عضو أساسي
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 4,237
شكراً: 6,342
تم شكره 10,276 مرة في 3,461 مشاركة

رد: صالون سيرياستوكس ليومي الخميس و الجمعة 21&22 - 6- 2012
اعتاد أبو جمال أن يسوق غنم أهل القرية الى التلة القريبة
ويرعاها وارثاً هذه المهنة عن أبيه .. كما أنه ورث عنه أيضاً موهبة جميلة تتجلى في
العزف على الناي الصغيرة الذي كان يسليه أثناء القيام بالعمل
الا انه في الآونة
الأخير ظهر ذئب في الجوار أصبح يسلب أبو جمال احدى غنماته كل حين..
وهكذا بدأت
سمعة أبو جمال تتهاوى أمام كل غنمة تنقص من القطيع ..
كان أبو جمال يفكر
بالطريقة التي سيوقع فيها بالذئب ليرد لنفسه اعتباره أمام سكان القرية ..
وفجأة
خطرت بباله فكرة جهنمية ..!!؟
ففي صبيحة اليوم التالي قام بحفر حفرة كبيرة غطاها
بالقش والاغصان ووضع فوقها كومة صغيرة من الحطب وغلفها بجلد ورأس خروف قريبا من
التلة التي يرعى الغنام بها وابتعد عنها ليوهم الذئب بأنها خروف تائه عن
القطيع..
نجحت الفكرة وسقط الذئب في الحفرة .. وجاء أبو جمال مبتسماً ابتسامة
صفراء ونظر الى الذئب نظرة مليئة بالحقد..ونادى بأعلى صوته على ابنه" يا جمال اعطني
المغراية"- المغراية ..علبة من الغراء اللاصق-
بعد برهة أتى جمال حاملاً علبة
الغراء وقام هو ووالده بربط الذئب ثم قام أبو جمال بدهن جزء من جسم الذئب بالغراء
..تاركاً الفرشاة التي دهنه بها لتلصق على جلده.. بعد قليل وعند جفاف الغراء على
جسد الذئب . جذب أبو جمال الفرشاة اليه بقوة .. فانتزع الغراء من جسمه حاملا معه
جزءاً من جلد الذئب .. وصاح الذئب من الألم .."أوووووووووووو" .. ثم عاد ابو جمال
ليدهن جزءاً اخر من جلد الذئب وينزعه .. وهكذا دواليك الى المساء حتى اصبح الذئب
المسكين بلا جلد..
هنا فك ابو جمال وثاق الذئب وتركه هارباً الى غير
رجعه..
وعادت أمور القطيع طبيعية ..وعادت سمعة أبو جمال الطيبة تلاحقه في القرية
بعد أن اطمئن سكان القرية من خلاصهم من ذلك الذئب المشؤوم..
بعد شهور من الحادثة
وفي احد الليالي قرر أبو جمال الذهاب الى المدينة المجاورة ليشتري بعض الحاجيات
الضرورية ..وكان الطريق الى المدينة موحشاً وبعيداً حيث سيضطر أبو جمال للمسير طوال
الليل ليصل صباحاً الى المدينة..
وبعيداً على القرية والمدينة وفي منتصف الطريق
رأى أبو جمال عيوناً براقة تحاصره من كل جانب وتتقدم اليه بخطا بطيئة ..
ولاح له
خيال الذئب( المنتوف) يقترب منه مع قطيع من الذئاب .. ولمح في عيني الذئب شرارة
الانتقام..
لم يدري أبو جمال ما يفعل في هذه الورطة التي وضع نفسه فيها ..فهنا
في هذا المكان لا أحد يسمعه أو يعلم بأمره..
ولم يجد ملاذاً من الذئاب سوى
الصعود لشجرة كانت قريبة منه عساه يفكر قليلاً في طريقة يتخلص بها من شرهم..
عند
وصوله لاعلى الشجرة كان الذئاب يفكرون في طريقة للصعود اليه والنيل منه..
اتفق
الذئاب أن يصعدوا فوق بعضهم البعض لكي يصلوا الى الرجل في أعلى الشجرة ..واختاروا
(الذئب المنتوف ) ليكون أول الواقفين في أسفل الشجرة وبدأ الذئاب بالصعود فوق بعضهم
حتى أوشكوا الى الوصول لأبو جمال .. وعندما احس أبو جمال بالخطر لم يكن لديه خيار
سوى أن يصيح باعلى صوته "" يا جمال اعطني المغراية"؟؟!!!
وهنا فر الذئب المنتوف
من تحت القطيع هارباً تاركاً رفاقه يتساقطون على الأرض ..
ناداه رفاقه قائلين :
تعال ..لا تخاف .. جمال بعيد من هنا
فقال لهم وهو يستمر بالفرار
الي ما ذاق المغراية ما بيعرف شو
__________________
• للرجل العظيم قلبان : قلب يتألم و قلب يتأمل .