وول ستريت جورنال: رجال أعمال سوريون وراء منع توقيع الشراكة مع الاتحاد الاوربي

[سليم نجار]

وول ستريت جورنال: سورية مترددة أمام اتفاق التجارة الأوروبي
ورجال أعمال سوريون وراء منع توقيع الشراكة

من شأن اتفاق تجاري حر بين سورية والاتحاد الأوروبي أن يخفض الرسوم ويؤدي إلى تدفق السلع الأوروبية التي طالما بُحِثَ عنها. كما أن هذا الاتفاق قد يشكّل مؤشراً رمزياً آخر إلى إعادة التأهيل الدبلوماسي الذي تشهده سورية مؤخراً.

بعد سنواتٍ من السعي إلى التوصل إلى ميثاق تداول تجاري حرّ مع الاتحاد الأوروبي، تتردّد سورية حالياً عند توقيع الاتفاق في ظلّ تعبير الشركات المحلية عن قلقها من المنافسة التي ممكن أن تصدر عن السلع الأوروبية.

ويعتبر الاتحاد الأوروبي الشريك التجاري الأكبر لسورية. ومن شأن اتفاق كهذا أن يخفض الرسوم ويؤدي إلى تدفق السلع الأوروبية التي طالما بُحِثَ عنها. كما أن هذا الاتفاق قد يشكّل مؤشراً رمزياً آخر إلى إعادة التأهيل الدبلوماسي الذي تشهده سورية مؤخراً.

يتأجل الاتفاق مجدداً من 2004
وطُرِحَت مسألة التبادل التجاري الأوروبي السوري للمرة الأولى سنة 2004. وقد تأجّل التوصل إلى اتفاق خلال السنوات الأخيرة بعد الخلافات السياسية التي وقعت بين سورية والعواصم الأوروبية. وفي ظلّ اتهام واشنطن لسورية بالتواطؤ في السماح بدخول عناصر متمرّدة إلى العراق وادعاءات مفادها أن دمشق قد يكون لها يد في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري سنة 2005، تباطأ زخم الاتفاق.

إلا أن آفاق إقامة اتفاقٍ عادت مجدداً هذه السنة عندما دعا الاتحاد الأوروبي سورية في أكتوبر إلى توقيع ما يسمى باتفاقية شراكة مع الاتحاد. وتتعهد الاتفاقية بتعاونٍ سياسي واقتصادي وثيقٍ.

بعد أن سعت جاهدة للدخول : فجأة سورية تعتذر عن الدخول بالشراكة الاوربية :

وبدلا من تلقّف هذه الدعوة، تراجعت سورية فجأةً تاركةً دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي في حيرةٍ من أمرهم، وهم الذين ظنوا أنها كانت لاتزال متحمسةً لإبرام الاتفاق. ويقول المسؤولون السوريون هنا إنهم بحاجة إلى المزيد من الوقت لدراسة انعكاسات هذه المسألة على اقتصادهم الذي يخضع حالياً لإصلاحات مهمة.

ولقي تحرير التبادل التجاري مؤخراً مع دولٍ أخرى ترحيب المستهلكين في سورية إلا أنه أثر سلباً في الصناعة المحلية. واشتكى بعض المصنعين عدم قدرتهم على منافسة السلع الأفضل نوعية التي تتدفق حالياً من الدول العربية الأخرى والصين وتركيا.
وأفاد نائب رئيس الوزراء السوري للشؤون الاقتصادية عبدالله الدردري خلال مقابلةٍ مؤخراً قائلاً: «نأخذ وقتنا في النظر في تأثير هذه المسألة في الزراعة والصناعة ومتى انتهينا من هذه الدراسة سنعلم الأوروبيين».

رجال الأعمال السوريون وراء منع توقيع الشراكة :
ويمارس رجال الأعمال السوريون ضغطاً كبيراً ضدّ هذه الشراكة، مشيرين إلى أنه يمكن أن يكون للمنافسة الجديدة مع السلع الأوروبية تأثير مدمر على الصناعة المحلية.

مثال على تدمر الصناعة السورية:
في «مصنع بدر للشوكولاتة والبسكويت والسكاكر» الواقع في الضواحي الجنوبية لدمشق، التحديات التي تواجه الأعمال هنا واضحة.
الآلات التي باتت قديمة تقرقع وتنتج ألواح الشوكولاتة التي سيصعب عليها منافسة الألواح البديلة الأوروبية. يشار إلى أن السلع الأوروبية يسهل الحصول عليها هنا، إلا أنها مرتفعة الثمن بسبب رسوم الاستيراد التي من شأن الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي أن يزيلها.
«وكأنني أملك سيارة صنع 1945 ويُطْلَبُ مني أن أتنافس مع أخرى صنع 2010»، وفقا لما أفاد به عدنان دخاخني مالك «مصنع بدر» وعضو في مجلس الشعب السوري. وحذر أنه سيضطر إلى تسريح ما يقارب نصف الموظفين السّتين لديه إذا مضى الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي قدماً.
ويعاني الصناعيون السوريون أصلا نتيجة اتفاق التبادل التجاري الحرّ الموقّع سنة 2007 بين سورية وتركيا حيث أجبرت بعض الشركات على الإقفال، ما أثار الانتقادات ضدّ تحرير الاقتصاد الذي تقوم به الحكومة السورية.

وأفاد الدردري، نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية، بأن الحكومة لاتزال ملتزمة بإصلاحاتها الاقتصادية.
وقال: «لا شكّ أن العديد من الصناعيين في سورية سيقلقون. إلا أنهم يدركون أيضاً السياسة التي نعتمدها والتي تقضي بوقف الحماية. المنافسة أمرٌ جيّدٌ وصحّي اقتصادياً».

المصدر :وول ستريت جورنال