السيد طالب البركة، المرأة نصف المجتمع، وهي مواطنة تملك نفس الحقوق التي يملكها الرجل، وكل المجتمعات التي لا تعمل فيها المرأة هي مجتمعات متخلفة قطعا، ولا يمكنك ذكر أي مثال لأي دولة متطورة لا تشكل المرأة فيها جزء من القوة العاملة، بالإضافة إلى أن المرأة في كثير من القطاعات منتجة أكثر من الرجل، وعلى فكرة المرأة تعمل أكثر من الرجل، وقدرتها على التركيز لساعات طويلة أكبر من الرجل، وهي أكثر ديبلوماسية في كثير من الأحيان،أما بالنسبة لمجتمعنا، فلا أعتقد أن المرأة قد زاحمت الرجل في أعماله، فمثلا، قطاع التعليم الإبتدائي، لم أجد رجلا يفضل أن يكون معلم إبتدائي، القطاعات الإدارية، المرأة لا تترقى في المراتب الوظيفية، وبإمكانك أن تشاهد القصة نسبة وتناسب، يعني كم امرأة تعمل مدير عام؟ أو رئيس قسم، أو رئيس شعبة، مثلا، في قطاعات الطب، الكثير من الرجال وخاصة المتدينين يفضلون أن تذهب نساءهم إلى طبيبات، أما القطاعات الحرة، فلا يوجد منافسة، لأن المنافسة للأشطر، يعني مثلا، الصيدليات، المحلات، الخ...، ومعظم الوظائف الذكورية، مثل الشوفير، الفران، بلاط، دهان، والتي هي بحاجة لمهارات جسدية، لا تزال في أيدي الذكور،

في المجتمعات الريفية لدينا، لا تزال المرأة هي القوة العاملة الأساسية في الأرض وفي صناعة المشتقات الزراعية كالبرغل مثلا، والأجبان، وبقي الحساب المالي في يد الرجل، يعني المرأة بتشتغل والرجال بيقبض( وبيتجوز عليها)، وما شفت الرجال عم يشتكي أنو المرأة عم تزاحمو على عملو.
المشكلة لدى معظم الذكور في بلداننا النامية، هي محاولة التمسك بالسلطة الذكورية المطلقة على كل شيء، ونحاول أن نستمد هذه السلطة بكل الوسائل، بدءا من النصوص الدينية والشبه دينينة، انتهاءا من محاولة فرض الأمر الواقع من خلال القوانين المتخلفة الموجودة حاليا، وممارسة ما يسمى بتمييز الجندر، يعني مثلا، في حال كنت في مؤسسة حكومية، في حال تأخرت موظفة عن تلبية طلبك، فقد تأخرت لأنها امرأة، ولأنها سيئة، أما في حال تأخر الرجل عن تلبية طلبك، فهذا هو واقع القطاع الحكومي، في حال ابتسمت امرأة في وجهك، فهي غير مهذبة، في حال ابتسم رجل في وجهك، فهو لطيف ومتزن وعاقل، في حال قادت امرأة سيارة ولم تضيء غماز اليمين أو اليسار، فهذا بسبب أنها امرأة، اما في حال سائق ميكرو أو تكسي ام يقم بهذا ، فهذا بسبب الوضع العام للسياقة في البلد، في حال فشل الذكر من إيجاد عمل له، فالسبب هو المرأة حتما، وفي حال وظف رجل مجموعة من النساء في معامله كخياطات، فهو نسونجي، ونفس الشيء لنساء الأعمال لدينا، امرأة لديها مشروعها الاقتصادي، فمن المؤكد أنها جمعته بطرق ملتوية، أما في حال رجل من خافي علمو صار معو 60 مليون ليرة، فالله رزقو. هذه هي النظرة المتعالية على المرأة العاملة وهي التي تشكل نصف المجتمع.

إن عمل المرأة هو أمان لها في المستقبل، يعني عندما يتوفى الرجل أو عندما تتقاعد، يكون لديها استقلال مادي ومعنوي، يغنيها عن أن تمد يدها لأبنائها أو بناتها. أو في حال بقيت من غير زواج، لن تكون مضطرة لأن تكون (عالة) على أحد.


أما بالنسبة لما تقوله أنه بسبب عمل المرأة صارو البنات متاحات، فأحب أن أخبرك بأن الفتاة التي يغلق عليها الباب هي المتاحة أكثر بكثير تحت الضرس من المرأة العاملة لسبب بسيط وهي أن المرأة العاملة تعمل، اما التي في البيت فهي التي تعيش حالة الفراغ والتي تدفعها للتفكير بأشياء خارجة عن التقاليد الشريفة، علما أن طريقة تعبيرك معيبة ومهينة. لأن المرأة ليست أكلة ولا وجبة طعام. المرأة هي أمي وأختي وابنتي وزوجتي وشريكة حياتي، عندما اقلل من احترامي لها، أقلل من احترام نفسي.



على فكرة تعليقك سبق وسمعت شي بيشبهو بمقابلة مع أحد شيوخ طالبان حول منعهم لتعليم النساء في أفغانستان.