عرض مشاركة واحدة
قديم 23-07-2011, 02:59 PM
  #1
رندة
مشرفة
 الصورة الرمزية رندة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 8,727
شكراً: 38,651
تم شكره 41,326 مرة في 8,578 مشاركة
Icon33 عوائق النهضة الحضارية





ولعل أحد أهم أسباب إخفاق مشروعات النهضة -طَوالَ العقود الماضية- هو التشخيص الخاطئ




فالعقلية الببغائية (التي كانت مجرد صدى لما يطرح في الغرب) حصرت سبب التخلف في الدين، وبعضهم خففها في العقلية الدينية، والبعض حصرها في الجانب السياسي أو الاقتصادي؛ لذلك كانت خطوات العلاج ناقصة ومبتورة، وربما ضرت أكثر مما نفعت.


ونحن قد لا نجادل في أن الأمة تمر الآن في أسوأ مراحلها، وقد ضرب جسدَها الهزيل أمراضٌ عديدة أصبحت مزمنة وكأنه استحال إيجاد علاج لها، إضافةً إلى أن هذه الأمراض أعقد من أن يشخصها أو يصل إلى أعماقها فردٌ واحدٌ أو مجموعةٌ منفردةٌ وبإمكانيات محدودة من النظر والبحث.



الأمة في أشد الحاجة إلى صفوة عقولها الصادقة المخلصة الواعية بطبيعة واقعها وتعدد مشكلاتها في جميع التخصصات؛ لتقوم بدراسة واقع الأمة كما هو، وتستعرض مشكلاته جميعها بالتفصيل الدقيق



وفي حال التشخيص المتكامل وبيان الأسباب الحقيقية أو ما كان عرضًا لسبب ونظنه سببًا؛ تقدم الحلول المبنية كذلك على دراسات متخصصة ومعمقة.



وقد تحتاج بعض الأمراض زمانًا طويلاً لعلاجها،





أهم العوائق في طريق نهضة أمتنا


1- الاستبداد:




الذي يقمع الناس ويقسرهم على أهواء الحكام وما يشتهون من الحكم المطلق في البلاد والعباد! والاستبداد كله -ما ظهر منه وما استتر- شرٌّ، ولا سبيل إلى نهضة حقيقية دون الحرية الكاملة، فقديمًا قال عنترة لسيِّده إذ طلب منه الكَرَّ: العبد لا يَكُرّ! ومن هنا، فلا عجب أن يتفطن علماؤنا إلى أن يجعلوا الحرية من أهم مقاصد الشرع العليا.


2- غياب العدالة:




فالعدل أساس الملك، كما يتغنى الجميع من غير جدوى! وما أذكى ابن تيمية -رحمه الله- حين قال: إن الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة، على الدولة الظالمة وإن كانت مسلمة.


3- التسيب الأخلاقي:




فالأمم -كما يقول أمير الشعراء- الأخلاقُ ما بقيت، فإن ذهبت أخلاقهم ذهبوا! وقد حصر النبي الأكرم -صلوات الله عليه- الغاية من إرساله في إتمام مكارم الأخلاق، وكذلك أشارت الآية الكريمة: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107]. وهل الرحمةُ إلا جُمَّاع الأخلاق الكريمة؟!


4- التخلف التنموي:





الذي أوصلنا إلى الحال التي وصفها الشيخ محمد الغزالي بقوله: "إنني أخشى إن قيل لكل شيءٍ في بلادنا: عُدْ من حيث أتيت؛ أن نمشي حفاةً عراةً راجلين!". وهذا التخلف عميقٌ في بنية حياتنا اليومية، حتى وإن تبهرجنا بكثيرٍ أو قليلٍ من "مظاهر" الحداثة.. فهي مصطنعةٌ زائفة، على حد ما قال نزار قباني: خلاصة القضيةْ.. توجز في عبارةْ.. لقد لبسنا قشرة الحضارةْ.. والروح جاهليةْ!


5- التخلف التِّقْني:




وهذا جزءٌ مما سبق، لكنه قد يكون الجزءَ الأهم والأفدحَ أثرًا والأظهرَ أثرًا! فنحن نكاد نكون خارج سياق الحضارة المعاصرة، إلا أن نكون مستهلكين!


6- الجمود والتقليد:




على صعيد الفكر والثقافة والعلم، فيما يخص أمور الدين وشئون الدنيا جميعًا! لا نزال نجتر ماضينا اجترارًا، أو نقلد مناهج شرقيةً أو غربيةً تقليدًا غير مستبصر.


7- التمزق والتدابر:




على صعيد السياسة والاقتصاد.. فلا نزال عاجزين عن تحقيق الحد الأدنى من "التنسيق" السياسي (مجرد "التنسيق" لا "الوحدة المتكاملة"!)، كما أننا عاجزون عن تطبيق أبسط صور "التعاون" الاقتصادي (مجرد "التعاون" لا "التكامل" وصولاً للاكتفاء الذاتي في محيطنا!).


8- الاستلاب والتبعية




: على مستوى القرار السياسي والسيادة على الأوطان.. وهذا سببٌ فيما سبق من وجهٍ، ونتيجةٌ له من وجهٍ آخر. فالطغيان والظلم والانحلال والتخلف والجمود.. كلها كوارثُ تجلب الطغاة، والغزاة



المصدر: مجلة الأمة.
__________________
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:"‏قال ربك جل وعز‏:‏

وعزتي وجلالي لأنتقمن من الظالم في عاجله وآجله ولأنتقمن ممن رأى مظلوماً فقدر أن ينصره فلم يفعل‏"‏‏


أولاً يتجاهلونك , ثم يسخرون منك , ثم يقاتلونك , ثم تفوز أنت .
المهاتما غاندي

وفي النهاية لن نتذكر فقط كلمات اعدائنا بل أيضاً صمت اصدقائنا .
مارتن لوثر كنج




رندة غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
11 أعضاء قالوا شكراً لـ رندة على المشاركة المفيدة:
arnouri (24-07-2011), لقماان (23-07-2011), BROKER (25-07-2011), economic opinion (23-07-2011), mahermmmm (24-07-2011), manar (26-07-2011), saeed (25-07-2011), Ship World (24-07-2011), sommmmy (23-07-2011), غالب (24-07-2011), فراس السكري (24-07-2011)