في كل بلد ودولة لابد لك من وقفة وملاحظة ،وبعد أن طفت بتجارب الدول استوقفتني تجربة ماليزيا
هذا البلد المتوسط بمساحته الظعيف بإمكانياته المالية يتطور نحو الأهلى و المجد و السؤدد في ظرف 20 سنة فمالسر في ذلك ياترى ؟
طالعت مقالا عن رئيس الوزراء السابق مهاتير محمد سائلين أياه عن سر هذه الطفرة و القفزة النوعية فأجاب متواضعا وبأدب جم وبلغة الواثق أن السر يرجع الى كلمة وردت في القرآن الكريم وهي "إقرأ"
قال بالحرف الواحد لقد طبقتها على شعبي وأنا أجني ثمارها اليوم ،لقد شيدت لهم منظومة تعليمية عملاقة لاتتأثر بنوائب الدهر وبتقلبات الزمن ،علمت شعبي معنى الإسلام و التسامح ونبذ العصبية وحب العمل و الإتقان وهاهي النتائج ولاعجب .
فلما كانت الكارثة الإقتصادية تسقط النمور الأسيوية واحدا تلو الآخر كان نساء ماليزيا يمشون بل يهرولون زرافات زرافات الى بنوك ماليزيا واضعين ذهبهم ومصوغاتهم فيها ،إنه حب الوطن أيضا الذين تعلموه في مدارس ماليزيا
ولنا أن نتساءل ببراءة ماذا أنتجت مدارسنا العربية ياترى ؟

باعتمادها على إمكانياتها الخاصة
ماليزيا ستتخلص من التبعية الاقتصادية سنة 2020

تتمثل واردات ماليزيا أساسا في المنتجات نصف المصنعة التي تستعملها في الانتاج، إضافة الى مواد التجهيز التي تستوردها خاصة من اليابان بنسبة 21 بالمائة، الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 17 بالمائة وسنغافورة بـ10 بالمائة·
أما فيما يخص الصادرات، تُعرف ماليزيا بانتاج المطاط وزيت النخل، اضافة الى البترول والغاز، خاصة باتجاه الولايات المتحدة الأمريكية، سنغافورة، اليابان ودول الاتحاد الأوروبي· وتحتل ماليزيا، التي يفوق معدل نموها 4 بالمائة، المرتبة الثالثة في قارة آسيا من حيث توزيع الناتج الداخلي الخام، الذي يبلغ بالنسبة للفرد الواحد بـ 3400 دولارا·
وتأتي بعد كل من سنغافورة (23400 دولار) وبروناي (14350 دولار)· وكللت الخوصصة العملية، التي اعتمدتها ماليزيا في أواخر الثمانينيات، بالنجاح بحكم ما سجله هذا البلد من تطور وازدهار يضاهي أكبر الدول الصناعية، فلا تجد مجالا للقطاع العام في أي ميدان، غير أن مراقبة الدولة تبقى صارمة باتجاه الخواص الذين تجبرهم على تقديم حصيلات سنوية لنشاطاتهم سنويا· وتجدر الاشارة إلى أن أكبر المستثمرين في هذا البلد من اليابان والولايات المتحدة الأمريكية، بالاضافة الى الشركات الهولندية·