عالـــم آخــــر ......!!

[Sana]

عالـــم آخــــر ......!!

من منكم تخيل يوما أن كارثة ما قد تحل به ، أن يفقد أحد أطفاله ، أن يحترق منزله ، أن يُصاب بضائقة مالية قد تدفعه للانتحار ، أن يفقد أحد أطرافه أو ربما أن يُصاب بمرض شرس وخطير كالسرطان مثلا .
.........................
أعلم أن تسعين بالمائة من قارئي هذا الكلام لم يتخيلوا أن يمر عليهم شيء مثل هذا أبدا ... وأعلم أيضا أن أغلبكم قد أغلق الموضوع وابتعد ليقرأ شيئا آخر أقرب لخياله مِن هذه الكلمات ، ولو كنتُ أنا أقرأ نفسي قبل ثلاث سنين فقط ، لكنتُ أنا أول من سيغلق هذه الصفحة وسأعِدُ نفسي بأنّي لن أقرأ لهذا الكاتب مرة أخرى ...،

مهما توقعنا أن خيالنا واسع ، فلن نتخيل أن ما في هذا الكون من مصائب وفجائع قد يصيبنا يوما ، ولا أعلم لماذا ، ... نحن البشر تفكيرنا محدود غالباً ، نتخيل دائما أننا الأفضل ، وأن العالم خُلق ليكون ملك لنا ، وأن أطفالنا باقين في أحضاننا ، وأن منازلنا لن تُصاب بأذى ....!

لا أعلم لماذا نعتقد أن لا أحد أفضل منّا ، وأنه يحق لنا أن نتكلم عن كل أحد ، ويحق لنا أن نهزأ من كل أحد ، ويحق لنا أن نعلو على كل أحد ، و أننا جميعا دائما أفضل من ذلك الأحد.

يالتلك السطحية التي نعيشها ، وكم نحن محرومين من أن نكون فعلا الأفضل ،
كثيرٌ ما تمضي الساعات وأنا أشاهد من خلف شاشة التلفاز أطفالا مشردين وبيوتا مدمرة و كوارث حقيقية ، متابعة ارتشاف قهوتي رغم كل ذلك الألم الذي يحيط بي ، لكنه ألم بعيد ، لم أعتقد أن يصل لي أبدا طالما أنّي هنا ، وطالما أنهم هم ... خلف تلك الشاشة .
أعوام حياتي مرت بي كلمح البصر ، دون أن يكون للألم فيها ذلك الوقع في حياتي ، ألمٌ لا يُذكر ذلك الذي مر بي وأنا أعيش مع عائلتي ولولا قليل لأقسمت أنه ما من شيء سيفرقني عنهم ، أو عن صحتي ، أو عن قهوتي هذه التي ما أظنني سأحيا جيدا إلا إن شربتها .
لم أتخيل يوما أن أكون أنا فوق سفينة التايتنك التي غرقت ، إلا كعاشقة مات حبيبها وبقيت هي على قيد الحياة ، تُعاني آلام أشواقها وهي بخير وسلامة،

أن أكون مكان ذلك الليبي الذي عاد من عمله إلى منزله ليجد أن منزله أُحرق بأولاده ،

أن أهجّر من بيتي ولا مال لدي ولا ملابس ، ولا طعام ،
أن أكون ذلك المريض المُقعد ، أو الجريح المترنح ،

لم أتخيل نفسي ذلك الميت الملقى هناك ، وشاشات التلفاز تلاحقه ، وهو بحاجة فقط لأن يدفنه أحد ، ولا أحد هناك ...

وبعد كل ما رأيته ، لم أتعدّى بحدود خيالي إلّا إلى ذلك المشاهد الحزين ، لكن من بعيد ، أكيدة بأن لن يصيبني ما أصابهم ، وكأنني إنسان تعلو رأسه تلك الريشة ، وهم جميعهم بشر ، بشرٌ فقط .

يالنفسي كم أخذتها الدنيا وظنت لسنوات أنها في جنة تكرهها ، جنة ملّت ممارسة الحياة الطبيعية فيها، يالنفسي ...
كل هذه السنوات وأنا أعيش حياة كريمة ، لا ينقصني من تفاصيلها سوى أجنحة ملونة أطير بها حيثما أشاء ووقتما أشاء .

إلى أن حان موعد الخروج من ذلك العالم الطبيعي ، والذي لم أعلم أنه جميل إلاّ بعدما دخلت في صراعي مع عالم آخر ، غريب عني ، بعيد تماما عن كل خيال مر أمامي ، عالم أظنني لو لم أستطع أن أتعايش معه كما يجب ، لما كنتُ قد كتبت كلماتي هذه الآن ، ولا كنتم أنتم قد قرأتموها أيضا .

لم أكن أعلم أن هناك عوالم أخرى سنعيشها رغبنا أم رفضنا ، ولم أكن أعلم أن لحظات قصيرة قد نمر بها ، ستأخذنا بعيدا جدا عن هذا العالم الطبيعي والذي دائما ما عشناه بهدوء وسلام .

و لكن ما يعزينا دوما .. أن الله رحيم جدا وهو أرحم من الأم بأطفالها ، فما نعيشه الآن مجرد كابوس ، من مات منا خلاله سيستيقظ ليجد نفسه في جنة عرضها السماوات والأرض بإذن الله ، ومن بقي على قيد الحياة فليحمد الله ، وليبقى على قيدها ما استطاع ، نحن هنا لنعبده ، نحن هنا لأنه كتب لنا أن نكون هنا ، بفضل الله ولا فضل علينا إلا فضله.

نحن جميعنا محظوظون مع اختلاف كمية الحظوظ وأنواعها ،

أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ(214)

سورة البقرة


وطني ... أرجوك كن بخير ....

إلى منزلي الذي طالما عشت فيه أجمل ذكريات حياتي بين جدرانه مع إخوتي ، أرجوك ابق واقفا بصمود ، فأنا احتاج أن ألثم جدرانك واتنشق رائحتها ، أن أعود وألقاك كما تركتك ، أن استرجع ذكرياتي ولو قليلا منها .

جامعتي الحبيبة ، من هنا ، من بعيد ، إلى شجرتك الشامخه في ساحتك الواسعة أرسل سلامي ، حفرت يوما ما اسمي عليها ، دعيني أعود إليك ، لأحدد موعدا مع أصدقاء الحياة الذين وجدتهم بين قاعاتك ومدرجاتك ، دعيني ألقى أساتذتي لأخبرهم ماذا أصبحتُ الآن ، رجاءا ، احفظي لي ذكرياتي معك فأنا أعيشها حتى وقتي هذا ، وكوني بخير.

وطني ... أقبلك ، أحن إليك ، أعانق كل شبر فيك ، اتنشق كل حبة تراب في أرضك ، و أتنفس كل ذرة هواء في سماءك ، أنت حنين يوقظني ليلا ويُبكيني نهارا ، على أرضك الآن أناس أحببناهم ، احفظهم لنا ، وبين حناياك ذكريات لنا ، لا تُخبر بها أحدا ، سنعود صدقني ، وسنسترجع تاريخنا ، فقط حاول أن تكون بخير .

ماعادت تتسع لنا هذه الأيام لكثرة ما تعبنا ، حنينا وشوقا إليك وطني ، سامح دموعنا التي لوثناك بها ، و أنبت من دماء شهدائنا أشجارا يستظل بها أبناؤنا ولو بعد حين ، و إلى أن يحين موعدنا معك ، نرجو الله أن تكون و أهلك بخير .

منقــــــــــــــــــول

[Sameh]

شكرا اخت Sana لمستي الانسان داخلي
========================
كل يوم الصبح بفتح عيوني ويقول خلص الكابوس
الكابوس هل افقدني اشخاص غالين على قلبي
يارب يخلص الوجع ويرحم هل صارو هلأ بعالم آخر
ويارب يرجع المغتربين

[عابر مجيب]

موضوع انساني وشاعري يحمل أمنيات جميلة ، ويبعث الأمل عند العاجزين عن مواجهة الصعاب ، ويستنزف مشاعر الطيبين .

هلأ إذا رجعنا للواقع المادي وتعاملنا بمسؤولية ، ممكن مانحتاج نشوف الأمور بهالصعوبة .
هنالك تجارب وحكم وأمثال تحاول تنبيهنا ، هنالك واعظون لا يفيدوننا وانما يفيدون انفسهم في تبوؤ المراتب العليا في المجتمع ، اما نحن فيمر كلامهم علينا مرور الكرام .
كل ما يقال صحيح ، وكلا ينصح بما يراه ، ولكن هل يعلم ماذا أوصل للمتلقي ؟
لا يوجد مطلق في الحياة ، ومن يعيش في ترف موروث لن يشعر بمتعة الحياة ، والكثيرون انتحروا من شدة الترف الممل .
لذلك نجد من تثيره الرحلات الشاقة ويفرح بالمغامرات ويجهد نفسه بلا ضرورة !

لكل مرحلة متعتها ومصاعبها ، والحياة نسبية ، ومن يعرف كيف يهذب النتوءات ، ستكون حياته أفضل ، بمعنى هل هنالك شقاء مستمر ؟ وبالتالي هل هنالك سعادة مستمرة ؟ طبعا لا .
ستجد اشقى الناس يدخل يوما إلى غرفة دافئة ، ويحصل على ما يحب من طعام، يشعر شعور من كان أغنى منه وأفضل حالا عندما يحصل على طلبية مجزية ورابحة .
لو قسنا بالأرقام لتقريب الفكرة ، هل سعادة الأول 3 من 10 والثاني 8 من 10 مثلا ؟
قطعا لا ، ولربما فرحة الأول تفوق فرحة الآخر .
نحن نقيس بمقياسنا ونرى الأمور من خلال نظرتنا ، ولا نعرف تماما شعور الآخر وهذا ما يتيح له مجال استغلالنا واستنزافنا ونبقى نشعر بالتقصير تجاهه .
قد يبدو في كلامي قسوة ، ولكنني لست في حال مثالي كما قد يظن البعض من كلامي .
ولكني لا أتكلم إلا من خلال قناعة ورضى بما قسمه الله لي ولا أحمل الآخرين مسؤولية سوء أحوالي .
لقد عشت حياتي في البحث عن الأمان ، وفي حياتنا المادية الحالية لا شيء أهم من الأمان الاقتصادي ، لنستطيع العيش بكرامة وبغنى عن التودد للآخرين تزلفا وطمعا في الحصول على دعمهم حين الحاجة . حياة تصبح فيها نفسنا رخيصة وضمائرنا تشترى وتباع .
لا تخلو حياة انسان من الآلام والمآسي وكلا حسب موقعه والنتيجة دائما بين 1 و10 ولن تزيد .
ما العيب في أن يعمل الانسان في عمل بسيط ؟ إلى حين
يغسل الصحون يخدم في البيوت ، يقود سيارة غني ..... الخ .
عندما يعمل أي عمل مهما صغر ، ويقوم به بشرف وأمانة ، ويكون لديه خطة في الادخار والتطور ، سيكون أسعد ممن سبقه وحصل على كل شيء .
الشريف يجد نفسه شريفا في كل مكان ، حتى لو سخر منه الآخرون ، سيتقبل ذلك ليس تواضعا وانما رفعة واستيعابا منه للتافهين ،الذين يعبرون عن نقصهم وتفاهتهم بمقارنة غناهم ببؤسه ، وهو أغنى منهم قلبا وقالبا ، والوضيع يرى نفسه وضيعا مهما بلغت مكانته المزيفة بين الناس، ويبقى يشعر بالرغبة في الاستزادة من المال والنعيم الزائل ليعدل مكانته امام نفسه أولا، وقد يتباهى بكرمه ، ويحمل نفسه أعباءا فوق طاقته لاسترضاء الآخرين ، وينتهي بالافلاس وسينفضّ عنه من أكلوه لحما ليرمونه عضما ، فهو لا كان صادقا ولا بحث عن الصدق والحب الحقيقي ، وهو لا يفهم سوى الماديات البحتة وحب الظهور .

[غسان]

طبعا حسب ما رأيته ركز الكاتب او الكاتبة في الموضوع الاساسي على فكرة وهي عدم تخيل الانسان ان تلك الكوارث التي نشاهدها قد تصيبه هو بالذات ....
وبالطبع لايوجد احد على رأسه ريشة فالمصائب لاتعرف غنيا او فقيرا ...عربيا او اجنبيا
وشرح الاثار النفسية التي تصيب من تقع على رأسه تلك المصائب
ربما لايستطيع اي انسان ان يتخيل البلاء قبل حدوثه والا تحولت حياتنا الى جحيم اذا بتنا خائفين ان تقع كل مصائب الدنية على رؤوسنا
ولكن علينا بالمقابل الاحساس بالاخر ومحاولة مساعدته قدر المستطاع

ايضا اضافة جميلة من اخي عابر حول عدم القاء مسؤولية سوء احوالنا للاخرين وربما القصد هو من يقرأ او يشاهد ولا علاقة له بالموضوع اصلا

مشاعر انسانية معبرة وموضوع جميل شكرا للجميع

[Sana]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Sameh    شكرا اخت Sana لمستي الانسان داخلي ======================== كل يوم الصبح بفتح عيوني ويقول خلص الكابوس الكابوس هل افقدني اشخاص غالين على قلبي يارب يخلص الوجع ويرحم هل صارو هلأ بعالم آخر ويارب يرجع المغتربين

اللهم آمين ...



شكرا سيد سامح ....
في كلمات لما نقراها ... بنحس انو بتلمسنا ...
و كأنو يلي كاتبها عم يحكي بـ لساننا ...
او عم يترجم الشي يلي جواتنا ... و يلي نحنا عاجزين نترجمو !!
و هاد تماما يلي انا حسيتو لما قريت هالكلمات



نورت بـ مرورك اللطيف ...
مع التحية ^_^

[Sana]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عابر مجيب    موضوع انساني وشاعري يحمل أمنيات جميلة ، ويبعث الأمل عند العاجزين عن مواجهة الصعاب ، ويستنزف مشاعر الطيبين . هلأ إذا رجعنا للواقع المادي وتعاملنا بمسؤولية ، ممكن مانحتاج نشوف الأمور بهالصعوبة . هنالك تجارب وحكم وأمثال تحاول تنبيهنا ، هنالك واعظون لا يفيدوننا وانما يفيدون انفسهم في تبوؤ المراتب العليا في المجتمع ، اما نحن فيمر كلامهم علينا مرور الكرام . كل ما يقال صحيح ، وكلا ينصح بما يراه ، ولكن هل يعلم ماذا أوصل للمتلقي ؟ لا يوجد مطلق في الحياة ، ومن يعيش في ترف موروث لن يشعر بمتعة الحياة ، والكثيرون انتحروا من شدة الترف الممل . لذلك نجد من تثيره الرحلات الشاقة ويفرح بالمغامرات ويجهد نفسه بلا ضرورة ! لكل مرحلة متعتها ومصاعبها ، والحياة نسبية ، ومن يعرف كيف يهذب النتوءات ، ستكون حياته أفضل ، بمعنى هل هنالك شقاء مستمر ؟ وبالتالي هل هنالك سعادة مستمرة ؟ طبعا لا . ستجد اشقى الناس يدخل يوما إلى غرفة دافئة ، ويحصل على ما يحب من طعام، يشعر شعور من كان أغنى منه وأفضل حالا عندما يحصل على طلبية مجزية ورابحة . لو قسنا بالأرقام لتقريب الفكرة ، هل سعادة الأول 3 من 10 والثاني 8 من 10 مثلا ؟ قطعا لا ، ولربما فرحة الأول تفوق فرحة الآخر . نحن نقيس بمقياسنا ونرى الأمور من خلال نظرتنا ، ولا نعرف تماما شعور الآخر وهذا ما يتيح له مجال استغلالنا واستنزافنا ونبقى نشعر بالتقصير تجاهه . قد يبدو في كلامي قسوة ، ولكنني لست في حال مثالي كما قد يظن البعض من كلامي . ولكني لا أتكلم إلا من خلال قناعة ورضى بما قسمه الله لي ولا أحمل الآخرين مسؤولية سوء أحوالي . لقد عشت حياتي في البحث عن الأمان ، وفي حياتنا المادية الحالية لا شيء أهم من الأمان الاقتصادي ، لنستطيع العيش بكرامة وبغنى عن التودد للآخرين تزلفا وطمعا في الحصول على دعمهم حين الحاجة . حياة تصبح فيها نفسنا رخيصة وضمائرنا تشترى وتباع . لا تخلو حياة انسان من الآلام والمآسي وكلا حسب موقعه والنتيجة دائما بين 1 و10 ولن تزيد . ما العيب في أن يعمل الانسان في عمل بسيط ؟ إلى حين يغسل الصحون يخدم في البيوت ، يقود سيارة غني ..... الخ . عندما يعمل أي عمل مهما صغر ، ويقوم به بشرف وأمانة ، ويكون لديه خطة في الادخار والتطور ، سيكون أسعد ممن سبقه وحصل على كل شيء . الشريف يجد نفسه شريفا في كل مكان ، حتى لو سخر منه الآخرون ، سيتقبل ذلك ليس تواضعا وانما رفعة واستيعابا منه للتافهين ،الذين يعبرون عن نقصهم وتفاهتهم بمقارنة غناهم ببؤسه ، وهو أغنى منهم قلبا وقالبا ، والوضيع يرى نفسه وضيعا مهما بلغت مكانته المزيفة بين الناس، ويبقى يشعر بالرغبة في الاستزادة من المال والنعيم الزائل ليعدل مكانته امام نفسه أولا، وقد يتباهى بكرمه ، ويحمل نفسه أعباءا فوق طاقته لاسترضاء الآخرين ، وينتهي بالافلاس وسينفضّ عنه من أكلوه لحما ليرمونه عضما ، فهو لا كان صادقا ولا بحث عن الصدق والحب الحقيقي ، وهو لا يفهم سوى الماديات البحتة وحب الظهور .

سيد عابر دايما مداخلاتك و إضافاتك مميزة ...


انا بوافقك بـ كتير أمور ... و خاصة ما يخص موضوع السعادة و الحياة النسبية ...
طبعا كل واحد فينا .... بيلاقي السعادة بـ شي معين بيعنيلو ....
و انا عندي ايمان عميق جدااا ....
بـ انو عموما " الناس الاكتر بساطة ... هنن الاكتر سعادة دايما " ......



حضرتك حكيت عن الامان .... و الامان الاقتصادي ...
انا بوافقك .. بـ انو الامان الاقتصادي مهم ... و لكن غير كافي ابدا ...!!
بـ دليل وجود أشخاص محققين يمكن أعلى نسب ممكنة من الامان الاقتصادي ..
بس من جوا .... ضايعين و مشتتين و فاقدين للأمان الحقيقي !
لانو بـ رأيي ...
الامان المعنوي هو الاساس ... و الامان الاقتصادي هو الداعم طبعا


وطبعا انا معك تماما .. بـ ما يخص القناعة و الرضا بـ الشي القليل ..
طالما عم نحصل عليه بـ شرف و أمانة و إخلاص .....



بـ النسبة لفكرتك الرئيسية ... عدم تحميل الآخرين مسؤولية سوء أحوالنا ...
أكيد ... الواحد فينا المفروض يكون مسؤول عن قراراتو و تصرفاتو و أخطاؤو ...
و يكون عندو رضا و قناعة بـ الشي يلي رب العالمين كاتبو ....
بس بـ المقابل ما فينا نعمم " عدم مسؤولية الآخرين " عن اي سوء أو أذى ممكن يصيبنا ...

بعتقد القصة بتختلف حسب الحالة و الظروف .....
يعني هل إذا الشخص كان قاصد انو يأذي شخص تاني أو يستغلو ....
بنقول ما دخلو !! بس لا تقلي " القانون لا يحمي مغفلين " هههههه

الآخرين طبعا ما بيحملوا مسؤولية ... لما بيكونوا مو قاصدين او مو مخططين لأذية الغير !
يعني حضرتك لما كتبت ... عن شخص بنحس بـ التقصير تجاهو و هو " بيستغلنا " ....
انا فهمت حسب تعبيرك عن الحالة ... انو الشخص مالو ذنب ....
فـ هي مسؤوليتنا ... وممكن غلطنا " مو بس مسؤوليتنا " ....... طالما الشخص ما كان عندو قصد سيء !!!


أما مثلا بـ النسبة لـ آخر حالة حضرتك كتبتها .... انو الشخص يلي عندو حب الظهور ...
و التانيين " أكلوه لحم و رموه عضم " .... هل هون بنقول التانيين ما عليهم مسؤولية أو ذنب ؟؟!!!!

حتى لو هو كان غلطان ..... بعتقد غلطهم هنن بـ هالحالة أكبر بـ كتييير ...
هون هنن عم يستغلوه و عن نية و قصد مسبق !!
بـ الوقت يلي هو فعليا ..... ( حتى لو كان تفكيرو و نفسيتو غلط " حسب حكمنا عليه " ) ....
ع الاقل مقصدو الاساسي ما كان أذيتهم !!







بـ صراحة حضرتك طرحت نقطة مهمة جدا ... و النقاش حولها ممكن يطول كتير ...
نظرا لاختلاف و تغاير الحالات و الظروف ......


كتير سعيدة بـ مرورك و إضافتك القيمة جدا ....
مع كل الاحترام لرأيك ... ^_^

[Sana]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غسان    طبعا حسب ما رأيته ركز الكاتب او الكاتبة في الموضوع الاساسي على فكرة وهي عدم تخيل الانسان ان تلك الكوارث التي نشاهدها قد تصيبه هو بالذات .... وبالطبع لايوجد احد على رأسه ريشة فالمصائب لاتعرف غنيا او فقيرا ...عربيا او اجنبيا وشرح الاثار النفسية التي تصيب من تقع على رأسه تلك المصائب ربما لايستطيع اي انسان ان يتخيل البلاء قبل حدوثه والا تحولت حياتنا الى جحيم اذا بتنا خائفين ان تقع كل مصائب الدنية على رؤوسنا ولكن علينا بالمقابل الاحساس بالاخر ومحاولة مساعدته قدر المستطاع ايضا اضافة جميلة من اخي عابر حول عدم القاء مسؤولية سوء احوالنا للاخرين وربما القصد هو من يقرأ او يشاهد ولا علاقة له بالموضوع اصلا مشاعر انسانية معبرة وموضوع جميل شكرا للجميع

طبعا متل ما حضرتك اتفضلت ....
الفكرة الاساسية للموضوع ... انو نحنا ما فينا نتخيل او نتوقع المصايب ..
و اكيد تخيلنا لـ هالشي ممكن يحول حياتنا لـ جحيم ...!!



بس هون كان التركيز ... على انو عدم تخيلنا او توقعنا للأشياء السيئة يلي ممكن تصيبنا ...
و عيشنا بـ عالمنا الخاص الطبيعي و " الوردي " يمكن ...
من الممكن يخلينا ننصدم بـ الواقع القاسي و يلي نحنا لسا ما جربناه !!
او ما كنا متخيلين انو يكون موجود أصلا ....

و لذلك فجأة لقينا حالنا بـ عالم تاني ... مختلف كليا عن كل توقعاتنا ....
و طبعا التأقلم معو ضروري و ممكن ... بس حتما مو سهل ...
و بـ حاجة لـ قوة و إيمان كبير بـ قضاء الله و قدره .....



اما بـ النسبة لـ إضافة السيد عابر ....
حضرتك نوهت على انو ممكن يكون قصدو ... عدم مسؤولية الاشخاص يلي عم يقروا ...
و يلي مالهم علاقة اصلا بـ الموضوع !
ليش هل ممكن شخص مثلا ... يحمل مسؤولية أحوالو .... لأشخاص برات الموضوع أساسا ..؟؟!!

بـ صراحة انا يلي وصلني من السيد عابر ... مختلف ....
انا فهمت انو قصدو ... عن الاشخاص يلي هنن اطراف اصلا بـ الموضوع




كل التقدير لـ حضرتك ع المرور الكريم ...
مع الشكر .... ^_^

[غسان]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sana    و طبعا التأقلم معو ضروري و ممكن ... بس حتما مو سهل ... و بـ حاجة لـ قوة و إيمان كبير بـ قضاء الله و قدره ..... اما بـ النسبة لـ إضافة السيد عابر .... حضرتك نوهت على انو ممكن يكون قصدو ... عدم مسؤولية الاشخاص يلي عم يقروا ... و يلي مالهم علاقة اصلا بـ الموضوع ! ليش هل ممكن شخص مثلا ... يحمل مسؤولية أحوالو .... لأشخاص برات الموضوع أساسا ..؟؟!! بـ صراحة انا يلي وصلني من السيد عابر ... مختلف .... انا فهمت انو قصدو ... عن الاشخاص يلي هنن اطراف اصلا بـ الموضوع

الموضوع ليس بتلك السهولة وربما كان الايضاح مشكلا وصعبا للتصديق ولكن ذلك بعض جوانب الواقع المعاش وله وجهة نظر من كل طرف حسب درجة علمه وثقافته ومستوى اداركه لما يجري ...

وكي نتمكن ان نفهم جزء من المعنى نجد مثلا ...... بعض الخادمات في دول الخليج والتي حياتها في شقاء تنظر بعين الحقد على من تخدمهم وقد جرت جرائم قتل كثيرة من قبلهم لاطفال لاذنب لهم الا انهم كانو في تلك العائلة التي تخدمهم والقتل بغرض الانتقام من معاملة سيئة او حقد محض دون سبب اخر ....

احيانا يضع كثير من الناس مبررات فشلهم على ظروف او اناس محددين كرمي الطلاب فشلهم في مادة ما على استاذها وانه السبب في فشلهم ...

حالات كثيرة ومن مختلف الاتجاهات لا استطيع ذكرها تندرج في تحميل الناس لغيرهم سوء احوالهم
وللحقيقة احيانا تكون الاتهامات صحيحة وخاصة في الحالات العامة مثل حالات الغنى والفقر وتوزيع الثروة .."" وكلمات مثل لو دفع الاغنياء زكاة اموالهم او ماعليهم للدولة لكفت الفقراء ذل الطلب وسؤال الناس ..
... وعند التعمق نجد ان كوارث الفقير مثل الموت نتيجة عدم توفر ثمن العلاج يمكن ان يكون سببه اناس لاعلاقة لهم به ولا يعرفونه ولكن الحالة العامة شملتهم هنا في تشارك المسؤولية عن ماحدث له ...
في حالات عامة اخرى قد يحمل البعض المنكوب ... البعض غير المنكوب جزء كبير من المسؤولية بمنطق معروف للجميع ولاداعي لذكره هنا
الموضوع معقد وحاولت باختصار ان احدد بعض النقاط فيه

[Sana]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غسان    الموضوع ليس بتلك السهولة وربما كان الايضاح مشكلا وصعبا للتصديق ولكن ذلك بعض جوانب الواقع المعاش وله وجهة نظر من كل طرف حسب درجة علمه وثقافته ومستوى اداركه لما يجري ... وكي نتمكن ان نفهم جزء من المعنى نجد مثلا ...... بعض الخادمات في دول الخليج والتي حياتها في شقاء تنظر بعين الحقد على من تخدمهم وقد جرت جرائم قتل كثيرة من قبلهم لاطفال لاذنب لهم الا انهم كانو في تلك العائلة التي تخدمهم والقتل بغرض الانتقام من معاملة سيئة او حقد محض دون سبب اخر .... احيانا يضع كثير من الناس مبررات فشلهم على ظروف او اناس محددين كرمي الطلاب فشلهم في مادة ما على استاذها وانه السبب في فشلهم ... حالات كثيرة ومن مختلف الاتجاهات لا استطيع ذكرها تندرج في تحميل الناس لغيرهم سوء احوالهم وللحقيقة احيانا تكون الاتهامات صحيحة وخاصة في الحالات العامة مثل حالات الغنى والفقر وتوزيع الثروة .."" وكلمات مثل لو دفع الاغنياء زكاة اموالهم او ماعليهم للدولة لكفت الفقراء ذل الطلب وسؤال الناس .. ... وعند التعمق نجد ان كوارث الفقير مثل الموت نتيجة عدم توفر ثمن العلاج يمكن ان يكون سببه اناس لاعلاقة لهم به ولا يعرفونه ولكن الحالة العامة شملتهم هنا في تشارك المسؤولية عن ماحدث له ... في حالات عامة اخرى قد يحمل البعض المنكوب ... البعض غير المنكوب جزء كبير من المسؤولية بمنطق معروف للجميع ولاداعي لذكره هنا الموضوع معقد وحاولت باختصار ان احدد بعض النقاط فيه

تمام ... وصلت الفكرة ....
بـ فضل إيضاحك

شكرا كتير لـ اهتمامك ^_^

[عابر مجيب]

يسعد صباحكم
لايمكن حصر المواضيع الانسانية من خلال مشاركة ، أو اثنتين ، نحنا حطينا سلة كبيرة من المتغيرات والحالات ، وطبعا لكل حالة خصوصيتها، ولكن من خلال طرح كلا لما لديه من أفكار ، قد تكتمل الصورة . أنا بدأت وظننت اني سأغطي الكثير في الموضوع ، ولكنني وجدته شائكا جدا .
نحن نكون ثقافاتنا ومعارفنا ، بعضها من خلال الكتب ، والأرسخ منها ما نعيشه في الحياة ، فالتجربة التي نعيشها ، لو عممناها فيها ظلم ، ولو لم نخرج بخبرة نكون سطحيين .
الكثيرون ينظرون إلى القيادات العليا في البلدان المختلفة ويظنون أن مهامهم صعبة ، ويتوقعون منهم كل العقل والتعقل ويحاسبوهم على الهفوات ، ويحارون أحيانا لما حصل هذا، ولما حصل ذاك !
نحن لدينا تجربة بسيطة من خلال إدارة منزل فيه أب وأم وأولاد وربما خادم، أو ورشة عمل ونستطيع من خلاللها القياس ، المدرسة في ادارتها ومعلماتها ومجلس أولياء الأمور ، قد يكفي لتمثيل أي سلطة في العالم .
مديرة مختلة عقليا ، أو مدرسة مشاغبة وحاقدة ، لن يفطن لهما كافة الأهل والطلاب .
والطالب المشتكي سيظن أهله أن به الخلل ، معقول ياجماعة ؟! هاي مدرسة !
والحقيقة أنه معقول ونص أيضا ، وكلنا شاهد وراقب تفاهات من تولى أمورنا في المدارس ، وكبرنا لنعلم أن معلمتنا كانت مجرد شخصية تافهة ، وكانت تعاقبنا وتأمرنا بالنوم على المقعد ، لتذهب للقاء زميلتها للسمر وتناول القهوة مثلا .
الأطباء يحارون أمام معضلة مرضية ، والمريض يشعر بخطأ التشخيص ، فهو يشعر ولا يتركون له الفرصة ، وينتهي به الأمر بالموت لمجرد أن الطبيب كان مشغول البال يومها وفهم خطأ . ثم يقول الغير عارفين ، معقول يا رجل هاد طبيب متخصص في هذا المجال ، ما بيغلط !
مشفى كبير ، قد يفسد سمعته ممرضة أو آذنة .
هنالك متغيرات وقصص في التاريخ ، وإن كتبها المنتصرون ، ومهما حملت من العبر ، قد نقيسها على أحداث أخرى . ولكن لن يصح القياس أبدا ، لاختلاف الكثير من الظروف ، فالبلاد الباردة تختلف عن البلاد الحارة ، والبلدان الزراعية تختلف عن الصناعية ، والغني يفكر بشكل منفصل عن الفقير ، والكل يشملهم مدى الوعي والصحة النفسية .
مشكلتنا أننا لا نعرف الفرق بين العاقل والمجنون ، إلا إذا خرج علينا أحدهم ممزق الملابس ، يصيح بأعلى صوته ، ويكيل السباب !
ولو نعود وبالحساب أيضا لتقييم الناس سنجد أن هنالك مجانين بنسب تتراوح بين الواحد والعشرة ، يبقى من الواحد إلى الثمانية ، مقبولا ونبرر له ، اليوم زعلان ، اليوم ماتت زوجته ، اليوم طايش حجرو خسر نصف ماله ، وهو وأمثاله يتلاعبون في مجتمعنا ويخلطون الدين بالمصلحة ، ويعطون أفكارا خاطئة عن زملائم ، فنقابل سائقين أو ثلاثة من المجانين ونحكم على كل السائقين بالفساد ولا نعلم أنهم مرضى ، والأمر ينطبق على كافة المهن والناس .
حتى ذلك السكير الكريه الذي نراه في طريقنا ، لو حجرناه ومنعنا عنه ما نظن أنه سبب تصرفاته ، سنفاجأ بأن فكره وعقله وادراكه لم يختلف كثيرا ، فهو فاقد الأهليه من أصله ونحن نبرر ، أنه سكران .
ونبقى نرى الناس عاقلين وننهرهم ، إلى أن تتطور حالاتهم ونكتشف أنهم تجاوزوا الثمانية ألى العشرة درجات ، وحينها نقول ، أه هادا مجنون من أصله .
رجل يدخل بيته ويبدأ بضرب زوجته وأطفاله لأتفه الأسباب ، فنقول : طبعه حاد مو بأيدو !
نعود إلى ان التعميم جائر ولا بد من حالات خاصة والموضوع يطووووووول .