|
استراحة المضاربين بعد قضاء .. فترة التداول والمضاربات .. لنسترح قليلا .. هنا .. ونتكلم .. ونتناقش سوياً .. |
![]() |
|
أدوات الموضوع |
![]() |
#1 |
مشرف
شكراً: 23,193
تم شكره 22,349 مرة في 4,677 مشاركة
|
![]() د. طارق سويدان الادارة والتوحيد إن الدافع وراء نجاح كل عمل هو الرغبة الشخصية، والوازع النفسي، والاقتناع التام، وهذا المفهوم قد أقره علماء النفس والفكر والاجتماع، واتفق عليه جميع المفكرين والعقلاء والمثقفين، والعمل والاقتناع بالعمل نظيران مترادفان لا ينفك أحدهما عن الآخر، أما إتقان العمل فهو طموح يسعى لتحقيقه جميع أصحاب الأعمال في موظفيهم أما النجاح في العمل فينعكس في قوله تعالى (وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ التوبة (105)، ويقول عليه الصلاة والسلام "لئن يحتطب أحدكم حزمة على ظهره، خير من أن يسأل أحداً، فيعطيه أو يمنعه متفق عليه إن ربط العمل وجعله مسؤولية نحاسب عليها أمام الله تعالى لهو الأساس في إيجاد الوازع النفسي، والرغبة الشخصية، ذلك أن الإنسان إذا ما تلقى أجراً على عمله ازدادت همته له، ورغبته فيه، فإذا أعطي مكافأة فوق الأجر المخصص، زاد نشاطه، وعلت همته، وإذا ما ضوعف له الأجر الراتب، بلغ في العطاء غايته، واستنفد في سبيله طاقته، والله تعالى أعطى مقابل العمل أجوراً مضاعفة، ووعد العاملين مكافآت لا حصر لها ولا عدد، فبذلك يتميز الإنسان العامل المسلم الغيور عن باقي العاملين، فهو ينظر بعين واحدة غضيضة للدنيا وحوافزها، وينظر بأخرى بصيرة ناظرة إلى الآخرة وعروضها، فتراه يقبل على العمل بدافع وحافز شديدين وليس من الحكمة غض البصر عن بشرية الإنسان، والشعور المستمر بحب الدنيا والمال، ولكن الإنسان مفطور أيضاً على التوحيد، وشخصيته البشرية معجونة بالعبادة، وشعور المراقبة الإلهية متلازم مع الفطرة السليمة، ومن ذلك حبه الخير، وكراهيته الشر، ولذلك كانت الرقابة الشخصية لدى المسلم أعلى من غيره، وتجدها في أعلى مستوياتها لدى المسلم الملتزم بدينه وتعاليم شريعته فالمدير الناجح، هو ذلك الذي يعرف كيف ينمي هذا الوازع، ويبث في نفوس موظفيه العادات الرقابية النفسية، فهي خير له من سنّ القوانين، وفرض العقوبات، ولوائح الجزاءات، وإن كانت الأخيرة لا غنى عنها، لردع ضعف النفس، وانسلال الشيطان، غير أن الحاجة لها ستتقلص إلى حيّز العدم، وهذا دليل النجاح بلا شك أما إتقان العمل، والتفاني في أدائه، فهو مرتبة أعلى، ومنزلة فضلى، يقوم بها من ارتفعت في نفسه بواعث الرقابة، وصارت له سجية وعادة، والناس يصفون الإنسان المتقن لعمله بأنه أمين، ومخلص، ومتفان، ولكننا نصفه بأنه قد استجاب لفطرته، ولبى نداء خالقه، وأعمل عقله وقلبه والإتقان لا يكون إلا بوازع نفسي أعظم، وهو من نوع خاص يرقى به صاحبه إلى درجة الحب الإلهي، وتتضاعف الرقابة في قلبه إلى مستواها الأرفع، مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم "إن الله يحب من أحدكم إذا عمل عملاً أن يتقنه رواه البيهقي في شعب الإيمان فالمحبة مطلوبة، وهي أكثر طلباً للخواص من عباد الله تعالى، ومن اختصهم بفضله وعنايته ويطول الحديث عن معنى الارتباط المتلازم بين الإدارة والتوحيد |
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
مشرف
شكراً: 23,193
تم شكره 22,349 مرة في 4,677 مشاركة
|
![]() د. طارق سويدان الادارة فطرة ام اكتساب حوار طويل على مدى التاريخ يدور حول هذا السؤال، ولكل فيه رأي وجدل، والاختلاف فيه بين القدماء وكذلك المحدثين، فها هو الأستاذ القدير "د بينيز المتخصص في موضوع القيادة يقول إن القيادة شخصية وحكمة وهذان أمران لا يمكن اكتسابهما، بينما يقول أستاذ العلماء الغربيين وشيخهم الذي قارب التسعين "بيتر دركر القيادة يمكن تعلمها ويجب تعلمها فهل للإسلام رأي في هذا الأمر الذي لم يستطع أكبر علماء الإدارة المعاصرين الاتفاق عليه؟ دعني في هذه العجالة أساهم برأيي وفهمي لما يقوله الإسلام في هذا الأمر الهام كمحاولة لبناء نظرية إسلامية في الإدارة لبنة لبنة لو تأملنا في القيادة سنجد أنها تتلخص في ثلاث أمور علم ومهارات وسلوك، والعلم المكتسب وكذلك المهارات، فهل السلوك مكتسب؟ لعل هذه النقطة هي سبب اختلاف العلماء، فبعضهم يرى أن الجانب الإنساني والقدرة على التأثير في الناس لا يمكن اكتسابها بل هي هبة إلهية لا دخل للجهد الإنساني في تنميتها أو صقلها، بينما يصرّ الآخرون أن الموهبة لا شأن لها في القيادة تأملت هل في الإسلام إجابة على قضية اكتساب السلوك؟ فوجدت أن النبي صلى الله عليه وسلم يحدث الأحنف بن قيس رضي الله عنه والذي ساد بني قيس بحلمه وعدم انفعاله فقال له إن فيك خصلتان يحبهما الله ورسوله الحلم والأناة، أي عدم الغضب وعدم الاستعجال، فقال الأحنف رضي الله تعالى عنه أهما خصلتان تخلّقت بهما؟ أو هما خصلتان جبلني الله عليهما؟ أي فطرية أم مكتسبة؟ وهذا هو عين سؤالنا، فقال صلى الله عليه وسلم "بل هما خصلتان جبلك الله عليهما إذاً القيادة فطرية في حق الأحنف، وكذلك هي عند عمرو بن العاص رضي الله عنه الذي يقول عنه عمر رضي الله عنه لا ينبغي لعمرو أن يسير على الأرض إلا أميراً إذاً هناك من هو قائد بالفطرة بينما يوضح الحديث الآخر "إنما العلم بالتعلّم وإنما الحلم بالتّحلم، أن هناك إمكانية لاكتساب السلوك كما يكتسب العلم فبينما يشير حديث النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر الغفاري رضي الله عنه إنك امرؤ ضعيف لا تولين على اثنين، أنه لا يستطيع حتى اكتساب القيادة رغم فضله ومكانته في الإسلام وعلو شأنه فيه والخلاصة عندي أن هناك فئة قليلة (أقدرها بحوالي 2%) تكون القيادة عندها فطرية، وفئة أخرى لا تصلح للقيادة ولا تستطيع اكتسابها (وأقدرها كذلك بحوالي 2%)، وأما معظم الناس فيستطيعون اكتساب القيادة بنسب مختلفة ولكنهم لن يستطيعوا مهما اكتسبوها أن يكونوا كمن حصل عليها بالفطرةولعل هذا بداية حوار حول اختلافات العلماء في موضوع القيادة والإدارة ونظرة الإسلام إليها، ونسأل الله تعالى التوفيق والسداد للحق |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
مختارات | غسان | استراحة المضاربين | 1 | 07-02-2012 10:34 PM |