا أحد يستطيع معرفته يقول الأصفر: "لا يمكن إحصاء عدد المدمنين في سورية أو في العالم حيث أنّ ظاهرة الإدمان على المخدرات تعتبر من الظواهر "السوداء" بمعنى المدمن يخفي نفسه ولا يعترف بأنه مدمن، حيث أنّ متعاطي المخدرات غير مقبول اجتماعياً ومنبوذ ".









التعديل الأخير تم بواسطة غسان ; 28-10-2010 الساعة 04:36 PM.
غسان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
احذروا من الفوز باليانصيب ؟؟ البلخي استراحة المضاربين 1 01-02-2010 02:47 PM