خبير اقتصادي: نحن لسنا جثة واهتموا بالمواطن أكثر

[Rihab]

كثيراً ما تحدثوا وحاضروا وصّرحوا، لا الحكومة تسمع ما يقولون، ولا الشارع يعي ما يحللّون، هؤلاء خبراء سوريا الاقتصاديين، يحاولون الآن وبصعوبة المشاركة في حلّ أزمة الحكومة السورية الراهنة، التي باتت بلا شك تسمع رأياً آخر غير رأيها وتطلب النصيحة والمشورة والمقترح، تضعه بعين الاعتبار لا في الإدراج كما فعلوا سابقاً، يقول الدكتور عابد فضلية، خبير اقتصادي:"الحكومة الحالية قامت على أنقاض حكومة لا تسمع فهي حتماً ستسمع، أذن عطري كانت مضروبة كأنها وضعت سماعات خاصة بصوتها فقط".
رغم أنّ حكومة عادل سفر لا تمتلك حتى اللحظة برنامج عمل واضح، إنما كثر يعتبرونها أفضل من سابقتها، يقول فضلية:"لا توجد خطة وزارية إلى الآن، هم تبنوا الخطة الحادية عشرة كبرنامج لخمس سنوات قادمة وطالبنا بتعديل بعض الفقرات والبنود وفقاً لمتطلبات المرحلة المتأزمة التي نعيشها اليوم، القيادة السياسية تمتلك نظرة جديدة للواقع الاقتصادي والاجتماعي، من الطبيعي أن تغيّر القيادة أولويات الخطة، نحن في حالة صراع مع العدو الصهيوني!".

تشعر بالطمأنينة والسكينة وتتأكد فعلاً من أنّ سورية بخير، فقط في حال زرت مكتب د.عابد "فضلية" في كلية الاقتصاد، فعلى الرغم من أنّ تقارير اقتصادية كثيرة أشارت إلى وجود حالة انكماش حاد يعيشها الاقتصاد الوطني، قد تصل في بعض الأحيان إلى ركود عام إلا أنّ "فضلية" يقول ولو بخجل: "لسنا جثة ميتة ولا نبدأ من الصفر، صحيح الحكومة تعيش تحديات كثيرة وحالة غير طبيعية مليئة بالتناقضات ومستقبل غامض المعالم لكن حتماً انتهجت أسلوباً مغايراً لما كان سائداً".

وطالب "فضلية" الحكومة بخمس مهام رئيسية لتجاوز الصعوبات الحالية: "يجب تحرير الإعلام، وطرح قانون انتخاب جديد، واستقراء الواقع بشكل حقيقي لتلافي نقاط الخلل وتدعيم الجوانب الايجابية(إن كانت موجودة)، ردم الفجوة بين السلطة التنفيذية والمواطن، وجسّ نبض الشارع السوري ودراسة متطلباته وحاجته".

نادراً ما يحبّ المرء معرفة ما حصل للاقتصاد السوري في الفترة الماضية من الدكتور "فضلية" لأنه ربما الوحيد في هذه البلاد لا يقّر بوجود فشل على أي صعيد:"تم استعراض نتائج الخطة العاشرة ولم تفشل بقدر ما فشلت إجراءات التنفيذ، وجهنا انتقادات كثيرة لطريقة إدارة الحكومة السابقة لعملية التنمية ولم نكن راضين عن آثار الخطة على الجانب الاجتماعي الذي تأثر كثيراً ولقد استعانوا بكثير من الوصفات الاقتصادية الجاهزة بغير وجه حقّ، واهتموا بالقطاع الخدمي(عقار ـ مال ـ مصارف ـ تأمين ـ اتصالات) وتركوا الزراعة والصناعة والتجارة قاطرة النمو".

لينهي حديثه بترك الأبواب مفتوحة أمام كافة الاحتمالات:"أموال الخزينة العامة ستقلّ ويجب إيجاد توازن بين قلة الإيراد العام وزيادة الإنفاق تحت شعار واحد معيشة المواطن خط أحمر، ولا أعلم إذا كانت الحكومة قادرة على تجاوز التحديات النجاح احتمال والفشل أيضاَ احتمال، أنا عضو في لجنة دراسة الواقع الاقتصادي والاجتماعي وليس لدي أي تصور عن عملها والنتائج التي سنتوصل لها".

لا يمكن أن تستمر الحكومة بعملها، بحسب "فضلية" إلا بإعلاء مصلحة المواطن واحترام الرأي والرأي الآخر، يقول: "يا جماعة هناك أناس في البلد لها رأي جدير بسماعه، الشعب السوري مقاتل محارب ويتحملّ كثيراً من الظروف الصعبة".

المصدر: داماس بوست