عضو أساسي
تاريخ التسجيل: Sep 2009
الدولة: سورية، دمشق
المشاركات: 1,137
شكراً: 715
تم شكره 791 مرة في 269 مشاركة
قد لا أملك الأرقام الدقيقة، ولكن دعننا نضع مجموعة نقاط تثير التساؤل:
1- منذ فترة طويلة وأنا اسمع بأننا نعتمد على التصدير وإلى ما هنالك، وأن الآن هناك ضعف في التصدير، لأكتشف بأن 99%من صادراتنا السورية هي النفط، وان معظم التصدير كان خلبيا ليستطيع التاجر تحصيل الدولار التصديري( وهو كان الدولار المسموح من خلاله الإستيراد، وصل سعره في السوق السوداء إلى 100 ليرة سورية)، حيث كانت معظم البضائع توضع في سفن الشحن وترمى في البحر، وليست مشكلة التصدير السورية هي ضعف الدولار أو قوته، المشكلة هي سوء الصناعة السورية بامتياز، وبكافة الأشكال والأنواع، وفي حال بعض الحالات استطاعت تحقيق حالات خرق معينة في موضوع التصدير إلى الخارج، في مجال القطنيات أو أي شيء آخر كما قد يدعي البعض، فهذه حالة خاصة وهي ليست حالة عامة، و معظم الدول ترفض الاستيراد من سورية بسبب الغش وسوء التصنيع. وهنا سؤال تجدر الإشارة إليه، عندما تذهب إلى أي محل، ويقولون لك هناك ساعة كورية ب3000 ليرة سورية، وصينية تشبه الكورية ب1500 ليرة سورية، وفي جيبك 10000 ليرة سورية، أيهما تشتري؟، الكورية بلاشك، فسمعة البضاعة الصينية سيئة جدا، لماذا لم يختر الصناعي السوري أن يقوم بوضع نفسه بخانة الكوري الذي ينافس الصيني على الرغم من أنه أغلى سعرا وليس هناك فرق كبير من حيث الجودة؟.
2- دائما الميزان التجاري السوري خاسر، أي أن الدولة السورية بحاجة دائما للاستيراد أكثر من قدرتها على التصدير، أي أن الدولار المنخفض سيخفص الأسعار أيضا، ونزول الدولار 10% إضافية سيؤدي إلى شعور بارتياح عام في الشارع الداخلي. فالمواطن السوري دخله محسوب بالليرة السورية وليس الدولار، علما أنني سمعت تصريحا منذ أكثر من 5 سنوات أن المصرف المركزي السوري قادر على إنزال سعر الدولار إلى ما دون 30 ليرة سورية.
3- تنزيل سعر الدولار سيخفض فاتورة الدعم الاقتصادي المقدم للمواطنين بكافة أشكاله، مثلا، المازوت، دأبت الحكومة في الثلاث سنوات الأخيرة على صم آذاننا بشكاويها حول الفاتورة الباهظة لدعم المحروقات التي تستوردها، لو نزل سعر الدولار إلى ال40 ليرة سورية، سترتفع قيمة الليرة السورية للمواطن( وهي مدخراته الشخصية) ، وسترتفع رواتب الموظفين دون أن تدفع الخزينة ليرة سورية واحدة. بل ستنخفض فاتورة دعم المحروقات، ستنخفض فاتورة دعم الطحين والقمح، ستنخفض قيمة دعم الأدوية الباهظة الثمن، كل هذا سينخفض في حال تم تخفيض الدولار.
4- ستنخفض قيمة المشاريع الإنشائية المعتمدة بشكل كبير على الأعمال الأجنبية، مثلا، إعادة ترميم مطار دمشق الدولي من خلال الشركة الماليزية.
5- بالنسبة للسياحة، أحب أن اشير أليك إلى انه لا توجد في سورية ما يسمى بالصناعة السياحية، على الرغم من كل الجهود، المهم أن رفع الدولار لن يمنع السياح من القدوم إلى سورية، وبإمكانك الذهاب إلى الأردن أو لبنان أو تركيا لترى بأن السياحة تزداد طردا ونوعا مع زيادة الاسعار والغلاء مرتبطا مع سوء الخدمة، الأردن حاليا تجذب الكثير من السياح الأجانب فقط لزيارة بترا، ووادي رم، والبحر الميت، وأعتقد بأنه مع قليل من الجهد الحقيقي والمدروس والحازم، من الممكن تحقيق واردات سياحية حقيقية مماثلة لما تحققه الأردن وما تحققه تونس من السياحة الغالية الثمن فعلا. أسأل السياح في سوريا ما هي مشكلتهم، المشكلة هي بثقافة الغش والسرقة الموجودة في السوق، مشكلة شبكة المواصلات حيث أنه لا يعرف كيف يذهب بالمواصلات العامة، لا توجد لافتات أجنبية للشوارع، لا توجد فواتير في المطاعم، التكاسي تسرق السائح، كل هذا يكتب على مواقع الانترنت الخاصة بالسياح الأجانب، وهي السبب الأساسي لعدم مجيء السياح، أما السياحة العربية،فلن يوقفها تخفيض الدولار.
6- عندما كان الدولار يتراوح بين 3 إلى 8 ليرات سورية، كان عموم الشعب السوري مرتاح ماديا. في حين مع الدولار ب50 ليرة سورية ستنحصر هذه الراحة بشريحة معينة وهي التجار والصناعيين، الذين يستغلون عمالهم ومن يعمل لديهم، يستفيدون من الدعم بكافة شرائحه، يحرمون من يعمل لديهم من حقوقهم البسيطة كالتأمينات الاجتماعية والتأمين الصحي والانتساب النقابي، وبالتالي سيرمون بعد فترة ليست بالطويلة بمئات الألوف من العجائز غير القادرين على العمل والذين لا يحصلون على أي راتب تقاعدي، أي سيكون لدينا أزمة اجتماعية حقيقية بسبب هؤلاء الصناعيين والتجار الطفيليين، الجشعين.
أعتقد، على عكسك، أن الدول المستوردة كسورية، يجب عليها تخفيض الدولار قدر الإمكان، لتحقيق الرفاهية
التعديل الأخير تم بواسطة iass ; 11-12-2010 الساعة 05:38 PM