|
استراحة المضاربين بعد قضاء .. فترة التداول والمضاربات .. لنسترح قليلا .. هنا .. ونتكلم .. ونتناقش سوياً .. |
|
أدوات الموضوع |
23-05-2010, 11:23 AM | #1 |
عضو
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
|
أما اليتيم فلا تقهر"
أما اليتيم فلا تقهر" ماتت أم فاطمة، وقبل موتها بعشر دقائق خرجت فاطمة من رحمها إلى الحياة. كلتاهما كانتا تصرخان؛ فاطمة صرخت صرخة الحياة، وأمها تنهَّدت تنهيدة الموت. عاشت فاطمة يتيمة الأم، هي اليوم في الحادية عشرة، تأكل وتشرب وتنام وتضحك وتلعب مع إخوتها الأيتام في احدى دور الرعاية. خلود وهنادي وعلي، الذين عركتهم الحياة مبكراً، ولكن،. لم يكونوا وحيدين يوماً، فأسرتهم الكبيرة في الميتم احتوتهم بحب، وبحب فقط. هذا العيد، وككل عيد، تسلَّمت فاطمة عيديتها من «ماما» المشرفة، قبضت بأناملها الصغيرة على مبلغ 300 ل.س خوفاً من أن تضيع العيدية ولا تجد من يعوِّضها، فتضيع معها أحلامها في الأرجوحة وغزل البنات والفول النابت واللعبة التي ستشتريها لتغرسها ليلاً بين ضلوعها. وفي العيد كثر أهل الخير، واستقبل الميتم قبل العيد بأيام أصحاب الأيادي البيضاء الذين وهبوا العيدية والملابس، وخلقوا الفرح في عيون أطفال الميتم، بالتفاتة «حنيّة» إليهم، قدَّموا فيها ما حرصوا على تقديمه لأبناء أكبادهم نحن اليتامى أبناء المجتمع ضحكات عيون اليتامى لا تُنسى، لحظة تسلَّموا ثياباً جديدة وعيديّة. استقبلوا بها صباح العيد وسط أسرهم التي لم ولن تكتمل يوماً، بعد أن افتقدت إما الأب أو الأم، وغالباً كليهما. مصطفى (13 عاماً) رمى بنفسه في أحضان أمه، وقبّل يديها اللتين يُحرم من تقبيلهما طوال الأسبوع، وأعطاها نصف عيديته التي أخذها من الميتم. وأقسم بروح والده على عدم الاقتراب من الألعاب النارية لئلا يحرق قلبها عليه، فهو يداريها بعينيه وبقلبه الصغير الذي ينبض بعيداً عنها، كلُّ شيء في الدار يسير بنظام، منذ وقت الاستيقاظ، والذهاب إلى المدرسة، إلى وقت الاستحمام، ووقت الدراسة، ووقت النوم، وحتى الطعام. لا يفعل اليتيم بمزاجه أيَّ شيء، ولو أحبَّ مرة أن يكسر هذا الروتين اليومي، فلن يكون في مقدوره فعل ذلك، لأنه ابن الأسرة الكبيرة التي لن يضبطها إلا النظام والرتابة في أدقِّ تفاصيل اليوم. ينامون ثمانية في غرفة واحدة، ويدرسون عشرة في قاعة واحدة. لا نشاط فردياً، ولا استقلال لديهم ولو لساعة.. الجماعة وروحها تحومان حول اليتيم المقيم في الدار. هذا لا يعني أنَّ اليتيم لا يلقى الرعاية اللازمة في الدار، بل على العكس تماماً؛ يلقى كلَّ الرعاية، ولكنه محروم في المقابل من جوِّ الأسرة الصغيرة ومن عطف الأم على تهرُّب طفلها من بعض النُظم وحنان الأب على عدم تقيُّده بكلِّ التعليمات. الأطفال الأيتام أنفسهم اعترفوا بمللهم من هذا الروتين، ومن حياتهم المحاطة دائماً بالأصدقاء المحدَّدين من داخل الدار، لذا وجدوا عطلة العيد فرصة ليهربوا إلى حضن العائلة الدافئ، رغم البرودة التي خلَّفها رحيل أحد الوالدين. لا تطعمونا سمكة.. علِّمونا الصيد كفالة اليتيم ليست الإطعام والإيواء فقط، وإنما تعني بمفهومها الكبير التربية والإنفاق، ومد يد المساعدة لليتيم، إلى أن يتحوَّل من آخذ إلى معطٍ. وكافل اليتيم بهذا المعنى يقوم مقام الأب المكلَّف بالتربية والنفقة. حيث يقف إلى جانب اليتيم حتى يبلغ أشدّه، ويقوى عوده، ويتغلَّب على انكساره وحرمانه. ويتمُّ ذلك من خلال تعاون الآباء والأمهات بالكفالة مع الجهات الأهلية والخيرية في تحمُّل تكاليف تعليم وتنشئة هؤلاء الأيتام؛ أبناء المجتمع الذين إن حرموا من العناية المادية والتربوية سيكون مردود حرمانهم على المجتمع خطراً للغاية؛ إذ سيشعرون بالضياع وغياب القدوة، فينقضُّون على مجتمعهم ويكونون أداة تشويه للقيم المجتمعية التي لم يجدوا مَن ينشئهم عليها، معتمدين الانحراف السلوكي.. فأمامنا فرصة لأن نأخذ الأيتام كمادة خام، نصهرها بالشكل الذي تتطلَّبه مصلحة المجتمعات طبقاً لمواصفات مثلها الأعلى. لا تقهرونا.. أنتم عائلتنا اليتيم هو الشخص الذي فقد أحد أبويه أو كليهما، وتكون الحالة قاسية وصعبة عندما يتمُّ الفقدان في الصغر، حيث إنَّ نفسية اليتم في المراحل المبكرة من الحياة تنعكس سلباً عليه، لأنَّ العاطفة التي يحتاج إليها الطفل تعدُّ أساساً من أساسيات النمو الطبيعي. وهنا تصبح التفاصيل الصغيرة محوراً للقلق وفقدان التوازن النفسي للطفل اليتيم، كما حدث مع عبد الرحمن (12 عاماً) فهو منذ فقد والده إلى اليوم لم يذهب إلى السوق لشراء ملابس، ولم يذهب إلى المكتبة لشراء أقلام ودفاتر على مزاجه كبقية زملائه في المدرسة من غير الأيتام. بحسب نظام الدار التي يقيم فيها عبد الرحمن، لا يحقُّ لليتيم الذهاب إلى السوق لاختيار ملابسه بنفسه، حيث يتكفَّل أحد المشرفين بهذه المهمة - ويشتري «طلبية» من الملابس بمقاسات معينة لتوضع في مستودع الدار، ومن ثم يحقُّ للطفل الاختيار من بينها فقط في المناسبات، كالأعياد وبداية موسمي الصيف والشتاء. وخارج هذه الأوقات، يحظى الطفل ببنطال فقط عندما يتمزَّق بنطاله.. وربما لم يكن مستبعداً أن تؤثِّر الأزمة المالية العالمية على أعداد المتبرعين وحجم تبرعاتهم. وهو ما حدث في احدى دور الرعاية»، حيث اعتاد الميتم منذ 22 عاماً على تسلُّم ملابس العيد للأطفال من أحد تجار دمشق، لكنه تخلَّى هذا العيد عن تقديم كسوة العيد بسبب الظروف المالية الصعبة التي يمرُّ بها، فاضطرَّ الميتم إلى شراء الملابس من ميزانيته؛ هذه الميزانية التي عانت من شحِّ هذا العام «الغريب» كما وصفه القائمون على الميتم، فدائرة التوزيع كبرت والجهات المحتاجة بازدياد. لا تبخلوا علينا بحنانكم إنَّ ما تقدِّمه دور رعاية الأيتام لا يقدَّر بثمن، فالتعليم والتربية والأخلاق وتنمية الجسد تنمية سليمة من أولويات ما تسعى كلُّ دار إلى تقديمه لأبنائها المحرومين من العيش في كنف أسرة طبيعية مؤلَّفة من أب وأم وإخوة. هذه الدور بحاجة إلى مصادر تمويل تقدِّم أنواعاً مختلفة من الدعم العاطفي والمادي والمعنوي، ولن تستطيع الدور بمفردها أن تقدِّمها للطفل، ولو حرصت على ذلك؛ ذلك أنَّ سيكولوجية الطفل اليتيم تتطلَّب المزيد من الحاجات النفسية والاجتماعية، والتي لا توجد إلا على صدر الآباء، وفي حضن الأمهات، وبالتالي يتسبَّب غياب أحد الأبوين في مراحل العمر المبكرة في جوع عاطفي لدى الطفل؛ هذا الجوع الذي لن تشبعه الأيام القادمة في عمره، إلا إذا تمَّ تعويضه بألوان مختلفة من الدعم لازمة لصحته النفسية.. أما الطفل الذي لا يُشبِع هذه الحاجات، فإنه يعاني من الجوع العاطفي، ويشعر بأنه غير مرغوب فيه، ويصبح سيِّئ التوافق مضطرَّباً نفسياً. نحبكم ونحتاج إليكم الساعة العاشرة والنصف مساءً، أطفئت الأنوار في دار الأيتام، نام الأطفال بسكون، فلِمَ لا نفاجئهم في الصباح بالمزيد المزيد من الهدايا والمعونات، التي سيفرحون بها، فهم يحبُّوننا ويحتاجون إلينا. هذا ما قاله مصطفى وغطفان وعلي وفاطمة. عمل عظيم تقدِّسه الشرائع ذاك العمل الذي تقوم به دور الأيتام وأصحاب الأيادي البيضاء التي احتوت الأيتام في وقت شاءت فيه إرادة الخالق أن تأخذ مَن أنجبهم إلى هذه الحياة. وجميعكم أبناء هذا المجتمع المتراحم، لا تبخلوا على يتيم بمسحةٍ على الرأس، لا تبخلوا على يتيم بضمّة على الصدر، لا تبخلوا على يتيم بنظرة حانية. ........منقول......... |
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
بعد انتهاء مدة تطبيق القرار "588" .. هل مازال "المركزي" قلق على مستوى سيولة مصارفنا السورية؟ | Rihab | أخبار ومعلومات الشركات المدرجة | 1 | 18-07-2010 10:46 PM |
العطري "يهيب " بـ "الفطيم " لتنفيذ مشروعها في يعفور " ضمن مدة محددة " ؟؟؟ | Rihab | السوق العقارية | 0 | 18-07-2010 02:27 PM |
تعليمات جديدة لشيكات المازوت...تحرم اليتيم والأرملة والمطلقة والقاصر | خالد الحاج | استراحة المضاربين | 1 | 22-02-2010 08:21 PM |
"skills" و"ماس" توقعان مذكرة للتعاون وفراس طلاس مؤمن بالمسؤولية الاجتماعية | سليم نجار | إدارة وأعمال | 0 | 22-11-2009 01:15 PM |
مصر.. الجدل يشتعل مجددا حول "ربوية" فوائد البنوك غير "الإسلامية" | hythm | اقتصاد العرب | 1 | 04-08-2009 11:27 PM |