
رد: هل مخاوفنا في أسواق المال مشروعة ؟
الوضع اليوم مختلف
الانهيارات التي حدثت في الأسواق المجاورة وتركت ذاكرة مأساوية لدى عامة المستثمرين كان لها أسباب مختلفة أهمها :
· إما نتيجة ارتفاع أسعار الأسهم لأرقام غير معقولة وصلت أحيانا إلى 20 ضعف القيمة الإسمية نتيجة المضاربة المتهورة غير المبنية على أي أساس علمي ، وكانت النتيجة الطبيعية أن تنهار هذه الأسهم ،بل وتصل إلى أسعار أقل من قيمتها العادلة ،لأنه مع الهبوط المستمر يسيطر الذعر .
· أو نتيجة دخول رؤوس أموال ضخمة وهو ما يسمى بالحيتان أو الهوامير ، يقومون برفع أسعار الأسهم وتضخيمها بشكل عمدي وغير مبرر ، ليقوموا لاحقا ببيع الأسهم بأسعار مرتفعة ويقوموا هم بتصريف أسهمهم ببطء بالتدريج ثم يغادروا السوق ليتركوه خرابا لفترة زمنية معينة ينتقلون فيها إلى قطاع آخر قبل أن يعاودوا الكرة بعد سنة أو سنتين أو أكثر .
هل يمكن إسقاط أحد هاتين الحالتين على سوقنا الذي لم يطفئ شمعته الثانية بعد .
بخصوص الحالة الأولى : لا يوجد سهم قيادي في السوق وصل سعره السوقي إلى ثلاثة أضعاف قيمته الإسمية مهما كانت أرباحه وسمعته وسمعة البنك المؤسس وما ينتظره من زيادة رأسمال بالقيمة الإسمية ودون أي علاوة إصدار .
هل يوجد مؤشر سوق أوراق مالية في الوطن العربي أقل من 1650 نقطة ؟
وفيما يخص الحالة الثانية : فبالتأكيد ومن خلال حجم التداولات الخجولة التي تتم في السوق ، لم يتمكن أحد من الخروج بشكل تام لا هامور ولا كتكوت!!!.
لأن الأحداث المحيطة التي أثرت في السوق ، وتطورها جاء بشكل مفاجئ للجميع .
إذن الحالة هنا مختلفة عن السيناريوهات السابقة في تدهور البورصات .
الجميع يتمنى الخروج من السوق بأعلى الأسعار خوفا من حصول هبوط ، لكن هل هذا ممكن ؟؟
وإذا كان الخروج خوفا من الهبوط هو الذي سيؤدي حتما للهبوط الكبير فعندها هل قرار الخروج الآن وفي هذه الظروف صحيحا ؟؟
هل سيسمح الهوامير الكبار أن ينهار السوق و ينهد المعبد وهم بداخله لم يخرجوا بعد ؟؟
وباستطاعتهم إنقاذ الموقف ببضع ملايين من الدولارات ينقذوا بها ملياراتهم ؟؟
ألم ينقذ بعض كبار الصرافيين سعر صرف الليرة السورية ، عندما طرحوا بضعة ملايين من الدولارات بالسوق ، إبان فترة أحداث اغتيال الرئيس الحريري واتهام سورية والقانون الأمريكي لمحاسبة سورية ؟؟
هل من اندفع حينها وفرط بالليرة السورية واشترى الدولار ب69 ليرة حينها كان قراره صائبا ؟؟
ألم يعاود سعر الصرف إلى 53 خلال أقل من أسبوع، ثم تدحرج إلى أن وصل إلى 45 ليرة ؟؟
ألا تتوقعون سيناريو مشابه في سوق دمشق؟؟
ويستمر الهتاف: يا جبل ما يهزك ريح وسوريا الله حاميها .
نعم هناك أنظمة مجاورة تسقط .
لكن هل فعلا كله عند العرب صابون !!!
هل الخروج من السوق بأي ثمن هو قرار صائب ؟؟
إذا حدث الأسوأ لا سمح الله هل السيولة النقدية هي الملجأ ؟؟
هل الدولار أفضل ؟؟
ألم تكن أكبر خسائر البنوك السورية نتيجة خسائر القطع البنيوي نتيجة انخفاض الدولار في البنوك التي كانت تحتفظ بكميات كبيرة منه ؟؟
أليست الأحداث الجارية تبشر بتصدع منظومة الدولار ؟؟
أليست الرؤوس التي تدحرج اليوم هي تماما رؤوس حلفاء و أصدقاء أمريكا من دول ما يسمى بالاعتدال؟؟
أليس المشروع الأمريكي على وشك الانهيار ؟؟
ترى إذا انهارت منظومة الدولار فهل يبقى اليورو ثابتا !!
ألا يملك الأمريكيون نصف الشركات الأوروبية، واستثماراتهم تغطي كامل القارة العجوز ؟؟
ألا تشكو شركات الصرافة عندنا حاليا من قلة أوراق البنكنوت بالليرة السورية ووفرة الدولار،وليس العكس كما يتوقع معظم الناس ؟؟
ترى إذا افترضنا أن الدولار غير آمن واليورو غير آمن وكذلك الدينار والريال والدرهم مربوط والليرة بتخوّف و الجنيه طايح و جميعهم يمكن أن ينهاروا نتيجة الأحداث الحالية ، فبماذا سيتعامل الناس ؟؟ بالخرفان ؟؟
بمعنى لو حصل الأسوأ لا سمح الله، فإن السيولة النقدية لن تكون ملاذا.
فعلى الأقل، الأوراق المالية جزء منها أصول ثابتة.
مناقشة المخاوف:
لكن البنوك كل تعاملها إقراض بالليرة أو بالدولار أو باليورو وإذا حدثت هزه في سعر الصرف سينهار كل شيء .
والسؤال هنا هل الدول الأكثر تضررا في الأحداث الجارية (مصر – تونس –البحرين )انهارت عملتها حقا ؟؟ أو انخفضت بسبة كبيرة ؟؟
أليس بطل العالم في طباعة الأوراق النقدية حاليا هو مستر أوباما؟؟
لنفترض بأسوأ الفروض ولا سمح الله انخفضت القيمة الشرائية لليرة السورية .
فهل المتضرر عندها المتعاملين بالأسهم والبنوك فقط ،أليس كل تجار سوريا يتعاملون داخليا بالدين وفق نظام الجمعيات و الترصيد الأسبوعي والشهري والسنوي؟؟
في تاجر مو نص أمواله بالسوق .
يعني ساعتها رح يكون كاس عكل الناس ، مو بس المضاربين بالأسهم .
وعندها مافي داعي للزعل حط راسك بين الروس وقول يا قطاع الروس و الأمريكان .
وأكرر هل يمكن أن يسمح الهوامير بانهيار السوق قبل أن يخرجوا منه؟؟
وهم قادرين على تصحيح الأوضاع بعدة ملايين من الدولارات فقط !! علما أن السوق فيه بنوك تنتمي إلى أقوى اقتصادات الوطن العربي ، والتداول اليومي في سوق دمشق يقل أحيانا عن نصف مليون دولار .
فهل ما يحدث مجرد هزه واستغلال خوف الناس لسحب ما تبقى في أيدي عامة الناس من أسهم قليلة بأقل الأثمان لصالح الحيتان والهوامير وشركات الوساطة ؟
ليتم بيعها بأسعار مضاعفة عند إنشاء صناديق استثمار ضخمة أو السماح بالاستثمار الأجنبي في السوق .
ما هو البديل لكي أخرج من السوق بأي ثمن؟؟
هل يوجداستثمارات بديلة في البلد تعطي عائد أعلى من ربحية الأسهم الذهبية في السوق؟؟
أوليس أفضل استثمار أن تشتري محل تجاري ب15 مليون ليرة يعطيك آجار سنويمليون ليرة وأنت لافف رجل عرجل ؟؟
طيب هناك أسهم في السوق وفقا لأسعارها الحالية لديها أرباح أفضل من ذلك ، لابل وينتظرها مضاعفة رأسمالها وبالقيمة الإسمية وبدون علاوة إصدار لضعف أو ضعفينخلال سنة او سنتين ،فهل هناك استثمار آخر أكثرإغراءا؟؟
ترى وبنتيجة الاضطرابات الحالية، ماذا سيكون أثر الفوائض النقدية الناتجة عنارتفاع سعر برميل النفط على أسواق المال في الخليج ، وانعكاس ذلك على سوقنا؟؟
ترى وبصراحة هل الاتجاه السوري التركي القطري ممكن أن يهوي مع من هوى أمسيكون ملجأ وقدوة ومنارة وواحة آمنة للاستثمار؟؟
هل يمكن تصور أثر تحول جزء من الاستثمارات لصناديق سيادية عربية إلىتركيا وسوريا وبالذات إذا تواصلت الإصلاحات وانكسر القيد الأمريكي على قراراتالاستثمار التي يتخذها السادة شيوخ النفط و البترودولار؟؟