هل يجب أن تكون ذئبا لتعيش بين الذئاب ؟؟

[فراس السكري]

هل يجب ان تكون ذئبا لتعيش بين الذئاب؟؟

كان طفلا مثل غيره من الاطفال يلفت انتباهه الوان واصوات الاشياء من حوله , يلهو ويلعب بالدمى
يحلم منذ البداية باحلام الطفولة البريئة تتناقله الايدي وتحمله الاحاسيس الحنونة بايادي الامهات لم يعرف من الدنيا سوى الحنان والعطف
لايفهم الكلمات ولكنه يستوعب ويدرك الاحاسيس يعبر عن جوعه وعطشه بالبكاء فقط ليشعر الاخرين بما يريد بلغة البكاء
فقد كانت الاصلح والاسرع للفهم وكان هناك الكثيرين ممن يستجيبون له وبحب وبحنان يلبون طلبه


وبعد ان كبر وتعلم الكلام عجزت الكلمات ان تعبر عن احتياجاته كما كان البكاء يعبر
فشحبت كل الالوان من حوله واصبحت كل الاصوات مزعجة وبدأ يتعلم ان في هذه الدنيا وجوه معبسه وقلوب معتمة وانفس بخيله
تطاير الحنان كالغبار الى هنا وهناك وحملته رياح الظروف الى غير رجعه


فشعر الطفل وقتها فقط انه بدأ يكبر ,, بدأ يكبر مع الالام بدأ يكبر وتكبر معه الهموم وبدأت الاحمال تثقل شيئا فشيئا حتى اكهلته قبل الكهولة واصبح شابا كهلا مليئا بموجبات الشيخوخة مليئا باعباء الرجال واختفت فترة الزهو بالشباب وكانها حذفت من زمانه لعيش فقط طفلا وكهلا



والسؤال الغريب الذي يطرح نفسه باحثا عن اجابة
هل لابد ان تكون ذئبا لتعيش بين الذئاب وهل من الحتمي ان تعيش بين الذئاب اصلا ؟؟؟؟؟
من هو الذي اغتال البراءة فينا وجعلنا نوسم بالذئاب لنعيش ؟؟
ولماذا اصبح هذا مثلا يدل على القوة والشجاعة والقدرة على تحقيق الذات ؟؟؟؟
لماذا نفترض ان نبني نجاحنا على فشل الاخرين لنكون فقط فئة قليلة من الناجحين بين مجموعات من الفاشلين ؟؟
ولماذا تعيش في اعماق اعماقنا فكرة الخيانة دائما ونسميها شطارة او فهلوة او شجاعة ؟؟؟
لماذا عندما نلتقي بانسان طيب اول ما ننعته به الهبل او السذاجة او المسكنه ؟؟؟
ولماذا في مفاهيم القيادة والنجاح نصنف البشر بين خراف وذئاب ؟؟؟
هل سيخرق الناجحون بهذا المفهوم الارض ام انهم سيبلغون الجبال طولا ؟؟؟
وهل سيجد الطفل فينا جوابا لسؤال هل يجب ان اكون ذئبا لأعيش بين الذئاب ؟؟؟؟؟؟

[فراس السكري]

هل لابد ان تكون ذئبا لتعيش بين الذئاب وهل من الحتمي ان تعيش بين الذئاب اصلا ؟؟؟؟؟
بالطبع الاجابة لا فبالذكاء تستطيع ان تتغلب على الذئاب وتكون المسيطر عليهم ولكن الامر يحتاج الى حكمة وعقل راجح يحسن التعامل مع الاشياء والمواقف بتدبر


من هو الذي اغتال البراءة فينا وجعلنا نوسم بالذئاب لنعيش ؟؟
الذي اغتال البراءة هو الانسان الذي يسعى بكل جهوده لجعل مفهوم الذئاب والعيشة التي لا يستطيع مجاراتها سوى الاقوياء باعتقادي هو من اغتال البراءة من الحياة

ولماذا اصبح هذا مثلا يدل على القوة والشجاعة والقدرة على تحقيق الذات ؟؟؟؟
بكل بساطة ما يجعل هذا المفهوم ياعتقادهم يدل على القوة والشجاعة هي عدم الثقة الكاملة بالنفس وقدراتها وترجع الى نقص في الشخصية

لماذا نفترض ان نبني نجاحنا على فشل الاخرين لنكون فقط فئة قليلة من الناجحين بين مجموعات من الفاشلين ؟؟
ليس هذا من المفترض ان يكون بل يجب ان نستفيد من فشل الاخرين وعدم الوقوع في نفس المشاكل مع الاخذ بيد من فشل لنكون جميعنا من الناجحين

ولماذا تعيش في اعماق اعماقنا فكرة الخيانة دائما ونسميها شطارة او فهلوة او شجاعة ؟؟؟
لاننا عشنا في زمن كانت الخيانة هي اسهل ما يقوم به الاشخاص للايقاع بمن لا يرغبون العيش معهم بمحبة واخلاص ويعتبرها من يقوم بها شجاعة لانه استطاع تحقيق مراده ولكنه يفعل العكس اذ انها لا تعتبر شجاعة بل خسة وحقارة مع احترامي للجميع الذين يقرأون هذه الالفاظ لانها اقل ما يمكن وصفه لكلمة الخيانة

لماذا عندما نلتقي بانسان طيب اول ما ننعته به الهبل او السذاجة او المسكنه ؟؟؟
تماما هذا ما يتبادر الى الذهن عندما نقابل انسانا بهذ ه الطيبة ولكنه مفهوم خاطئ وارجح ان هذا المفهوم ترسخ فالعقول لان الحياة التي نعيشها لا تتطلب مثل هذه الطيبة والتي لا بد ان تكون موجودة في طباع الانسان لانها من الاسلام

ولماذا في مفاهيم القيادة والنجاح نصنف البشر بين خراف وذئاب ؟؟؟
خراف لفظ يوصف بها الناس الذين لا يعرفون ادارة حياتهم والنجاح فيها اما الذئاب فتطلق على من يستطيع السيطرة على الاخرين وهذا خطأ شائع يجب على الاذهان التخلص منه

هل سيخرق الناجحون بهذا المفهوم الارض ام انهم سيبلغون الجبال طولا ؟؟؟
طبعا لن يخرق الناجحون بهذا المفهوم الارض ولن يبلغوا الجبال طولا لانه مفهوم خاطئ ولا شئ ينجح اذا كان مبني على خطأ

وهل سيجد الطفل فينا جوابا لسؤال هل يجب ان اكون ذئبا لأعيش بين الذئاب ؟؟؟؟؟؟
اذا استطاع الطفل الاعتماد على نفسه وتنمية مواهبه وعدم السماح للاخرين بالتحكم الجبري في حياته وعدم السيطرة على عقله منذ الصغر فابعتقادي انه يمكنه الاجابة على هذا السؤال

[Tigerssound]

اخي فراس اسعد الله أيامك

ان تكون ذئبا بمعنى شجاعا مخلصا مدافعا عن اهلك ومالك وما ملكك الله وتدافع عن المظلومين والضعاف وكل هذا من شيم الذئب فالجواب نعم بكل تأكيد

الذئب ليس غدارا ولا خبيثا ولا منافقا وهو من الحيوانات المخلصة

قال الله تعالى ( يأيها الذين امنوا خذوا حذركم )

وقال رسول الله صلوات الله عليه ( المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف وفي كلاهما خير )

وقال أيضاً ( لايلدغ المؤمن من حجر مرتين )

وقال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( لست بالخب ولا الخب يخدعني ) والخب هو الكاذب المنافق الخبيث الخداع الغدار

اما عن ما نحن فيه فنحن ليس بين ذئاب فنحن بين ضباع وافاعي وعقارب وخنازير بريه
فكيف يجب علينا التعامل مع بعض الناس وليس الجميع التي تحمل هذه الصفات

فلا جواب الا ( وافوض امري الى الله ان الله بصير بالعباد )

هناك أمكنه في العالم اهلها كلهم حملان وعلى الانسان ان يكون مثلهم حمل وديع ولا مكان له ان كان خباً

موضوعك هام ومؤلم ويشبه موضوع الأخت الكريمه beautiful life ويحتاج الى الكثير للبحث فيه

هناك أمور تتكالب عليك بها القطيع ولا يوجد حولك من يدرأ عنك او يعطيك حقك ولهذا اقول كما قال الله تعالى:

( وافوض امري الى الله ان الله بصير بالعباد ، وحسبي الله ونعم الوكيل )

شكرًا اخي فراس ودمت بخير وسلامه وجميع الامه