لنقفل البورصة .....

[احمد]

اعتقد كاقتصادي مراقب بأنه لا فائدة ترجى للانسانية من استمرار بقاء هذا المكان المدمر المسمى بالبورصة أو سوق الأوراق المالية!؟

أولا هي ليست سوقا للأوراق المالية!؟

ثانيا هي ليست بورصة أو مزادا على سلع معينة تتحدد من خلاله أسعار هذه السلع لتجار يرغبون بها!؟ كما يحدث مع البترول والقمح والسكر وغيرها من السلع الضرورية للانسان!؟

أنا أتحدث عن المضاربات التي تحدث على أسهم الشركات وتنفخ فيها لكي تجعلها أكبر بكثير من سعرها الحقيقي؟!

سبق أن كتبت بأن سوق الأسهم تحديدا هو كازينو بكل معنى الكلمة وهو أسس لثقافة مدمرة للاقتصاد، وها هي نتائج ذلك واضحة للعيان على الأرض في المكان الذي اخترعت فيه: نيويورك!؟

لست ضد بيع الأسهم للعامة بالتأكيد، بل أن ذلك يؤسس للمشاركة العامة والاحساس بالمسؤولية والشراكة بالنسبة للكثير من القطاعات والشركات المسؤولة والمنتجة والمربحة لكننني على طول الخط وربما أكون وحيدا في هذا العالم الذي يدعو إلى إغلاق سوق الأسهم وبالتالي الغاء ما يسمى بعملية إدراج الأسهم في البورصة؟!

لأن الإدراج سيجعل همّ الشركات رفع القيمة السوقية لأسهمها في سوق المضاربات هذا بوسائل ليس لها علاقة فعلية بالانتاج بل باتباع تكتيكات يعرفها جيدا خبراء الأسواق المالية منها اطلاق الاشاعات والأخبار المضللة والاعتماد على لاعبين في الأسواق لرفع قيمة السهم!؟ فلو اشتريت سهم شركة بخمسة دنانير من البورصة وقامت الشركة بتوزيع أرباح بواقع ٥٠٪ على السهم فانني لن أحصل على دينارين ونصف ارباحا على السهم كما أعلنت الشركة بل فقط ٥٠٪ من السعر الاصلي للسهم وهو ١٠٠ فلس!؟ وهذا يعني بان كل خمسة دنانير ستمنحني ٥٠ فلسا فقط ارباحا في نهاية العام، وهذا هامش ربحي أتفه من أن يذكر!؟

إذن لا يقوم أغلب المضاربين بانتظار أرباح الشركات لأن هذه الأرباح لا تشكل شيئا مجزيا يذكر بالنسبة لحجم استثماراتهم المالية على سهم إحدى الشركات أو حزمة من الشركات بل يقومون بخلق الأرباح بانفسهم وليس من الشركة التي اشتروا أسهمها. إذن العائد الربحي لا يأتي من أرباح عمل الشركات بل من المضاربة!؟ أي القمار وهو ما أشرت اليه بالكازينو في مقال سابق لي في مجلة "فوربس".

ولأنه كازينو فعدد الرابحين فيه اقل بكثير من عدد الخاسرين ....! كما أن الظروف الدولية وانعكاساتها على هذا الكازينو قوية جدا بحيث حتى حدث تافه يمكن أن يؤثر على التعاملات اليومية ويسقطها في الخسائر بدلا من جني الأرباح.

في هذه الأسواق "الكازينوية" الكثير من الأنانية من أصحاب رؤوس الأموال لأنهم فضلوا دوما المقامرة وحدهم وجني الأرباح على إقامة مشاريع يمكن أن يستفيد منها الناس وتعود بالفائدة على الاقتصاد الوطني وعلى دخل الأسر.

إنها أموال غير منتجة، تظل تدور في حلقة مفرغة من الخسائر والأرباح إلى ما لا نهاية بما يشبه الإدمان من أصحابها؟

وترك مصرف كبير مثل "يو بي أس" لولد مراهق يخسر مليارات في ليلة واحدة هو عملية إهانة كبيرة للانسانية ولاهالي جنيف وسويسرا عموما الذين يشكون من البطالة بينما تقوم إدارة مصرفية من السخفاء غير المسؤولين بإدارة أموال الناس بالمقامرة بها في سوق الأسهم والسندات، ولك أن تتخيل كم كانت هذه المليارات ستنتج وستوظف في سويسرا وحدها!؟

كما أن أسعار أسهم أي شركة مدرجة ليس لها علاقة حقيقية بانتاج الشركة الحقيقي ولا بأي نجاحاتها، ففي الأغلب لها علاقة بأسباب خارجية مفتعلة .... وأغلبها من المضاربين ...!!

وعليه فإنني أدعو دولنا في مجلس التعاون الخليجي على الأقل بسرعة اغلاق هذه السوق المخرّبة بمبادرة لم يسبقها إليه أحد ... وإعادة توجيه هذه الأموال المكدسة والمهدرة في الأسواق المالية نحو خلق اقتصاد خليجي متكامل قائم على مرتكزات حقيقية على الأرض من الصناعة وغيرها..... وحتما ستسعد هذه الخطوة متظاهري وول ستريت وملايين الناس حول العالم!






نقلا عن موقع العربية

[البلخي]

في لقاء مغ وزير الاقتصاد السوري من يومين
قال بعض الكلمات اعجبتني :
من يريد ان يكون اقتصادي أو خبير بورصة
يجب ان يكون لديه هذا الشيء بالفطرة مثل الفن أو الصوت الجميل
لان الموضوع ليس دراسة فقط !
اتفق مع الوزير بهذا الموضوع حيث ان التعامل مع البورصة هو علم و فن
و من ليس لديه هذا فستحترق اصابيعه و ربما يديه أيضا