بورصة دمشق تحليل الوطن

[غسان]

بورصة دمشق... هل ستبدأ بالهبوط؟...ضعف في قوة السوق وتذبذب في قرارات المستثمرين تستدعي «الحذر» سبع شركات ربحت وخمس أخرى خسرت!!

الوطن 5/10/2010

الاتجاه الهابط من جديد في سوق دمشق للأوراق المالية وفي أجواء مفعمة بالتردد بين المستثمرين وقراراتهم الاستثمارية وحتى المضاربة أفضت إلى حالة ونزعة من عدم الوضوح والثبات في تحرك السوق الذي امتاز بالتذبذب الشديد خلال الجلسات الأخيرة، وجاء التراجع في قيمة المؤشر أمس نتيجة لعجز السيولة الرافعة عن تعزيز موقف المؤشر ودعم اتجاهه الصاعد أمام الحضور القوي للسيولة الخافضة عبر موجة لجني الأرباح في قطاع المصارف تحديداً «ويقصد بالسيولة الرافعة التي تؤثر على المؤشر فتدفعه نحو الارتفاع برفع أسعار الأسهم في السوق وهي التي يسيطر عليها المشترون، على حين الخافضة على العكس من ذلك»... وهنا نلاحظ فيما يخص جني الأرباح تركزها بشكل كبير وأساسي على أسهم مصرفين هما بنك بيمو السعودي الفرنسي وبنك قطر الوطني سورية الذي يسيطر على السيولة «الخافضة» في السوق حيث كان له أمس أكثر من 58.68% من قيمة التداول الإجمالية وهو تحت وطأة ضغوط بيعية مهمة خلال الجلسات الأخيرة وحتى جلسة أمس التي غيرت من هذا المزاج في نهايتها حيث لوحظ تقدم طفيف لطلبات الشراء على السهم أمام غياب عروض البيع حيث سجل عند إغلاق الجلسة 661 سهماً مطلوباً للشراء دون تسجيل أي سهم معروض للبيع الأمر الذي كان معكوساً في الجلسة السابقة حيث سجل 24948 سهماً معروضاً للبيع لحظة إغلاق جلسة دون وجود أي سهم مطلوب للشراء؟!

جني أرباح
على حين تستمر «موجة» جني أرباح بنك سورية الدولي الإسلامي والمصرف الدولي للتجارة والتمويل والبنك العربي غير محددة الملامح، حيث تتغير الحالة من سيطرة للباعة «جني أرباح» إلى سيطرة للمشترين بين جلسة وأخرى... ونظراً لثقل أسهم قطاع المصارف في المؤشر وأثرها على حركة السوق وإيقاع التداولات، تنعكس هذه الحالة على السوق كلها ومؤشرها، ما يدعم النظرة الفنية القائلة: إن السوق تنتظر مرحلة لتصحيح مسارها «تغير اتجاهها لفترة مستمرة ومحددة من الزمن» تترجم حالة لجني الأرباح على مستوى مهم في السوق يسيطر فيها الباعة على السوق ويطلق عليها اسم «بيريش» أي سوق دببية بمعنى هابطة تحفز على بيع الأسهم للشركات المعنية بالأمر؟!
ومن الأخر.. تستدعي حالة التردد والتذبذب الحالية توخي الحذر من المستثمرين وتطلب اللجوء إلى مستويات عالية من التحليل والتوجيه من المختصين... فاتجاه السوق حالياً غير محدد، من حيث أنه سيستعيد قوته في الصعود أم سيهبط في مرحلة لتصحيح مسار المؤشر كما ذكرنا؟!

ضغوط شرائية
من جهة أخرى استمرت الضغوط الشرائية القوية على سهم العقيلة للتأمين التكافلي من المضاربين لتحقيق أرباح تجارية في غاية الأهمية لاحقاً، كذلك لأمر بالنسبة لأسهم باقي قطاع التأمين ولكن بشكل أضعف، وأيضاً أسهم باقي القطاع المصرفي مثل بنك بيبلوس وبنك الأردن وسورية والخليج، كذلك لوحظ تحرك بسيط في أسهم بعض قطاع الخدمات وتحديداً المجموعة المتحدة باتجاه سيطرة تدريجية للمشترين وذلك بعد أن تم نشر البيانات المالية نصف السنوية للشركة مؤخراً.
هذا ولوحظ ارتفاع معدلات ربحية لعدد مهم من أسهم الشركات المدرجة مقابل انخفاضها على البعض الآخر تأثراً بجني الأرباح وانخفاض أسعارها في السوق، والمقصود بالربحية (مكرر الربحية) والذي يحتسب من قسمة سعر إغلاق السهم على حصته من أرباح الشركة، فكلما ارتفعت قيمة المكرر انخفضت الربحية «المكرر يساوي 20 يعني أن كل 20 ليرة من سعر السهم في السوق له ربح بقيمة ليرة واحدة على أساس حصته من أرباح الشركة» هذا ويوضح الجدول المرفق قيمة المكرر للشركات المدرجة في السوق حيث يبحث المستثمرون عادة على القيم الأقل بتوجيه قرارتهم الاستثمارية.

المؤشر يتراجع؟
وعن تفاصيل جلسة التداول أمس فقد سجل مؤشر بورصة دمشق المثقل (dwx) تراجعاً بسيطاً ليفقد 1.78 نقطة بما نسبته 0.11% مغلقاً عند مستوى 1661.81 نقطة، ما يشير إلى تراجع قوة الاتجاه الصاعد في السوق وزخم التداول ضمن أجواء التردد الحادة بين المتداولين، وعدم تحديد اتجاه قراراتهم الاستثمارية بوضوح هذه الأيام، ومن جهة السيولة فقد شهدت انفراجات أمام عودة دخول الباعة إلى السوق ما ترجمته قيمة التداول الإجمالية بالارتفاع خلال جلسة أمس مسجلة 65.949.132 ليرة سورية متقدمة بأكثر من 80% عن قيمتها السابقة، كذلك الأمر بالنسبة لحجم التداول الإجمالي الذي بلغ 43074 سهماً مرتفعاً بنسبة قاربت 79%، تم تداولها في 296 صفقة ساهمت في إنجازها أسهم لـ13 شركة مدرجة تراجع منها أسهم لخمس شركات تصدرها سهم بنك بيمو السعودي الفرنسي الذي تراجع سعره في السوق بنسبة 1.97% وسهم بنك قطر الوطني بنسبة 0.71% على حين تراجع سعر سهم بنك سورية الدولي الإسلامي بنسبة 0.62% يليه المصرف الدولي للتجارة والتمويل بنسبة 0. 59% وأخيراً سهم البنك العربي بنسبة 0.06%، على حين خرجت أسهم كل من الوطنية للتأمين والمتحدة للتأمين وبنك بيبلوس وسورية والخليج بالإضافة إلى نماء الزراعية عن التداول.

رابحون
مقابل ذلك ارتفعت أسهم لسبع شركات متداولة جاء في مقدمتها سهم بنك الأردن سورية الذي ارتفع سعره في السوق بنسبة 1.97% يليه سهم آروب للتأمين بنسبة 1.96% وسهم العقيلة للتأمين التكافلي بنسبة 1. 94% تبعه سهم بنك عودة سورية بنسبة 0.96% وسهم الشركة الأهلية لصناعة الزيوت النباتية بنسبة 0.74% ثم سهم الأهلية للنقل بنسبة 0.56% وأخيراً سهم بنك سورية والمهجر بنسبة 0.50%.

ورأى مدير التداول في إحدى شركات الوساطة محمد الغباشي أن جلسة أمس شهدت انخفاض أسهم بنك قطر الوطني سورية، وبنك سورية الدولي الإسلامي ومن المتوقع ارتفاعهما في الجلسات القادمة بدءاً من جلسة يوم الخميس المقبل معتبراً أسهم هذين البنكين من الأسهم القيادية في السوق والتي دائماً تتأثر بمعلومات عن زيادة متوقعة في الرأسمال، وأضاف الغباشي: إن هناك خوفاً وترقباً لجهة بيع هذه الأسهم، والمتابع لجلسات التداول يلاحظ استمرار العديد من الأسهم بنفس القيمة، ومن الملاحظ أيضاً ومن خلال متابعة جلسات تداول السوق الأخيرة الارتفاع المستمر على أسهم بنك سورية الدولي الإسلامي رغم انخفاضه في جلسات أمس وذلك بدفع من إقبال المستثمرين على طلبات الشراء.
وقال الغباشي: إن أحجام وقيم التداول بدأت بالارتفاع منذ 6 أسابيع نظراً لزيادة عدد شركات الوساطة المالية، إضافة لزيادة السيولة في السوق واستمرت الأسهم بالصعود لأن الإعلان عن زيادة رأسمال المصارف يلعب دوراً مهماً في زيادة إقبال المستثمرين، كما أن تحرك المحافظ الاستثمارية للشركات ساهم في ارتفاع أسعار بعض الأسهم.
من جهة أخرى وفي سياق متصل قالت إدارة سوق دمشق للأوراق المالية في تصريحات لـ«الوطن»: إن جلسات الأسبوع الماضي كانت هادئة وجيدة وضمن التوقعات حيث إن هناك أسهماً ارتفعت وأخرى خفضت أسعارها حسب قانون العرض والطلب.
وأوضحت إدارة السوق أن انخفاض قيمة وأحجام التداول في بعض الجلسات يعود إلى «شهر انتظار» نتائج الربع الثالث، ومن المتوقع في هذا الشهر ألا تكون قيم التداول مرتفعة كثيراً لأن المساهمين ينتظرون عادةً نتائج الشركات المدرجة التي سيتم الإعلان عنها قبل نهاية تشرين الأول الحالي، مع العلم أن الإفصاح يتم بعد شهر من انتهاء مدة نتائج الربع الثالث.
وأضافت إدارة السوق: إنه في بيانات النصف الثاني من العام الحالي لم تتأخر الشركات المدرجة في الإفصاح باستثناء شركة المجموعة المتحدة للنشر والإعلان والتسويق بسبب نقص في مضمون البيانات المالية، ومن المتوقع ألا يتم تأخير في بيانات الربع الثالث للعام الحالي، وفي حال حدوث أي تأخير سوف تتخذ هيئة الأسواق والأوراق المالية السورية الإجراءات القانونية بحق الشركات المتأخرة تفعيلاً للمبدأ الأساسي للإفصاح وهو وضع البيانات المالية في خدمة المستثمر كي يتمكن من اتخاذ القرار الاستثماري السليم.