أين هي التأثيرات الايجابية للأزمة المالية العالمية؟!
لماذا أغفلت هيئة الاستثمار السورية بيانات الاستثمار الأجنبي المباشر عام 2009؟!
اعتدنا طيلة السنوات الثلاث الماضية، من عمر إصدار هيئة الاستثمار السورية لتقريرها السنوي عن حالة الاستثمار في سورية، أن تقدم الهيئة بيانات و معلومات جديدة تستحق المتابعة عن واقع مناخ الاستثمار في سورية، وتحديداً ما يتعلق منها بحالة
![التأثيرات الايجابية للأزمة المالية العالمية؟!](http://www.syriasteps.com/archive/image/1240423697-damas.jpg)
الاستثمار الأجنبي المباشر، إذ دأبت على نشر ما يسمى بصافي التدفق الاستثمار الأجنبي المباشر، وهو المؤشر الأهم في ملف الاستثمار الأجنبي، فلم يعد المهم-كما قلنا في مقالات سابقة- عدد المشاريع الاستثمارية الأجنبية المشملة بقوانين الاستثمار و حجم تكاليفها الاستثمارية، ولا حتى المشاريع التي يقال عنها أنها استثمار خارجي فيما هي في الواقع مشاريع أقيمت و نفذت بمدخرات السوريين رغم أهمية تلك المشاريع، بل إن المهم أكثر و الجوهري في ملف الاستثمار الأجنبي هو حجم الأموال التي تم تحويلها من الخارج إلى سورية لتدخل في عجلة الاقتصاد الوطني...
لكن في التقرير الرابع الصادر مؤخراً عن هيئة الاستثمار السورية غاب هذا المؤشر وغابت معه كل ما يتعلق بحجم و تكاليف المشاريع الاستثمارية الأجنبية، التي شُملت و رُخصت في العام الماضي 2009، إذ اكتفت الهيئة بذكر الاستثمارات الأجنبية المرخصة منذ العام 2004 و لغاية العام 2008 و في مختلف المجالات، ثم أفردت باقي المساحة لتعيد نشر أبرز ما تضمنه مسح الاستثمار الأجنبي الذي أجراه المكتب المركزي للإحصاء بالتعاون مع الهيئة...فما الذي دفع الهيئة لتغيب بيانات عام 2009؟!.
للإجابة على هذا السؤال، فلابد من طرح خيارين للإجابة هما:
-الخيار الأول و يتمثل في أن بيانات هذا الجانب لم تكن متوفرة سواء لدى هيئة الاستثمار أو الجهات العامة الأخرى المعنية بالاستثمار كوزارة السياحة و الإسكان، وهذه في جميع الحالات و رغم كل المبررات التي يمكن أن تقدم فضيحة من العيار الثقيل، فها هو منتصف العام 2010 يمضي، و بيانات تراكمية عن مؤشر اقتصادي واحد يمكن تجميعه من ثلاث أو أربع جهات لم تنجز بعد؟!.
-و طالما أن الخيار الأول غير منطقي، فإن الخيار الثاني هو الأكثر موضوعية، فتقرير مناخ الاستثمار في الدول العربية لعام 2010 و الصادر مؤخراً أكد في بند تقديرات تدفق الاستثمار الأجنبي على الدول العربية، أن سورية إحدى الدول التي شهدت تراجعاً في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر الواردة خلال عام 2009 بمعدل 28.4 % لتبلغ 1.5 مليار دولار مقارنة مع 2.1 مليار دولار عام 2008، لذلك يبدو أن الهيئة الاستثمار لم تود القول أن الاستثمارات الأجنبية المباشرة في سورية شهدت تراجعاً كبيراً في العام 2009، رغم أنها ومع الفريق الاقتصادي الحكومي كانت تبشرنا بأن الأزمة
المالية العالمية سوف تترك تأثيرات ايجابية على مناخ الاستثمار في سورية، لذلك وعندما جاءت النتائج عكس ما تصرح به الحكومة فضلت عدم الحديث عنها أو التطرق إليها، مستغلة مسح الاستثمار الأجنبي لتلفت انتباه قراء التقرير إلى جانب آخر؟!!.
سيرياستبس