نقطة ساخنة لمن لا يتعظ

[saeed]

نقطة ساخنة لمن لا يتعظ

ثمّة أمور... تصل لأن تكون عُقداً، لاتزال تستعصي على الحل، في قطاعنا الصناعي العام... ولعلّها مرشحة للتفاقم، رغم إمكانية توفر المخارج والإرادة. إلّا أن دلالات تلك الإرادة ومؤشراتها لاتزال أيضاً عاجزة عن اجتراح الحلول المناسبة. فالمتابع وحينما يتابع أداء ونسبة مساهمة القطاع عبر العديد من السنوات يكاد يُدهش مما يحصل فيه.. ففي الوقت الذي يتأكد وبشكلٍ فعلي أن الإمكانية متاحة للخروج من الشرنقة المفتعلة له.. نجد أن هناك من حاول ويحاول الإبقاء على تلك الشرنقة المكبّلة لأيّ خلاص..!!؟ خيرُ دليل على ذلك أن شركة إسمنت عدرا استطاعت وبإمكانيات ذاتية، وبعد نحو عشر سنوات من المماطلة، وعدّة متواضعة وكفاءات محلية بالمطلق عندما وجدت نفسها وجهاً لوجه أمام تحدي الإيقاف نتيجة لتملص الخبراء الأجانب وامتناعهم عن استكمال أعمال التشغيل بحجة الظروف التي تمر بها سورية، استطاعت القيام بالأعمال المطلوبة، وتمكنت من تحقيق وفر وصل إلى20 مليون ليرة. والسؤال الذي يُطرح هنا... لماذا انتظرنا طيلة تلك السنوات لتركيب المبردات ومعدات التطوير التي ظلّت مرمية على أرض الشركة أكثر من ست سنوات.. وكان لها من الأثمان الاقتصادية والبيئة ما يستحق المسائلة والمحاسبة..؟!! لماذا كلّ هذا الزمن والخسارة ما دمنا نمتلك القدرة على الإنجاز وبكفاءات وطنية.. وفوق ذلك خلال ظروف صعبة...!!؟ الجواب على ذلك فضحه وزير الصناعة السابق.. حين كشف أن ما كان يحدث يرجع لمصالح شخصية قائمة على مدى الاستفادة من هذا العقد أو ذاك مع هذه الجهة أو تلك!!؟ وما أشبه ما حدث في إسمنت عدرا مع ما يمكن أن يحدث لشركة الإطارات التي تطالب وزارة الصناعة بتأمين 700 مليون ليرة كسيولة منعاً لاستمرار توقف الشركة عن الإنتاج... ومنعاً لعدم تمكنها من دفع رواتب عمالها البالغة 230 مليون ليرة سنوياً.. وإلّا سيكون مصيرها كغيرها من الشركات..!! تحذير مرفق بتعهد بسداد السلفة المقترحة خلال 5 سنوات وبإيصال نسبة الإنتاج إلى 80٪ حيث الوقت موات في السوق الداخلية والخارجية، لانطلاقة جديدة للشركة.. وما ينطبق على هاتين الشركتين في قطاعنا العام ينطبق على غيرهما من الشركات المتعثرة.. فهل نترجم إرادتنا الإصلاحية بقرار مسؤول نابع من المصلحة الوطنية. البعث ـ السورية قسيم دحدل qassim1965@gmail.com