بين الشائعة والخبر
تنتشر بين أوساط المتعاملين في الأسواق المالية وخاصة المضاربون منهم مقولة شهيرة وهي (اشتر على الشائعة وبع على الخبر)، هذه الكلمات كثيراً ما تجدي في تحقيق الأرباح إذا ثبتت صحتها فكثيراً من المضاربين يبدؤون بالشراء على الشائعة وعندما تتحول الشائعة إلى خبر يقومون ببيع أسهمهم وتحقيق الأرباح ومن ثم لا تلبث الأسهم أن تعود إلى أسعارها السابقة أو قريبا منها بفعل موجة البيع الكبيرة التي تحدث، لكن هل يصلح التعامل وفق هذه المقولة في جميع الأوقات، وما هي احتمالات اتجاه سعر السهم بعد أن تتحول الشائعة إلى خبر.
الاحتمال الأول هو التفاعل المباشر لسعر السهم مع هذه الشائعة سلباً أو إيجاباً والوصول إلى مستويات جديدة لا يلبث بعدها أن يعود سعر السهم إلى مستوياته القديمة بعد صدور الخبر، أما الاحتمال الثاني فهو تحرك سعر السهم عند ظهور الشائعة، وبقاؤه ثابتاً أو قريباً منه عند صدور الخبر، بينما في الاحتمال الثالث يمكن أن يتفاعل السهم مع الشائعة والاستمرار في تحقيق أسعار جيدة بعد صدور الخبر، لكن لا بد أن نعرف أن هناك عدة أنواع من الأخبار تلعب دوراً في تحديد سعر السهم فهناك أخبار لا تؤثر على وضع الشركة في الوقت الحالي لكنها قد تكون ذا تأثير قوي على أداء الشركة مستقبلاً، منها الأخبار عن دخول الشركة في مشروعات جديدة أو نية الشركة بناء معمل جديد، وهذه الأخبار يمكن أن ينطبق عليها مقولة »اشتر على الإشاعة وبع على الخبر« لأن نتائج مثل هذه الأخبار قد تحتاج إلى أوقات طويلة حتى يبدأ تأثيرها على أداء الشركة لذلك فإن المضاربين قد يستثمروا مثل هذه الأخبار قبل ظهورها لرفع سعر السهم إلى مستويات جديدة وبعد تأكيد الخبر يقومون بالبيع لأنهم يعرفون أن أداء الشركة على المدى القصير أو حتى المتوسط لن يتأثر بمثل هذه الأخبار.
كما إن هناك أخباراً من الممكن أن تؤثر على أداء الشركة وتثبته عند سعر معين كالانتهاء من تنفيذ مشروع جديد ينتظر منه تحقيق عوائد جيدة على أداء الشركة على المدى القصير أو المتوسط خاصة إذا كانت السلعة التي تقدمها الشركة يتعامل بها عدد كبير من المتعاملين، وهذا النوع من الأخبار قد يرفع سعر السهم إلى مستوى معين ولكن ليس شرطاً أن يعود إلى مستوياته القديمة تأكيد الخبر، لأن الشركة ستكون مقبلة على طفرة قريبة في أدائها، أما الأخبار غير المتوقعة للشركة خاصة التي تتعلق بأرباح الشركة وأنها ستكون كبيرة للفترة المقبلة، فإن صدور الخبر قد يثبت السعر عند مستويات معينة نتيجة بيع بعض المضاربين على الخبر، ولكنه لا يلبث أن يستمر في الارتفاع بعد ذلك لأنه سيكون للخبر تبعات قوية بعد ذلك خاصة إذا كان المركز المالي للشركة قوياً ويتوقع أن تكون هذه النتائج متتابعة.
وإذا كان بقي ما نقوله فليس سوى إن مقولة »اشتر على الشائعة وبع على الخبر« قد لا تصلح في كل الأوقات، لذلك على المستثمرين تحليل أي شائعة لمعرفة مصداقيتها ومدى تأثيرها على سعر الورقة المالية قبل الإقدام على الاستثمار.
تشرين