|
إدارة وأعمال علم الادارة غني بمعلوماته ... تعلم معنا لتكون ادارياً ناجحاً .. وفعالاً .. |
![]() |
|
أدوات الموضوع |
![]() |
#1 |
مشرف
شكراً: 23,193
تم شكره 22,349 مرة في 4,677 مشاركة
|
![]() هل فكرت يوماً في تغيير نفسك؟ د.طارق السويدان بادئ ذي بدء نقول إن التغيير أصبح له اليوم منهجيته وصار علماً يدرس وتقدم فيه شهادات الماجستير والدكتوراه، وكما هو الحال في أي علم يبدأ بسيطاً، ثم يتطور حتى يتحول إلى منهج متكامل قابل للتطبيق. ويمكن أن نخوض في تفصيلات وفلسفات هذا العلم ولكني أفضل عرضه بصورة مبسطة ميسرة تفهمها كل شرائح المجتمع. فهذا العلم موجه أساساً إلى المؤسسات ويبحث في كيفية تطويرها وتحديثها، وهنا تأتي منهجية التغيير بشكل كبير. ماهية التغيير: هناك مراحل يمر بها الإنسان من الطفولة إلى الشيخوخة مروراً بالشباب والكهولة. فهل التغيير مرتبط بهذه المراحل؟ بعض الناس لا يتغيرون إلا إذا حدثت مصيبة أو وصل إلى عمر معين. في أحد لقاءاتي قالت لي إحدى الأخوات: إنها لن تتغير إلا بعد أن يصبح عمرها 40 سنة، فهل تضمن أن تصل إلى هذا العمر؟ ثم إذا كانت مقتنعة بالتغيير فلماذا التأخير؟! فالتغيير عملية تحول من الواقع الذي نعيش فيه إلى حاجة نرغب فيها أو حالة منشودة. نحن اليوم نعيش في واقع نحيا فيه في مستوى معين ونسأل أنفسنا عدة أسئلة: الأول: هل نحن سعداء؟ ويجب أن نجاوب أنفسنا داخلياً، إذ لا يهم في تقدير السعادة المظهر الخارجي أو كم من الناس يحترموننا أو يقدروننا، أو مكانتنا في المجتمع. الثاني: هل نحن راضون عما وصلنا إليه في كل جوانب حياتنا.. في علاقتنا بالله سبحانه وتعالى وفي عباداتنا، وفي أعمالنا أو علاقتنا بأهلنا؟ إن الخطوة الأولى في التغيير أن يشخص الإنسان واقعه بالضبط وليس بزينته التي تخفي الكثير، ولا بالمظاهر الخارجية فقط. الثالث: هل يمكن أن نكون أفضل مما وصلنا إليه أم أن هذا أعلى مستوى؟ المسألة واضحة جداً، فكل إنسان يستطيع أن يصل إلى مستوى أفضل في علاقته مع ربه ونفسه وأهله والناس أجمعين وفي إنجازاته وعطائه.. ففي كل مجال يستطيع الإنسان أن يكون أفضل. الرابع: هل لدينا مشاريع نعيش من أجلها؟ الخامس: هل هناك هدف من حياتنا؟ إذا تبلورت هذه الأسئلة جميعاً واتضحت بصورة واضحة وكانت إجاباتنا أننا سعداء ولكن يمكن أن نكون أسعد وأننا راضون.. ولكن هناك بعض الجوانب لا نرضى عنها، ويمكن أن تكون أفضل كثيراً مما نحن عليه. فهذه الأسئلة سوف تعبِّر لنا عن تعريف التغيير وهو: الانتقال من الواقع الذي نعيش فيه إلى حال نتمناها، وهي أن نكون أسعد وأن نرضى عن أدائنا ونكون أفضل وتصبح لدينا مشاريع لها أثر في حياة البشر. وأؤكد هنا أننا جميعاً بلا شك نريد تغيير أنفسنا وسلوكيات من حولنا.. ابناً أو زوجاً أو زوجة أو موظفاً.. وغيرهم. وكل الدراسات العلمية وصلت إلى قناعة كبيرة بالنتيجة التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم منذ ما يزيد على ألف وأربعمائة عام: إن الله لا يغير ما بقوم حتى" يغيروا ما بأنفسهم (الرعد:11). باختصار.. إننا لا نستطيع أن نغير إنساناً آخر ما لم يغير من نفسه، فنحن نستطيع إيجاد مناخ للتغيير أو حافز أو دافع له. إذا فهمنا هذا نكون قد خطونا الخطوة الأولى وهي تعريف التغيير. الدكتور طارق السويدان |
![]() |
![]() |
8 أعضاء قالوا شكراً لـ غسان على المشاركة المفيدة: |
Adnan89 (15-08-2011),
beautiful life (03-08-2011),
BROKER (02-08-2011),
ابوحمزه (15-08-2011),
حبيب (05-08-2011),
loai (03-08-2011),
saeed (02-08-2011),
Ship World (02-08-2011)
|
![]() |
#3 |
عضو أساسي
شكراً: 9,055
تم شكره 7,672 مرة في 2,619 مشاركة
|
![]() شكراً جزيلاً أخي غسان ... مقال رائع جداً .... ونحن الآن في شهر رمضان .. والذي كان أوله في 1/8/2011 وهي فرصة ذهبية لتغيير بعض العادات .. ومراجعة أنفسنا .. وأخطاؤنا .. وتعاملتنا مع الجميع .. ونقد ذاتي للمراحل السابقة أين وصلنا ؟ وماذا حققنا ؟؟ وكيف سنعالج الأخطاء .. ونطور أنفسنا للأفضل .. |
![]() |
![]() |
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ saeed على المشاركة المفيدة: |
غسان (02-08-2011)
|
![]() |
#4 |
مشرف
شكراً: 23,193
تم شكره 22,349 مرة في 4,677 مشاركة
|
![]() إذا تحدثنا عن مجالات التغيير فإن أول وأهم مجال هو مجال المبادئ والقيم، فكلما نظرنا إلى واقع الحضارات وفي الإنتاج البشري والفلسفة والعلوم والتكنولوجيا وغيرها.. وجدناها في النهاية تعود إلى الفكر. فكل أمور الحياة يحكمها الفكر، فالمبادئ والقيم هي التي توجه حياة البشر وتوجه إنتاجهم، وبعض الناس يسميها حضارة وبعضهم يسميها فكراً.. والآخرون يسمونها فلسفة، ولكن في النهاية هي مجموعة قيم ومبادئ تتحكم فينا، ونحن نتبناها باختيارنا "كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه" ولو ترك بلا مؤثرات لعاش على منهج رب العالمين. يبدأ التغيير وزرع القيم منذ الطفولة، وكلما تأملت وعشت الحياة أكثر عرفت أن معظم القيم تنغرس في الإنسان في السنوات الست الأولى من حياته. ومن هنا يأتي الخلل الجسيم: أن تعامل مرحلة رياض الأطفال على أنها مرحلة لعب وموسيقى، بل هي مرحلة زراعة قيم وفكر ومبادئ تحكم عقيدته وعلاقاته وطريقة إنتاجه. وتُزرع هذه القيم في نفس الإنسان منذ البداية من قبل مؤثرات خارجية وخاصة الأبوين.. فلهما تأثير غير عادي في زرع هذه القيم والمبادئ. ثم يكبر الإنسان ويبدأ في التفكير في الاستقلال عن هذه المؤثرات الخارجية. ويبدأ في اختيار قيم ومبادئ جديدة من مؤثرات أخرى مثل أصحابه أو أفلام يراها أو غيرها، فتُزرع فيه قيم جديدة. وطبعاً تأتي المجتمعات بطريقة تركيباتها وتزرع قيماً أخرى.. فهناك مجتمعات تزرع قيمة الوقت وأهميته. وأخرى (للأسف مثل مجتمعاتنا) تزرع قيمة "أعدك الساعة الرابعة وإذا لم أحضر الخامسة فانتظرني للسادسة..". ويمكن أن تذهب الساعة السابعة، فليس هناك قيمة للوقت، رغم أن حياة الإنسان عبارة عن وقت. إذن أعظم تغيير هو الذي يحدث في المبادئ والقيم لأنه يحكم كل التغييرات الأخرى. ينبني على هذا تغيير في السلوك لأن علاقاتي مع الناس ستحكمها المبادئ والقيم التي أتبناها. مثال: "عندما يكون عندي موظفون وأبتسم لهم وأضحك معهم ماذا يكون هدفي؟ كثير من الناس يكون هدفهم مص دمائهم وجعلهم يعملون بأقصى طاقتهم حتى يستفيد من ورائهم أقصى استفادة" وهذا خطأ. فنحن نريد أن نعيد النظر في سلوكنا وعلاقاتنا، لأن سلوك الإنسان نابع من قراراته التي تنبع من قيمه. إذن أنا أستطيع أن أتغير من نفسي فليس هناك سلوك مفروض على الإنسان. فالشخص الكسول مثلاً هو الذي قرر أن يكون كذلك، فنحن لا نستطيع أن نغيره ونجعله نشيطاً، لكن فقط نوجد له حافزاً.. وإنما التغيير ينبع من داخله. وبعبارة أخرى نستطيع إيجاد البيئة التي تهيئ له هذا المناخ. تغيير أساليب الإدارة وقد يكون التغيير في أساليب الإدارة والقيادة، ونسأل أنفسنا: كم مرة شكرت الخادم على تأديته عملاً لي؟ فالواجب أن نشكره كل مرة. يقول أنس بن مالك رضي الله عنه: "خدمت الرسول { عشر سنين، فما قال لي في أمر فعلته: لمَ فعلته؟ وفي أمر لم أفعله: لمَ لمْ تفعله"؟ فأي رقي في التعامل والإدارة والقيادة هذا الذي ينبع من قيم وأخلاق عظيمة! فهل نستطيع أن نتغير لنصبح بمثل هذه الصورة؟ تغيير اجتماعي وهناك تغيير اجتماعي يستطيع الإنسان أن يوجهه في الاتجاه الصحيح.. فمثلاً موضوع الزواج نجد أن عدداً كبيراً لديه معايير خاطئة في شريك الحياة. والإحصاءات تقول إن 30% من الزواج عندنا يفشل قبل مرور خمس سنوات، ويرجع الفشل إلى الخطأ في الاختيار. وللأسف الشديد نجد أن الأفلام العربية لها تأثير كبير في زرع المعايير الخاطئة في وجدان الشباب، حيث تعتمد على الشكل في أكثرها وليس على الجوهر مثل مفاهيم "الحب من أول نظرة" وغيرها 2 |
![]() |
![]() |
3 أعضاء قالوا شكراً لـ غسان على المشاركة المفيدة: |
![]() |
#5 |
مشرفة صالة إدارة وأعمال
شكراً: 3,346
تم شكره 3,494 مرة في 1,132 مشاركة
|
![]() رائع ... ونحن في محطة التغيير ... وهذا الجانب واسع جداً ... وله مفاهيم كثيرة ولكنه هام جداً في حياتنا وحياة مجتمعنـــا أشكرك |
![]() |
![]() |
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ beautiful life على المشاركة المفيدة: |
غسان (03-08-2011)
|
![]() |
#6 |
مشرف
شكراً: 23,193
تم شكره 22,349 مرة في 4,677 مشاركة
|
![]() مجالات التغيير تحدثنا في المقال الماضي عن بعض مجالات التغيير.. و في هذا المقال نستكمل الحديث عن مجالات أخرى. فالتغيير يمكن أن يحدث في موضوع التخصص الدراسي، فكثير من الأفراد لا يعرف لماذا دخل هذا التخصص دون غيره، بينما العملية التعليمية بالمجتمعات الغربية لها نظام يسمى مواد دراسية استكشافية، يدرس فيه الطالب العديد من المواد التخصصية. وعندما يجد نفسه يميل إلى تخصص معين ويستطيع الإجادة فيه يتقدم للتسجيل لدراسته. ولي تجربة شخصية حيث درست البترول لعدة سنوات ثم تركته لأني لم أجد نفسي فيه، فليس من الخطأ أن يكتشف الإنسان أنه دخل تخصصاً لا يميل إليه ثم يتركه، ولكن الخطأ أن يستمر فيه رغم عدم حبه له. فالأصل أن ينطلق المرء من رغباته وميوله، فالإنسان لن يبدع إلا إذا دخل مجالاً يعشقه. وأذكر المرة الأولى التي وقفت فيها أمام الناس لأخطب فقد كتبت ما سأقوله في ورقة وعندما بدأت في القراءة تلعثمت وتصبب عرقي وكان قلبي يرتجف، فلم تكن عندي وقتها القدرة ومهارة الخطابة بطلاقة. لكن لأنني أحببت ذلك الطريق أخذت أنمي هذه المهارة عندي، فلا يكفي الحب فقط. اكتساب المهارة فالمهارة يمكن أن يكتسبها الإنسان، مع التسليم بأن هناك مواهب قد تعين الفرد ولكن إن استسلمنا إلى أن القدرات هي موهبة إلهية فسنعجز ونستسلم. وقد يسر الله لي أن أدرس بجامعة بنسلفانيا في كلية الخطابة التي يدرس فيها كبار السياسيين الأمريكان.. وأخذت فيها دورة ستة أشهر لتعلم مهارات الخطابة.. إذن المهارات يستطيع الإنسان اكتسابها. تغيير المسؤوليات والصلاحيات والتغيير قد يكون في المسؤوليات والصلاحيات، فهناك بعض المسؤوليات تفرض علينا، كأن يصبح للإنسان أبناء فتضعه في مسؤولية غير التي كان عليها وهو أعزب.. فالإنسان يجب أن تتغير حياته عندما تتغير مسؤولياته.. والصلاحيات هي الحق المعطى للإنسان في أن يتصرف ويطاع، والسؤال: هل الصلاحيات توهب أم تكتسب؟ والجواب أنها تكتسب لأن الذي ينتظر أن تعطى له الصلاحيات ليعمل ويتحرك سيعيش على هامش الحياة. إذن يجب أن نتغير تبعاً لمسؤولياتنا ويجب أن نغير في صلاحياتنا، وهذا التغيير سيكون سبباً في إنجاز مشاريعنا وأهدافنا، لأنه بدون صلاحيات لن نستطيع أن نحقق شيئاً. وسؤال آخر: هذا التغيير هل هو صعب أم سهل؟ هناك ضرورة للتغيير في كل مجالات الحياة، كما أن التغيير يمثل رغبة كامنة في نفس كل إنسان. فالإنسان الذي يريد أن يصنع لنفسه ولأمته شيئاً لابد أن يفكر في التغيير. وأصعب ما في التغيير أن تتولد الإرادة الجادة لدى الإنسان. فعندما تكون هناك إرادة يستطيع أن يفعل المستحيل. إرادة حقيقية وهناك فرق كبير بين التغيير الذي يأتي ردة فعل والذي يأتي عن إرادة حقيقية صادقة. ومثال النوع الأول: نجد أن كثيراً من الناس لا يلتزم دينياً إلا إذا مات له شخص عزيز فعندها يفيق من غفلته ويكون التغيير عنده ردة فعل. وأنا أدعوكم إلى التغيير الذي ينبع من الداخل من القلب، فهي قضية قناعات وقيم وليس ردة فعل. وسأحكي لكم قصة للتدليل على أن الإرادة القوية تفعل المستحيل، حيث كان هناك رجل من زنوج أمريكا وكان يعيش في فقر مدقع.. وبعد سنوات قليلة أصبح مليونيراً، فسألوه: كيف أصبحت كذلك؟ فقال لأني فعلت أمرين، وكل من يفعلهما يصبح مثلي مليونيراً: الأول أنني قررت أن أصبح مليونيراً، والثاني حاولت أن أصبح مليونيراً. إذن فهناك أمران يحتاجهما الإنسان للتغيير: القرار الجاد والمحاولة الجادة. فصعوبة التغيير ليست لأنه يحتاج إمكانات كبيرة أو ظروفاً غير عادية ولكنه يحتاج فقط هذين الأمرين، فمشكلة الناس في التغيير أنهم ليست لديهم الإرادة القوية. 3 التعديل الأخير تم بواسطة غسان ; 03-08-2011 الساعة 03:04 PM. |
![]() |
![]() |
2 أعضاء قالوا شكراً لـ غسان على المشاركة المفيدة: |
beautiful life (03-08-2011),
ابوحمزه (15-08-2011)
|
![]() |
#7 |
مشرف
شكراً: 23,193
تم شكره 22,349 مرة في 4,677 مشاركة
|
![]() مبررات التغيير لكي نستطيع أن نحل مشكلاتنا يجب أن نغير من طريقتنا في الحل.. وهناك قول مأثور عن أينشتين يقول فيه: "لن نستطيع أن نحل المشكلات المزمنة التي تواجهنا بنفس العقلية التي أوجدت تلك المشكلات". فلكي نستطيع حل المشكلة يجب أن تتغير العقلية التي أوجدت المشكلة، فمثلاً لكي نطور مناهج التعليم يجب أن يتم ذلك على يد دماء جديدة غير التي وضعت تلك المناهج. وإذا أردنا أن نغير نظام الإدارة يجب علينا ضخ دماء جديدة غير التي وضعت هذا النظام لأنها سوف تأتيني بنفس النتيجة إلا إذا كان الإنسان غير عادي وعنده عقلية قادرة على التغيير والتكيف، وذلك موجود في بعض الناس ولكن بنسبة قليلة، والأصل أنه غير موجود في جميع البشر. إثبات الذات أما المبرر الثاني: فهو إثبات الذات، فأحياناً يحتاج الإنسان إلي التغيير ليعيد الثقة لنفسه ويثبت أنه يستطيع.. فكم من إنسان كان مغموراً وعندما قرر أن يغير من نفسه فعل. وسأسرد لكم قصة حقيقية حدثت في زمن الدولة الأندلسية عن شخص يدعى محمد بن أبي عامر وكان يعمل حمَّاراً (يحمل أمتعة الناس وأغراضهم من السوق إلى منازلهم) في قرطبة، وهذه المهنة من أدنى المهن، وذات ليلة كان يتحدث مع زميلين له في نفس المهنة فقال لهما: إذا أصبحت خليفة ماذا تطلبوا مني؟ فسخرا منه، فأعاد عليهما السؤال مرة أخرى فقالا له: هل أنت مجنون؟ كيف يصبح حمَّار خليفة!. لكنه أصر على السؤال وقال ماذا تريدان مني عندها؟ فقال له الأول: إذا صرت خليفة أريد قصراً منيفاً وحدائق غناء وخيولاً أصيلة وجواري حساناً و100 ألف دينار ذهباً. وقال الثاني: إذا أصبحت خليفة فأطلب منك أن تضعني على حمار ووجهي للخلف، ويمرون بي في الشوارع ويقولون دجال محتال أي شخص يتعامل معه نضعه في السجن. وحتى يحقق محمد بن أبي عامر حلمه بأن يكون خليفة اتجه للعمل بالشرطة، وأخذ يتدرج في مناصبها حتى أصبح رئيس شرطة قرطبة، ومات الخليفة وتولى ابنه المؤيد بالله الخلافة وكان عمره 10 سنوات، فأصبح لزاماً عليهم أن يعينوا وصياً على الحكم حتى يدير البلاد إلى أن يكبر الخليفة. واختلف بنو أمية حول شخصية الوصي، وخافوا إن هم عينوا شخصاً من بني أمية أن يطمع في الخلافة ويتمسك بها، فقرروا أن يعينوا مجلساً للوصاية من خارج بني أمية مكوناً من ثلاثة هم الوزير محمد المصحفي وقائد الجيش محمد بن أبي غالب ورئيس الشرطة محمد بن أبي عامر، واستطاع محمد بن أبي عامر أن يزيح الآخريْن ويتفرد بالحكم. ولأنه لا يستطيع أن يعلن نفسه أميراً للمؤمنين.. أطلق على نفسه الحاجب المنصور، وأصدر عدة قرارات أولها عدم دخول أي شخص على الخليفة إلا بإذنه، وثانيها أن تنتقل دواوين الحكم إلى قصره، وثالثها أن تنقل أموال الدولة عنده، ورابعها عدم استطاعة الخليفة الخروج من القصر إلا بإذنه. ولذلك نجد كثيراً من المؤرخين يعتبرون أن هذا الوقت انقطاع للدولة الأموية في الأندلس ويسمونها بالدولة العامرية. المهم أن الحاجب المنصور استطاع أن يستولي على منصب الخليفة ويمد نفوذ الدولة الأندلسية ويفتح فتوحات غير عادية، حتى إنه وصل إلى ما لم يصل إليه أي خليفة أندلسي، وسيطر على شمال إفريقيا، وتوسعت دولة الأندلس توسعاً كبيراً، وبعد 30 عاماً تذكر زميليه (الحمَّارين) وتذكر أمنياتهما وأرسل في طلبهما فأحضروهما له وكان جالساً مع وزرائه وكبار رجال الدولة وذكَّرهما بأمنياتهما عندما يصبح خليفة وحقق لهما ما طلبا فأعطى الأول قصراً وحدائق وخيولاً وجواري و100 ألف دينار ذهباً ومنحه راتباً شهرياً، أما الثاني فقد حمله على حمار ووجهه للخلف وجعلهم يقولون مثلما طلب، حتى يعلم أن الله على كل شيء قدير. وهذه القصة تثبت أن الإنسان يستطيع أن يغير من نفسه إذا قرر ذلك وكان عنده طموح وإرادة. القضاء على الملل أحياناً نحتاج إلى التغيير من أجل القضاء على الملل في الحياة.. حتى العلاقة الزوجية إذا سارت على رتابة معينة أدت إلى الملل، مما يحتم السعي إلى تغيير نمط الحياة. وأحياناً أخرى نحتاج للتغيير لرفع كفاءتنا وقدراتنا، فمثلاً عندما يتعلم الإنسان مواهب جديدة يتحول إلى ممارسات جديدة وتتغير حياته. وأيضاً لمواكبة التقدم نحتاج إلى التغيير، فالشيء الوحيد الثابت اليوم في البشر هو التغيير. وديننا والحمد لله يواكب التغيير لأنه لا ينعزل عن الحياة، التي مهما ظهر فيها من تقدم يستطيع أن يواكبها، ولكن مشكلتنا ليست في الإسلام بل في المسلمين الذين يعيشون في معارك وهمية ولم يستطيعوا أن يواكبوا التقدم. ولابد أن نعيش في حياة عملية تتواكب مع التغيير الذي يحدث في العالم. فالدنيا اليوم تتطور ويجب أن نتطور معها وتأتي أيضاً ضرورة التغيير لتحقيق الواجبات الشرعية مثل صلة الرحم والبر بالوالدين وغيرها، وأيضاً لتحقيق طلبات الآخرين في العمل والمنزل والأصدقاء، فلابد أن يغير الإنسان من طريقته في العمل حتى يستطيع تأدية هذه الواجبات ويجد الوقت لذلك 4 التعديل الأخير تم بواسطة غسان ; 04-08-2011 الساعة 07:14 PM. |
![]() |
![]() |
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ غسان على المشاركة المفيدة: |
beautiful life (05-08-2011)
|
![]() |
#8 |
عضو أساسي
شكراً: 393
تم شكره 6,182 مرة في 2,354 مشاركة
|
![]() مقال جميل دائما عندك جديد |
![]() |
![]() |
2 أعضاء قالوا شكراً لـ manar على المشاركة المفيدة: |
beautiful life (05-08-2011),
غسان (05-08-2011)
|
![]() |
#9 |
عضو
شكراً: 137
تم شكره 176 مرة في 64 مشاركة
|
![]() شكرا اخي موضوع كامل ومتكامل |
![]() |
![]() |
2 أعضاء قالوا شكراً لـ حبيب على المشاركة المفيدة: |
beautiful life (05-08-2011),
غسان (05-08-2011)
|
![]() |
#10 |
مشرف
شكراً: 23,193
تم شكره 22,349 مرة في 4,677 مشاركة
|
![]() مؤشرات التغيير هناك عدة مؤشرات إذا ظهرت في الإنسان احتاج عندها للتغيير. أول مؤشر هو: الإحباط، فهناك من فقد الأمل ووصل إلى مرحلة الإحباط في أشياء كثيرة. وقد يحبط الإنسان من خدمات الدولة مثل التعليم والصحة وغيرها.. ويقول إنه ليس هناك فائدة فيها. فالذي يحبط يتوقف عن التغيير، ويعتقد أنه لا يمكنه فعل شيء يصلح هذا الوضع. وقد نصل إلى الإحباط في العلاقات، فبعض النساء مثلاً وصلن إلى مرحلة الإحباط من سلوك أزواجهن أو أولادهن ويقلن إن هذا ليس فيه فائدة ولن ينصلح حاله وسيكون التغيير لديه أصعب. والمؤشر الثاني: الملل، فالإنسان مثلاً يمل من الرتابة في حياته سواء في العمل أو المنزل، وهذا يحتاج إلى التغيير لكسر هذا الملل. والمؤشر الثالث: كثرة المشكلات وتنوعها في العمل والمنزل، مع زوجته مع خادميه مع نفسه، فمعنى ذلك أن طريقته في علاجها خطأ ولذلك يحتاج إلى أن يغير منها لحل مشكلاته، فهو يحتاج إلى إبداع جديد وطريقة غير تقليدية لحل المشكلات. والمؤشر الرابع: تكرار الفشل، ونحن نقول خطأً: إذا فشلت مرة فهي خطوة نحو النجاح، وإذا فشلت مرتين فقد اقترب النجاح وإذا فشلت عشراً فقد أصبح النجاح وشيكاً، وهذا تصور خاطئ لأن تكرار الفشل معناه أن الإنسان يدير أموره خطأ ويحتاج إلى طرق غير عادية للوصول إلى النجاح، إذن فهو يحتاج إلى تغيير في هذه الطريقة لأنه مؤشر على أنه ليس لديه إبداع وأنه يمارس حياته بطريقة تقليدية واحدة، فوجب عليه تغيير طريقته وأسلوبه للوصول إلى النجاح. والمؤشر الخامس: ضعف إنتاجه وإنجازاته وإبداعه.. فكلما كان الإنسان قليل الإبداع وروتينياً احتاج إلى تغيير. يأس من الحياة والمؤشر السادس والخطير: شعور الإنسان بعدم فائدة الحياة، فعندها ينتظر الموت ويتمناه، ولكن المفروض على الإنسان أن يطلب طول العمل والعمر الصالح. يروى أن بعض الصحابة الكرام في أواخر عهد النبي { تمنوا لو أنهم ماتوا مع الشهداء الأوائل ولكن الرسول { صحح لهم هذا المفهوم وقال لهم "منذ أن استشهد هؤلاء الأوائل. كم صلاة صليتم وكم صدقة تصدقتم وكم فعلتم من خير، لعلكم فقتم بهذا أجر الشهداء" أو كما قال {. النبي صلى الله عليه وسلم{ يعلمنا أن الحياة لها قيمة.. فمشكلة المسلمين الآن أن الحياة أصبحت بلا قيمة لديهم، لكن يجب أن نقدس هذه الحياة ونعظمها لأن الله سبحانه وتعالى وهبنا إياها وأعطانا فرصة أن نعمرها، وتحقيق المعنى العظيم وهو استعمار الأرض (كلمة الاستعمار ذات معنى سيئ وهو احتلال الأرض ولكن يجب أن نطلق على ذلك الاستكبار لأن كلمة الاستعمار تشتق من العمران والتعمير، إنما الاستكبار من التكبر). فبعض الناس لا يدري قيمة هذه الحياة ويتمنى الموت صغيراً.. ولكن لماذا لا نتمنى أن نعيش أكثر لننتج أكثر لعل الله يرفع بذلك درجتنا في الجنة وفي الدنيا؟ هكذا المؤمن.. نظرته متفائلة يعرف بها قيمة الحياة. المؤشر السابع: أن يقارن الإنسان نفسه بأقرانه الذين كانوا معه في الدراسة في المتوسط أو الثانوي أو الجامعة.. فإذا وجد أنهم تفوقوا وأنتجوا وبرزوا وهو ليس كذلك فيعرف عندها أن هناك خطأً فيه يحتاج إلى التغيير ليصل إلى ما وصلوا إليه. إذن تفوق الأقران والمنافسين أحد المؤشرات المهمة التي يقيس بها الفرد نفسه وينظر إن كان يحتاج إلى التغيير أم لا. 5 |
![]() |
![]() |
2 أعضاء قالوا شكراً لـ غسان على المشاركة المفيدة: |
beautiful life (07-08-2011),
Ship World (05-08-2011)
|
![]() |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
التغيير : هو الواقع الحقيقي للـــحياة!! | beautiful life | إدارة وأعمال | 3 | 05-06-2011 09:37 PM |
أنا قادر على التغيير | beautiful life | إدارة وأعمال | 2 | 26-05-2011 03:42 PM |
مـــن مفاتيح التغيير | beautiful life | إدارة وأعمال | 6 | 20-09-2010 10:03 PM |
نسب التغيير لجميع المصارف | غسان | الاسهم السورية | 3 | 09-09-2010 01:50 AM |
مقاومة التغيير من المكتوبجي الى الانترنت | Rawan | استراحة المضاربين | 3 | 12-02-2010 01:34 AM |