كلمات الحسين و جليلاتي في حفل افتتاح بورصة دمشق

[سليم نجار]

عين السوق تقاوم مخرز الأزمة المالية ودمشق تدق جرس البدء...الحسين: السوق المالية أهم أمارات برنامج الإصلاح الاقتصادي .. العمادي: من أهم واجباتنا حماية المستثمرين

جرس دقه وزير المالية الدكتور محمد الحسين بضع دقات كان كافياً ليفصل بين مرحلتين مهمتين في تاريخ الاقتصاد السوري مرحلة غابت فيها سوق الأوراق المالية عن مسرح الاحداث الاقتصادية ومرحلة أصبحت فيها سوق دمشق للأوراق المالية حقيقة واقعة بل مفردة مهمة من مفردات هذا الاقتصاد

الذي طالما انتظرناه طويلاً وهكذا اضيفت قناة جديدة لقنوات الاستثمارية العديدة إنها السوق المالية بكل ثقلها وضجيجها بل بكل ما تحمل من رسائل للمستثمرين لشركات الوساطة والخدمات المالية للشركات المساهمة ولغيرها .. هي السوق اذاً ومراسم افتتاح متفائلة لكنه التفاؤل الذي يبقى حذراً فأسواق المال لها مفاجآتها..‏

‏
الحسين اراد في كلمته ايصال رسالة واضحة ومحددة مفادها أن السوق المالية التي غابت لعقود طويلة عن الاقتصاد السوري هي اليوم حاضرة بقوة وتؤكد أن سورية ماضية في برنامج الاصلاح الاقتصادي دون أن تثنيها الوعكات الصحية التي أصابت البورصات حول العالم عن هذا التوجه الذي يقضي بأن تكون السوق مكاناً للاستثمار وتوظيف الأموال واستقطاب رؤوس أموال السوريين في الداخل والخارج.‏

وقلل الحسين من التأثير السلبي لعدد الشركات المحدود الذي أقلعت به سوق دمشق مشيراً الى أن العديد من البورصات العربية والاجنبية بدأت بمثل هذا العدد ( ست شركات) أو اقل منه مشيراً الى أن نجاح هذه الشركات سيشكل عاملاً محفزاً للشركات المساهمة لدخول السوق كما سيحرض المؤسسات الفردية والشركات العائلية لدخول السوق بعد أن تعيد تقويم أصولها وتغير شكلها القانوني الى مساهم مبيناً أن الحكومة طلبت من هيئة الأوراق والاسواق المالية اصدار أو تعديل أية تشريعات من شأنها أن تعزز مضي الشركات في هذا الاتجاه.‏

العمادي : ترجمة لحلم السوريين‏

و أكد رئيس مجلس مفوضي هيئة الأوراق والاسواق المالية الدكتور محمد العمادي أن الهيئة ستعمل كل ما بوسعها لحماية المستثمرين وخاصة الصغار منهم لكي يتمكنوا من اتخاذ قرار استثماري صحيح موضحاً أن الهيئة لن تتدخل في قراره بل ستكتفي بتقديم النصح والمشورة وبتجنيبه الوقوع في فخ الاشاعات المغرضة والمضللة وهذا سيكون مقترناً بدفع الشركات لتقديم الافصاحات والبيانات والحسابات المدققة والصحيحة‏

واعتبر العمادي أن افتتاح السوق جاء ليترجم حلماً داعب عقول وقلوب السوريين طويلاً وأن السوق ستكون وسيلة وقناة مهمة لتوزيع الثروات على حملة الاسهم مشيراً الى أهمية الاستثمار في السوق الأولية حيث من شأنه أن يحقق الربح ويوسع مجالات العمل ويخلق فرص عمل جديدة.‏

جليلاتي: إضافة جديدة‏

فيما رأى المدير التنفيذي للسوق الدكتور محمد جليلاتي أن السوق المالية شكلت اضافة جديدة ومهمة لأنها ستساعد حملة الاسهم كي يبيعوا أسهمهم خاصة عندما نعلم أن هناك عشرات الالاف من حملة الاسهم الذين لم يتمكنوا من التصرف بها خلال الفترة الماضية نتيجة عدم وجود سوق مالية حيث ستتيح لهم سوق دمشق ذلك بشكل عادل وشفاف لأن القيمة السوقية للسهم ستحدد تبعاً للعرض والطلب.‏

واشار جليلاتي الى أهمية أن تأخذ الشركات المساهمة زمام المبادرة وأن تتجه الى السوق المالية وهذا سيجعل أسهمها أكثر طلبا كما سيجعلها قادرة على تأمين مصادر التمويل اللازمة لتوسيع أعمالها ومشاريعها .‏

الدكتور راتب الشلاح رئيس مجلس ادارة سوق دمشق للأوراق المالية قال: ان سوق الأوراق المالية أدت خدمات كثيرة خلال 400 سنة لكل العالم لكن مع الاسف كانت هناك ممارسات وتجاوزات في العالم المالي أدت الى كارثة مالية كان لها ابعاد كبيرة انتشرت الى أن أصبحت أزمة اقتصادية سياحية انتاجية ولها تأثيرات على العالم.‏

واشار الشلاح الى أنه اذا كانت المسألة مخاطر مالية وكوارث وأزمات فورية غير معنية بذلك لأنها لم تكن تملك سوقاً لافتاً الى أن المضاربة في هذه السوق ستكون فقط بحدود ما يملك الانسان حيث يبني قراراته على معرفة كاملة وصحيحة تعكس واقع الشركات وأضاف: أما أن يشتري الانسان أسهماً ويستدين عليها ويضارب فهذا مالا نسمح به فهو يضارب بغير امواله ويعرض نفسه هو والاقتصاد الوطني لمخاطر نحن بغنى عنها ولن نسمح أن يبيع الانسان أسهماً لا يملكها حتى لا تصبح مغامرة غير سليمة . وبين الشلاح انه تم وضع ضوابط تحد من امكانية الشخص على المضاربة بأموال لا يملكها اي يجب أن تكون مضاربته ضمن حدود امكانيته وأن لا ينتقل الضرر في حال وقوعه الى النظام والى الوضع المالي والاقتصادي .‏

وأكد الشلاح أن تأثير السوق على الاقتصاد السوري هو خدمة كبيرة سيقوم بها لأن وجود مستثمرين واسهماً يحتاج الى سوق، وسوق دمشق للأوراق المالية سيوفر لهم هذه الخدمة وسيعطيهم قدرة على التوظيف .‏

خلف: غياب السوق المالية‏
غيــر ممكـــن‏
الامين العام لاتحاد البورصات العربية ورئيس بورصة بيروت فادي خلف أكد أنه من الصعب تصور اقتصاد عصري دون وجود سوق مالية وهذا يجعل سوق دمشق للأوراق المالية سوقاً مهماً جداً لخدمة اداء الاقتصاد السوري ولا سيما بعد أن حدثت سورية القطاعات الاقتصادية وخاصة المالية منهاواليوم يأتي افتتاح السوق لاستيعاب هذا الحراك الاقتصادي.‏

ورفض خلف فكرة الربط بين افتتاح سوق دمشق والازمات الحادة التي تتعرض لها أسواق المال حول العالم مشيراً الى أن كل حالة محكومة بظروفها وأنه من المستبعد أن تقع سوق دمشق فريسة لهذه الأزمة لعدة أسباب أبرزها: غياب المضاربات الحدة والعدد المحدود من الشركات المدرجة والضوابط والانظمة التي تشجع الممارسات السليمة من الاطراف جميعاً.‏
باسل الحموي نائب رئيس مجلس ادارة السوق قال: وفي سوق دمشق للأوراق المالية تم وضع آلية واضحة وشفافة للتداول كما توجد قناة جديدة ومهمة لتوظيف السيولة المالية حيث تم وضع آلية جديدة.
‏
وأشار الحموي الى وجود شركة مالية متخصصة تابعة لبنك عودة ستقوم بالاستثمار في هذا السوق لافتاً الى أنها كشركة مساهمة عامة في سورية مجبرة أن يتم ادراج اسهم المصرف بوقت سريع .‏

بينما مدير بورصة عمان جليل طريف أكد أن افتتاح السوق هو تتويج لمرحلة امتدت لعدة سنوات بدأتها سورية بالاصلاح الاقتصادي وبتحرير القطاع المصرفي والتأمين مختتمة هذه المرحلة بانشاء للسوق مشيراً الى أن وجود السوق الآن هو تتويج للافصاح والشفافية وهذا منهج مهم.‏

وأشار طريف الى أن بورصة عمان وهيئة الأوراق المالية الاردنية ساهمت بشكل كبير بالتعاون مع مختلف الجهات في سورية للمساعدة في هذه الخطوة وهذا الوجود الاردني الموجود سيستمر لنضوج سوق دمشق بالشكل الكامل وقيامه بدوره موضحاً أن للسوق أهمية كبيرة في الاقتصاد الوطني وفي حشد المدخرات والتوجيه نحو الاستثمار بالاضافة الى تعزيز معدلات النمو ورفع مستوى المعيشة كما أنه يهدف الى ازالة أي عوائق امام الاستثمار.‏