إدراج أسهم زيادة رأس مال الشركات

[Rihab]

قامت إدارة سوق دمشق للأوراق المالية أمس بإدراج أسهم زيادة رأسمال كل من البنك العربي سورية والبالغ عددها 360000 سهم بقيمة بلغت 180 مليون ليرة سورية، والشركة المتحدة للنشر والتسويق والبالغ عددها 1.5 مليون سهم بقيمة بلغت 150 مليون ليرة سورية، وذلك بعد أن قامت تلك الشركات بتسجيل هذه الأسهم لدى هيئة الأوراق والأسواق المالية السورية، على أن يبدأ التداول على هذه الأسهم اعتباراً من جلسة تداول غد.

طبعاً هكذا أخبار لا يمكنها أن تمر في السوق دون دراسة وتمحيص ومعرفة آثارها على بيانات الشركات المالية التي يعمل بها في مجال التحليل المالي (التحليل الأساسي) إضافة إلى معرفة أثرها المباشر على المستثمرين فيما يخص حصصهم من أرباح تلك الشركات وعوائد أسهمهم.. وغيرها من المؤشرات والنسب وعلى هذا تقوم «الوطن» بشرح آثار تلك الأخبار بالتفصيل.


تغيير حقوق الملكية

طبعاً زيادة رأسمال تلك الشركات يعني إضافة مبلغ الزيادة إلى قيمة رأس المال المذكور في قائمة المركز المالي الموحد (الميزانية العمومية) للشركة بتاريخ 30 أيلول 2010، وبما أن رأس المال يعتبر أهم مكون لحقوق المساهمين أو حقوق الملكية، لذا يجب علينا حساب قيمة هذه الحقوق من جديد بناء على رأس المال الجديد، ويمكننا إضافة مبلغ زيادة رأس المال على قيمة حقوق المساهمين الواردة في قائمة المركز المالي بتاريخ 30/9/2010 وهذه القيمة تمثل القيمة الدفترية للشركة، وهي ناجمة عن حساب رأسمال الشركة بإضافة الأرباح والخسائر والاحتياطات، وهذا بالضبط ما يشير إلى قيمة مساهمات الشركاء من حملة الأسهم في الشركة وهكذا تصبح قيمة حقوق المساهمين الجديدة للبنك العربي 3.669.989.946 ليرة سورية بزيادة قدرها 4% عن القيمة السابقة، وبالنسبة للمجموعة المتحدة أصبحت القيمة الدفترية الجديدة 740.287.602 ليرة سورية بزيادة قيمتها 25.41%.

وبازدياد عدد الأسهم الناجمة عن زيادة رأس المال أصبح عدد الأسهم القائمة للبنك العربي 6.360.000 سهم حيث كانت 6 ملايين سهم، والمجموعة المتحدة 4.5 ملايين سهم بدلاً من 3 ملايين سهم، وعلى هذا تراجعت القيم الدفترية لأسهم تلك الشركات حيث القيمة الدفترية يتم حسابها بقسمة إجمال حقوق المساهمين على عدد الأسهم، لذا أصبحت القيمة الدفترية لسهم البنك العربي 577.04 ليرة سورية، بتراجع من قيمتها السابقة قبل الزيادة حيث كانت 587.90 ليرة، كذلك الأمر بالنسبة لسهم المجموعة المتحدة حيث أصبحت قيمته الدفترية 164.51 ليرة سورية مقابل 196.76 ليرة قبل إدراج أسهم الزيادة.


العائد والريعية

ارتفاع حقوق المساهمين الناجم عن زيادة رأس المال ليس له علاقة أو تأثير في الربح الصافي الدوري للشركات السابقة (الربح الصافي خلال الفترة 30/9/2009- 30/9/2010) إلا أن ازدياد عدد الأسهم سيعمل على إنقاص حصة كل سهم من أرباح الشركة (الربح الصافي) مقسوماً على عدد الأسهم القائمة) وهكذا تراجعت ربحيات تلك الأسهم بشكل واضح حيث أصبحت حصة سهم البنك العربي من الأرباح 48.09 ليرة سورية مقابل 50.98 ليرة قبل إدراج أسهم الزيادة، كذلك الأمر بالنسبة للمجموعة المتحدة حيث تراجعت حصة السهم الدورية من أرباح الشركة حتى 22.80 ليرة بينما كانت 34.20 ليرة.

الأمر الذي أثر سلباً في عائد تلك الأسهم عن السنة الممتدة بين 30/9/2009- 30/9/2010 حيث تراجع عائد سهم البنك العربي حتى 3.2% (نسبة أرباح السهم من سعر السهم في السوق خلال جلسة أمس) بينما كانت 3.9%، وبالنسبة لسهم المجموعة المتحدة فقد تراجع عائده إلى 5.65% بينما كان 8.48%.

وفي النهاية يمكننا القول إن جميع الشركات التي تسعى وتقوم حالياً بزيادة رأسمالها سوف تشهد تغيرات في بياناتها المالية بنفس الطريقة الموضحة سابقاً، وهذه النتائج المالية قد تؤثر سلباً في المستثمرين الذين يعتمدون على هذه النتائج في توجيه قراراتهم الاستثمارية، على حين الأمر هذا لا يقدم ولا يؤخر شيئاً بالنسبة للمضاربين، وعلى هذا تكون استجابة السعر السوقي لهذه التغيرات محدودة نوعاً ما في سوق مثل سوق دمشق للأوراق المالية الغلبة فيه للمضاربين.

الوطن
30/11/2010