المعادن الثمينة تنطلق صعوداً بدعم طلب الملاذ الآمن

[saeed]

المعادن الثمينة تنطلق صعوداً بدعم طلب الملاذ الآمن

عادت طلبات الملاذ الآمن يوم أمس إلى أسواق المعادن الثمينة، و استمر الاتجاه الصاعد بتأثير من إلغاء اجتماع وزراء المالية الأوروبيين. يرى المتداولون عدّة احتمالات عن سبب هذا الإلغاء للاجتماع، فالسبب الأول المقترح هو أن يكون هنالك مشكلة استدعت هذا الإلغاء بسبب استحالة الوصول لقرار مشترك، و الثاني هو أن وزراء المالية ينتظرون ما سوف يسفر عنه التصويت في البرلمان الألماني، أما السبب الأخير و الأكثر تفاؤلاً، يشير إلى أن الحل قد وضع مسبقاً و تم وضع الاتفاق و لا حاجة لأن يجتمع وزراء المالية.

في الحقيقة، ساد القلق الأسواق المالية، حيث أن القرارات بشأن خطّة إنقاذ اليونان الجديدة، و القرارات المرتبطة في صندوق الاستقرار المالي الأوروبي، إلى جانب إعادة هيكلة رأس المال الشركات المالية، كلها قرارات ينتظرها المتداولون بفارغ الصبر. إن أزمة الديون السيادية الأوروبية بحاجة لاتفاق و حلول جوهرية لإيقاف تعمّقها، كذلك تحتاج إلى قرار موحد من أجل منع امتدادها، و لذلك عاد المتداولون للقلق مما دفعهم للاتجاه نحو المعادن الثمينة كملاذ آمن و تقليص المخاطرة.

أظهرت بيانات ثقة المستهلك الأمريكي أمس انخفاضاً حاداً في مستوى الثقة، كذلك أظهر مؤشر أسعار المنازل انكماشاً مقداره 0.1% في أسعار المنازل، و هذا ما زاد الضغوط على الأسواق المالية مرتفعة العائد مما سبب عمليات جني أرباح واسعة في أسواق الأسهم، حيث انخفض مؤشر داوجونز أمس بمقدار 1.74%. لكن الجدير ملاحظته، هو أن المعادن الثمينة لم تتبع مؤشرات الأسهم، بل ارتفعت أسعارها يوم أمس، فيما لم يلعب الدولار دوراً يوم أمس في ارتفاع أسعار المعادن الثمينة إذ أنه بقي مستقراً مع قليل من الميل للصعود. لكن المعادن الثمينة شهدت طلباً كبيراً على شكل ملاذ آمن مما دفع أسعارها للارتفاع بشكل كبير.

خلال جلسة نيويورك يوم أمس، ارتفع سعر الذهب بمقدار 3.10% ليغلق جلسة أمس عند سعر 1704.60 دولار للأونصة الواحدة، و هذا الارتفاع الكبير أعاد سعر الذهب ليلامس أعلى مستوى له منذ 23/أيلول الماضي. كذلك ارتفع سعر الفضة بمقدار 4.82%، فالمضاربة دخلت أسواق المعادن الثمينة عندما رأى المتداولون بأن طلب الملاذ الآمن انتشر. بالنسبة للبلاتين، فقد ارتفع أيضاً، لكن ارتفاعه كان أقل من ارتفاع كل من سعر الذهب و الفضة، و قد أغلق سعر البلاتين تداولات أمس على ارتفاع مقداره 1.23% عند سعر 1564.00 دولار للأونصة الواحدة.

هذا اليوم، ينظر المتداولون لأي قرار تجاه اليونان، و سوف يركّزون على قرار القادة الأوروبيين الذي ينتظرونه بعد إلغاء اجتماع وزراء المالية، كذلك سوف يكون الهم الأكبر عن أسلوب منع امتداد أزمة الديون السيادية و قرارات القادة المتعلّقة في القطاع المالي.

إن هذا الانتظار سبب بعض السلبية لتداولات البلاتين هذا اليوم، و الذي يرتبط بشكل أكبر من كل من الذهب و الفضة بحالة الثقة في الأسواق، فرغم الطلبات التي تتجه للبلاتين على شكل ملاذ آمن و مضاربة، إلا أن البلاتين هو الأقرب لأن يكون معدناً صناعياً مما سبب اليوم قليلاً من الانخفاض في سعره.

بيانات أستراليا اليوم أظهرت انخفاضاً في مستوى التضخم، حيث انخفض مستوى التضخم خلال الربع الثالث من 3.6% إلى 3.5%، و كذلك البيانات الاقتصادية التي صدرت من الولايات المتحدة أمس أبقيا على القلق تجاه النمو في الاقتصاد الدولي خصوصاً بعد أن خفّض البنك الدولي توقعاته لنمو أميركا اللاتينية.

يتداول سعر البلاتين الآن على انخفاض مقداره 0.13% حول سعر 1562.00 دولار للأونصة. بالنسبة لسعر الذهب، فقد ارتفع، و يتداول سعر الذهب اليوم بمكاسب وصلت إلى 0.45% عند مستوى 1712.30 دولار للأونصة الواحدة، أما سعر الفضة، فقد اكتفى اليوم بمكاسب بلغت 0.18% عندما تداول الآن عند مستوى 33.33 دولار للأونصة. إن هذه الأسعار كما هي في تمام الساعة 02:46 صباحاً بتوقيت نيويورك ( 06:46 بتوقيت غرينتش ).

إن الذهب هو المعدن الأكثر ارتفاعاً اليوم، و هذا بسبب طلب الذهب كملاذ آمن، و يبدو أن المخاوف الاقتصادية عادت من جديد لنرى طلب الملاذ الآمن يعود لأسواق المعادن الثمينة متغلّباً بذلك على عمليات جني الأرباح التي تحصل في العادة عندما تنخفض مؤشر الأسهم في العالم. بذلك، سوف يكون مصير أسواق المعادن الثمينة الآن متعلّق في أي قرارات تجاه أزمة الديون السيادية من أوروبا، مع التذكير في البيانات الاقتصادية المنتظرة اليوم من الولايات المتحدة، أهمها بيانات طلبيات البضائع المعمّرة.