«بورصتنا» وحكاية الشفافية

[غسان]

«بورصتنا» وحكاية الشفافية
من أهم خواص السوق المالية المتقدمة هو الشفافية أي انعكاس الأخبار الاقتصادية والمالية وحتى الأخبار العامة ونشرات القوائم المالية للشركات المدرجة على أداء السوق وعلى أسهم هذه الشركات
ولطالما كان من وظيفة إدارة السوق والهيئة السعي لإظهار هذه الشفافية سواء من نشر القوائم المالية للشركات المدرجة وذلك ضمن الأوقات والمهل الزمنية المحددة ولكن في سوقنا ما زالت الهيئة والسوق تعانيان من تأخر إصدار هذه القوائم المالية وتخلف العديد من الشركات عن المهلة القانونية.
ولا أريد أن يبدو كلامي تعاطفاً مع إدارة السوق أو الهيئة إلا أنه في الوقت نفسه علينا أن نعلم أن الشفافية هي ثقافة في المجتمع قبل أن تكون قانوناً لازماً... والشركات عموماً هي أشخاص اعتباريون ويتم إدارتها من أشخاص هم في الغالب مواطنون سوريون ورغم أن الشكل القانوني للشركات المساهمة قائم بالدرجة الأولى على الشفافية إلا أن حملة وزارة المالية على بعض الشركات المساهمة العامة وتكليفها لهذه الشركات بأكثر من مئة وخمسين مليوناً إضافة إلى التلكؤ في إصدار القوائم المالية بمواعيدها يدل على أننا ما زلنا نستغل الثغرات لنبتعد عن الشفافية.
كما أن عزوف المئات من الشركات العائلية أو المساهمة المغفلة للتحول إلى الشركات المساهمة العامة على الرغم من تشجيع وتحفيز الحكومة وهيئة الأوراق والأسواق المالية سببه قبل كل شيء هو التخوف من ثقافة لم نتعودها نحن السوريون وهي الشفافية.
الشفافية عبارة عن سلوك وممارسة وعقلية وإذا توسعنا بالمفهوم فالشفافية تمتد إلى نظرة الإنسان لنفسه وانطباق أقواله على أفعاله وممارساته لقناعاته سواء على الصعيد التجاري أم المهني.
وعلى ما يبدو فإن بعض المستثمرين أخذوا كلمة شفافية بمعناها الحرفي أي غير مرئي فأصبح بعض المستثمرين تصل إليهم الأخبار –غير المرئية – قبل غيرهم من المستثمرين المساكين ليستفيدوا من تحركات السوق قبل غيرهم وهم على قناعة تامة بأنهم يستخدمون الشفافية في عملياتهم الاستثمارية!

دكتوراه في الأسواق المالية
د وائل حبش