اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة iass
الأخت رندة، اختراع هام هو الأساس في تطور البشرية، ولا يوجد غيره، هو الطباعة، وقد اخترعها جوتنبرغ عام 1450، وهو سر تفوق الغرب على الشرق، وحتى الآن يعتبر السبب الاساسي في النهضة الاجتماعية والثقافية للغرب. فاختراع المطبعة، يعني طباعة الكتب، مما يعني توفير إمكانية بيع الكتب بأسعار رخيصة، هذا يعني زيادة عدد القراء، فالمطبعة لا تعيش بدون قراء، مما يعني تحسن مستوى التعليم، مما ادى إلى بروز مؤلفين جدد وإلخ، وهذا الموضوع بقي تراكميا على مدى قرون، اليوم مثلا، نستطيع أن نعرف اعمال شكسبير بحسب الطبعة، وأشهرها الفوليو من أواخر القرن السابع عشر، وهي النسخ التي نعتمد عليها في مسرحيات شكسبير.
بسبب الطباعة، استطاع نيوتن أن يعمم نظرياته في الكتب العلمية، واستطاعت الجامعات في العالم بأسره أن تستفيد من نظرياته، في حين، الضلع الأضعف، وهم المكتشفون العرب، لم يستطع أحد تمييز مدى عبقريتهم، لان علمهم كان محدودا بمدينتهم، وبنساخ كتبهم، وبكتبهم التي قرأها مجموعة بسيطة من التلاميذ العلماء الذين لا نعرف عنهم شيئا.
نقطة أخرى أود أن أنوه عنها، ابن خلدون في مقدمته، أسس لما يسمى بعلم الاجتماع، وهو طبعا أهم من كل ما سبق ونوهت عنه بين هذه الأسماء اللامعة سابقا، ومع ذلك، وكما سبق وكنا في هذا النقاش مع د. فاطمة الجيوشي( اطال الله في عمرها إذا كانت لا تزال على قيد الحياة، ورحمها الله إذا كانت قد توفت لأنها من أكثر الأساتذة علما ومعرفة ممن عرفتهم في حياتي) ، قالت الدكتورة: المشكلة أن ابن خلدون لم يأسس لبنية بحثية مستقبلية، ولم يكن هناك مجتمع ناضج، فيه من العلماء ممن سيتبنون نظريته العلمية ويطورون عليها، ويعملون بها، ويعتبرونها قاعدة علمية لأبحاث مستقبلية. نحن في تاريخنا لدينا حالات فردية فقط، وهي دائما من خارج مجتمعها، غير قادرة على التأثير في مجتمعها، لذلك لم تخرج هذه الاكتشافات عن كتبها، ولم يعرف بها أحد، حتى أتى الغرب وأخبرنا بأن هؤلاء العلماء لهم السبق في اكتشافاتهم على الغرب.
أذكر طرفة لها علاقة بالحرب الباردة، ففي الثمانينات انتشر تعليق لأحد الصحفيين الأذكياء الذي قال، الولايات المتحدة تعلن بأنها اخترعت شيئا ما، ينبري الاتحاد السوفييتي ليقول، لقد اخترعناه منذ أكثر من عشرين عاما، في حين تقوم اليابان بتصنيع الاختراع بالملايين وتسويقه.
مع تقديري لما نشرته
|
ثم يأتي التخلف والجهل وتحرّم دخول الطابعة على البلاد العربية .... لاكثر من 300 سنة