Rihab
27-07-2011, 02:32 PM
على ما يبدو أن عدوى التحليل الاقتصادي والمالي والنقدي أصبحت موضة هذه الأيام، أو لتسعير العبار العامية القائلة «شغلة اللي مالو شغلة» وخاصة في عجقة التصريحات والتحليلات القائمة على خلفية الأحداث التي يمر بها البلد منذ نحو خمسة أشهر.
ولعل تقييم الليرة السورية اليوم أصبح مرتهناً لحديث الشارع، الإعلامي والاقتصادي.. من على بسطات سوق الحرامية حتى صبحيات «النسوان».
الجميع أصبح فهمان ومتابعاً وله وجهة نظر في قيمة الليرة السورية اليوم، أو كما يقولون «قوة» الليرة... ولعل آخرها ما صال وجال على بعض المواقع الالكترونية من أن سعر صرف الدولار الأميركي الحالي تجاوز 200 ليرة سورية؟!
لهؤلاء نقول إن الاقتصاد علم الأرقام، وعلى من ليس له دراية بالرياضيات المتقدمة وبحوث العمليات والوسائل الكمية في التحليل الاقتصادي ومنهجة التفكير الاقتصادي... الوقوف جانباً، فالمسافة بين التحليل الاقتصادي ووجهة النظر الإعلامو-إقتصادية شاسعة.
وبالعودة إلى سعر صرف الليرة السورية، فهي تتأثر بالعديد من العوامل، هي موقف ميزان المدفوعات، والاحتياطي النقدي في الدولة، ومعدل التضخم السائد، ومعدلات الفائدة على النقود، وتدخل البنك المركزي في السوق المصرفية، بالإضافة إلى السياسة الاقتصادية والمالية للدولة، ودرجة الاستقرار السياسي.
وبالتركيز على موضوع الاحتياطيات الذي يتم تحليله من «المسفهمين» نذكر بأن الاحتياطي النقدي للدولة يشمل ما تملكه من العملات الأجنبية والذهب، ومقدار المبالغ التي يمكن أن تقترضها من صندوق النقد الدولي. ولعلمكم سعر أونصة الذهب اليوم تجاوز 1610 دولارات، بوزن كما هو معروف (31.1 غراماً/24 قيراط) أي إن طن الذهب يزيد عن 51.76 مليون دولار أميركي. من المهم متابعة هذا الاحتياطي والتغيرات التي تطرأ عليه، فمثلاً العجز الكبير في ميزان المدفوعات قد يشير إلى ضرورة تخفيض سعر صرف العملة ولكن إذا كانت الدولة تحتفظ باحتياطي كبير فإنه يمكن عدم اللجوء إلى تخفيض قيمة العملة على الأقل في الأجل القصير.
كما أنه في حال سعر صرف غير مثبت، مرتبط بسلة عملات (وحدة حقوق السحب الخاصة) وكما يسمى سعر الصرف المدار، تتدخل فيه الحكومة ببيع أو شراء عملتها لتضبط سعرها، إلى جانب عوامل العرض والطلب. وهنا يكون لدينا سعر صرف رسمي، تحدده السلطات النقدية، وسعر صرف حر، تحدده قوى العرض والطلب، واليوم وفق نشرة صرف المركزي سعر الصرف المباشر للدولار الأميركي47.02 ليرة سورية، وفي السوق الحرة تراوح بين 50.5 إلى 51 ليرة سورية. وهذا ناجم عن الضغوط التي تتعرض لها الليرة والتي تترجم بارتفاع الطلب، كما يأتي تراجع سعر الدولار في السوق الفورية ليدعم ارتفاع الليرة السورية. ويجب الانتباه إلى جميع العوامل السابقة كجملة متكاملة لدى الحديث عن قيمة العملة.
الوطن
ولعل تقييم الليرة السورية اليوم أصبح مرتهناً لحديث الشارع، الإعلامي والاقتصادي.. من على بسطات سوق الحرامية حتى صبحيات «النسوان».
الجميع أصبح فهمان ومتابعاً وله وجهة نظر في قيمة الليرة السورية اليوم، أو كما يقولون «قوة» الليرة... ولعل آخرها ما صال وجال على بعض المواقع الالكترونية من أن سعر صرف الدولار الأميركي الحالي تجاوز 200 ليرة سورية؟!
لهؤلاء نقول إن الاقتصاد علم الأرقام، وعلى من ليس له دراية بالرياضيات المتقدمة وبحوث العمليات والوسائل الكمية في التحليل الاقتصادي ومنهجة التفكير الاقتصادي... الوقوف جانباً، فالمسافة بين التحليل الاقتصادي ووجهة النظر الإعلامو-إقتصادية شاسعة.
وبالعودة إلى سعر صرف الليرة السورية، فهي تتأثر بالعديد من العوامل، هي موقف ميزان المدفوعات، والاحتياطي النقدي في الدولة، ومعدل التضخم السائد، ومعدلات الفائدة على النقود، وتدخل البنك المركزي في السوق المصرفية، بالإضافة إلى السياسة الاقتصادية والمالية للدولة، ودرجة الاستقرار السياسي.
وبالتركيز على موضوع الاحتياطيات الذي يتم تحليله من «المسفهمين» نذكر بأن الاحتياطي النقدي للدولة يشمل ما تملكه من العملات الأجنبية والذهب، ومقدار المبالغ التي يمكن أن تقترضها من صندوق النقد الدولي. ولعلمكم سعر أونصة الذهب اليوم تجاوز 1610 دولارات، بوزن كما هو معروف (31.1 غراماً/24 قيراط) أي إن طن الذهب يزيد عن 51.76 مليون دولار أميركي. من المهم متابعة هذا الاحتياطي والتغيرات التي تطرأ عليه، فمثلاً العجز الكبير في ميزان المدفوعات قد يشير إلى ضرورة تخفيض سعر صرف العملة ولكن إذا كانت الدولة تحتفظ باحتياطي كبير فإنه يمكن عدم اللجوء إلى تخفيض قيمة العملة على الأقل في الأجل القصير.
كما أنه في حال سعر صرف غير مثبت، مرتبط بسلة عملات (وحدة حقوق السحب الخاصة) وكما يسمى سعر الصرف المدار، تتدخل فيه الحكومة ببيع أو شراء عملتها لتضبط سعرها، إلى جانب عوامل العرض والطلب. وهنا يكون لدينا سعر صرف رسمي، تحدده السلطات النقدية، وسعر صرف حر، تحدده قوى العرض والطلب، واليوم وفق نشرة صرف المركزي سعر الصرف المباشر للدولار الأميركي47.02 ليرة سورية، وفي السوق الحرة تراوح بين 50.5 إلى 51 ليرة سورية. وهذا ناجم عن الضغوط التي تتعرض لها الليرة والتي تترجم بارتفاع الطلب، كما يأتي تراجع سعر الدولار في السوق الفورية ليدعم ارتفاع الليرة السورية. ويجب الانتباه إلى جميع العوامل السابقة كجملة متكاملة لدى الحديث عن قيمة العملة.
الوطن