مصر: الإصابة 58 بفيروس أنفلونزا الطيور تثير قلقاً عالمياً

[the king]

القاهرة، مصر (cnn)-- أثار الإعلان عن وفاة رضيعة لا يتجاوز عمرها 18 شهراً بفيروس H5n1 المسبب لمرض أنفلونزا الطيور في مصر، قلقاً لدى السلطات الصحية المحلية، في الوقت الذي دعت فيه منظمة الصحة العالمية إلى إجراء دراسة حول أسباب انتشار المرض الفتاك بين الأطفال.

وأعلنت وزارة الصحة المصرية عن حالة الإصابة الخامسة بمرض أنفلونزا الطيور منذ بداية العام الجاري، وهي رقم 58 منذ ظهور المرض عام 2006، لطفلة بمحافظة "المنوفية" شمال القاهرة، وهي واحدة من عدة حالات إصابة بين الأطفال مؤخراً بالفيروس القاتل.
وجاء في بيان للمتحدث باسم وزارة الصحة، عبد الرحمن شاهين، أن الطفلة ظهرت عليها أعراض الإصابة بالمرض في السادس من مارس/ آذار الجاري، حيث تم نقلها إلى المستشفى بعد ثلاثة أيام، مشيراً إلى أن الرضيعة الصغيرة أُصيبت بالفيروس نتيجة مخالطتها لطيور مصابة.
وتعتبر هذه الحالة الأخيرة في سلسلة من الإصابات بين الأطفال في مصر، الأمر الذي أثار قلق مسؤولي منظمة الصحة العالمية، وفق ما نقلت شبكة الأنباء الإنسانية "إيرين"، التابعة لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا."
وفي الرابع من الشهر الجاري، أُصيب طفل في الثانية من عمره بالفيروس في مدينة "الأسكندرية" الساحلية، كما أصاب الفيروس طفلاً آخر في الثانية من عمره بمحافظة "الفيوم"، جنوب غربي القاهرة، في الأول من الشهر نفسه، حسبما أعلنت وزارة الصحة في بيانات سابقة.



ووفقاً لوزارة الصحة، فقد تم تسجيل خمس إصابات بالمرض خلال 2009، بينما توفي 23 مصاباً منذ بداية توثيق الإصابات في عام 2006، الأمر الذي دفع السلطات المصرية إلى إعدام كميات كبيرة من الطيور، مما أضر كثيراً بصناعة الدواجن، التي تعتمد عليها نحو خمسة ملايين أسرة.
ونقل تقرير "إيرين" عن جون جبور، وهو عالم أوبئة بمنظمة الصحة العالمية، قوله إن "التزايد السريع في نسب الإصابة بأنفلونزا الطيور بين الأطفال يثير القلق"، مشيراً إلى أن المنظمة طلبت من القاهرة التحقيق في سبب إصابة العديد من الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين وثلاث سنوات بالعدوى.
وأفاد جبور بأن السبب ربما يكمن في انخفاض مستوى الحذر عما كان عليه في الفترة التي أعقبت آخر حملة توعوية، كما دعا الأسر التي تقوم بتربية الدواجن في بيوتها، إلى الحيطة والحذر في جميع الأوقات، خصوصاً في ظل تحذير منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" من أن "فيروس H5n1 أصبح مستوطناً في الدواجن."
كما أشار الخبير العالمي إلى أن "هذا الفيروس لن يندثر بين الدواجن، لذا لا يجب أن يطمئن الأشخاص الذين يتعاملون مع الطيور، بل يجب أن يصبح الحذر جزءاً لا يتجزأ من حياتهم اليومية."
وأشار أيضاً إلى أن السلوك الاجتماعي ومواقف الناس تلعب دوراً مهماً في مواجهة الفيروس، قائلاً: "نحن لا نحارب أنفلونزا الطيور فقط، وإنما نحاول تغيير التفكير القائل بأن التبليغ عن الإصابة بالفيروس يتسبب في فقدان الدخل."
من جانبه، أفاد مساعد وزير الصحة، نصر السيد، بأن مربي الدواجن عادة ما يترددون في التبليغ عن احتمال الإصابة بالفيروس، مخافة قيام موظفي الصحة بإعدام طيورهم وطيور الأسر المجاورة لهم، خصوصاً وأن مصر لا تتبع أية سياسة لتعويض المزارعين الذين تتعرض طيورهم للإعدام.



ووفقاً لآخر إحصائيات منظمة الصحة العالمية، فقد أُصيب حوالي 410 أشخاص في 15 بلداً بالفيروس، الذي أدى إلى وفاة 256 منهم، وتُعد مصر ثالث أكثر بلد تأثراً بالمرض، بعد إندونيسيا وفيتنام.
وتُعد النساء والأطفال، من بين الذين يربون الطيور في مصر، هم أكثر الناس عرضة للإصابة بالمرض، إذ أن أكثر من 90 في المائة من المصابين كانوا إناثاً بالغات أو أطفالاً، بينما شكلت النساء ثلاثة أرباع حالات الوفيات