|
إدارة وأعمال علم الادارة غني بمعلوماته ... تعلم معنا لتكون ادارياً ناجحاً .. وفعالاً .. |
![]() |
|
أدوات الموضوع |
![]() |
#1 |
مشرفة صالة إدارة وأعمال
شكراً: 3,346
تم شكره 3,494 مرة في 1,132 مشاركة
|
![]() يقول الدكتور مصطفى السباعي في كتابه ( هكذا علمتني الحياة ) : (( إذا اعتدت أن تغضب من كل ما لايرضيك ، فلن تهدأ أبداً )) . تستحق هذه المقولة أن تُكتب بماءالذهب في عصرنا هذا عصر التقدم والتكنولوجيا الذي صار فيه الغضب داء العصر . ومن يتأمل الواقع ، ويخوض في أعماقه سيجد بلا شك متناقضات ، وازدواجية في المعايير ، واختلاف في طباع البشر ، وتفاوت في الشخصيات ، وألوان شتى من الأمور التي لا توافق الهوى . ولأن الدنيا طُبعت على كدر ، فلن تجدها سهلة سائغة على الدوام ،إذ معلومٌ أن فيها أفراح قد تعقبها أتراح ، فإذا أتتك مقبلة اليوم ، فلا تأمن غداًأن تولي عنك مدبرة .. وهكذا هي لا تسير على منوال واحد. فينا من وطَّن نفسه على تقبل تقلبات الدهر ، وتلون بني البشر ،فكانت نفسه أبية أينما يوجهها لا تأتي إلا بخير . وفينا ذلك الشخص المندفع كالزجاجة يسهر كسرها ، فهولا يتحمل أن يُشاك بشوكة ،إذ هو دائم الصراع مع نفسه ، ومع الآخرين . يشكو ، ويتبرم ، ويتأفف ، ولربما فار دمه ، واشتد طيشه ،فارتكب حماقات ، أو أهدر ممتلكات . هذا النوع من البشر صعب المزاج ، قليل الصبر ، كثير العبوس ، مقطب الجبين ، دائم التشكي ، دائم الانتقاد ، لا يهدأ له بال ، ولا يرتاح له ضمير .. ما أشقى ذلك المسكين ، وما أضيق العيش في نظره ! لعل الاستقرار النفسي لم يطرق بابه يوماً ما ، وما ذاك إلا لأنه أهمل نفسه فلم يروضها منذ البداية أن تكون نفساً أبية شجاعة ، لا تهزها سفاسف الأمور ، ولا مدلهمات العصر . لعله لو تأمل قليلاً لأدرك أن الغضب لا يرد غائباً ، ولا يجبر كسيراً ، ولا يطعم جائعاً ، ولا يكسو عارياً ، ولا يرفع مظلمة ، ولا يبني ناطحة . ولو فكر أكثر ، وأكثر لأيقن أنه بشرارة غضب يهجره الأصحاب ، وينفر منه الأحباب ، ويتكاثر أعداؤه ، وتعتل صحته ، فيخطو خطوات سريعة نحو الشيخوخة المبكرة . قد تقولون : كلنا بشر لنا أحاسيس ومشاعر فالغضب ولا شك يعترينا تارة ، والألم يعصر قلوبنا تارة أخرى لأي موقف ، أفليس من حقنا هنا إن نغضب ؟! وقد يقول آخر : فلان يظلمني ، يشتمني ، يقهرني ، يستفزني ... أفليس من حقي أن أغضب ؟! أقول : ليس بالضرورة أن يتحول كل ما لا تشتهيه أنفسنا إلى موجات غضب عارمة ، ينتج عنها سلوكيات لا يرتضيها عاقل .. .. لقد علمنا الشرع الحنيف ، كيف نتعامل مع ذواتنا ، ومع من حولنا ، وأرشدنا إلى مناهج سلوكية تكفل لنا الاطمئنان النفسي .. فالقرآن علمنا الصبر ، والمصابرة، والحلم ، والرفق ، والعفو ، والتسامح ، وأدب الحوار ، وأدب الخِطاب ، وأدب الخِلاف .. وبالسنة النبوية تعلمنا أن أعظم قوة ليست بثورة الغضب ، بل في أن نضبط نفوسنا ، ونلجم جام غضبنا ، كما أرشدنا نبينا محمد ـ عليه الصلاة والسلام ـ حين قال : ( ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب) متفق عليه . وما كرر ـ عليه الصلاة والسلام ـ هذه الجملة ثلاثاً : ( لا تغضب ) إلا لأن الغضب مفتاح كل شر .. التعديل الأخير تم بواسطة beautiful life ; 20-07-2011 الساعة 07:18 PM. |
![]() |
![]() |
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ beautiful life على المشاركة المفيدة: |
the king (20-07-2011)
|
![]() |
|
|