قاضي يتعرض لموجات هسترية خوفا من العقاب القادم

[ابراهيم طاهر]

قاضي يتعرض لموجات هسترية خوفا من العقاب القادم

تمدد القاضي على سرير المعالجة في عيادة الطبيب النفسي وهو يرتجف
الطبيب : إذا أردت أن أساعدك بحق تكلم بكل صدق ولا تخف لا احد يسمعنا واجبني على أسئلتي واسترخي .
القاضي المريض : أريد سيجارة وبدأ بالبكاء
الطبيب : ماهي دراستك وكيف مسارها وكيف وصلت للقضاء وبصدق .
القاضي المريض : كنت إنسانا" فاشلا" جدا" بأخلاقي ودراستي دخلت كلية الحقوق بمساعدة من اتحاد الشباب الحكومي كوني خضعت لدورة صاعقة أيام الثمانيات وأثناء سير الدراسة كنت فاشلا" بكلية الحقوق كوني كنت ضعيف جدا" باللغة العربية ولست املك ملكات عقلية أستطيع دراسة القانون بها فتخرجت بعد ثمان سنوات بصعوبة وبمعدل منخفض رغم حصولي على اغلب أسئلة الامتحان للفصول الدراسية فكنت مرعبا" لكادر التدريس آنذاك كوني مشرف على التقارير الأمنية كوني قياديا" في اتحاد الطلبة بالإضافة إلى الغش والنقل بالامتحان وبعد التخرج أستذة بمهنة محامي بنقابة المحامين بالمحسوبية حتى إنني لا اعرف معنى رسالة الأستذة التي كتبت لي عند احد المحامين مقابل مبلغا" من المال وعند تلاوة الرسالة كان الحاضرون ينظروا إلى بعضهم كون أنني لا أستطيع أن اربط الجمل بعضها ببعض وأخطئ كثيرا" .
تقدمت لمسابقة قاضي محكمة بداية ونجحت نفاقا" وكنت مسخرة أمام اللجنة كوني بعيد كل البعد عن مهنة القضاء رغم ذلك نجحت بتفوق فأنا محسوب على جهة ذات نفوذ في الدولة ودعيت أصدقائي إلى حفلة نجاحي وتعييني في القضاء وكانت ليلة سهر وسمر فشربنا الخمر وسكرت ولم أدرك ما قلت حتى أن بعضهم قال لي لاحقا" أنني قلت وأنا سكران ( أصبحت قاضيا" والله سأقبر الفقر )
وبدأت قاضي بداية ثم ترفعت إلى كثير من المراتب لأصبح قاضي نقض وكذلك استئناف وتنقلت في اغلب المحاكم وكنت اكره القاضي الذي يحكم بالعدل وأتسبب في فصله وخاصة من يقف في وجهي فشكلت عصابة مصالح بالدولة من وزراء ومدراء وضباط كبار وتجار كثر فاسدين وهم يمثلوا الطبقة الفاسدة في البلد كنت أساعدهم في فسادهم بتسيير أمورهم المتعلقة بالقضاء وهم ييسروا لي فسادي بأن يرفعوا من شأني واستلم مناصب صلاحيات اكبر في عملي, كنا عصابات مصالح وظلم نسهر دوما" ونتآمر من اجل مصالحنا الشخصية من نفوذ ومال ونساء فكانت مصلحة الوطن ليست مصلحتنا أبدا" وخاصة مسألة الإصلاح وكنت آنذاك مسرورا" جدا" من المفتي لأنه لم يتطرق للقضاء والظلم الذي أغرق البلد أبدا" آنذاك بل كان يسميه بيت قضاء عمر بن الخطاب حتى انه أصبح من الأغنياء,
ارتشيت كثيرا" وظلمت كثيرا" أنا لا أنسى قضية الورثة القصر (الأيتام ) الذي ظلمتهم وتقاسمنا كثيرا" من أموالهم , ولا أنسى المرآة الجميلة التي ضاجعتها من اجل مساعدتها بطلاقها من زوجها المسكين الكادح وتحميله مبالغ مالية هائلة ورمي أطفاله بوجهه عن طريق القاضي الشرعي الصديق لي وهو فاسد أيضا" , لا أنسى التاجر الذي أنتج مواد غذائية فاسدة من مرتديلا وبلحم مستورد ومنتهي الصلاحية والذي مات بسبها الكثير من الأطفال فأبرأته وأخرجته منها مثل (الشعرة بالعجيبة) وكنت اعلم أن كثيرا" من تجارنا افسد من الفساد واخطر على الناس من المسؤولين الفاسدين فهم يلعبون بمواصفات المواد مثل الكرة فكان الثمن مبلغ من المال وسهرة نسائية إلى الصباح , لا انسي سرقة ملكية منازل المواطنين وتطويبها للغير وكذلك نهب أراضي الدولة من قبل عصابة ذات نفوذ في الدولة وتطويبها لبعضهم ومشاركتهم بها, لا أنسى المجرمين الذي أبرئتهم بعد أن قتلوا الناس أو اعتدوا عليهم بسبب هاتف يأتيني من أماكن قوية من الدولة لأتصرف لأنهم من المحسوبين عليهم , لا أنسى عصابة العاهرات والمخدرات التي كشفت من بعض الشرفاء في الشرطة وهذه العصابة يديرها بعض المسؤولين والتي كانت مخصصة لحفلات السمر من اجل عقد صفقات الفساد من نهب للمال العام والخاص أو توزيع مناصب أو تغيير طرابيش إرضاء لجهات عليا , فظلمت الكثير من المواطنين الفقراء والأبرياء وبددت حقوقهم وكل شجاع من المظلومين يضع رأسه برأسي اسجنه واسحقه وكل ذلك من اجل تثبيت وتحسين منصبي عن طريق المحسوبيات أو المال أو النساء لا أنسى أصحاب الدعاوى والقضايا التي تخص البسطاء الذين لا حول لهم ولا قوة والتي لا يوجد فيها رشاوى أو محسوبيات كنت اجعل المدة بين المرافعات طويلة جدا" فتكون بين الجلسة والأخرى أربعة اشهر أو أكثر لتطول مدة الدعوة عشرات الأعوام وتتميع قضاياهم وتموت بأرضها فكلما خرقت القانون و تماديت بالظلم والفساد كلما زدت قوة ومكانة في عملي لأنني ارضي كثيرا من أزلام الدولة والذي كان يحصنني ويكون درعا" لي ضد المسائلة أنني كنت قياديا"حزبيا", ففي عملي لا احد يجرئ أن يقترب من عرشي الذي أعمدته عصابات الفاسدين في الدولة من مسؤولين ومجموعة كبيرة من التجار الفاسدة ,
فكونت ثروات هائلة بسبب الفساد وظلم الناس فأصبح عندي مجموعة من الفلل والمنازل والسيارات الفاخرة , فكنت أول من يرتدي جلابية بيضاء ويذهب إلى خطبة الجمعة لأحسن سمعتي لعلي يوم من الأيام ادخل في الانتخابات وأكون أيضا" محصنا" دينيا" وكنت أرى أيضا" في المسجد مثلي وأكثر فسادا" مني فمنهم بعض التجار المنافقين وبعض أصحاب النفوذ تفوح منهم رائحة عطر المشايخ إلى السماء وبيدهم مسبحة من خشب مشبع بالمسك والعنبر , لقد ساعدتهم كثيرا" على الإثم والعدوان بظلم الشعب الفقير والإضرار بالوطن ,
لكن عندما شاهدت ما يحصل الآن في الوطن من احتجاجات من مشرقه إلى مغربه بدأ الخوف الشديد يسري بجسدي تدريجيا" خوفا" من الحساب القادم الآتي من الشعب , لان من ظلمته يعرفني جيدا" , والآن تعرضت لصدمة عادتني لإنسانيتي وبت احسب ألف حساب للقادم لأنني فسدت كثيرا" في الأرض , فاشعر في كل لحظة أن من ظلمتهم يأتوا منزلي في كل لحظة كأشباح لهم أنياب حادة وأظافر طويلة مثل مصاصي الدماء فيأتوني ليلا" لعرشي بأشكال مرعبة جدا" في غرفة نومي أو في الصالون عندما أكون جالسا" مع عيالي أو في بيت الخلاء أثناء قضاء حاجة يريدوا قضم رقبتي فأصرخ بأهل بيتي واطلب النجدة واهرب ويخاف أولادي وزوجتي من صراخي ويتفاجئ كل من حولي بما يحصل لي وهذا يلاحقني دوما" دوما" , إنني الآن لا أنام ولا أكل وأصبحت أخاف من اقرب الناس لي وأعيش على الأدوية المهدئة والمنومة التي أصبحت الآن لا تؤثر فيني أبدا" وأنا بهذه الحالة منذ عام منذ بدء الاحتجاجات المرعبة في البلد أريد أن ارتاح أيها الطبيب خذ كل سلطتي ومالي وجاهي وساعدني وان لم تستطيع شفائي ارجوا إنهاء حياتي بالإبرة الرحيمة إنني لا أستطيع الاستمرار بهذه الحياة ضميري يحز بجسدي كالسيف وأنا خائف من من ظلمتهم فهم كثر ,
وجاءت موجة هسترية جديدة فصرخ القاضي أمام الطبيب :
هاهم جاءوا يقضموا رقبتي الرحمة الرحمة الرحمة أرجوكم ..........................
بعدما سمع الطبيب النفسي كلام القاضي الظالم المريض بدأ يرتجف وهو مغرورق بالدموع وترك عيادته وبدأ يمشي بالطرقات مثل المجنون إلى أن وصل إلى جموع الناس ووقف معهم وقد تعرض لصدمة قوية حركت بداخله جبال من مكانها فهزت الأرض وفجرت البراكين ............... ؟؟؟؟؟
ليس كل القضاة ظالمين يوجد كثير من القضاة العادلين لكنهم في الصف الأخير .
هذه القصة حصلت في احد كواكب درب التبان .

نظرة إبراهيم طاهر

[Alaa1]

قالو في الامثال : العدل اساس الملك

[economic opinion]

بسيطة .... ينشق
شكراً أخي ابراهيم فيها عبرة هامة