في ظل انهيار العملة ، كيف يفترض سداد الديون بعددها أم بقيمتها ؟

[نضال العلي]

في الحقيقة هذا موضوع هام جداَ يطرح نفسه حالياَ و بشدة، و يمكن أن يتفاقم فيما لو أرتفع حجم التضخم الى مستويات أعلى لا سمح الله.و سيكون هناك الكثير من النزاعات و الدعاوى و الظلم.
كل الإجابات التي وردت آنفاً كانت صحيحة، و الموضوع من حساسيته وكثرة تشعبه يحتمل اجتهادات كثيرة.
و الأخ syrian wolf وضع يده على السبب الرئيسي لهكذا معضلة،و هو الأبتعاد عن العملات الذهبية و الفضية و الاعتماد على الورقية.
البعض أستفاد من هذه الحالة و البعض خسر و الآخر قد ينهار و يتجه للإفلاس.
-ما مصير البنوك التي أقرضت مبالغ ضخمة بالليرة.(و لو أن البنوك لا أحد يحزن عليها).
- ما مصير البيع بالتقسيط بين التجار و بيع السيارات بالأقساط و البيوت كذلك.
- ما مصي كبار شركات المقاولة التي رست عليها مناقصات تنفيذ مشاريع ضخمة.

و هناك الكثير من التساؤلات المأساوية
قد تلجأ بعض الدول في هكذا حالات الى تعديل في قيمة العملة عن طريق إلغاء صفراً أو بعض الأصفار من عملتها حسب نسبة التضخم (مثال تركيا)، و يكون هذا الاجراء بمثابة حل لبعض هذه المشاكل و لكن السؤال هو : كم صفراً و متى؟
و قد يكون لهذا الحل آثاراً تضخمية أخرى و تعود نفس الكرة.
حقاً انها معضلة و سيكون فيها الرابح و الخاسر.

لقد أستفدت نوعاً ما من هذه الحالة بسبب أني أشتريت سيارتي بالأقساط
حيث كان كل قسط يساوي 300 $ و الآن نفس القسط يساوي تقريباً 160$
و سعر سيارتي حالياً نقدي أكثر من سعرها أقساطاً عندما اشتريتها.

[غالب]

في العراق كانت هناك مشاكل كثيرة لحل هذه العقد ومنهم من كان يلجأ ليقيم الدين بالذهب ومنهم بالدولار ومنهم من كان يبقيها على نفس عملتها الاصلية .

بصراحة هذا الموضوع في منتهى التعقيد وتنشأ المشاكل حين يتم تغير سعر العملة بسرعة كبير وهذا لم يحصل بالعراق بل اخذ سنوات طويلة وخلال هذا الفترات كانت الناس تتلافى مشاكلها اول باول .

كل ما ذكرتموه صحيحا .

سؤال اضافي : لو طلب منك شخصا ما ان تقرضه مليون ليرة يوم كان الدولار يساوي 50 ليرة ورهن لديك قطعة ذهبية تساوي مليون ليرة وقال لك خلال سنة ان لم اعيد المليون حلال عليك القطعة الذهبية وقبلت انت بذلك .

وحصل ما حصل اليس من الغبن ان تعيد اليه المليون ويرجع لك قطعتك الذهبية حيث اصبحت تساوي 3 ملايين ليرة

وسعر الدولار كان ب 50 واصبح 100 حلها اذا بتحلها .

انا اقول لا يحلها الا اتفاق الطرفين وسماحمهما بتقاسم المخاطر واقول الغنم بالغرم لا يجوز ظلم طرف على حساب طرف .

وطبعا من الوارد العكس اي ان ينزل الدولار او الذهب او كليهما يعني لدينا 3 متغيرات الليرة والدولار والذهب .

ولو فرضنا بنك يقرض بالدولار وتعيد الاقساط بالدولار ستقول لي لن يخسر بل اقول لك احيانا الذهب يتغير سعره كثيرا امام الدور ولنترك الليرة على جنب .

الحل هو بالاستقرار مهما كان سعر الدولار مقابل الليرة ليست مشكلة المهم هو الاستقرار لفتراة طويلة او السماح بالاقراض والاقتراض بالدولار يحل جزء من المشكلة والا لن تجد احدا لديه الاستعداد ليقرضك ليرة واحدة مقابل كل ضمانات الدنيا .

[abu mhd]

أخوتي الكرام الموضوع برغم بساطته معقد و إن بقينا لشهر آخر نتناقش فلن نصل لحل
أنا برأي الشخصي المتواضع أنوا وقت الشخص بده يغلط و يدين شخص آخر يدينه ذهب حتى مو دولار لأن الدولار عملة و ممكن ترتفع و تنخفض فالأفضل الدين ذهب يعني انا بدي استدين مائة ألف ليرة يعطيني أياها المدين ذهبا \ ليس تقييم ذهب و إنما ذهب \ يعني 25 غرام ذهب تقريبا بسعر اليوم و لما أريد أن أعيد الدين أعيده ذهبا \ 25 \ غرام و بذلك ما بكون ظلمت حدا فإذا صار في تضخم و ارتفعت سعر العملة بيكون المدين ما انظلم و اذا العملة طلعت و صار انتعاش بتكون القيمة الشرائية لليرة طلعت
والله تعالى أعلم

[البلخي]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mouayad    أخوتي الكرام الموضوع برغم بساطته معقد و إن بقينا لشهر آخر نتناقش فلن نصل لحل أ

عدم وجود حل جذري سببه هو تدخل رجال الدين الغير متخصصين بعلم الاقتصاد
الى مجال الفتوى و تسبب ذلك بضياع افكار الناس و تشتتها و ضياع ارزاقهم
و مع ذلك فيوجد فتاوى متضاربة حول الموضوع ، منها من يقول ارجاع المبلغ بنفس
الوضع يعني ليرة ترجع ليرة بغض النظر عن انهيار العملة يعني ممكن اذا اهارت العملة
مثل يوغسلافيا و البرازيل أن يصبح شقى عمرك ثمنه علبة كبريت !!!
و منهم من قال اذا تجاوزت نسبة الهبوط 30 % يجوز التعويض و منهم من قال غير ذلك ، المهم أن أكثرهم لم يمسك بطرف الخيط الصحيح

[عابر مجيب]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مجرد إنسان    أخي العزيز مجيب : لا شك ان الكلام صحيح ولكن الا يمكن ان نقول انه تخلى عن الفرصة البديلة ؟أليس لدينا في دراسة الجدوى والاقتصاديات ما يسمى بتكلفة الفرصة البديلة .. أخي مجيب : هناك سوابق كثيرة : في العراق في تركيا في ... الخ من الدول التي انهارت عملتها يا ريت حدا يكون عندو علم كيف تم حل التضارب بالمصالح بين المقرض والمقترض والتوسيط بينهما

شكرا لتقديرك عزيزي ، ولكن ما قصدته عن السوابق هو ما كان خلال فترة التشريع الديني . وأحب توضيح نقطة أيضا حول قولي لا يجوز وضع قانون لأمر بعد حدوثه ، وقصدت هنا ما يشابه القانون بمفعول رجعي ، فأنا لو سلفا علمت أن هنالك قانونا ينص على كذا في حال حصول هبوط عملة أو ما شابه لكنت ربما أعدت النظر ووضعت شروطا للدين تحمي رأس مالي .
أما في كل الأحداث في العراق ولبنان وغيره فقد خسر أصحاب المال وأعيدت لهم أموالهم بعد فقد قيمتها .
سأورد لكم مثالا :
كان هاجسي الدائم هو رزق مغمض يزيد أو ينقص ، فقد مللت تكرار الراتب الذي أحسبه سلفا فقد كنت أضع تعويضاتي وطبيعة عملي ومهمات سفر مقطوعة وسقف الإضافي . كانت بطاقتي توقع شكليا من الإدارة دون أي تحريف .
قررت القيام بمشروع مختلف رديف لوظيفتي وكنت أيامها أحد المشرفين على تحويلة حمص . كان أفضل مشروع معمل بلوك ( خفان ) تكلفت مبلغ 5000 لام سين حينها وبدأ الانتاج ، طبعا شريكي كان فقيرا يسحب من المبيعات ويصرف حصتي وحصته ، ويرى أن المشروع رابح ، مللت من العمل بذلك الشكل فأنا لا أحب الخلط بلا حساب ، قررت إنهاء المشروع . بعد التصفية كان نهائي حصتي 18000 ل . س.
طبعا بدأت المشروع والدولار 4.35 ليرة أي كان رأسمالي 1150 دولار . وعندما استرجعت المال مع الأرباح كان سعر الدولار 18.50 ليرة أي عاد لي 973 دولار . شريكي كان سائق تركس ( لأ وحمصي كمان) ! في قوة تفهموا أنو أنا خسران ؟! وطلب مني دين قلت له نسأل عن سعر غرام الذهب وأعطيك المبلغ تعيد لي بنفس القيمة ، مارضي ! قال وإذا ارتفع السعر ؟ قلت له شو رأيك لكان معلش أنا أخسر وحضرتك تتبحبح ؟! ( هلأ ما عاد حمصي صحي العينتين ) .
أما في لبنان فقد حول والدي رحمه الله ، قبل الحرب الأهلية مبلغ 160000 ليرة لبناني . اشترى في منطقة أشبه بغرب المالكي شقة 260 متر (بالمصيطبة - تلة الخياط ) وبقي مبلغ حوالي 40000ليرة بيشتروا شقة بسن الفيل وقتها . سافرنا وكانت الشقة مؤجرة بستة آلاف ليرة لبنانية سنويا ( كان أفخم صباط شيفرو بأربعين ليرة ) .
تراكمت الأموال في المصرف من الايجارات الله يتم علينا . كان وكيلنا يحسم 2000 ليرة أجرة أتعاب وتحصيل ومصاريف بناء . بعد سنوات عدنا وسحبنا كل مافي البنك ، اشترينا بهم فطيرتين زعتر ( منقوشة ) وفطيرة واحدة جبنة بدون شاي ! وبلوزة لوالدتي ودفعنا أجرة التكسي زحلة دمشق ( ببيروت قايمة القيامة ).
ظللنا نتقاضى ستة آلاف وقد سامحنا الوكيل بحصته بعد أن أصبحت تساوي أجرة سرفيس ضمن المدينة . ( طبعا دام الحال أكثر من عشر سنوات على هذا المبلغ ، سنوي هه سنوي مو شهري )
الآن ارتفعت الايجارات أضعافا مضاعفة وعلى عدة مراحل وأصبحت الأجرة تعادل 30000 ليرة سوري ، وياريت المستأجرة الأرملة بتدفع . بس حتى ما تضلوا متشوقين ، رح تقولوا ليش ما تطالعها ؟ رفعنا دعوى ، وبما أن المستأجرة من أصل سوري وزوج أختها متنفذ وصلاته مؤثرة في عنجر ، طبعا ما كنا عارفين . حارس البناء تغيير الشهود غيروا افاداتهم ....... محامينا باع حاله وباعنا من الخوف .
المستأجرة هلأ مروءة وبعد ما مات المتنفذ قرايبها ، صارت تشحد مني وكأني أنا خلفتها ونسيتها ! قلتلها يلا خليكي مارح دايقك بس ما معها تدفع .
أنا ما ببيع أبدا ، ومع هيك بقول يمكن لو أخدت الشقة كنت بعتها وهلأ وصل سعرها لمبلغ خيالي ويمكن الله سبحانه عوضني بهالشكل .
آسف للإطالة وياما في الجراب ياحاوي .

[مجد]

المنطق والعقل يقول يعطى نفس قيمة المبلغ المستدان .والدين لم يكون بيوم من الايام يخالف العقل والمنطق (وانا اتكلم عن موضوع الدين )

[Tareq]

سال احد الاشخاص امام وخطيب يوم الجمعة وكانت الإجابة كالتالي: عند السادة الحنابلة يجوز وقت السداد ان يسدد ما يعادل قيمة الدين بالذهب عند الستدانة. مثلا استندت 100000 ليرة وكانت تساوي 200 غرام ذهب وعند حلول السداد اصبحت تعادل 50 غرام ذهب فاسدد في هذه الحالة ما يعالدل 200 غرام ذهب بالليرة السورية.

أما عند السادة الشافعية يجب تسديد اصل الدين اي 100000 ليرة بغض النظر عن قيمة العملة.

لست بفقيه ولكنني نقلت ما سمعت والله تعالى أعلم.

[مجرد إنسان]

شكرا جزيلا لكل من شارك من الاخوة ، ويا ريت تزيدونا من الشعر بيت ، فنحن على حافة تضخم فائق وانهيار تام .
50% من قيمة ديوننا راحت ، ممكن يروح 80% منها !
نود التوصل الى حلول مقبولة محاسبيا وتجاريا ويكون فيها كما قال اخونا واستاذنا غالب : الغنم بالغرم ولا يجوز ظلم طرف على حساب طرف
يجب أن نجد الحل ، معقول حقوق الناس تضيع بهالبساطة ؟

[فراس السكري]

لقد سمعت اراء جميلة جدا ولكن لي وجهة نظر
في زماننا هذا من يدين الاخر ام ان يكون من ذو الارحام او يكون من الاتقياء لانه يعرف مسبقا ان المال المستدين ذهب من غير رجعة وبها الحالتين لايمكنك اخذ فرق التضخم
ناتي الان الى الحالة الثالثة وهذه لاتسمى دين وانما تقسيط اي انك قد اخذت ثمن القطعة مضافا اليه المربح ومضاف اليه المدة وههي المدة بمثابة عامل التضخم فلذلك ان اخذت زيادة فهذا يعني ربا والعلم عند الله

[غالب]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فراس السكري    لقد سمعت اراء جميلة جدا ولكن لي وجهة نظر في زماننا هذا من يدين الاخر ام ان يكون من ذو الارحام او يكون من الاتقياء لانه يعرف مسبقا ان المال المستدين ذهب من غير رجعة وبها الحالتين لايمكنك اخذ فرق التضخم ناتي الان الى الحالة الثالثة وهذه لاتسمى دين وانما تقسيط اي انك قد اخذت ثمن القطعة مضافا اليه المربح ومضاف اليه المدة وههي المدة بمثابة عامل التضخم فلذلك ان اخذت زيادة فهذا يعني ربا والعلم عند الله

اهلين اخي فراس

بالنسبة للتقسيط ... اعتقد انه حالة مختلفة لقد اضاف المقسط مبلغا من الربح على راس المال يعادل توقعه لهبوط العملة وربحه او كلفة المال عليه وقرر وقبل المخاطرة . وهذا حظه ان القرض الحسن يختلف جذريا عن التقسيط .

قد يكون لديك حالة معاكسة وتكون من حظ المقسط وقد تكون هذه الحالة من حظ الذي اخذ التقسيط

والحياة فيها حظوظ وارزاق وقضاء وقدر .