سوق دمشق


العودة   الأسهم السورية ( المضارب السوري) > ملتقى المضاربين > استراحة المضاربين

الملاحظات

استراحة المضاربين بعد قضاء .. فترة التداول والمضاربات .. لنسترح قليلا .. هنا .. ونتكلم .. ونتناقش سوياً ..

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 19-03-2014, 03:20 PM   #1
غسان
مشرف
 
الصورة الرمزية غسان
 

شكراً: 23,193
تم شكره 22,349 مرة في 4,677 مشاركة



افتراضي وتريات

بقلم علي محمد أبو الحسن
فُسْحَة

" الصَّمتُ طريقاً للصَّحو - مقاربة "

الثلاثاء 3 جمادى الأولي 1435 هـ الموافق 4 مارس 2014 م

شغلني التّقابل بين [ قل خيراً ] أو [ اصمت ] التي وردت عنه صلى الله عليه و سلم ، و وافق ذلك أني كنت أقرأ كتاب " الميزياء " للمفكر الأستاذ حسن عجمي ، فاستوقفني كلام له عن الصمت يقول فيه ص 66 : " الصمت إفراغُ الكلام ، و تزداد جودة الصمت مع زيادة جودة الكلام و العكس ، لذا الصمتُ كلامٌ كامن ، و الكلام صمتٌ منطوق " و دفعني هذا إلى أهمية قيامي بتأهيل مفاهيمي حول [ الصمت ] .
و لما شرعت في رحلة تعلّم [ الصمت ] مفاهيمياً قبل أن أمارسه سلوكياً ، واجهتني مفارقات مضحكة كشفت لي عن حجم ثرثرتي ، و اكتشفت كم كنت " فَماً " و ليس لي من لغة سوى ما نطق به لساني !! و تبيّن لي كم قارفت لغو القول ، و أنّ ممّا يعزّز ذلك رِتم واقعنا الذي يُقدِّس السرعة و يُكَدِّس المشغولية و يستوطنه الضجيج حدَّ الإلهاء ، و أخذت أتلمّس هل من الطبيعي أن يشرع المرء جاهداً ليتعلّم " الصمت " رغبة منه في العودة إلى استرداد معاني السِّلم النفسي من تؤدةٍ و سكونٍ و سكينةٍ و تلطفٍ !.
و كان مما تفاجأت له كثيراً أنّ " صمتي " خديج لم يكتمل ، بل ُمكتهل ! لكوني لم أُحرِّر معناه كي يسهل عليّ تمثُّله ، و عرفت أنّ ما أمارسه على أنّه صمت لا يرقى لمستوى الـ"صمت" و أنه محاولة ، أو فلنقل " سكوت مخادع " في هيئة " صمت " و معركتي ها هنا قائمة مع التخلّص من نقيض الصمت وهو [ السكوت ] فالسُّكوت علامة الحجب عن هِبَة اختيار التّخلّق بنواتج الحكمة المرتّبة على " الصمت " و أذكر ها هنا قول الأديب سميح القاسم : [ كُلُّ سكوتٍ كلامٌ بذيء ] !! فالمهمّة الأولى هي التّفريق بين الصّمت و السّكوت .
و ما زلت لم أهتدي لـ[ صمتي ] بَعْدُ ، فالصَّمت في حقيقته عند من قاربوه " لغة المسافات " و " الإصغاء للمجهول " و " التنازل عن حديث اللسان " و " اتِّساع الرؤية في الفراغ " و " تحرير القلب من الصوت " و كبريات المعاني الجليلة التي تعني أن الصمت حال تحقّقه يرقِّيك إلى مستوى انضباط [ آن الكلمة ] و [ ميزانها ] .
أن تكون صامتاً فهذا يعني أنّ " مرآتك مصقولة " من الكُدُورات اللفظية و التلوّث السمعي و التّلوّك الفَمِي ، وأنّك " فصيحٌ " بغير لسان ؛ و الدّخول في حالة [ الصمت ] يعني أنك مسترسلٌ في التّساؤل الذي يحملك على اليقظة ، لذا من حين بدأتُ في فهم الصمت طرأت لي هذه الأسئلة :
- ألكَ من صمتك وطن تأوي إليه ؟
- هل تعرفت لغات صمتك ، و أتقنت التكلم بها ؟
- هل حصل و أن طالعتَ صمتك صفحة صفحة ، و قلّبت دفتره ؟
- هل حصل و أن ضبطت نفسك مُتلبساً بصمتك ؟
- هل جرّبت أن يكون لك من صمتك محبرة تكتب منها بقلم لا مرئي ؟
- هل ضيعت طريقك إلى صمتك ، و طريق عودتك إليه ؟
- هل لصمتك قاموسه الذي تُحيل عليه إذا خُوطبت أو خاطبت ؟
- ألك في الصمت مجالسة و مسامرة ؟
و هكذا هو الصّمتُ في بحبوحته ، يقيمك على فسحةٍ من النُّضج الذي يكسو كلامك بكسوةٍ من المعاني الوافرة التي تجعل القول قولاً لا تقوُّلاً ، و الكلمة احترافاً لا تحريفاً ، و المنطقَ أكثر من كونه نطقاً ، و الفَمَ بوابة قدسيّة








غسان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
6 أعضاء قالوا شكراً لـ غسان على المشاركة المفيدة:
arnouri (19-03-2014), لقماان (21-03-2014), ياسمينة (20-03-2014), حكيم الزمان (19-03-2014), omar1964 (19-03-2014), عابر مجيب (20-03-2014)
قديم 19-03-2014, 03:30 PM   #2
غسان
مشرف
 
الصورة الرمزية غسان
 

شكراً: 23,193
تم شكره 22,349 مرة في 4,677 مشاركة



افتراضي رد: وتريات

بقلم علي محمد ابو الحسن

مديون عاطفيّاً

احذر فـ" كُلُّ ما ليس مرئيّاً يحفرُ [ في ] الخَفَاء " واسيني الأعرج

السبت 14 جمادى الأولى 1435هـ الموافق 15 مارس 2014 م

شاع منذ سنوات وجود ما يسمّى بـ( محامي الإفلاس ) الذي يساعد الشخص المتعثِّر بالدّيون للخروج من حالة الغرق في الدين إلى التّصفير المالي ، و هناك منظمات تمويلية خلُوقة تقوم بعمل مبادرات لـ( الحمية من الدُّيون) و تساعد الناس على تعليم مبادئ ( الترشيد المالي ) في الإنفاق ، و غير ذلك من الحراك المجتمعي لفكّ الاختناقات المعيشية المعاصرة ، و على كُلّ حال ليس هذا موضوع مقالي ! إلا أنني أحببت الإشارة إلى هذا من باب فرصة التذكير .
تبدأ علاقتي بمصطلح ( الدَّين العاطفي ) من خلال قراءتي لكتاب ( المرونة العاطفية ) للطبيب النفسي المتخصص في رفع مستوى ( الكفاءة العاطفية ) و الدارس للعواطف البشرية و دائرة الشعور الدكتور ديفيد فيسكوت و الذي أثراني طرحه في إطالة الوقوف مع نفسي طويلاً !! و أخليت ساحتي من الشواغل و وسّعت ( الحيّز الخاص ) بي لأقوم بفحص ديوني العاطفية و تتبع تأثيراتها عليّ ، و ما زلت في سياق ذلك إلا أنني أحببت أن أتشارك معكم إلماحات جوهرية عن هذا الموضوع الحسّاس ، فإليكم هذه الخلاصة :
- " عندما لا يتمّ التعبير عن شعور ما يَخلقُ هذا حالة من التوتر ، تسمى هذه الحالة (التوتر العاطفي) و الذي يعني ضغط الشعور المكبوت ، و يطلق عليها أيضا حالة ( كتمان المشاعر ) " صـ 9
- " المرض العاطفي هو مرض ( تخزين ) في الحقيقة " صـ 10
- " تنطلق إشكاليات هذا التوتر من ( سمُّيّة الحنين إلى الماضي ) فمقدار المشاعر المخزّنة في الدّين العاطفي يحدّد الحجم الممكن للحنين السام للماضي ، فهذا الحنين الضار إلى الماضي يكون الواجهة التي تبرز من خلالها المشاعر المكبوتة " صـ 11
- " من وقت لآخر يقع أيٌّ منّا في شَرَك بعض مشاعر الماضي المتزعزعة التي تقتحم علينا الحاضر ، وحين تبقى أوجاع الماضي مضطربة و لا تستطيع الوصول لسلام مع نفسك و ما حولك ، فإن حياتك تبدو مكرّرة ، و تنجرف بسهولة نحو الأمزجة المعتلّة ، و هذا الاقتحام للماضي لحاضرك هو الحنين السام ، و هو الذي يقيد حريتك على التصرف المتّزن ، و يَهشِم قدرتك على التعافي العاطفي ؛ لأن المشاعر القديمة حين تستثار فإنها تربكك و تبقيك في قبضتها فتتهاوى ثقتك ، و يصبح من الصعب عليك العمل وفق اختياراتك " صـ 14
- " عندما تتورّط في دَين عاطفي تكون في معاناة دائمة ، لأن المشاعر القلقة تحيا داخلك ؛ حينها تأكّد أنك تعاني ( حملاً عاطفيّاً ) تظهر آثاره فجأة و غالبا ما تبدو مبالغاً فيها ، فيقوّض ظهورها وانفجارها احترام المرء لذاته ، و هذا أمرٌ مفهوم لأنه يترافق عندها القلق و الجرح النفسي بأحاسيس مادية تؤدي إلى تشوّه ذاتي يدفع صاحب الدَّين العاطفي على الفور إلى إخفاء الجرح الجديد حين يقع فيضيف ثقلاً جديداً ، و ينتج هذا مخاوف متزايدة " صـ 20
- " من الشائع حين تكون في دين عاطفي أن تسعى المشاعر المدفونة لفرصة ظهور من خلال الالتحاق بالإعلان عن جرحٍ حالي ، و هذا يقود إلى تضخيم الحالة و الانزواء أكثر خلف الهواجس ، في دورة لا تنتهي من اللوم الذاتي و التبرير الضار و الشعور بقلة الحيلة " صـ 21
- " إن الحنين للماضي يمكن أن يأتي في عدّة صور ، من بينها نوبات القلق ، و التقلبات المزاجية و الحزن المثبّط ، و الاستجابات العاطفية غير المناسبة ، و التحيّزات ، و لعب دور الضحية ، و التّصلّب ، و المبالغة ، و إفراط الحساسية ، و سوء التصوّر الأوّلي ، و إيجاد السلبي في المواقف الإيجابية ، و غيرها من أعمال التدمير الذاتي و الدخول في دوامة ( المنطق الاتهامي ) " صـ 24
ختاماً اسمحوا لي أن أختم هذه العجالة بكلمتين رائعتين للمؤلف يقول فيهما صـ 12 " أنت حكيم حياتك الحقيقي " و يقول في صـ 22 " عندما يتهاوى تقديرك لذاتك تتنامى شكوكك "








غسان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
6 أعضاء قالوا شكراً لـ غسان على المشاركة المفيدة:
arnouri (19-03-2014), لقماان (21-03-2014), ياسمينة (20-03-2014), حكيم الزمان (19-03-2014), omar1964 (19-03-2014), عابر مجيب (20-03-2014)
قديم 20-03-2014, 12:58 PM   #3
غسان
مشرف
 
الصورة الرمزية غسان
 

شكراً: 23,193
تم شكره 22,349 مرة في 4,677 مشاركة



افتراضي رد: وتريات

الهدف هو الانصات الى انواع جديدة من الكتابة قد تلامس روحا متعبة
والتعرف على صيغ مختلفة من طرائق التعبير
اي الاطلاع دونما ضرورة الاتباع او حتى الاقتناع









التعديل الأخير تم بواسطة غسان ; 20-03-2014 الساعة 01:08 PM.
غسان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ غسان على المشاركة المفيدة:
لقماان (21-03-2014), ياسمينة (20-03-2014)
قديم 20-03-2014, 01:35 PM   #4
غسان
مشرف
 
الصورة الرمزية غسان
 

شكراً: 23,193
تم شكره 22,349 مرة في 4,677 مشاركة



افتراضي رد: وتريات


علي محمد أبو الحسن
" أرخِي "

لمسة لإحياء الأفعال المتكررة

الأربعاء 5 ربيع الآخر 1435هـ الموافق 5 فبراير 2014 م

تضحكني طريقتنا في الاسترخاء و تطلّب الرّاحة ، و أعجب من مفهوم [ الاستراحة ] في مجتمعاتنا ، و أشعر بثِقَل ضريبة غياب الرُّشد التّصوّري عن ما هو استرخاء على الحقيقة ؛ فما دمنا نسترخي و لا بد فلا مانع من تطوير وعينا حول أهمية [ الاسترخاء ] من خلال ما قاله أهل الاختصاص فيما يسمى بـ[ أبعاد ما وراء التطبيقات الجسمية ] و أرجو ألا يظنّ أنّ هذا نوع من ممارسة التعقيد ، و إنما هو رغبة في إضافة [ اللمسة ] لأفعالنا المتكرّرة يومياً .
كتيب بحجم الكف في أقل من 70 صفحة بعنوان [ الاسترخاء ضد جحيم الركض اليومي - وعياً بأنفسنا ] للباحث وأخصائي العلاج بالاسترخاء منذ 25 سنة ، والعضو الفاعل بجمعيات تكوين وعلاج الاسترخاء الحيوي والروحي حول العالم جان - دمنيك لارمي ، حيث يشرح لنا آفاقاً جوهرية لممارسة الاسترخاء ، إضافة إلى تأصيل مجموعة من القناعات المحورية لمستويات الممارسة ، فيتحدث مثلا عن كيف تكون حواسنا الخمس في كامل الوعي ، يقول صـ 35 : ” الوعي الذي نُوليه إلى أشياء الحياة ولجسمنا عن طريق حواسنا يُتيح لنا أن نعيش بأكثر تمامية كل لحظة ” .
و يُجلِّي لنا لارمي كيف يُساهم الإسترخاء في أن نمتلك نظرة جديدة عن أنفسنا والأشياء من حولنا ؟ فيقول صـ 37 :” يبدأ هذا بترك العالم المُحيط يدخل فينا كما لو كنا حديثي العهد في كل ثانية ، لنترك الأشياء على مختلف أنواعها والكائنات تصلنا دون أحكام مسبقة مع بهجة الاكتشاف ، ومع تعجب الطفل والغبطة والإنبهار ” .
و يلفتنا إلى ملحظ دقيق ، فيقول صـ 40 : ” عُوا بما حولكم ولا تهتموا بالإسترخاء ، وليس المهم التمرين بل الحالة الذهنية ، يعني وعينا بأنفسنا ووعينا بالعالم من حولنا ” و يسترسل فيشرح 12 نصيحة محورية للنجاح في كل أنواع الإسترخاء ومستوياته .
و في صـ 64 يُؤكِّد على أهمية عُمق تجربة الاسترخاء ، فيقول : ” هنا نتعلم الإنتقال من الانتباه إلى التعلم وهو فن يُسمى [ الحوسسة ] ويعني الاقتراب اللامتناهي بالوعي ، وكيف نستخدم أجسامنا للرسو ، وتسهيل الحوار الباطني مع ذاتنا أثناء ذلك ، ليُمكننا الإهتداء إلى أجوبة شخصية عن تساؤلاتنا الوجودية في الحياة ” .
إذا .. الدعوة للاسترخاء من هذا المنظور تعني التمكن من خفض التوتّر ، و الذي يعني عَوْدَةَ منظومة ما إلى حالة توازن ، و ذلك من خلال التأثيرات النافعة للإستراحة على تسيير أفكارنا و ردود أفعالنا العاطفية أو الإنفعالية ، وأن قيمة الاسترخاء تكمن في تنظيم توتّرنا السـوي الجـسمي و العــاطفي و النفساني ، و الذي يساعدنا على تحديد موضعنا في الحياة ، بالارتباط مع جسمنا و الجزء الروحي من كياننا.
هذا الكتاب ما هو إلا كما وصفه الخبراء [ وثيقة ] لثورة روحية الاسترخاء ، التي تؤكد أن الجسد مظهر من مظاهر الروح في جثمانية ، و أن الجسد كما قال الأديب جبران " قيثارة النفس " .
و عليه فليس كُلُّ استرخاء استرخاء !! و ما يؤكّد ذلك أننا لا نزال تحت وطأة اشتداد العيش داخل القبضة المحمومة المنهكة لجحيم الركض اليومي ، و كم هو تحدٍّ كبير إرخاء هذه القبضة ، لنستردّ تدفّقنا و استرسالنا الطبيعي و كأننا نتناغم مع إيقاع الوجود من حولنا ، و هذا ما أسمّيه [ استعادة الهَرْمَنَة ] هَرْمَنَة التناغمية و الاتّساق و كأننا نسيم صباح و نفحة عبير و سحابة ظلال و انسياب قطرة و ندى وردة و سقسقة عصفور و حفيف ورقة شجرة ، في صورة وادعةٍ من خلقٍ كلما وقفت له استنطقك تسبيحاً .








غسان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ غسان على المشاركة المفيدة:
لقماان (21-03-2014)
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع