السلام عليكم
الأخ طالب البركة كلامك على العين والراس وانا معك بهذا
ولكن هذه الافكار بحاجة لحلول
أولا
الاسلامية مكلفة اكثر من التقليدية
للأسف قام احد الاصدقاء بالاستفسار من عدة بنوك تقليدية واسلامية من اجل قرض لشراء سيارة وكانت المفاجأة ان البنك الاسلامي بمحصلة ما يدفعه المقترض اكبر من البنوك التقليدية أي ان البنوك الاسلامية تاخذ مرابح مرتفعة بينما يجب ان تكون ارخص من البنوك التقليدية
وكانت كذلك التسهيلات من البنوك التقليدية اسهل وايسر واسرع
وفي المحصلة العامة كلاهما تقريبا يضع نفس الاجراءات لتحصل على القرض والجزاءات فمن حيث الظاهر كلاهما نفس الشيء ولكن المضمون او التسمية تختلف هذا قرض وهذا مشاركة اي ان الاختلاف لفظي وليس جوهري
ثانيا
نحن اليوم في عالم لا مكان فيه للاستثمارات والمبالغ الصغيرة فبنظرة صغيرة ترى ان رساميل الشركات العالمية تفوق ميزانية بلد كبلدنا سوريا
هذا يعني ان لم يكن هناك بنك اوآلية اخرى لتجميع الاموال الصغيرة والمتوفرة بايدي الناس ووضعها بيد صناعيين وتجار الخ والاستفادة منها بمشاريع استثمارية ضخمة لن تكون لنا او لغيرنا اي مكانة اقتصادية مرموقه
ارى انه لا بد من وسيط ما (مؤسسة ما بغض النظر عن اسمها او ماهيتها) لتجميع رؤوس الاموال الصغيرة ووضعها بتصرف الشخص الاقدر على استثمارها من خلال دراسة اضبارة طالب القرض لجدواه الاقتصادية والاجتماعية الخ
هذا من اجل تخطي سياسة الاقتصاد على مستوى الدكاكين والورشات الصغيرة التي في النهاية ستنتهي وينتهي معها اصحابه لان الانتاج الضخم mass production سيلغيها في المستقبل
عند محاورة بنوك تقليدية تجدها اقدر على تفهم المستثمر وخدمته من البنوك الاسلامية لانها ناشئة وفي كثير من الاحيان ينقصها الخبرة التي تكدست عند البنوك التقليدية وما يهم المستثمر في النهاية هو المرونة والتفهم
ثالثا
نظرة وطنية بحته
البنوك الخاصة الاسلامية والتقليدية تمويل اجنبي والحكومة من اجل جذب استثمارات اكثر قامت برفع نسبة مشاركتهم من اجل المطلب التركي اي المرابح ستخرج لخارج البلد في المحصلة النهائية وهذا مضر بلاقتصاد الوطني
رابعا
البنوك الاسلامية لها تعاملات مع البنوك التقليدية ولا تستطيع ان لا تتعامل معها فهي متشابكة معها بشكل او بآخر وتلك البنوك تسجل لها فوائد دائنة وهو يسجل عليها فوائد مدينة
والبنوك الاسلامية يجب ان تضع ما نسبته 15% على ما اظن من رصيدها لدي مصرف سوريا المركزي ويكون مجمد لصالحه ويتصرف به بطريقته التقليدية
وهناك حالات كثيرة تثبت انها ليست اسلامية محضة بل تتشابك مع التقليدي كثيرا
الخلاصة
انا لست بمفتي ولكن لي قناعتي الاسلامية الاوسع اقتصاديا
أنا شخصيا ارى ان التعامل مع البنوك العامة المملوك للدولة --هو الحل الحالي-- افضل من الخاصة لان الفائدة التي ستجنيها هذه البنوك مني ومن غيري ستذهب في جيب الخزينة العامة للدولة ولفائدة البلد بشكل عام (بيت مال المسلمين ان صح التعبير)
هذا افضل بكثير من ان تذهب لجيوب خاصة اسلامية في قطر (الدولي الاسلامي) او البركة (البحرين)
او الجيوب الخاصة تقليدية اسلامية او غير اسلامية
لا افضل قرض بنك اسلامي على قرض بنك حكومي لاني ارى ان ضرر الخيار الثاني افضل لصالح الاقتصاد الوطني (اخف الضررين)
الحل الآمثل ان تكون هناك بنوك اسلامية برساميل محلية بحته لا ان تذهب خيرات البلد للخارج (خط احمر)
في الازمة العالمية التي مرت كل البنوك في العالم تأثرت وخسرت وأولها التقليدية
ولكن في سوريا كانت البنوك الحكومية تجني الارباح وتكبر فالبنك العقاري ربح ما يقارب 40 مليار بعام 2009- هذا العام الذي كان الاسوء عالميا
انا شخصيا عندما احتاج لقرض آخذ من البنوك العامة لتذهب الفائدة لصالح البلد بشكل عام بدل المستثمرين الاسلاميين او غير الاسلاميين الطوفرين من مليارات الاستثمار
عذار حاولت الاختصار قدر الامكان
والله اعلم