د.عبد الله العمراني
أعقب ذلك فتح باب المداخلات، حيث اقترح الدكتور عبد الله العمراني عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام وعضو الهيئة إلى ضرورة توعية الشركات الاستثمارية الإسلامية والمصارف الإسلامية في أن يكون لكل منها إدارة للمسؤولية الاجتماعية وتعاون على تثبير واستثمار هذه الموارد بالطرق الاحترافية والآمنة.
د.رجاء المرزوقي
كما دعا الدكتور رجاء المرزوقي, الأستاذ في المعهد الدبلوماسي, إلى تطبيق مثل هذه المفاهيم في المملكة التي كما قال تمتلك بيئة مثالية، حيث تشهد طفرات اقتصادية تساعد على نجاح مثل هذه التجارب، وأضاف أن هناك قضيتين في هذا الإطار:
الأولى إعلامية، حيث يتطلب من وسائل الإعلام في هذه المرحلة المساهمة في نشر أهمية المسؤولية الاجتماعية وأهمية الوقف، أما القضية الثانية على حد قوله فهي البيئة التنظيمية، التي نحن في حاجة ماسة إليها لتنظيم بيئة الوقف والترست، حيث يساعد على وضع الأنظمة والقوانين التي تساعد على نموها والحفاظ عليها، ويطمئن من يوقف أمواله ويضخها في ترست لوجود أنظمة وقوانين تثبتها وتحول دون انهيارها.
كما تحدث في السياق نفسه الشيخ منصور القاضي مؤكداً الناحية الإعلامية، حيث طالبت وسائل الإعلام بتكثيف جهودها في طرح مثل هذه الأفكار والتوجه بها إلى القطاع الحكومي والقطاع الخاص، والخيري، وأَضاف «الناس العاديون مجبولون على عمل الخير، ولذا يجب أن تقوم وسائل الإعلام بتوعية الناس بتقديم الأعمال في حياتها بدلاً من التركيز على الوصية، لأن التقديم في حياتهم أفضل من الوصية».
د.محمد السحيباني
أما الدكتور محمد السحيباني الأستاذ في كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية في جامعة الإمام، فقد أشار إلى تشابك الموضوع وتداخله مع بعض المحاور مثل الاستثمار في المسؤولية الاجتماعية والذي بحسب قوله يشمل «الترست» وغيره، وأضاف أن «الترست» يتعلق بالأمانة، وهو ما يجعله يتضمن إضافة إلى القطاع الخيري موضوعات أخرى تتصل بالعقود وصيغ التمويل وهو ما يتطلب منا إيجاد آليات تساعد على حُسن إدارة الأموال، حيث يساعد ذلك بحسب رأيه في تحقيق نقلة كبيرة جدا في مجال المصرفية والتمويل الإسلامي بصفة عامة، وذلك في وجود البيئة التنظيمية المساندة سواء كانت في الأنظمة أو في المؤسسات المساعدة على مراقبة حسن إدارة الأموال.
د.منصور على محمد القضاة
أما الدكتور منصور على محمد القضاة - مستشار شرعي بمصرف الإنماء - فنادى بالتركيز على الآليات الحقيقة، وبالمؤسسية في ظل التحديات التي يواجهها الاستثمار الاجتماعي، وأضاف أن هذا القطاع في حاجة إلى المؤسسية وتوفير البعد الإشرافي من قبل السلطات الإشرافية التي تدعم هذا الجانب، كما أنه بحاجة لوضع بعض الخطوط العريضة فالاستثمار الاجتماعي في المصارف الإسلامية أضاف القضاة «عبارة عن جانب ديكوري أو تكميلي، ولا بد من طرح آلية جديدة تساعد فعلا المصارف الإسلامية على تفعيل هذا الجانب».
في السياق نفسه تساءل فيصل العبد الله الجاسم - دكتوراة في أداء صناديق الاستثمار الإسلامية عن الترجمة العربية لكلمة «ترست»، حيث نادى بإيجاد كلمة مرادفة له باللغة العربية.
وهو ما وافقه عليه الدكتور يوسف القاسم عضو هيئة التدريس في المعهد العالي للقضاء، حيث قال «الترست في الواقع مزيج ما بين القرض والصدقة والوقف، والأعمال الخيرية في الشرع الإسلامي موجودة بكل أشكالها المختلفة سواء بشكلها المؤسسي أو بشكلها العادي الطبيعي وموجودة أيضا من خلال القرض، حيث يمكن أن يقدم قرضا حسنا لأعمال خيرية ثم يتم استرجاعه، أما الصدقة فيمكن التصرف فيها بكل أشكال التصرف الموجودة، أما الوقف فله آلية أكثر دقة لأجل المحافظة عليه».
جريدة الاقتصادية السعودية