مشرف
تاريخ التسجيل: Jan 2011
الدولة: Syria
المشاركات: 12,114
شكراً: 15,520
تم شكره 33,601 مرة في 9,056 مشاركة

رد: صالون سيرياستوكس ليومي الخميس 31 -5والجمعة 1 -6-2012
أثارت قضية تبعية الجيش للسلطات الفرنسية الشعور الوطني لدى كافة طبقات وفئات الشعب السوري الذي رأى فيها مسألة مصيرية يتم فيها تحديد حقيقة استقلال سورية من عدمه، ومع مطلع العام 1945 كانت الأمور قد وصلت إلى ذروتها، فقد عقد المجلس النيابي جلستين بتاريخ 13-1 و24-1-1945 لبحث قضية الجيش وتبارى النواب بالضغط على الحكومة لتقصيرها في هذه المسألة ومحاباة فرنسا، وأكد بعض منهم أن الشعب سيقوم بإنشاء الجيش بالقوة وأن النواب سيدعون كل الضباط والجنود السوريين للانضمام إلى الجيش الوطني فوراً.
وبتاريخ 1 شباط عقدت جلسة أخرى سرية، واتفق فيها النواب على الخطوات الآتية:
1- شراء السلاح حتى ولو عن طريق التهريب.
2- إنشاء نواة للجيش والبدء بتسليحه.
3- منح الحكومة صلاحية دعوة ضباط الجيش السوري وأفراده للالتحاق بالجيش الوطني.
وبتاريخ 1-5-1945 بحثت القضية مرة أخرى، حيث أصر النواب على عدم البحث بالتشريع الخاص بالجيش قبل استلام الجيش من السلطات الفرنسية.
وبتاريخ 18-5-1945 عقدت مباحثات بين وفد فرنسي بقيادة الجنرال بينيه المندوب العام مع وزيري خارجية سورية ولبنان، ورفضت سورية أن يكون الجنرال أوليفا روجيه من ضمن الوفد الفرنسي مما جعله يحقد على سورية والمسؤولين فيها.
وقد تزامن كل ذلك مع الإعلان عن الحالة الصحية الصعبة لرئيس الجمهورية السورية الرئيس شكري القوتلي فنشأ عن ذلك ارتفاع في حدة التوتر الشعبي واتسعت المظاهرات الصاخبة فشملت معظم المناطق وارتفعت أصوات النواب تحت قبة البرلمان تدعوا للمقاومة واستدعى جميل مردم بك رئيس الوزراء بالوكالة الزعيم عبد الله عطفة بتاريخ 21-5-1945 لوضع خطة لاستدعاء ضباط وجنود الوحدات الخاصة لتشكيل جيش وطني، وشرعت المدن السورية تتأهب لرد أي عدوان مسلح وقدم المئات من الشبان أنفسهم كمتطوعين لحمل السلاح كما بدأ الضباط والجنود بالالتحاق بقوى الدرك والشرطة وكذلك فعل العديد من النواب اللذين ارتدوا اللباس العسكري وصاروا يتدربون على القتال في ثكنة الشرطة الموجودة في القلعة.
ثم حدثت بعدها حادثة البرلمان قتل الحامية و الدرك وقصف دمشق من قبل القوات الفرنسية الحاقدة
وبعد نضال و تفاض للفرنسي و الربريطاني
اضطرت الحكومة الفرنسية لإصدار بيان في بيروت وباريس بتاريخ 8 تموز 1945 جاء فيه:
«لما كانت الحكومة المؤقتة للجمهورية الفرنسية ترغب في إجابة الطلب الذي تقدمت به الحكومتان السورية واللبنانية فيما يتعلق بتسليم الوحدات العسكرية المتطوعة محلياً، ورغبة منها أن تظهر لحكومتي سورية ولبنان نيتها الطيبة عن طريق إرضاءهما إرضاء تاماً بهذه الوحدات، وبما أن الحرب قد انتهت في أوربا ولم يعد هناك أي اعتراض حول الرغبة المشروعة التي أبدتها الحكومتان السورية واللبنانية بشأن تشكيل جيوش وطنية لها.
لذلك نصرح بتسليم هذه القوات إلى الحكومتين السورية واللبنانية وفق تشكيلات ستحدد خلال 45 يوماً على أبعد حد».
وهكذا سلمت فرنسا خلال شهر تموز 1945 جميع الثكنات العسكرية إلى الحكومة السورية.
وفي 22 تموز استلمت الحكومة السورية جميع ثكنات الحميدية والعباسية (الجامعة السورية) باحتفال مهيب، وكان آخر الثكنات المسلمة المستشفى العسكري ومبنى الأركان العامة في الصالحية ونادي الضباط، حيث رفع العلم السوري عليها وأصبح الجيش كله تابعاً للحكم الوطني. وتم تعيين اللواء عبد الله عطفه قائداً لهذا الجيش، وشرع مع رفاقه الضباط أركان الجيش بإعادة تنظيمه من جديد.
وقد تم الاتفاق بين القيادتين في يوم 27 تموز 1945 على نقل مسؤولية الإشراف على القطاعات العسكرية الخاصة إلى الحكومة السورية منذ الساعة صفر من اليوم الأول من شهر آب 1945 الذي كان تاريخ ميلاد الجيش الوطني السوري، ولهذا أصبح اليوم المذكور عيداً للجيش يحتفل به كل عام!
__________________
شآمُ ما المجدُ؟ أنتِ المجدُ لم يغبِ ..