سوق دمشق


العودة   الأسهم السورية ( المضارب السوري) > صالة المضاربين العامة > الاسهم السورية

الملاحظات

الاسهم السورية الأسهم السورية ، كل ما يمكن أن تعرفه عنها وعن ، البورصة السورية ، وتم اضافة ساحة خاصة لمتابعة ، سوق دمشق للأوراق المالية ، المتابعة اليومية ، التحليل الفني والأساسي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 05-01-2011, 09:43 PM   #1
Rihab
مشرفة سابقا
 
الصورة الرمزية Rihab
 

شكراً: 1,660
تم شكره 1,353 مرة في 775 مشاركة



افتراضي علم السلوك المالي.. تأثير سلوك الأفراد على حركة الأسعار في سوق الأوراق المالية

أغلق مؤشر سوق دمشق للأوراق المالية بنهاية عام 2010 مرتفعاً بنسبة 72% منذ انطلاقه في بداية العام، وارتفع متوسط حجم التداول الشهري بنسبة 322% في عام 2010 عن مثيله في عام 2009. كما ازداد عدد المستثمرين في السوق بنسبة تزيد على 200%، وبدأت سوق الأوراق المالية تأخذ حيزاً من اهتمام المستثمرين ونقاشاتهم، كما احتلت لفترات ليست قليلة الصدارة في موضوعات الصحافة الاقتصادية، وظهرت العديد من الآراء والنظريات ووجهات النظر في طبيعة تنظيم هذا القطاع ومدى تسييره بالشكل الصحيح.

كان العام السابق بالنسبة لنا «الوسطاء الماليين» شاقاً مملوءاً بالمتغيرات، وكان حملاً كبيراً على عاتقنا نشر ثقافة الاستثمار بالأسهم، وبذلنا جهوداً جبارة وأمضينا أوقاتاً طويلة نتحدث فيها مع المستثمرين بمقابلات خاصة أو من خلال محاضرات أو عبر وسائل الإعلام، عن ماهية السوق المالي وآلية عملها وجدوى الاستثمار فيها، وأصبحنا كمراقبين في قلب الحدث نؤثر ونتأثر بما يحدث في سوق المال. وبتنا نعيش لحظة بلحظة ردود أفعال المستثمرين تجاه تحركات الأسعار في السوق وتجاه التغيرات في القوانين والأنظمة، ومن أهم الاستنتاجات التي توصلنا إليها من موقعنا هو أن أغلب المستثمرين في سوق دمشق للأوراق المالية لا يتخذون قراراتهم الاستثمارية بناء على دراسات وتحاليل مالية، بل اعتماداً على سلوك نفسي وعاطفي، ولا نقصد هنا أن هناك مبالغة بالشراء أو بالبيع أو بارتفاع الأسعار وانخفاضها، بل نقصد آلية اتخاذ القرار الاستثماري، ونؤكد أن هذه الظاهرة ليست محصورة في سوق الأوراق المالية في سورية بل إن هذه الظواهر السلوكية موجودة في الأسواق المالية في جميع أنحاء العالم وبدرجات مختلفة، وهي ظواهر جديرة بالملاحظة والدراسة.


في علم السلوك المالي

باختصار علم السلوك المالي هو جانب حديث من العلوم المالية يدرس الظواهر السلوكية في عملية اتخاذ القرار ويهتم بالأفراد وكيفية تجميعهم للمعلومات وآلية استخدامها، ويهدف إلى فهم التنبؤ بحركة الأسواق المالية بالاعتماد على الجوانب التطبيقية والنفسية المتضمنة بقرارات الأفراد.

يهتم هذا العلم بتفسير ظواهر معينة في حركة الأسعار في الأسواق المالية لا يمكن تفسيرها بالنظريات المالية التقليدية، وبالأخص دراسة ردود فعل المستثمرين على تغييرات الأسعار المرتبطة بزيادات رأس المال، اكتتابات جديدة، تجزئة الأسهم والارتفاعات أو الانخفاضات المفاجئة في أسعار الأسهم. وفيما يلي شرح لأهم الفرضيات والمبادئ التي يقوم عليها علم السلوك المالي.


اعتماد التكرارات السابقة

حاولت بعض الدراسات تفسير ماهية توقعات المستثمرين والمحللين لنتائج الشركات المالية في المستقبل وتحركات أسعار أسهمها. إحدى هذه الدراسات طرحت السؤال التالي على عينة كبيرة من الأفراد:
إذا كانت نتيجة خمس محاولات رمي قطعة نقود طبيعية ظهور جانب «النقش» في كل محاولة، فما هو احتمال الرمية السادسة؟

إن أغلبية الإجابات أتت ترجح ظهور النقش للمرة السادسة بسبب التكرارات العديدة لظهور النتيجة نفسها في الرميات السابقة، إلا أن الإجابة الصحيحة يجب أن تعكس احتمال 50% لظهور النقش بغض النظر عن مدى النتائج السابقة، انطلاقا من هذا المفهوم يشعر أغلب المحللين الماليين بالتفاؤل الزائد اتجاه نتائج الشركات التي حققت نسب نمو عالية في الأرباح بشكل متكرر خلال الأعوام السابقة وبعكس ذلك للشركات التي حققت خسائر متتالية... على حين تثبت التجربة في العديد من الدول أن نسب نمو الأرباح في السنة التي تلي ثلاث سنوات من الخسائر المتتالية عادة ما تكون أكبر من نسب نمو السنة التالية لثلاث سنوات من الربح المتواصل. هذا العامل النفسي غالباً ما يدفع المستثمرين لشراء الأسهم ذات الربحية المتكررة والتخلص من الأسهم ذات الخسائر المتكررة دون النظر إلى احتمالات النمو المستقبلية، أي إن الأفراد غالباً ما يكونون بطيئين بتغيير رأيهم اتجاه سهم معين حيث يتخذون قراراتهم بناء على سلسلة الأخبار السابقة والاعتماد بنسبة أقل على الأخبار الحديثة.


دعائم الثقة الزائدة

بعد سؤال عينة عشوائية كبيرة عن مدى تقييمهم لقدراتهم في السواقة (قيادة السيارة) وإعطائهم خيارات (فوق المتوسط – متوسط – دون المتوسط) جاءت أكثر من 75% من الإجابات «فوق المتوسط» على حين أجاب أقل من 8% أنهم دون المتوسط.

بالطبع جميعنا نحب أن نكون فوق المتوسط، لكن للأسف فقط نصف السائقين هم بدرجة المتوسط وما فوق.

الثقة الزائدة لدى المستثمرين في صحة قراراتهم الاستثمارية تدفعهم لاتخاذ قرارات غير مبنية مع أسس منطقية وغالباً ما يفاجؤون بالنتائج. يتجه أغلبية الأفراد للمبالغة في تقييم قدراتهم ومهاراتهم الشخصية ما يخلق لديهم ثقة كبيرة بصحة قراراتهم الاستثمارية، ما يدفعهم لاتخاذ قرارات ذات مخاطر أكبر مقللين من احتمالات الخسائر التي قد تنجم عن هذه القرارات، ينعكس ذلك زيادة في حجم التداول لدى الأفراد وخلق فقاعات مالية في الأسواق قد تتضخم إلى حد الانفجار.


يتجنب الأفراد الغموض ويكرهون الخسارة

كما في جميع الخيارات الاستثمارية، ترتفع نسبة المخاطرة بارتفاع درجة غموض النتائج، قام بعض المحللين بسؤال عينة عشوائية من المستثمرين عن الخيارات التالية:
أ‌- القبول بربح 1500 دولار مؤكد.
ب‌- المغامرة بدخول سحب يكون فيه احتمال ربح 2000 دولار هو 50% واحتمال ربح 1000 هو 50%.

أكثر من 70% من الإجابات تختار الخيار الأول مع أن نتائج الاحتمالات الرياضية متساوية بين الخيارين، وفي حال تم سؤال الخيار الثاني دون تحديد نسب الاحتمال السابقة ارتفعت نسبة اختيار الخيار الأول إلى أكثر من 90% من الإجابات. تنعكس الحالة السابقة بشكل واضح على قرارات الأفراد الاستثمارية، حيث يدفع المستثمرون أكثر للحصول على أسهم شركات ذات ربحية مستقرة ويمكن التنبؤ بها بسهولة ما يخفض من عوائدهم الاستثمارية بالمقارنة مع العوائد الممكن تحقيقها في حال نجحت أسهم الشركات بتحقيق نسب نمو عالية في الإيرادات.

من جهة أخرى، حاولت دراسات إحصائية فهم سلوك المستثمرين تجاه مفهوم «الخسارة» فتم سؤال عينة من الأفراد لاختيار أحد الخيارين التاليين:
أ‌- تحقيق خسارة مؤكدة مقدارها 750 دولاراً.
ب‌- المغامرة بدخول سحب تكون فيه احتمال خسارة 1000 دولار هو 75% واحتمال خسارة لا شيء هو 25%.

أكثر من 75% من الإجابات تتجه نحو الخيار الثاني، مع أن نتائج الاحتمالات الرياضية للخيارين متساوية، حيث استنتجت بعض الدراسات أن الأثر النفسي السيئ على الفرد لخسارة مبلغ معين يفوق الأثر الإيجابي لربح نفس المبلغ بمرتين ونصف المرة.

بمقارنة نتائج الدراستين السابقتين نستنتج أن أغلب الأفراد لا يغامرون بخسارة ربح مؤكد، لكن يتجهون إلى المغامرة من أجل تفادي خسارة معينة ولو كانت احتمالات خسارة مبلغ آخر كبيرة نسبياً.

هذا ما يفسر بشكل واضح عدم رغبة المستثمرين ببيع الأسهم الخاسرة عند انخفاض أسعارها ولو كانت احتمالات استمرار الانخفاض أكثر من احتمالات الارتفاع، كما أنه من الصعب على المستثمر اتخاذ قرار بيع الأسهم الخاسرة وتحويل الخسارة الدفترية إلى خسارة حقيقية ولو توفرت هناك فرص أخرى للاستثمار ذات احتمالات ربحية عالية.

أثبتت بعض الدراسات في الولايات المتحدة أنه في المتوسط يتابع حملة الأسهم حركة أسعار أسهمهم بمعدل لا يقل عن نصف ساعة يومياً، ما يجعلهم عرضة للتأثر النفسي السلبي وخاصة في حالات انخفاض الأسعار ما يدفعهم لاتخاذ قرارات غير صحيحة.

ومن خلال عملنا كوسطاء ماليين شهدنا الكثير من هذه الحالات، وكنا في بعض الأحيان ننصح بعض المستثمرين بعدم متابعة التغيرات السعرية بشكل يومي، والاكتفاء بالاطلاع لفترات متباعدة لتخفيض حدة التأثير النفسي في فترات انخفاض الأسعار.


الخيارات التفضيلية

حاولت دراسة إحصائية فهم سلوك المستثمرين بعد تحقيق ربح أو خسارة معينة فسألت عينة السؤال التالي:
تخيل أنك ربحت 1500 دولار للتو، ولديك الخيار لدخول سحب آخر احتمال أن ترفع فيه ربحك إلى 2000 دولار هو 50% واحتمال انخفاض الربح إلى 1000 دولار هو أيضاً 50% فهل تختار الدخول في السحب؟

يختار أغلب الأشخاص الدخول في السحب بهدف زيادة أرباحهم، ويكتفون بربح 1000 دولار في حال خسروا السحب الثاني، لكن بالمقارنة مع اختيار الأفراد في الفقرة السابقة التي اختار فيها الأغلبية عدم الدخول بالسحب مع أن الخيارين متطابقان من الناحية الرياضية، غير أن شعور الأفراد بالربح المحقق أعطاهم الدافع لقبول درجة أعلى من المخاطرة.

ينعكس ذلك بشكل واضح على الخيارات الاستثمارية في سوق الأوراق المالية، فالمستثمر الذي حقق أرباحاً عالية لمحفظته المالية يقوم باتخاذ قرارات استثمارية جديدة على درجة أعلى من المخاطرة.
ومن ثم فإن ارتفاع الأسعار المتواصل في السوق المالي يحقق أرباحاً كبيرة للمستثمرين ما يدفعهم للمخاطرة أكثر مما يدفع الأسعار للاستمرار بالارتفاع.

تصح النظرية أيضاً في الاتجاه المعاكس، حيث إن انخفاض الأسعار وتحقيق خسائر يدفع المستثمرين إلى اتخاذ قرارات أكثر تحفظاً ذات درجة مخاطرة منخفضة جداً ما يدفع الأسعار إلى الانخفاض أكثر.

نستنتج من ذلك: تختلف قرارات المستثمرين اتجاه الفرص الاستثمارية نفسها اعتماداً على تجاربهم السابقة ومدى شعورهم بالارتياح النفسي اتجاه القرار المراد اتخاذه.

في الإطار نفسه: نجد أنه من الصعوبة بمكان إقناع المستثمر ببيع إحدى الأوراق المالية التي حققت خسارة، على حين سوف يسارع ببيع الورقة المالية الخاسرة نفسها عند إقناعه «بإعادة هيكلة» محفظته المالية، من هنا ينصح خبراء علم السلوك المالي باستخدام عبارة إعادة هيكلة المحفظة كبديل سحري لعبارة «بيع الورقة الخاسرة».


غلبة التفكير العاطفي على التفكير المنطقي

يعبر التفكير المنطقي عن الطريقة التي يقوم بها الأفراد بترتيب المعلومات التي يحصلون عليها، على حين يعبر التفكير العاطفي عن طبيعة شعور الأفراد اتجاه هذه المعلومات... كما رأينا في المثال السابق... أن شعور من لديهم 1500 دولار ربح محقق مسبقاً يدفعهم إلى اتخاذ قرارات ذات مخاطرة أعلى.

ضمن هذا الإطار يمكن تفسير تفضيل الأفراد للأسهم التي تقوم بتوزيعات نقدية سنوية عن تلك التي تحقق حجم الأرباح نفسه لكن لا تقوم بتوزيعها على المساهمين.

على سبيل المثال: إذا كان لديك 1000 دولار مخصصة للاستثمار وأنت بحاجة سنوياً إلى 100 دولار لمخصصات الاستهلاك ويمكنك الاختيار بين سهمين سعر كل منهما 1000 دولار الأول يقوم بتوزيع 10% كتوزيعات نقدية كل عام على حين يقوم الآخر بتدوير الأرباح ما يدفع سعره إلى الارتفاع 10% بشكل مؤكد فأي من السهمين تختار؟

أغلب الإجابات عن هذا السؤال تأتي باتجاه اختيار الأسهم ذات التوزيعات النقدية مع أن كلا السهمين يعطي العائد المالي نفسه، إلا أن الأفراد ينظرون إلى التوزيعات النقدية كدخل مخصص للإنفاق على حين يصنفون الربح الرأسمالي الناتج عن ارتفاع أسعار الأسهم كجزء أساسي من الاستثمار واتخاذ قرار تسييل جزء من هذه الاستثمارات بهدف الإنفاق الاستهلاكي لا يمكن اتخاذه بسهولة، على مبدأ «لا تقتل الدجاجة التي تبيض ذهباً» ومن ثم فإن المستثمرين يدفعون علاوة للأسهم ذات التوزيعات النقدية الثابتة.. وهذا ما يجب على المحللين الماليين فهمه عند تقييم هذه الأسهم.


الشعور بالندم

الندم هو التجربة العاطفية الناتجة عن اتخاذ قرارات غير صحيحة.

تخيل أنك تذهب إلى العمل كل يوم من طريق محدد، في يوم من الأيام قررت تغيير الطريق بهدف التنويع، وشاءت المصادفة أن تتعرض لحادث في اليوم نفسه، مع أن احتمال التعرض لحادث هو نفسه في كلا الطريقين إلا أنك ستشعر بندم كبير لتغيير الطريق في ذلك اليوم.

في الإطار نفسه يفضل الأفراد إنفاق التوزيعات النقدية عن تسييل الربح الرأسمالي بهدف إنفاقه حتى لا يشعروا بالندم لبيع الأسهم وارتفاع أسعارها بشكل ملحوظ في المستقبل.

انطلاقاً من هذا المفهوم، يتجه الأفراد باتخاذ قراراتهم الاستثمارية بحيث يكون احتمال الشعور بالندم في حدوده الدنيا بعد احتساب كل الاحتمالات الممكنة.


لمحة عن متعة التوقع والانتظار

توقع نتائج إيجابية غالباً ما ينتج عن الثقة الزائدة والتفاؤل. نلاحظ كثيراً في هذه الأيام، وبالأخص حيث إن سوق الأوراق المالية في سورية حديثة العهد، إن أولئك الذين يستثمرون بالأسهم لأول مرة يخلق لديهم هاجس المتابعة اليومية لحركة الأسهم وتصبح أحد أهم أحاديثهم مع الأصدقاء وبشكل غير واع تخلق متعة ضمنية ناتجة عن انتظار وتوقع المجهول.

ينتشر هذا الشعور ليدفع آخرين لتجربة الاستثمار، كما تفسّر هذه الحالة تفضيل المستثمرين للأوراق المالية ذات السيولة العالية والأسعار المتغيرة بشكل يومي عن تلك الأسهم ذات الحركة البطيئة ولو كانت فرص الربح في هذه الأخيرة تبدو أفضل، إلا أن متعة الانتظار ومتابعة الأسهم ذات الحركة المتغيرة تبدو أكبر.

في دراسة أجريت على طلاب إحدى الجامعات في الولايات المتحدة، تم إعطاء خيار لعدد كبير من الطلاب في الحصول على قبلة من نجمهم أو نجمتهم السينمائية المفضلة بعد 3 دقائق أو الحصول على القبلة نفسها بعد 3 أيام، جاءت أغلب الإجابات للخيار الثاني، والتفسير أن الجميع يرغب في الحصول على فرصة توقع النتيجة ومتعة انتظارها...!!


يتأثر الأفراد بسلوك القطيع

يستنتج علم الاجتماع أن أفراد المجتمع الواحد ممن يتواصلون مع بعضهم البعض بشكل متواصل، يتجهون للتفكير بشكل مماثل. أحد الأسباب لهذه الظاهرة هو أن مجموعة الأفراد تتصرف غالباً بشكل مماثل تجاه المعلومات التي يحصل عليها الجميع في الوقت نفسه.

كما أن الأفراد يتأثرون بالبيئة الاجتماعية المحيطة ويشعرون بالضغط الشديد للتقليد (كمفهوم الموضة مثلاً)، كما أن الكثيرين يتجهون لتغيير آرائهم باتجاه التوجه الاجتماعي العام لاعتقادهم أن عدداً كبيراً من الناس لا يمكن أن يكونوا مخطئين بالمجمل.

ينعكس هذا السلوك الاجتماعي بشكل واضح جداً في الأسواق المالية بما يعرف «بسلوك القطيع» وهو من أهم الظواهر في علم السلوك المالي، حيث لو أن أحد المستثمرين استنتج أن سعر إحدى الأوراق المالية مبالغ به، لكنه لا يجرؤ على معاكسة السلوك العام عندما يرى أن الاتجاه لدى أغلب المستثمرين الآخرين هو الشراء، لا بل قد يتغير رأيه ويتبع السلوك العام من منطلق أنه لا يمكن للجميع أن يكونوا على خطأ.

انطلاقاً من المفهوم نفسه، من الملاحظ أن الأفراد يتأثرون بالحديث وتبادل الآراء مع أصدقائهم وأقربائهم وزملائهم في العمل أكثر من تأثرهم بوسائل الإعلام كالتلفاز والجرائد، ونجد السلوك الاستثماري لدى المتعاملين في الأوراق المالية يتجه إلى «التقليد» واتباع نصائح الآخرين.

إنه لمن الملاحظ بشكل واضح لدينا كوسطاء ماليين أن سلوك القطيع هو الدافع الأساسي في قرارات أغلب المستثمرين في سوق دمشق للأوراق المالية وأن سلوك الاستثمار الملاحظ في بعض الأسهم ويأتي على رأسها سهم بنك قطر الوطني- سورية هو أكبر دليل على ذلك.


هيمنة الثورة المعلوماتية والتداول الإلكتروني

يتأثر المستثمرون بوسائل التداول الحديثة ويتغير سلوكهم تجاه الاستثمار في الأوراق المالية، فبعد انتشار التداول الإلكتروني عبر الإنترنت أصبحت عملية التداول أسهل وأقل تكلفة ما شجع على زيادة عمليات التداول بشكل واضح، إذ إنه لمن الملاحظ أن أغلب المتعاملين بالتداول الإلكتروني هم بين 25-45 من العمر، والمستثمرون في هذه الأعمار يملكون درجات أعلى من التفاؤل والثقة الزائدة عن غيرهم من الفئات العمرية الأخرى، وقد شرحنا أثر هذه الصفات على اتخاذ القرارات الاستثمارية فيما سبق.

كما أثبتت الدراسات خلال فترة التسعينيات من القرن الماضي كانت نسبة الرجال من المتعاملين بالتداول الإلكتروني 75% كما أشارت دراسات أخرى عن الفترة نفسها أن الرجال يتداولون أكثر من النساء بنسبة 45% ويأخذون قرارات ذات مخاطرة أعلى، وأشارت الدراسة إلى أنه خلال الفترة التي تمت تغطيتها كانت عوائد الاستثمار للرجال أقل من عوائد النساء بنسبة 1.4%.

والأرقام تصبح أكثر وضوحاً للأشخاص العازبين، حيث تشير إلى أن الرجال غير المتزوجين يتداولون 67% أكثر من النساء العازبات ويربحون أقل بنسبة 2.3%.

توصل علم السلوك المالي إلى أن المفاهيم السابقة تؤثر في قرارات الأفراد ومن ثم في حركة أسعار الأوراق المالية، ومن ثم ازدادت أهمية هذا العلم من خلال اعتماد السلوك المالي كمتغير أساسي يدخل في عملية تقييم الأوراق المالية والتنبؤ بأسعارها المستقبلية، ومن هذا المنطلق، لا يمكن تفسير سعر أي ورقة مالية بمنطق رياضي وعقلاني بعيداً عن دراسة كل العوامل الاقتصادية والنفسية والاجتماعية المحيطة.

الأقتصادية









التعديل الأخير تم بواسطة Rihab ; 05-01-2011 الساعة 09:45 PM.
Rihab غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
3 أعضاء قالوا شكراً لـ Rihab على المشاركة المفيدة:
أبو الجود (12-01-2011), best time (06-01-2011), loai (06-01-2011)
قديم 06-01-2011, 01:47 AM   #2
best time
عضو أساسي
 
الصورة الرمزية best time
 

شكراً: 7,812
تم شكره 4,916 مرة في 1,360 مشاركة



افتراضي

مقال جميل جدا تشكرين عليه








best time غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ best time على المشاركة المفيدة:
Rihab (06-01-2011)
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هيئة الأوراق المالية تصدر تعليمات التداول بالأوراق المالية غير المدرجة Ahmadhsn قوانين وقرارات البورصة السورية 6 02-01-2011 10:17 PM
تأثير سهم قطر على السوق ... لا تجزعوا فالخير ات NetPro التحليل الفني والأساسي 27 13-11-2010 11:45 AM
انضمام هيئة الأوراق والأسواق المالية السورية للمنظمة الدولية لهيئات الأوراق المالية BROKER قوانين وقرارات البورصة السورية 2 15-06-2010 03:17 PM
أمر مباشر شركة المركز المالي الدولي للخدمات والوساطة المالية (ifc) BROKER شركات الوساطة المالية المرخصة في سوريا 0 03-05-2010 12:53 PM
هيئة الأوراق المالية... تمنح الموافقة لتأسيس المؤسسة المالية العربية rami الاسهم السورية 0 14-02-2009 03:03 PM