العودة   الأسهم السورية ( المضارب السوري) > ملتقى المضاربين > المنتدى الإسلامي

الملاحظات

المنتدى الإسلامي يتم وضع الفتاوى والآراء الإسلامية المختصة بالبورصة ... وبحوث المجامع الفقهية المعاصرة .

إضافة رد
أدوات الموضوع
قديم 03-06-2010, 05:02 PM
  #1
البلخي
عضوية مميزة
 الصورة الرمزية البلخي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
الدولة: سوريا
المشاركات: 1,943
شكراً: 929
تم شكره 2,346 مرة في 829 مشاركة
Icon3 الربا والفائدة المصرفية دعوة لمواصلة الاجتهاد

ينظر الكثيرين في المجتمع الى أن الفائدة البنكية ربا مطلق و الامر لا يستحق اي اجتهاد أو مناقشة
و يرى اخرون ان هناك فرق كبير وحتمية في التعامل مع النظام المالي الحالي و انا ارى ضرورة مناقشة الموضوع بطريقة فكرية و حوارية و بعيدة عن التعصب و نستمع لجميع الاراء بهدوء
و هذه دعوة للتعمق في الموضوع و ليست فتوى فنحن لا نفتي لأحد و لا نقول حرام و لا حلال
وكل انسان مسؤول عن تصرفاته في النهاية ،،،
و هذا المقال يمثل تجربة و فكر لرجل مسلم و مؤمن عمل طوال حياته في مجال البنوك ،،
أخوكم ياسر البلخي


يهدف هذا المقال إلى تحفيز الحوار والاجتهاد في واقع الفرق بين الربا المحرّم نصًا والفائدة المصرفية المستجدة بما لها من أدوار حميدة وما عليها من مآخذ.
بقلم :
علي أحمد عتيقة
يعود اهتمامي بمعرفة الفرق بين الربا والفائدة المصرفية المعاصرة إلى منتصف الستينيات من القرن الماضي. فقد كنت آنذاك أشغل منصب مدير إدارة البحوث الاقتصادية في بنك ليبيا المركزي الذي كان يعمل جاهداً على تطوير القطاع المصرفي وتشجيع مشاركة الليبيين في ملكيته وإدارته وفي التعامل معه. وبالرغم من صعوبة تلك المهمة في حد ذاتها, فإن الأصعب منها كان التعامل مع ما فعله عدد من الأفراد المستفيدين من قروض ميسرة من البنك الزراعي والبنك الصناعي العقاري. فقد استطاعت مجموعة متنفذة منهم إقناع الملك إدريس السنوسي رحمه الله بضرورة إلغاء الفائدة لأنها حسب ادعائهم هي الربا بعينه, وفوجئت إدارة بنك ليبيا بوجود ثلاثة مراسيم ملكية موقعة تنتظر الإعلان عن تحريم التعامل بالفائدة, ليس فقط في كل من البنكين الزراعي والصناعي العقاري بل فيما يتعلق بجميع معاملات بنك ليبيا المركزي. وكانت مهمتنا الصعبة تتمثل في الحيلولة دون وقوع الكارثة التي كانت تستهدف تحطيم النظام المصرفي المعاصر في البلاد إذا ما تم الإعلان عن هذه المراسيم! وقد نجح البنك بعد جهد جهيد في إقناع الحكومة بعدم الإعلان عن المرسوم الخاص ببنك ليبيا والاكتفاء بإلغاء الفائدة المتعلقة بمعاملات البنكين الزراعي والصناعي العقاري, ولكن مع اشتراط الحكومة على البنك المركزي أن يتقدم بدراسة علمية موضوعية يشرح فيها رأيه في إشكالية الفرق بين الربا والفائدة المصرفية. وتنفيذاً لهذا الطلب قمت آنذاك بإعداد مذكرة تتضمن ما توصلتُ إليه من اجتهاد حول الفرق بين الربا والفائدة, والتي عدت إليها أخيرًا لأكتب هذا المقال بناء على ما جاء فيها, راجياً أن يجد أصحاب الاختصاص فيه ما يساعد على حل هذه الإشكالية.

المصارف وضرورة الاجتهاد

يرتكز اجتهادنا على أساس أن الربا محرم بالنص القرآني ولا فائدة من محاولة الاجتهاد في غير ذلك. ولكن لابد من الاجتهاد في معرفة النظام المصرفي المعاصر الذي يتعامل بالفائدة. وهل هذا النظام مطابق لنظام الربا الذي حرمه الإسلام والعديد من الديانات السماوية الأخرى, أم أنه يمكن اعتباره مستجداً في شكله الحالي وبالتالي يخضع للقاعدة الشرعية العريضة السمحاء التي تعتمد المنفعة والضرر في تقدير الحرام من الحلال في كل مستجد من علم وتكنولوجيا وتقدم مؤسسي في تنظيم وإدارة المال والتجارة وغيرها من شئون الحياة المعاصرة?
تُعرف مدرسة تحريم الفائدة كل زيادة في رأس المال بالربا لغة وشرعاً وبهذا تعتبر الفائدة هي الربا والربا هو الفائدة, وتحدد الآثار السيئة للربا فيما يلى)


1) تجميع المال والسلطة في أيدي طائفة صغيرة من المرابين يمكنهم بواسطتها التدخل في شئون المجتمع والتحكم فيه واستغلاله استغلالاً فاحشا.
2) أن المال الذي يتجمع في أيدي هذه الأقلية هو ليس مالها الخاص ولكنه ملك لأفراد الشعب الذين يدخرونه.
3) غلاء أسعار السلع بسبب إضافة الربا إلى تكلفة الإنتاج.
4) ارتفاع الأسعار يؤدي إلى انخفاض في الاستهلاك مما يؤدي إلى إنشاء فائض في السلع دون تصريف.
5) هذا الفائض سيحتم على أصحابه البحث عن أسواق في الخارج يصرفون فيها بضائعهم, لتبدأ سيطرة الدول المصنعة على الدول النامية وصولاً إلى الاستعمار السياسي والاقتصادي.
6) سيؤدي غلاء الأسعار الناتج من الربا إلى رغبة المنتجين في تخفيض تكلفة الإنتاج عن طريق تخفيض أجور العمال أو الاستغناء عن بعضهم مما يسبب البطالة مع انخفاض في القوة الشرائية والنشاط الاقتصادي.
7) إذا لم يتمكن المنتجون من تخفيض أجور العمال فسيتجهون إلى تخفيض الأسعار للمواد الأولية المنتجة في البلاد النامية, الأمر الذي سيلحق بها أضرارا جسيمة.

وبناء عليه ترى مدرسة تحريم الفائدة أن جميع هذه الأضرار هي نتيجة حتمية للتعامل بالفائدة المصرفية.

المصارف.. مزايا ومآخذ

من الممكن أن يكون الأمر كذلك, لو كانت هذه الآثار السيئة هي فعلاً ناجمة عن التعامل بالفائدة المصرفية المعاصرة لسلمنا بأن الفائدة هي الربا الذي حرمه الإسلام, ولكن الواجب العلمي والمنطق السليم اللذين يطالب بهما الدين الإسلامي يفرضان علينا جميعاً أن نناقش صحة هذا الاستنتاج من الناحية الفنية وبالاستناد إلى الواقع التاريخي المعاصر. إذا ما قمنا بذلك فيمكن التوصل إلى اجتهاد مكون من العناصر التالية:


1) إن القول بأن التعامل بالفائدة المصرفية يجمع المال في أيدي مجموعة قليلة من الأفراد تجعلهم يتحكمون في مصير الأمة لا يستند إلى واقع عصري وإنما يعود إلى حقيقة تاريخية انتهى عهدها بحلول النظام المصرفي المعاصر. يتكون هذا النظام من مجموعة بنوك تجارية متخصصة مرتبطة بالبنك المركزي المملوك للدولة والذي يعمل وفقاً لسياستها وتحت إشرافها وتوجيهها. وبالتالي فإن دور البنوك في هذا النظام هو إتاحة الفرصة حتى لصغار المدخرين الاستثمار في أموالهم بربح وأن تكون البنوك هي الواسطة الفعّالة بين هؤلاء المدخرين ورجال الأعمال لكي يساهموا جميعاً في تكوين رأس المال الوطني. على وفق هذا النظام المالي ليس من السهل أن تتحكم مجموعة قليلة من الناس لأن النظام المصرفي ملك لأفراد كثيرين ويعمل تحت الإشراف العام والرقابة المستمرة من قبل بنك الدولة.
2) وحيث إن المال الذي تُقرضه البنوك هو ليس مالها الخاص وإنما يعود لأفراد ومؤسسات, فإن هذا من شأنه أن يكون عائقاً أمام أصحاب البنوك لاستغلال هذا المال كسلاح للتحكم في أفراد الشعب لأن أصحاب المال الأصليين يمكن أن يسحبوا أموالهم في أي وقت. كما أن الدولة مكلفة بحماية حقوق مواطنيها الذين يودعون أموالهم في البنوك عن طريق فرض احتياطيات قانونية إلزامية وإقراض البنوك عند الحاجة عن طريق البنك المركزي.
3) أما القول بأن فرض الفائدة سيتسبب في ارتفاع الأسعار لأن رجل الأعمال يضيف الفائدة التي يدفعها إلى سعر منتوجه فهو استنتاج صحيح من حيث إن عائد المال يشكل عاملاً من عوامل التكلفة ولكن هذه القاعدة صحيحة في جميع الأحوال ولا تقتصر على الحالة التي يكون فيها رجل الأعمال هو المقترض من البنك مقابل فائدة محدودة. إن الهدف الأساسي من عملية استعمال المال في الإنتاج والتجارة هو تحقيق مبلغ معين من الربح ثم توزيع هذا الربح بين العناصر التي اشتركت في تحقيقه بما في ذلك رأس المال.
ارتفاع الأسعار وسعر الفائدة
4) إن ارتفاع الأسعار يرجع في المرتبة الأولى إلى زيادة الطلب على المعروض من السلع والخدمات, وهذا الارتفاع يمكن أن يحدث حتى لو لم تكن هنالك أية فائدة على استعمال رأس المال لأن إنتاج السلع والخدمات يعتمد على عوامل أخرى مثل كلفة اليد العاملة ومستوى التكنولوجيا المستعملة وكفاءة التنظيم ومقدرة الاقتصاد على الإنتاج. فلو افترضنا أن المال متوافر بكميات كبيرة مثلما هو الحال في بعض البلدان المصدرة للبترول ذات الإمكانات البشرية المحدودة من حيث الكم والكيف والتنظيم والوعي فهذا لا يعني أن أسعار السلع والخدمات في تلك البلدان ستكون منخفضة بسبب توافر المال. بل العكس عادة يكون صحيحاً لأنه كلما زادت كمية المال دون أن تقابلها كمية مماثلة من الإنتاج, قلت قيمة النقود وارتفعت أسعار السلع والخدمات التي تتبادل بها النقود.
5) إن سعر الفائدة لا يمكن أن يكون مسئولاً عن نشوء الدورات التجارية وما تسببه من أضرار اقتصادية واجتماعية ناجمة عن تدهور الأوضاع الاقتصادية وانكماش مستوى الاستثمار والعمالة وانخفاض في دخل الفرد ومستوى الاستهلاك تبعاً لذلك. فالسبب الرئيس لهذه التقلبات الاقتصادية كان ولا يزال هو تفاؤل أو تشاؤم رجال الأعمال حول المستقبل ومستوى الأرباح المتوقعة. وأصل هذا التشاؤم أو التفاؤل يرجع إلى عوامل نفسية وسياسية ليس لسعر الفائدة وجود بينها, من جانب آخر فإن من بين الحجج الأخرى التي يذكرها الذين لا يقرون بشرعية الفائدة المصرفية المعاصرة هي الحجة القائلة بأن البنوك تعطي فائدة منخفضة على الودائع التي تستلمها ثم تقوم بإقراضها بفائدة مرتفعة وتكسب الفرق بين السعرين. لو كان هذا هو الحال الذي ينطبق على النظام المصرفي المعاصر, لاعترفنا بأنه مضر ويتنافى مع العدالة التي يطالب بها الإسلام.


ولكن الواقع هو أن البنوك لا تتمتع بحرية مطلقة في تحديد ما تدفعه من فوائد لأصحاب الودائع أو ما تفرضه من فائدة على من يقترضون منها لأن حرية البنك في هذا الأمر مقيدة بالعوامل الآتية:

1) مستوى النشاط الاقتصادي والطلب على النقود: يمكن للبنك أن يفرض فائدة عالية على المقترضين, إذا كان الطلب على النقود مرتفعاً نتيجة لازدهار اقتصادي ولكنه في الوقت نفسه لا يستطيع أن يقرر لأصحاب الودائع فائدة منخفضة السعر لأنه لو فعل ذلك لامتنع هؤلاء عن إيداع أموالهم لدى البنك وقاموا بدلاً من ذلك باستثمارها في مجالات أخرى تدر عليهم فائدة أكثر. ولهذا السبب يضطر البنك إلى أن يرفع الفائدة التي يدفعها إلى أصحاب الودائع حتى يتمكن من الحصول على المال الذي يمكن أن يقرضه لرجال الأعمال.
2) إن التنافس بين البنوك في الحصول على الودائع وإقراضها يحد من حريتها في تحديد الفائدة التي تدفعها للمودعين والفائدة التي تطلبها من المقترضين, فإذا ما حاول أي من البنوك الاستغلال فإنه سرعان ما يخسر المودعين إلى بنك آخر ويضطر بعدها إلى التراجع حرصاً على مصلحته. هذا هو الحال في النظام المصرفي المعاصر. أما العكس فيتمثل في وجود المرابين وحدهم في السوق حيث يحصل الاحتكار وينشط التعامل بالربا الذي حرمه الإسلام.

3) قبل هذه العوامل كلها هناك رقابة البنك المركزي (بنك البنوك) على النظام المصرفي المعاصر. لقد نشأ نظام البنك المركزي في كل البلاد الصناعية وفي معظم البلاد النامية مسلحاً بقوة القانون والدراية المصرفية والاقتصادية والمحافظة على المصلحة العامة. فإذا ما دعت الضرورة والمصلحة العامة أن يتدخل البنك المركزي في تحديد مستوى سعر الفائدة فبإمكانه أن يفعل ذلك عن طريق التحكم في عرض النقود وتوجيه الطلب عليها وكذلك عن طريق تحديد الحد الأقصى لسعر الفائدة الذي يمكن أن يأخذه إلى البنك من عملائه. إن فعالية البنك المركزي (بنك الدولة) في تحديد سعر الفائدة وتوجيهها في خدمة الصالح العام أمر مسلّم به نظرياً وعملياً. ولهذا لا يصح القول بأن البنك التجاري هو الذي يحدد سعر الفائدة وباستطاعته أن يفعل ذلك بطريقة استغلالية.

يدعي الذين يطالبون بتحريم الفائدة بأن البنوك تحصل على أرباح ضخمة تجعلها بمأمن من كل مخاطرة ومطمئنة إلى استرداد قروضها وفوائدها من دون أي خسارة. إن هذا الادعاء مبالغ فيه كثيراً ولا ينطبق على الواقع, إذ إن أرباح البنوك في النظام المصرفي المعاصر لا تعتبر عالية بالنسبة لغيرها من النشاطات الاقتصادية. فضلا عن أن هذه الأرباح تخضع إلى فرض ضريبة تصاعدية تتفق مع الصالح العام وفقاً لما تقرره السلطات التشريعية والتنفيذية. وأرباح البنوك بشكل عام ليست أكثر من الأرباح الناتجة عن تأجير المباني والمضاربة في العقارات والعمل في المقاولات وغير ذلك من النشاط التجاري المألوف في بلادنا العربية. كما أن البنوك عندما تقرض العميل فهي بصورة عامة تخاطر مع العميل في عملية التجارة ولا يمكن القول بأنها (بمعصم من كل خسارة), لأنه في حالة الكساد العام يزيد الإفلاس بين رجال الأعمال مما يؤدي إلى ضياع أموال البنك. فحتى الضمانات التي يملكها البنك على القروض تصبح قليلة القيمة بسبب انعدام الطلب عليها, كما أنه في الحالات العادية نجد كل البنوك دون استثناء تضع في ميزانيتها مبالغ لتغطية الديون المعدومة والتي لا يمكن تحصيلها لسبب أو لآخر. لذلك يمكن القول بأن البنك مهما احتاط وبغض النظر عما لديه من ضمانات لابد له من المشاركة في المخاطرة والمجازفة مع العميل الذي يقترض المال لأغراض تجارية. كما أن الشخص الذي يودع أموالاً في البنوك يخاطر إلى حد ما مع البنوك ومع العميل الذي يقترض هذا المال من البنوك.

__________________
*قل هل يستوي الذين يعلمون و الذين لايعلمون*
صدق الله العظيم
البلخي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 03-06-2010, 05:04 PM
  #2
البلخي
عضوية مميزة
 الصورة الرمزية البلخي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
الدولة: سوريا
المشاركات: 1,943
شكراً: 929
تم شكره 2,346 مرة في 829 مشاركة
افتراضي الربا والفائدة المصرفية دعوة لمواصلة الاجتهاد 2

المضاربة والمرابحة


يقدم الذين يعترضون على شرعية الفائدة نظام المضاربة والمرابحة كبديل إسلامي للفائدة على القروض الإنتاجية. إذا ما تأملنا في أحكام هذا النظام نجد أن الفرق الأساسي بينه وبين نظام الفائدة المتعامل به في البنوك المعاصرة هو أن مردود استعمال رأس المال يحسب كجزء من الأرباح الناتجة من التجارة وذلك لأن صاحب المال يدخل كشريك مع رب العمل في التجارة بينما في النظام المصرفي المعاصر يأخذ نسبة محدودة من رأس المال بغض النظر عن مبلغ الأرباح التي يمكن أن تتحقق لرب العمل من تجارته. ولكننا أوضحنا فيما سبق أن هذا الفرق صحيح في الشكل وليس في الجوهر لأن مردود المال سواء حُسب على أساس الفائدة المحددة أو كجزء من الأرباح فهو يعتمد في النهاية على مستوى الأرباح, فارتفاع مستوى الأرباح في التجارة يؤدي إلى ارتفاع سعر الفائدة في البنوك وكذلك إلى ارتفاع نصيب رأس المال من الأرباح في نظام المضاربة.

ولكن لو سلمنا جدلاً بأن المضاربة والمرابحة تختلف اختلافاً جوهرياً عن النظام المصرفي المعاصر فهل يمكن لهما أن تحلا محله? يرتكز نظام المضاربة في المعاملات المصرفية على قاعدة أساسية وهي أن علاقة المودعين والبنك وعلاقة البنك وأصحاب المشروعات الإنتاجية مبنية على أساس المشاركة وتوزيع الربح بين المشتركين على أسس متفق عليها مسبقاً. وبالتالي فإن هذه القاعدة تفترض أن جميع الذين يودعون أموالهم في البنوك التجارية يقومون بذلك بقصد الربح في كل الأحوال. ولكن الواقع هو غير ذلك, إذ إن معظم ودائع البنوك التجارية هي ودائع تحت الطلب لأغراض تسديد العمليات التجارية الجارية ولا يدفع عليها فائدة تذكر لأن لأصحابها الحق في سحبها في أي وقت يرغب, وبالتالي لا يستطيع البنك أن يشارك بتلك الأموال في مشروعات تجارية قد تحتاج إلى مدة طويلة حتى تأتي بربح. وهكذا لا يمكن لنظام المضاربة أن يوفر احتياجات الاقتصاد المعاصر في خدمة الحسابات الجارية والتعامل بالشيكات بدلاً من البنكنوت (النقود) والقروض القصيرة المدى التي عادة لا تتجاوز مدتها ستة أشهر.

أما الجزء الثاني من الودائع التي تتمثل في ودائع التوفير وودائع لأجل فهو في حد ذاته لا يكفي لتمويل احتياجات الاقتصاد في مجال القروض الإنمائية, إذ إن غالبية أصحاب هذه الودائع غير راغبين ولا مستعدين للمشاركة في التجارة لأن لديهم بعض الأموال التي وفروها ويرغبون في الاحتفاظ بها في حالة قريبة من السيولة حتى إذا ما احتاجوا إليها يمكن استردادها من البنك بسرعة. وإذا عرفنا أن أصحاب المال والشركات المساهمة لا يودعون أموالهم عادة إلا لآجال قصيرة (أسبوع إلى ثلاثة أشهر) يتبين لنا أن البنوك التجارية عادة لا تقدم على قروض طويلة المدى بحماس لأن الأموال التي تتعامل بها هي إما تحت الطلب أو مودعة لآجال قصيرة.

التمويل والقروض

أما المشروعات الإنتاجية التي تساهم في تنمية إنتاج السلع والخدمات عن طريق تمويل مشروعات إنمائية فهي تحتاج إلى قروض طويلة الأجل وبفوائد منخفضة نسبياً أو عن طريق المساهمة في رأس المال والمشاركة في الربح, ولهذا الغرض توجد في النظام المصرفي المعاصر بنوك وصناديق ومؤسسات تمويل متخصصة (مثل المؤسسات المتخصصة بالتسليف الصناعي والزراعي والعقاري) إما أن تكون حكومية كما هو الحال في بلادنا أو مشتركة بين الحكومة والقطاع الخاص أو خاصة تتمتع بمساعدات معينة من الحكومة. إن بنوك وصناديق الاستثمار هذه تشترك مع رب العمل في المشروعات الإنتاجية عن طريق شراء وامتلاك نسبة معينة من أسهم الشركة المالكة للمشروع. وبهذا يمكن القول بأنه يتوافر في النظام المصرفي المعاصر سبل عدة لتمويل المشروعات الإنتاجية بطريقة تراعي العدالة وتخضع للرقابة من قبل الدولة. وفي حالة بنوك الاستثمار يشارك صاحب المال مع رب العمل في منح القروض الإنتاجية وبالتالي هناك مجال واسع أمام رب العمل لاختيار أفضل السبل لتمويل مشروعاته إما عن طريق الاقتراض أو المشاركة. أما في نظام المضاربة فلا يوجد مجال للاختيار بالنسبة لرب العمل ولا بالنسبة لصاحب المال. فهم مرغمون على الدخول في المشاركة المباشرة.

كما أن نظام المضاربة لا يتضمن تحديد الحصة التي يمكن لصاحب المال أن يطلبها من رب العمل عند الدخول في المشاركة الأمر الذي يحول دون مراعاة العدالة التي ينشدها الإسلام. فالأمر فوق هذا الظلم متروك لما يتفق عليه صاحب المال ورب العمل. مما قد يمكن صاحب المال من استغلال رب العمل كلما يكون رب العمل في حاجة إلى المال. فمثلاً قد يطلب صاحب المال أن يتحصل على ثلاثة أرباع الربح وقد يضطر رب العمل أن يقبل ذلك لأنه محتاج. كما أنه في حالة عدم تحقيق أرباح من المشاركة يبقى رأس المال لصاحبه بينما رب العمل لا يحصل على شيء مقابل جهده ربما لمدة عام أو أكثر. فهل هذا لا يمثل استغلال صاحب المال لرب العمل?.. إن هذا الوضع في رأينا أسوأ من النظام المصرفي المعاصر الذي يحدد نصيب صاحب المال مقدماً على أساس القانون والمنافسة الحرة والرقابة العامة من قبل البنوك المركزية التابعة للدولة. أرجو أن يجد القارئ في هذا المقال ما يحفزه على الحوار والاجتهاد في واقع الفرق بين الربا المحرم نصاً والفائدة المصرفية المعاصرة المستجدة بما لها من خصائص وأدوار حميدة وما عليها من مآخذ تعمل البنوك المركزية والدولة على الحد منها ومراقبة آثارها السلبية.

منقول عن موقع في اي بي
__________________
*قل هل يستوي الذين يعلمون و الذين لايعلمون*
صدق الله العظيم
البلخي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 04-06-2010, 05:55 PM
  #3
وليد متعب هزيم
عضو مشارك
 الصورة الرمزية وليد متعب هزيم
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
الدولة: سوريا-دمشق
المشاركات: 168
شكراً: 80
تم شكره 90 مرة في 47 مشاركة
افتراضي

والله هذا الكلام فيه وجهة نظر صحيحه--
وليد متعب هزيم غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 04-06-2010, 07:20 PM
  #4
ملك
عضو أساسي
 الصورة الرمزية ملك
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 801
شكراً: 213
تم شكره 1,674 مرة في 463 مشاركة
افتراضي

اخ وليد ممكن تكتب لنا بمختصر ماذا مهمت من الموضوع ؟
ملك غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 04-06-2010, 08:29 PM
  #5
وليد متعب هزيم
عضو مشارك
 الصورة الرمزية وليد متعب هزيم
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
الدولة: سوريا-دمشق
المشاركات: 168
شكراً: 80
تم شكره 90 مرة في 47 مشاركة
افتراضي غريب

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الملك مشاهدة المشاركة
اخ وليد ممكن تكتب لنا بمختصر ماذا مهمت من الموضوع ؟
المهم انت تفهم شو بدك فيني انا--
وليد متعب هزيم غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 06-06-2010, 07:11 PM
  #6
ykhodari
متابع جديد
 الصورة الرمزية ykhodari
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 24
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
افتراضي

اقتباس:
و هذا المقال يمثل تجربة و فكر لرجل مسلم و مؤمن عمل طوال حياته في مجال البنوك ،،
أخوكم ياسر البلخي
أخي ياسر البلخي هداك الله وجعلك من أصحاب اليمين
لكن أخي لا يجب أن تزكي على الله أحد قل هداك الله "أحسبه مؤمناً"

اقتباس:
تُعرف مدرسة تحريم الفائدة كل زيادة في رأس المال بالربا لغة وشرعاً وبهذا تعتبر الفائدة هي الربا والربا هو الفائدة, وتحدد الآثار السيئة للربا فيما يلى)
أخي ياسر البلخي هداك الله و أصلح شأنك
ليس هذا تعريف الربا بالأسلام
كان يجب عليك أخي ياسر أن تتحقق من الأسس التي انطلق منها الكاتب قبل أن تزكي رأيه
الكاتب بدأ بتعريف الربا تعريفا خاطئاً إذاً كل ما بناه بعد ذلك باطل و لا يستحق الرد

تقبل مروري
ykhodari غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 06-06-2010, 07:21 PM
  #7
ykhodari
متابع جديد
 الصورة الرمزية ykhodari
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 24
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
افتراضي

التقلبات الاقتصادية في النظام الإسلامي

أرجو أخي ياسر أن تقرأ هذا المقال وأنا أثق أنك بعقلك الراجح ستجد الفرق جليا
د. سامي بن إبراهيم السويلم - - 11/11/1429هـ
لا تزال تداعيات الأزمة العالمية تتطور وتتوالى، ويمتد أثرها في الاقتصاد الحقيقي بعد الآثار الكارثية التي خلفتها على القطاع المالي.
إن الأزمة التي نعيشها اليوم نشأت - باتفاق المحللين ـ من الإفراط في الالتزامات والمديونيات مقابل الأصول الحقيقية، وهو ما يطلق عليه الرفع الائتماني
leveraging. والانهيار الحاصل الآن هو تخفيض لهذه الالتزامات deleveraging لتتوافق مع القاعدة الرأسمالية للمؤسسات المالية.
إن آليات التمويل السائدة اليوم تسمح بنمو المديونية بمعدلات عالية تفوق بكثير معدلات نمو الثروة والأصول الحقيقية. نتيجة لذلك يختل البناء الاقتصادي، حيث تقوم جبال شاهقة من الديون والالتزامات على قاعدة محدودة من الثروة الحقيقية، وهذا ما يسمى الهرم المقلوب. هذا البناء غير قابل للاستمرار، لأن القاعدة الضئيلة لا يمكنها أن تحتمل العبء المتزايد من أهرامات الديون الهائلة، لذلك لا مفر من انهيار هذه الأهرامات والعودة إلى الوضع الطبيعي الذي تكون فيه قاعدة الثروة أكبر من عبء المديونية، ولكن مع الآليات السائدة ستعود المديونية إلى النمو بأسرع من الثروة، ليتكرر الخلل، ويعود الانهيار مرة أخرى، وهكذا.
إن هذا النظام، بهذا الشكل، يمثل عبئاً كبيراً على المجتمعات الإنسانية، وتتزايد تكلفة بقائه باطراد، فإذا أردنا بناء نظام اقتصادي مستقر وقابل للاستمرار والنمو، فيجب معالجة العلاقة بين المديونية والثروة معالجة جذرية لضمان تجنب هذه الكوارث مستقبلاً.
لقد دعا رئيس الجمهورية الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى "نظام مالي عالمي جديد". كما دعا رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون إلى بناء أنظمة "للإنذار المبكر" ضد الكوارث المالية، فما الذي يمكن أن يضيفه الاقتصاد الإسلامي في هذا الخصوص؟
إن الكارثة المالية تحصل نتيجة اختلال علاقة المديونية بالثروة، فإذا أردنا التوقي من وقوع الكارثة، فعلينا بناء مؤشرات لنمو المديونية تحدد إذا ما كانت المديونية تنمو بشكل طبيعي يخدم بناء الثروة أو أنها تسير بالاتجاه الذي يقود نحو الكارثة، فإذا كان نمو المديونية لا يقابله نموٌ موازٍ في الثروة، فهذا بمثابة ناقوس الخطر، لأن هذا النمو إذا استمر، سيؤدي إلى تفاقم الديون على حساب الثروة، ومن ثم الانهيار.
ولكن ما هذا الدَّين الذي ليس له مقابل من الثروة؟ إنه لا يعدو أن يكون الربا باصطلاح الفقه الإسلامي، فالعلماء عرفوا الربا بأنه "زيادة لا يقابلها عوض"، وهذا الفهم الدقيق للربا يبين كيف يكون الربا مصدر خطر على النظام الاقتصادي، فنشوء دين في الذمة ليس له مقابل من الإنتاج والقيمة المضافة يعني إمكانية نمو الدين بمعدلات تتجاوز معدلات نمو الثروة، وهو ما ينتهي إلى اختلال البناء الاقتصادي، ما يهدد استقرار النظام، كما سبق.
إن هذه الحكمة نص عليها القرآن بجلاء في أول آية نزلت بالتحريم الصريح للربا "يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافاً مضاعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون" (آل عمران 130). والأضعاف المذكورة في الآية الكريمة منسوبة إلى أصل الدَين الذي له ما يقابله من الثروة، فالربا يؤدي إلى أن يتضاعف الدَينُ بأضعاف الثروة الحقيقية للمجتمع، وهو الخطر الذي يهدد الاقتصاد وينذر بالكارثة، فإذا أردنا تجنب الكوارث المالية وبناء نظام اقتصادي يجمع بين الاستقرار والإنتاجية، فإن من أوائل المؤشرات التي تحمي هذا النظام هو اجتناب الربا.

إنظار المعسر
إن تحريم الربا هو أحد ركائز الاقتصاد الإسلامي، لكنه ليس الركيزة الوحيدة. لقد قرن القرآن الكريم في سورة البقرة بين تحريم الربا وبين أمر آخر في غاية الأهمية، ألا وهو إنظار المعسر، كما قال تعالى: "وإن كان ذو عُسرة فَنََظِرةٌ إلى مَيْسَرة" (البقرة 280). وإنظار المعسر، بإجماع العلماء، فريضة واجبة، وليس أمراً مستحباً يجوز تركه أو التغاضي عنه.
إن أهمية هذا المبدأ لا تقتصر على القيمة الأخلاقية والإنسانية التي يجسدها، بل هو، إضافة إلى ذلك، يؤدي وظيفة اقتصادية في غاية الأهمية، ربما لم تكن أكثر وضوحاً قبل الأزمة التي نعيشها اليوم.
فالأزمة كما نعلم بدأت مع تعثر المقترضين من ذوي الملاءة المنخفضة. هذا التعثر أدى إلى تراجع في تمويل القروض العقارية، ومن ثم في تراجع أسعار العقار، ما فاقم من مشكلة التعثر، وأدى إلى سلسلة من الإخفاقات في المؤسسات المالية والمصرفية، ثم انتقلت العدوى إلى بقية دول العالم.
فإذا كان الانهيار ابتدأ من تعثر السداد، فإن من أهم عوامل تطويق الأزمة ومحاصرة تداعياتها هو إمهال المدينين غير القادرين على السداد.
والفقه الإسلامي لا يمنع من بيع مال المدين الذي عجز عن السداد، لكن الفقهاء متفقون على استثناء ما لا يَستغني عنه المدين، ومن ذلك المسكن، لكن العجب لا ينقضي من عظمة الفقه الإسلامي، حين نجد أن ثلة من كبار الفقهاء نصوا على أن المعسِر "لا تباع دارُه التي لا غِنى له عن سُكناها".1 والعلماء الذين أجازوا بيع دار المعسر نصوا على أنها " تُباع ويُكترى له بَدلُها".2
فأئمة الفقه الإسلامي متفقون على ضرورة ضمان السكن للمدين، وأن عجزه عن السداد لا يحرمه هذا الحق، لذلك فهو يدخل في وصف المعسر الذي يستحق الإنظار.
وإذا كان المدين الذي ثبت عجزه عن السداد لا يباع مسكنه الذي لا يَستغني عنه، فإن إنظارَه في هذه الحالة من شأنه أن يطوق تداعيات الانهيار الذي نشهده اليوم، لأنه يحفظ أسعار العقار من الهبوط أو على الأقل يقلل من سرعة انخفاضها. وهذا يحقق مصلحة الدائن والمدين معاً، فالمدين ينتفع بالإمهال، في حين يحتفظ الدائن بقيمة أصوله متماسكة، ما يقلل احتمالات الإفلاس والانهيار.
وإنظار المعسر يمتد أثره الاقتصادي إلى أبعد من ذلك، فإن الدائن إذا علم مسبقاً أنه لن يستطيع الاسترباحَ من المعسر أو بيعَ ماله الذي لا يَستغني عنه، فإنه سيكون أكثر حذراً في منح الائتمان والتمويل ابتداء. والأزمة التي نمر بها الآن نشأت كما نعلم من التساهل في إقراض ذوي الملاءة المنخفضة ممن هم مظنّة الإعسار أكثر من غيرهم، فتطبيق مبدأ إنظار المعسر كان يمكن أن يحول دون التوسع في إقراض هذه الفئة، ويُقلّل مِن ثَمّ احتمالات الانهيار من البداية.

التقلبات الاقتصادية
إن حكمة القرآن الكريم في الجمع بين تحريم الربا وبين إنظار المعسر في سياق واحد يتجلى جانب منها في ضوء التقلبات الاقتصادية التي نشهد اليوم واحدة من أبرز صورها.
فالدورات الاقتصادية تمر إجمالاً بمرحلتين: مرحلة الصعود والنمو، ومرحلة الهبوط والانكماش. ومن أهم عوامل الكارثة المالية هو الصعود غير المنضبط الذي يصاحبه الإفراط في تسهيل الائتمان، ما يؤدي إلى مبالغة في قيم الأصول. هذا بدوره يشجع على الاستدانة برهن هذه الأصول، ما يزيد من ارتفاع أسعارها ومن ثم الاسترسال في تسهيل الائتمان، وهكذا، لتصبح السوق في حالة فقاعة
bubble غير قابلة للاستمرار، فإذا وُجد أي سبب يؤدي إلى تراجع قيم الأصول، اضطر المدينون إلى بيع بعض هذه الأصول لزيادة قيمة الرهن، ولكن بيع الأصول من شأنه أن يخفض من أسعارها مرة أخرى، ما يتطلب المزيد من البيع لتغطية قيمة الرهن، وهكذا حتى تنهار السوق وتتحقق الكارثة.
وتحريم الربا من شأنه أن يضبط التوسع في الائتمان، بحيث لا تتحول السوق في مرحلة الصعود إلى حالة الفقاعة التي تهدد الاقتصاد. أما في حالة الهبوط فإن إنظار المعسر من شأنه أن يقلل من معدل تراجع أسعار الأصول ومن ثم يجنب السوق الانزلاق إلى حالة الانهيار، فالجمع بين هذين المبدأين من شأنه أن يحتوي تقلبات الأسواق ويسيطر على عوامل الانهيار، دون أن يمنع السوق من أداء وظائفها الأساسية.
فالاقتصاد الإسلامي لا يزعم أنه قادر على استئصال التقلبات الاقتصادية، لكن مبادئه قادرة إذا طبقت على نحو صحيح، أن تمنع هذه التقلبات أن تتحول إلى كوارث تدمر حياة البشرية وثرواتها.

رسالة الإسلام
إن تحريم الربا ووجوب إنظار المعسر لم تنفرد بهما الشريعة الإسلامية، ولم يكن محمد، صلى الله عليه وسلم، أول من دعا إليهما، بل هما من المبادئ التي دعا إليها جميع الرسل والأنبياء، صلوات الله عليهم وسلامه، وأجمعت عليها الأديان السماوية والرسالات الإلهية على مر التاريخ الإنساني، فهي قيم كلية مشتركة بين الإنسانية، لا تختص بها مجتمعات دون أخرى، ولا أديان دون غيرها. لذا فإن قادة العالم وحكماءه مدعوون لاستلهام هذه القيم واعتمادها في أنظمتهم التشريعية والمالية إذا كان العالم حريصاً على تجنب مثل هذه الكوارث مستقبلاً، وهذا ما تدعو إليه مبادئ الاقتصاد الإسلامي.

1 المغني لموفق الدين ابن قدامة، 4/490، مكتبة الرياض. وهذا هو مذهب أبي حنيفة وأحمد.
2 المصدر السابق ص491، وهذا هو مذهب مالك والشافعي. ومع ذلك صرح الشافعي بأن "يُتأنّى في بيع المساكن بقدر ما يرى أهل البصر أنها بلغت أثمانها أو قاربتها"، الأم 3/210.
ykhodari غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 06-06-2010, 11:40 PM
  #8
البلخي
عضوية مميزة
 الصورة الرمزية البلخي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
الدولة: سوريا
المشاركات: 1,943
شكراً: 929
تم شكره 2,346 مرة في 829 مشاركة
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ykhodari مشاهدة المشاركة
أخي ياسر البلخي هداك الله وجعلك من أصحاب اليمين
لكن أخي لا يجب أن تزكي على الله أحد قل هداك الله "أحسبه مؤمناً"

أخي ياسر البلخي هداك الله و أصلح شأنك
ليس هذا تعريف الربا بالأسلام
كان يجب عليك أخي ياسر أن تتحقق من الأسس التي انطلق منها الكاتب قبل أن تزكي رأيه
الكاتب بدأ بتعريف الربا تعريفا خاطئاً إذاً كل ما بناه بعد ذلك باطل و لا يستحق الرد

تقبل مروري
السلام عليكم
أخي الكريم ماقلناه عن الرجل هو مجازا من خلال الحديث
ولا نزكي على الله أحد و لا نزكي حنى انفسنا مع اننا نحسن الظن بكل الناس،،
بالنسبة للتعريف الذي ذكره الرجل فقذ قال الرجل تعريف مختصر كمقدمة للموضوع
و هو موجه لكل الناس و ليس لفئة معينة و من ابسط الامور أن يتم تبسيط المفاهيم
في هذه الحالة و اذا اخذنا تعريف الربا باللغة العربية فهي كما يلي :
تعريف الربا
الربا : لغة الزيادة - قال في القاموس [( 4/ 332 ) ؛ السعادة بمصر 1332هـ] رَبَا رُبُوًّا كعلوًّا ورباءً زادَ ونَما . وقال صاحب المصباح المنير [( 1/ 233 ) ؛ مصطفى البابي الحلبي بمصر 1369هـ] الربا الفضل والزيادة - وهو مقصور على الأشهر . . وربا الشيء يربو إذا زاد . وأربى الرجل بالألف دخل في الربا . وأربى على الخمسين زاد عليها . وقال النووي في تهذيب الأسماء واللغات [( 3/ 117 ) ؛ إدارة الطباعة المنيرية] الربا مقصور وأصله الزيادة . . ويقال ربا الشيء إذا زاد ويقال الربا والرماء - وفي فتح الباري [( 4/ 313 ) ط المطبعة السلفية] وأصل الربا : الزيادة إما في نفس الشيء كقوله تعالى : اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ .

و اذا اخذناها من رجل دين محترم و معروف فهي كما يلي :
والربا في اللغة معناه الزيادة ، وهو في الشرع زيادة في أشياء مخصوصة ، وينقسم إلى قسمين : ربا النسيئة ، وربا الفضل .
هذا التعريف من تعريف الشيخ المعروف صالح الفوزان
و للتأكد من الرابط : http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=59550 و هو موقع اسلامي

و على هذا الاساس كاتب المقال لم يخالف هذه التعاريف لدرجة أن تقول أن مابني على تعريف باطل فهو باطل و ألغيت كل الافكار الواردة في البحث لأن التعريف الاول لم يروق لمزاجك ؟؟ و هذا لعمري
يخالف أبسط قواعد الحوار و لا أستطيع أن أفسره سوى بالعجز عن الرد على المقال ( البحث ) ،،

بالنسبة لما نقلته عن الكاتب السويلم تقول لي فيه أني سأجد به اجابات فالحقيقة أن المقال لم يتحدث عن اشكالية الفرق بين الربا و الفائدة و انما تحدث عن سبب المشكلة العالمية و قال بصراحة أن سببها الافراط في المديونيات و في هذا الجانب فهو محق تماما فالافراط في المديونيات دون غطاء و ضمانات كافية هي السبب في الازمة التي حصلت و ليست الفوائد البنكية و الدليل أن الدول التي كانت تتشدد في اعطاء القروض لم تتأثر بالازمة العالمية و من هذه الدول سوريا حيث ان البنوك هي رابحة و سعر اسهمها يرتفع يوما بعد يوم رغم تعاملها المطلق بالفائدة البنكية /
أما ماذكره الكاتب عن موضوع اسعاف المقفر أو مايسمى بالقرض الحسن الذي موجود في اول اسطر ادبيات البنوك الاسلامية و يتم الحديث عنه بالضجيج فهو مع الاسف ليس له وجود على ارض الواقع و اذا تكلمنا بلغة الواقع و ليس الشعارات الرنانة فما عليك سوى ان تتوجه الى أقرب فرع لأي بنك اسلامي و تطلب منهم قرض حسن و سترى بأم عينك أنهم سينظرون اليك كأنك كائن جاءهم من المريخ لأنهم ببساطة لايقدمون مثل هذا القرض و و كذلك الامر عن موضوع القرض السكني
و كما أن الموضوع مليء بالطموحات الجميلة و لكن ستبقى مع الاسف سطور في ادبيات البنوك الاسلامية و غير قابلة للتطبيق و لو كانت كذلك لكانت طبقت منذ زمن بعيد و خاصة أن بعض البنوك الاسلامية تجاوز عمرها الثلاثين عاما و اذا هذا لم يحصل خلال ثلاثين عاما فمتى من الممكن أن يحصل ؟؟؟؟ و أترك الجواب لحضرتك يمكن لديك تاريخ لم نسمع به و ممكن أن تنورنا به ،،
الحديث من الممكن أن يطول و يأخذ منحى أكثر ايجابيا و فائدة من الحوار و لكنك اطلقت عليه رصاصة الرحمة بأدعائك أنه لايستحق الرد عليه و هذا بحد ذاته مخالف لأدبيات الحوار أو عجز مطلق عن التعاطي بالموضوع ،، و في كلا الحالتين أشكرك على مشاركتك بالموضوع
__________________
*قل هل يستوي الذين يعلمون و الذين لايعلمون*
صدق الله العظيم
البلخي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 09-06-2010, 08:17 PM
  #9
ykhodari
متابع جديد
 الصورة الرمزية ykhodari
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 24
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
افتراضي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم هدانا الله واياك وجعلنا من أصحاب اليمين
أخي أنا أحسبك مؤمناً بالله مسلماً بحكمته المطلقة وبعلمه المطلق بما كان و سيكون
وبما يصلح و بما لا يصلح
وأنا أنطلق من إيمانك هذا لكي أقول لك "إن هذا الأمر دين فإنظروا عن من تأخذون دينكم"
وإن لكل أمر أهل اختصاص درسوه وتفانوا فيه "فإسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون"
الربا كما نقلت أخي الكريم في التعريف "الر
با في اللغة معناه الزيادة ، وهو في الشرع زيادة في أشياء مخصوصة ، وينقسم إلى قسمين : ربا النسيئة ، وربا الفضل ."
فهو شرعاً زيادة في أشياء مخصوصة وليس كما قال كاتب المقال أنه زيادة في رأس المال فما
كل زيادة في رأس المال هي من قبيل الربا
أخي أنا أعذرك لأنك لست من أهل الأختصاص لكن كاتب هذا المقال يتقصد "الضحك على العامة"
إذا تركنا موضوع التعريف جانباً كما أردت
لنرى على ماذا بني المقال
بني المقال على زعم أن الأسلام حرم الربا لأجل أسباب عدها الكاتب وجعلها محور التحريم
مع أنه لم يرد في الشرع أي شئ يتعلق بهذه الأسباب
لم يرد في الشرع إلا الحكم الشرعي
﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ* يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ* إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ* يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ﴾ [البقرة:275-279].
إذا مناط النقاش كله باطل لأن الله حرم الربا وبين أن فيه ظلم لكن لم يفصل ذلك
إذا الكاتب يتكهن بمراد الله ثم يبني على تكهنه لينقض حكم الله الثابت
لعمري لو أنك سألت أي شخص لديه أدنى فكرة عن القانون و الشرائع ليقولن أن هذا هرج

"وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا
إذا أخي الكريم هدانا الله و اياك إلى الصراط المستقيم نحن بداية نقول سمعنا و أطعنا
ثم نبحث من قاعدة التسليم لله تعالى بالبحث عن حكمة التشريع
إن وجدناها فذلك خير وإلا نتهم فهمنا وعقولنا القاصرة أمام حكمة الله البالغة

أخي الكريم ليطمئن قلبك :
وجدنا من خلال دراساتنا العلمية حول الأقتصاديات العالمية و تتطورها و تفاعلها أن الربا بشلكه المعرف في الشريعة الأسلامية مصدر الأفات في النظام المالي الرأسمالي الحديث
البنك الدولي له دراسة على أن البنوك الأسلامية أكثر ثباتاً وفعالية من البنوك الربوية وهي دراسة محايدة غير دينية وتعتمد على قوانين كينز و فريدمان قد أرفقت الدراسة إذا أردت البحث .
الدراسات الغربية الحديثة وتشخيصها للأزمة يفضي إلى أن النوك الأسلامية لا يمكن أن تخلق فقاعات كتلك التي تخلقها البنوك الربوية لأن عملها منوط بالأقتصاد الحقيقي و بالتعرض للخطر أما البنوك الربوية فعملها يتجاوز الأقتصاد الحقيقي بعشرة أضعاف تقريباً من 70 ترليون إلى ما يربو عن 700ترليون دولار حجم تعاملات وهمية وكل ذلك بسبب سلخ المخاطر عن الأيراد عن طريق بيع الديون و التأمين عليها و تخفيض سعر الفائدة مما أغرى فئات ذات دخل محدود لتتوسع بالمديونية ثم رفع سعر الفائدة على هؤلاء و استغلال سذاجتهم و إدخالهم بدوامة دفع فوائد ما أنزل الله بها من سلطان بحجة كبح جماح الأقتصاد والتخفيف من غلاواء التضخم و كل ذلك يخلق إرتباك في الأقتصاديات العالمية يبحث المختصون فيها عن مخرج
وما يدريك أخي البلخي أن المخرج في اتباع اساليب التمويل الأسلامي و سد الباب أمام هذا التفيقع المقيت الذي يأكل الأخضر و اليابس
وحقيقة إذا اتبعت المشرعين في الدول الغربية تجد أنهم بدأوا يتبنوا النظام الأسلامي في التمويل ويجدون فيه ما يلفت النظر في القابلية على الثبات و القدرة على تفعيل الحركة و منع الفقاعات الكارثية
ثم نحن أخي الكريم زاهدين بهذا التشريع العظم ونسمع لكل ناعق يتفلسف على شرع الله سبحانه وتعالى
آن لنا أن نتعلم و نتفقه في ديننا العظيم قبل أن نتفاجئ بأن الغرب بعقله المتفتح و قبوله للحق
"طبعا من مبدأ علمي دنيوي " يتبنى الأقتصاد الأسلامي وما يدريك أنه يتوجه نحو الأسلمة التي تقد مضجع اليهود بالدول الغربية بنسب نموا تزيد عن أي دين أو مذهب أخر
ولا عجب فهو دين الله
﴿ وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً﴾[الإسراء:81]
الملفات المرفقة
نوع الملف: pdf النظام المصرفي الإسلامي محسن.pdf‏ (312.8 كيلوبايت, المشاهدات 109)
ykhodari غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 09-06-2010, 08:41 PM
  #10
وليد متعب هزيم
عضو مشارك
 الصورة الرمزية وليد متعب هزيم
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
الدولة: سوريا-دمشق
المشاركات: 168
شكراً: 80
تم شكره 90 مرة في 47 مشاركة
افتراضي

الحقيقه --كلام الاخ مقنع ويمتلك حجه قويه--رأيي الشخصي ان البنك الإسلامي آمن من الناحيه الشرعيه--ولكي يستبرئ الشخص لنفسه يجب أن يبتعد عن الشبهات
وليد متعب هزيم غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بيانات الميتاستوك سعر الاغلاق مرجعي أم حقيقي دعوة إلى استطلاع رأي العربي بيانات الاسهم السورية بصيغة MetaStock 24 17-12-2010 01:40 AM
دعوة الجمعية العمومية ug BROKER أخبار ومعلومات الشركات المدرجة 0 08-06-2010 12:45 PM
ليست كل فائدة من قبيل الربا البلخي المنتدى الإسلامي 20 03-06-2010 12:52 PM
ميالة حذر من التورق والمفتي اعتبره الربا بعينه إذا كان بلا ضوابط سليم نجار المؤتمر الخامس للمصارف والمؤسسات المالية الاسلامية (سوريا) 0 03-06-2009 03:51 PM
دعوة لحضور محاضرة النموذج الرياضي للاقتصاد الإسلامي يلقيها الدكتور سامر قنطقجي Speculator المنتدى الإسلامي 1 29-04-2009 11:17 PM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 04:20 PM.



جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها وقرار البيع والشراء مسؤليتك وحدك

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir