انا متنبئ بالذي يحصل لسورية الآن ومن عشر سنوات

[ابراهيم طاهر]

من عشرة سنوات عندما كنت ادخل الى القصر العدلي وارى الظلم اشعر بالتسونامي القادم , وسأ شرح لكم بعض مارايت .
الفترة بين الجلسة والاخرى للمرافعة خمسة اشهر تقريبا" وكنت انصدم و اقول الامر غير معقول نهائي , وسأقدم لكم كيف يتم مسار الدعوه :
بعد رفع الدعوة تبدأ بالتبليغ فتحتاج الى ثلاثة اشهر لذلك ثم تحتاج الى اخطار تبليغ مدة ثلاثة اشهر ايضا" ثم الاستمهال المدعى عليه لتوكيل محامي و ايضا" الى ثلاثة اشهر ثم بعد توكيل المحامي يستمهل لدراسة القضية وتكون مدة التأجيل ثلاثة اشهر ايضا" لتبدأ الدعوة بعد عام ونصف وتبدأ وتتراكم مذكرات المقدمة من الطرقين دون ان يقرأها احد في مصنف الدعوة وهنا لم يتكلم احد من الطرفين فيها وتمط الى سنوات وقبل صدور حكم البداية للدعوة قد يسرق الكاتب او الآذن ملف الدعوة من اجل مبلغ من المال وقد تستغرق الدعوة لصدور حكم البداية عشرة اعوام فيقوم احد الطرفين بالنقض او الاستئناف لتبدأ الدعوة من جديد لتعود كما ولدتها امها بين صد ورد عدة اعوام وعند صدور حكم قطعي مبرم للدعوة اذا لم يرتش القاضي او الكاتب وبعد صدور حكم جديد قد يلجأ احد الطرفين الى مخاصمة القضاة في الدعوة بمذكرة قضائية جديدة قد تستغرق خمسة اعوام هذه المرحلة من الدعوة وهنا قد يموت القاضي او المدعي او المدعى عليه او يموت الحمار و يسير المظلوم في دائرة ليعود لنفس النقطة او قد يصبح المظلوم ظالم والظالم مظلوم حسب قوة دعم الشخص او ملائته وبعد صدور الحكم بمعجزة من الرب يصطدم المظلوم بالسلطة التنفيذية ان كان طابو او مالية او محافظة او اقسام الشرطة وكلها روتين وفساد ورشاروى وتحتاج ايضا" لاعوام للتنفيذ قد يصل به الى مشفى الامراض العقلية وهنا ماحدا لحدا وهنا تبدأ مرحلة ثانية من رحلة العذاب وهنا المرء قد يصل عمره الى الستين او اكثر .
اما الناس المدعومين او اصحاب الرشاوى تنتهي الدعوة بعامين فقط بين سلطة قضائية و تنفذية معا" .
كنت ارى الناس في القصر العدلي سكارى وماهم بسكارى من شدة الظلم وقد تنبأت بالذي يحصل الآن لان الناس محتقنة جدا"
تدخل للقضاء من اجل بقرة مسلوبة منك وتخرج بدجاجة هي لك بعد عشرة سنوات

[ابراهيم طاهر]

القضاء الفاسد عندنا سبب البلاء الذي نحن فيه فلم يتكلم بيوم من الايام اي مفتي للجمهورية للرئيس عن الظلم بالقضاء او يقوم بندوة على التلفزيون توجيهية للقضاة السوريين وتنبيههم الى الظلم والرشاوي والمماطلة بالدعاوي .
وكنت ارى الناس تتفلسف باللغة العربية والدين رياء ومفاخرة ويستقوا بامجاد وتعب وتضحيات غيرهم الذين ضحوا بأرواحهم ومنازلهم , فهم دوما" لا يضعوا يدهم على الجرح ويملؤا جيوبهم بالمال وعقول الناس الكلام الفارغ .