سوق دمشق


العودة   الأسهم السورية ( المضارب السوري) > صالة الإدارة والإقتصاد > إدارة وأعمال

الملاحظات

إدارة وأعمال علم الادارة غني بمعلوماته ... تعلم معنا لتكون ادارياً ناجحاً .. وفعالاً ..

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 20-07-2011, 07:11 PM   #1
beautiful life
مشرفة صالة إدارة وأعمال
 
الصورة الرمزية beautiful life
 

شكراً: 3,346
تم شكره 3,494 مرة في 1,132 مشاركة



افتراضي لا.... للغضب

يقول الدكتور مصطفى السباعي في كتابه
( هكذا علمتني الحياة )


: (( إذا اعتدت أن تغضب من كل ما لايرضيك ، فلن تهدأ أبداً )) .


تستحق هذه المقولة أن تُكتب بماءالذهب في عصرنا هذا عصر التقدم والتكنولوجيا
الذي صار فيه الغضب داء العصر .

ومن يتأمل الواقع ، ويخوض في أعماقه سيجد بلا شك متناقضات ، وازدواجية في
المعايير ، واختلاف في طباع البشر ، وتفاوت في الشخصيات ، وألوان شتى من
الأمور التي لا توافق الهوى .


ولأن الدنيا طُبعت على كدر ، فلن تجدها سهلة

سائغة على الدوام ،إذ معلومٌ أن فيها
أفراح قد تعقبها أتراح ، فإذا أتتك مقبلة اليوم ، فلا تأمن غداًأن تولي عنك مدبرة ..
وهكذا هي لا تسير على منوال واحد.
فينا من وطَّن نفسه على تقبل تقلبات الدهر ، وتلون بني البشر ،فكانت نفسه أبية
أينما يوجهها لا تأتي إلا بخير .
وفينا ذلك الشخص المندفع كالزجاجة يسهر كسرها ، فهولا يتحمل أن يُشاك بشوكة
،إذ هو دائم الصراع مع نفسه ، ومع الآخرين .
يشكو ، ويتبرم ، ويتأفف ، ولربما فار دمه ، واشتد طيشه ،فارتكب حماقات ، أو أهدر ممتلكات .


هذا النوع من البشر صعب المزاج ، قليل الصبر ، كثير العبوس ، مقطب الجبين
، دائم التشكي ، دائم الانتقاد ، لا يهدأ له بال ، ولا يرتاح له ضمير ..
ما أشقى ذلك المسكين ، وما أضيق العيش في نظره !
لعل الاستقرار النفسي لم يطرق بابه يوماً ما ، وما ذاك إلا لأنه أهمل نفسه فلم
يروضها منذ البداية أن تكون نفساً أبية شجاعة ، لا تهزها سفاسف الأمور ،
ولا مدلهمات العصر .


لعله لو تأمل قليلاً لأدرك أن الغضب لا يرد غائباً ، ولا يجبر كسيراً ، ولا يطعم
جائعاً ، ولا يكسو عارياً ، ولا يرفع مظلمة ، ولا يبني ناطحة .
ولو فكر أكثر ، وأكثر لأيقن أنه بشرارة غضب يهجره الأصحاب ، وينفر منه
الأحباب ، ويتكاثر أعداؤه ، وتعتل صحته ، فيخطو خطوات سريعة نحو الشيخوخة المبكرة .


قد تقولون :
كلنا بشر لنا أحاسيس ومشاعر فالغضب ولا شك يعترينا تارة ، والألم يعصر قلوبنا تارة أخرى
لأي موقف ، أفليس من حقنا هنا إن نغضب ؟!


وقد يقول آخر :
فلان يظلمني ، يشتمني ، يقهرني ، يستفزني ... أفليس من حقي أن أغضب ؟!
أقول : ليس بالضرورة أن يتحول كل ما لا تشتهيه أنفسنا إلى موجات غضب عارمة
، ينتج عنها سلوكيات لا يرتضيها عاقل ..


..
لقد علمنا الشرع الحنيف ، كيف نتعامل مع ذواتنا ، ومع من حولنا ، وأرشدنا إلى
مناهج سلوكية تكفل لنا الاطمئنان النفسي ..
فالقرآن علمنا الصبر ، والمصابرة، والحلم ، والرفق ، والعفو ، والتسامح ، وأدب
الحوار ، وأدب الخِطاب ، وأدب الخِلاف ..
وبالسنة النبوية تعلمنا أن أعظم قوة ليست بثورة الغضب ، بل في أن نضبط نفوسنا ،


ونلجم جام غضبنا ، كما أرشدنا نبينا محمد ـ عليه الصلاة والسلام ـ حين قال :
( ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب) متفق عليه .


وما كرر ـ عليه الصلاة والسلام ـ هذه الجملة ثلاثاً :
( لا تغضب )

إلا لأن الغضب مفتاح كل شر ..








التوقيع:
أفضل وسيلة لــتحقيق أحلآمك هو أن تستيقظ




كن واعياً للطريقة التي تنظر بها إلى الوقت، فمشاهدة الساعة ليست كمشاهدة الغروب.




التعديل الأخير تم بواسطة beautiful life ; 20-07-2011 الساعة 07:18 PM.
beautiful life غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ beautiful life على المشاركة المفيدة:
the king (20-07-2011)
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع