صناعة مزورة :005:
وبالعودة إلى خبايا الماركات الأجنبية فإنها تعتمد في منتجاتها على صناعات حينية وإن لم تكن كذلك فهي سورية، ونادراً ما تكون إيطالية أو فرنسية فالشركات الأم المستثمرة تضع تحت جناحيها مصانع موزّعة على كل من الصين وسورية وبلد المنشأ، ولكن الاعتماد الأكبر في التصنيع يكون على الصين.
ورجوعاً إلى مبررات التجار فإن المنتج الصيني وعلى حد قولهم ليس باللقيط وسيء السمعة، فهناك نخب ممتاز وأخرى مادون، وإلا فإن هذا الكلام ليس إلا ضحكاً على اللحى ونوع من المراوغة.
أما بالنسبة للأسعار فهي الأعلى مقارنة بباقي الماركات المحلية الموجودة في السوق وعلى الرغم من أن هذه الأسعار توضع على أساس سمعة الماركة وليس بالضرورة جودة منتجاتها.
محللات صناعية 
أمام ما سبق تأتي آراء أصحاب الماركات المحلية في قطاع الألبسة والأحذية حيث أضحى المنتج الصيني بالنسبة لهم كابوساً على صيرورة المنتج المحلي في السوق السورية، وأمسى مسيطراً الآن على ما يقارب 70% من المنتجات المتواجدة في الأسواق، على الرغم من أنه باعتراف المسوقين له (ستوك) ولكنه مربح ومدّر للأموال.
هذا في الوقت الذي يرى فيه الصناعيون (المسجلون لماركاتهم) المحلية المعروفة، أن المواطن يمتلك من الذوق ما يجعله ضليعاً في الموضة لكنه في جميع الأحوال يفتقر إلى الخبرة في استكشاف جودة المنتج، فمقارنة بالماركات العالمية تبدو المنتجات المحلية هي وليدة مواد أولية أجنبية وذات مواصفات قياسية وبأحدث الموديلات والقصّات ويضاف إلى رصيدها أيضاً الأسعار المنافسة.
يعني (على بساط أحمدي) وعلى حد تعبير الصناعيين: لماذا تصرُّ الحكومة على إدخال الماركات الأجنبية والمجنّسة كلاعب أساسي في السوق وتبقي الماركات المحلية على دكّة الاحتياط؟!.
البس وسطّح 

يمكن إيجاد قاسم مشترك بين كافة الماركات المرخصة سواء أكانت محلية أو أجنبية، وهو أنها جميعاً متآمر ضد المواطن في مواسم التخفيضات وذلك على شكل منتجات تهديها للمواطن بنصف القيمة أو أقل، وهذا من أجل تصريف بضاعتها العاجزة عن مواكبة الموضة للسنة المقبلة بأسعار لن تشكل أي عبء أو خسارة بالنسبة للشركة المصنعة.
فالماركات الأجنبية تعتمد بالأساس على تصميمات جاهزة مواكبة للموضة بينما الماركات المحلية تعتمد على مصممين محترفين أو تسلك الطرق الدولية لحضور المعارض العالمية.
وهنا يتبادر إلى أذهاننا سؤال ملح، مختصره أن عالم تصميم الألبسة في الخارج -مع عدم الابتعاد جغرافياً كلبنان مثلاً- يشكل صناعة بحد ذاتها ومصدر هام للدخل القومي فما هي الأسباب والمبررات التي تجعل هذا القطاع في سورية مهمل وشبه مرئي؟.
وكان للدكتور بشير هزاع مدير التجارة الداخلية في وزارة الاقتصاد رد على هذا الاستفسار مفاده وجود مجال دراسي واضح يشكل رافداً بارداً لهذا القطاع مع العلم أن هناك بعض البوادر التي بدأت تنشأ حديثاً منها معهد (اسمود) لتصميم الأزياء.
كلام مفيد 
هنا حرّي بنا أن ننقل ما أفادت به بعض المصادر بأنه خلال الأشهر المنصرمة صدرت أحكام قضائية عديدة ألغيت بموجبها عدة امتيازات لماركات تجارية وصناعية معروفة عالمياً (فرنسية وإيطالية) تحديداً أصدرتها محكمة البداية بدمشق.
وتعود المسببات إلى إهمال بعض هذه الشركات للمواصفات والمعايير القياسية المحددة.
ورجوعاً إلى العام 2000 فقد تم تسجيل 42 ترخيصاً شركات أجنبية، وفي العام ذاته سحبت نحو 20 شركة امتيازاتها ومصانعها ونقلتها إلى دول عربية أخرى أبرزها مصر والإمارات.
وكانت مبررات سحب هذه التراخيص هي مسألة التسهيلات التي تقدمها الدول الأخرى كعروض مغرية لتنشيط اقتصادها واستجرار الاستثمارات إليها وذلك بإنشاء المصانع فيها والتوزيع لجميع الدول العربية إضافة إلى مسألة الرسوم الجمركية المنخفضة في الخارج والمرتفعة نسبياً في سورية، وهو أمر يشكو منه المستثمرون إلى جانب عدم استقرار القوانين الاقتصادية والتعديلات المستمرة التي تطرأ عليها.
ردود :
k::
k:
والملفت للانتباه في التصريحات التي أعطتها مديرية الأسعار في وزارة الاقتصاد لـ(القنديل) بأنه رغم التشدد في تحديد أسعار الماركات المحلية ومطابقتها للمواصفات وأصول العلامات الفارقة، إلا أن المديرية لا تتدخل في شؤون الماركات الأجنبية فيما يخص تحديد أسعارها ومطابقتها للمواصفات على شهادة المنشأ مع تكلفته، وذلك باستثناء ألبسة الأطفال.
أما بالنسبة لما قيل سابقاً عن سحب الشركات الأجنبية لامتيازاتها في سورية فأوضح مدير حماية الملكية في الوزارة بأن الأمر على عكس ما يقال على الرغم من مرور فترة شهدت كساداً في تسجيل الملكيات الأجنبية إلا أنها الآن تجري على قدم وساق.
زبدة الحديث :8_2_101:
تشاركية واقتسام الأرباح... واقع فرضته الحكومة بين الماركات الوطنية والمجنّسة في السوق السورية بغض النظر عن احتياجات السوق المحلية وقدرة استيعابها يعني (كبس مخلل)
فكانت نتائج هذا الواقع المفروض ابتلاع الماركات الأجنبية للأسواق السورية وترك الصناعة الوطنية على قارعة الطريق تستجدي رزقها، مما أدى إلى خلق جو مشحون بالتوتر والقلق.
الموضوع منقول للفائدة
و دمتم بصحة وخير و امان إن شاء الله