عضو مشارك
تاريخ التسجيل: May 2009
الدولة: سوريا
المشاركات: 169
شكراً: 9
تم شكره 3 مرة في 3 مشاركة

تسريبات وزارية: ملف النهوض بالصناعات الغذائية تتولاه (الزراعة) بدل (الصناعة)
تحقيق
باعتبارنا قوم نغرم كثيراً (بالفاينة) :0069: ونتعمشق إلى أبعد حدود بها كشماعة طويلة عريضة نعلق عليها إخفاقاتنا وأخطائنا وما ارتكبته أيماننا من حماقات بحق القطاعات الإنتاجية والإدارية، فإن الموجة التي جاءت على مدار السنوات الأخيرة والتي أبدعنا في ركوبها هي المتعلقة بالظروف المناخية التي ضربت البلاد يحث حلّ الجفاف على أخصب الأراضي، وعلى أثرها أعلنت الجزيرة السورية (منطقة منكوبة) :v9v9net_074:ولكن بلكنة أكثر تهذيباً وتطويقاً حسب العادة في التعاطي الحكومي مع هكذا كوارث، علماً أن الفعل مرده للطبيعة ولا أثر مباشر لليد الآدمية في صناعة ما حدث.
المهم أن التأثر الذي أصاب (أم) القطاعات الاقتصادية -الزراعة- وما لحقها من مصائب جسيمة بدت واضحة في قيم وكميات الإنتاج والمحاصيل التي وضعت المجتمع المحلي في مواقع الأنشطة الزراعي على محك العطالة والبطالة والعوز لسلال غذائية كحملة إنقاذ حكومية بعدما كانت هذه الأرض ولعقود مصدراً لغلال الأقماح والأقطان، وهما العمود الفقري لكل الحسابات المالية والاقتصادية المحلية لأننا وبكل تواضع بلد زراعي في غالبه...؟
إذن... أعوام عجاف مرّت على الزراعة السورية كان فيها الخطاب الرسمي مقولباً في اتجاه واحد هو تحميل العثرات في كل مناحي الأداء على الانحباس والاحتباس والجفاف من جهة، وما لحق الاقتصاد السوري من (طرطشة) سببتها الأزمات العالمية على الاقتصاديات الجزئية والفردية ونحن بطبيعة الحال حالة من جملة المتأثرين والمتضررين على قلة التأثير، إلا فيما ندر على الأقل في الأصعدة التجارية والتسويقية والأهم التنافسية.
حليمة وإن بخلت لسنوات :005:
كثيرة هي المؤسسات والجهات التي راحت تنسج مبررات لخسائرها غير الجديدة بما يدور في فلك استثمار واستغلال الأحداث القادمة من وراء البحار والمتعلقة بقدرية ما تجود به السماء من أمطار لمساحات لا زلنا نتفاخر بأن معظمها بعل جاءت به متوسطية المناخ واعتدالاته.
إذ لم ننتظر أكثر من سنة وبعض السنة حتى أثبتت المناخات المحلية بأنها حليمة في هطولاتها وإن بخلت لعدد من المواسم، حيث جادت السماء بأمطار لم تكن متوقعة وصلت في بعض المناطق إلى مناسيب تجاوزت المعدلات السنوية بأضعاف مضاعفة، وهذا الحال أصاب الرحم الغذائي السوري (الجزيرة) وعلى رأسها الحسكة وخابورها الذي فاض بعد فترات قطيعة وانقطاع غير مسبوقين.
إعداد العدة 
بموجب هذا الانقلاب الذي كانت المنخفضات الجوية والطقس الماطر أبطاله، يمكن القول أن ما كنا نستغله لتغطية عوراتنا قد غاب هذا الموسم ولهذا حرّي بصناع السياسة الزراعية وراسمي خطط المحاصيل أن يشتغلوا وفق واقع مغاير لما سبق وينشغلوا بإعداد العدّة لإدارة العمليات الإشرافية في إدارة الموسم لاسيما أننا في رحلة الإثبات وبالتالي ثمة حسابات يمكن تدويرها في الرأس لضمان إنتاج وفير يليق بسمعة ما نعرفه عن إمكانياتنا ومواردنا الزراعية.
هنا أولى البوادر كانت على لسان مدير زراعة حلب عندما أعلنها جهاراً بأن جميع المحاصيل الشتوية بحالة جيدة وتبشر بموسم وفير نتيجة الهطولات المطرية والظروف الجوية الملائمة، مع التنويه بأن المحاصيل الشتوية لهذا الموسم قد انتهت مع مرور هذه الجبهة الماطرة، والجدير ذكره أن المساحات المزروعة بالقمح على مستوى حلب أكثر من (3) آلاف هكتار أراضي بعلية ومروية، أما المساحة المزروعة بالشعير كانت 366316 هكتاراً مروياً.
جدلية (الأكياس) mad
ما تلقفته الأرض من هطولات مطرية قد يكون في حسابات الحقل مقنعاً من حيث الشكل، ولكن ثمة معايير لا يمكن أن تقاس إلا وفق جدلية (الأكياس) المعبأة على بيادر الأرزاق، ولهذا لا تتوانى وزارة الزراعة أن تبين بأن حاجة الزراعة سنوياً هي 15 مليار م3 من المياه يتوفر منها حالياً نحو 12 مليار م3 مما يعني وجود عجز تراكمي سنوي، لذا تعتبر الوزارة بأن المشروعات التي تقوم بها بمعية مديرياتها من ترشيد لاستثمار واستهلاك المياه وري حديث هي خطوات لا بديل عنها في طريق سد هذا العجز وتفادي النقص الحاصل في المخزون المائي.
ولهذا ليس مواربة أن تتفاءل صاحبة الشأن في الحكومة بما يمكن معايشته لجهة التحمس الملحوظ بالمحاصيل مقارنة بالسنوات الماضية وذلك بسبب الهطولات الغزيرة التي حصلت مؤخراً، علماً أن توزعاتها على مدار أشهر فصل الشتاء كان جيداً نوعاً ما وبذلك يمكن التنبؤ بزيادة في الإنتاجية الملحوظة التي ستشهدها المحاصيل الاستراتيجية من قمح وقطن وشعير.