كوكب يمطر زجاجاً

[omar1964]

تعرف إلى الكوكب الذي يمطر زجاجاً


بقلم : أليكس ناب من فوربس


مشاهدة الكوكب من خلال الأشعة السينية التي تظهر الغاز الذي يلتف حوله باللون الأزرق. photo

في مطلع هذا الشهر، عكف علماء الفلك على دراسة كوكب خارج المجموعة الشمسية يدعى (أتش دي 189733 بي- HD 189733b) بوساطة تلسكوب (هابل سبيس- Hubble Space) وتوصلوا إلى أن لونه أزرق داكن، وذلك لوجود مادة السليكات في غلافه الجوي، والتي تتسبب بعواصف شبيهة بأمطار من الزجاج.

أما اليوم فقد استطاع الفلكيون الذين يستخدمون مرصد (تشاندرا للأشعة السينية-Chandra Xray ) في وكالة ناسا، ومرصد (إكس ام ام نيوتن- XMM Newton) في وكالة الفضاء الأوروبية، أن يشاهدوا هذا الكوكب من خلال الأشعة السينية حينما يكون مظلما أيضا، مما تعد المرة الأولى التي يجري فيها رؤية كوكب بهذه الطريقة.

وهذا مماثل في الواقع للكيفية التي اكتشف بها كوكب (أتش دي 189733 بي) أساسا، ففي عام 2005، لاحظ علماء الفلك الفرنسيون مرور الكوكب أمام نجمه بوساطة الموجات البصرية الاعتيادية للعين المجردة. وفي الحقيقة، تم اكتشاف العديد من الكواكب خارج مجموعتنا الشمسية بهذه الطريقة. وبصورة مماثلة، شاهد الفلكيون في مرصدي تشاندرا ونيوتن هذا الكوكب باستخدام موجات الأشعة السينية وهو يمر أمام النجم، كما لاحظوا تعتيما واضحا في الأشعة المنعكسة عنه.

ويقع كوكب (أتش دي 189733 بي) على بعد 63 سنة ضوئية من الأرض، وهو بحجم كوكب المشتري لكنه أقرب بكثير إلى نجمه، إلى درجة أن عدد أيام السنة فيه يقارب يومين فقط. أما درجة حرارة السطح على الجهة التي تقابل النجم فتصل إلى 2000 درجة مئوية، بينما تبلغ سرعة الرياح 4500 ميل في الساعة حسب تقدير العلماء في عام 2007.

ومن خلال ملاحظة حركة الكوكب باستخدام الأشعة السينية، استطاع علماء الفلك أن يتعرفوا أكثر إلى خصائصه؛ فاكتشفوا أن غلافه الجوي أكبر بكثير مما كانوا يظنون سابقا، وذلك لأن هذا الغلاف قادر على حجب الأشعة السينية بمعدل 3 أضعاف الضوء العادي، مما يعني أيضا أن غلافه الجوي يمتد لمسافة أطول مما كان يعتقد. كما تأكدوا نتيجة لذلك أن الكوكب يفقد غلافه الجوي بسرعة كبيرة جدا مع مرور الوقت.

وتقول كاتجا بوبنهيغر، رئيسة فريق البحث: "هذا يعني أن الغلاف الجوي للكوكب يحجب أشعة س عند ارتفاعات تتجاوز 60 ألف كلم فوق نصف قطره البصري. لهذا أظن أن الغلاف الخارجي بحاجة إلى درجة حرارة تفوق20 ألف وحدة كلفن، كي يستطيع الحفاظ على وجوده في مثل هذه الارتفاعات الشاهقة. ويعني هذا أيضا أن الكوكب يفقد غلافه الجوي بمعدل 40% أسرع مما كان يعتقد في السابق".