السوريون غير راضين عن حسبة الليرات الخليوية

[Rihab]

لم تعد الحسبة أبسط وفقاً لقول شركتا الخليوي في سورية بأن قيامهما بتحويل نظام التعرفة بالنسبة لبطاقات خدمة الخليوي مسبقة الدفع من رصيد الوحدات إلى الحساب بالليرة السورية هو في صالح تسهيل عملية حساب الرصيد وتكلفة الاتصال والخدمات دون أن يغير ذلك في قيمة المكالمات الحالية.

فبالرغم من احتساب قيمة الدقيقة الواحدة بـ6 ليرات سورية – الأمر ينطبق فقط على الدقيقة الأولى بينما الثانية تصل إلى 7 ليرات سورية حسب نظام الثواني – بدلاً من 8 وحدات حسب النظام القديم للتعرفة إلا أن هذه المعادلة لم تمنع القائمين على الخليوي في سورية من طلب قيمة مضافة عن السعر الحقيقي لبطاقة تعبئة الرصيد، فسعر رصيد 75 ليرة سورية في السوق ليس 75 كما اعتقد البعض، حيث تتراوح مابين 85 -90 ليرة سورية وذلك بعد إضافة رسم الإنفاق الاستهلاكي وضريبة الإدارة المحلية وربح البائع، في الوقت الذي حددت الشركتين فيه سعر هذا الرصيد كما ورد على موقعهما على الانترنت بـ80 ليرة سورية.

وبدا الشارع السوري متخوفاً و متوجساً من هذه الخطوة على اعتبار أنَّ مثل هذا الإجراء يزيد من تكاليف أجور مكالماتهم المرتفعة أصلاً.

والآن و بعد مرور حوالي أسبوعين على تطبيق النظام الجديد للحساب لا يزال الكثير من السوريين غير قادرين على استيعاب هذا النظام الجديد، حيث يقول محمد تيناوي وهو صاحب محل لشحن الرصيد: "بالنسبة لي كبائع لا فرق أبداً بين النظامين ولكن المشكلة تكمن في الارتباك الحاصل عند أغلب الناس"، هذا الارتباك يجد ما يبرّره عند مازن و هو العامل بمجال تعبئة الرصيد عندما قال: "نظام الليرات لازال في بدايته و هو جديد على الناس لذلك من الطبيعي أن يطرحوا الكثير من الأسئلة حوله"، مازن الذي لم يفهم بعد لماذا تم إلغاء نظام الوحدات رأى في النظام الجديد ايجابية وحيدة وهي فترة الصلاحية لكل خط حيث سيضمن المواطن صلاحية خطه مدى الحياة، ولم يبتعد رأي نواف أحد مشتركي خدمة مسبقة الدفع عن هذه الفكرة قائلاً: " كل الناس تعودت على الوحدات وهم بحاجة إلى الوقت لاستيعاب الآلية الجديدة في حساب أجور مكالماتهم".


لا فرق بين النظامين
وأوضح عدنان أحد مشتركي خدمة الخليوي تساوي المعادلة بين النظام القديم للتعرفة والنظام الجديد، فبينما كان يدفع 50 ليرة لشحن رصيده بـ 50 وحدة وهو ما يكفي للتحدث لمدة 6 دقائق، بات وفقاً للنظام الجديد يدفع 50 ليرة لشحن رصيده بـ 40 ليرة سورية وهي التي تكفيه للتحدث لمدة 6 دقائق أيضاً.

و من المواقف الملفتة التي سجّلها موقع "دي برس" أثناء رصده لآراء السوريين في نظام الليرة ما عبّر عنه محمد عندما أبدى تخوّفه من شبهة الفائدة في النظام الجديد قائلاً: "أنا الآن أدفع 100 ليرة مقابل الحصول على 75 ليرة، إنها ربا بدون أدنى شك، وهذا يخالف الشريعة الإسلامية".

وحول هوية المستفيد من الآلية الجديدة رفضت رنا اعتبار المستهلك مستفيداً قائلةً: "إذا كان هنالك من مستفيد في هذه العملية فهو بكل تأكيد ليس المواطن"، أما سعيد الذي يعمل في شحن الرصيد قال: "أصبحت أدفع للموزع مبلغ 10400 ليرة مقابل الحصول على رصيد 10000 ليرة"، ولعل هذا هو السبب الرئيسي في اختلاف الأسعار ما بين مراكز الخدمات التابعة للشركتين و ما بين باقي المحلات التي تحاول ضمان تحقيق الربح من عملية شحن الرصيد.

بدورها مؤسسة الاتصالات و على لسان مدير الخليوي منير عبيد اعتبرت تغيير نظام التعرفة و تحويله إلى الحساب بالليرة أمراً جيداً حيث أصبحت تكلفة المكالمة أكثر شفافيّةً بالنسبة للمشتركين، وبات يعرف سعر التكلفة الحقيقي لتعبئة رصيده بعدما كان هذا أمراً عشوائياً في السابق، أمّا عن اختلاف السعر بين القوائم التي أعلنتها شركتا الخليوي والسعر الذي يدفعه المواطن للبائع أكّد عبيد أن هامش ربح البائعين يقع على عاتق شركتي الخليوي وليس المستهلك بحيث لا يجب أن يتم البيع بأكثر من السعر المعلن عنه رسميّاً.

دي-برس