و يستمر جنون أسعار العقارات

[Rihab]

كتب زياد غصن

من أكثر الأمور الغريبة التي تحدث في الاقتصاد السوري، و التي لا تجد لها مبرراً أو سبباً موضوعياً، فهي تخالف كل التوقعات و تحليلات الاقتصاديين و الباحثين...باختصار هي دوماً تسير عكس التيار..
فخلال السنوات السابقة شهد قطاع العقارات حركة نشيطة، بعد فترة ركود استمرت لقرابة عقد من الزمن، حركة لم تشجع عمليات البناء و التشييد و تزيد من حجم العرض فقط، بل دفعت الأسعار نحو مرحلة من الجنون و الارتفاع غير المسبوق، فأسعار جميع العقارات على اختلاف تسمياتها و استخداماتها(شقق سكنية- مكاتب تجارية.....) يتفق التجار و الاقتصاديون و المسؤولون على أنها لا تمثل القيمة الحقيقية لهذه العقارات كسعر و هامش ربح، بل تتعداها إلى هوامش تبدو غريبة، و إذا كان سعر العقار السكني سابقاً يحدد على تكلفة البناء و سعر قطعة الأرض التي بني عليها مضافاً لهما هامش ربح للمقاول و التجار و صاحب المكتب العقاري، فإنه ومع تباين مستوى و وجودة الخدمات بين منطقة و أخرى، بدأت هذه الناحية تدخل كبند أساسي في تحديد السعر...لكن كل ذلك لا يبرر الجنون الحاصل، و الذي توقع الكثيرون أن يعود و يركن بعد تأثيرات الأزمة المالية العالمية، وما سببته من ركود في هذا القطاع، إنما ما يحدث هنا يبقى دوماً مخالفاً للعلم و للمنطق أيضا.
وكي لا نبقى نتحدث في نقاط قد يدركها القارئ العزيز ننقل له هذه المعلومة التي فحواها أن شقة في منطقة كفرسوسة تبلغ مساحتها نحو 350 م بيعت منذ فترة بنحو 180 مليون سورية و يقال أن مغترباً سورياً هو الذي اشتراها، وهذا يعني أن سعر المتر وصل لنحو 515 ألف ليرة سورية... والسؤال ما الذي يميز منطقة كفر سوسة عن غيرها من المناطق السكنية في دمشق و ريفها؟!.
الطراز المعماري و الأبنية الحجارية، فهل يا ترى لو تم نسخ الأبنية نفسها و تمت إشادتها في إحدى ضواحي دمشق، فيمكن أن تباع بالمبلغ نفسها مثل هذه الثقة أو حتى بنصفه؟!.
أم أن للموقع داخل العاصمة دمشق تأثير ما... و بالتالي لماذا هل هناك شقة سكنية بنفس المساحة(هذا إذا وجدت) في منطقة البرامكة أو المزرعة أو ركن الدين....يمكن أن تباع بالسعر نفسه؟! و الأهم الموقع على ماذا يقاس....إلى القرب أو البعد عن منطقتي أبو رمانة و المالكي؟! أم إلى مركز المدينة ؟!.
ولتأكيد أن الجنون الذي نتحدث عنه و يشعر به كل مواطن حالة عامة، نشير أيضاً إلى أن هناك بناء في منطقة العدوي يشاد حالياً وصلت قيمة التنازل فيه إلى ما يقرب من مليون دولار و نيف عن كل اسم، أي نحو 50 مليون ليرة، فيما هناك من يعرض شقته للبيع بنحو 75 مليون ليرة ومساحتها لا تتجاوز 160-170 م...!!.

سرياستبس